اقتباسات عائشة مختار

❞ كلُّ الحُجَّاجِ التائهين الذين يمرُّون بأزقة القرية يندهشون حين يمرون بمنزلها. ❝

❞ حين يتنقل الرجل الذي يحبُّ التجوال مِن مكان لآخر، يرى عشرات الأمهاُت خلفه، وكل يوم، كل يوم، يرى وجوهًا جديدةً ترتحل معه. ❝

أخذ الغريب يقترب مِن كل رجل وامرأة وطفل يقابله ليهْمِس بالطريقة نفسها، والكلمات نفسها، ثم يَمضي إلى غيرهم، تاركَهم ما بين مُتسائل وفَزِعٍ وذَاهِلٍ:

‫ - الرِّيح ستأكل وجوهكم.

كانتْ أجمل مِن أي شيء رأوه في حياتهم، أجمل مِن كل النخل المُعَمِّر في القرية، وأجمل مِن حِصان شيخ المدينة الأسود، وأجمل بالتأكيد مِن كلِّ طفل وامرأة ورجل عَبَروا أزقة القرية الضيقة المتربة.

❞ لكِ طريقةٌ خاصةٌ في الهَربِ مِن هذا العَالَم؟ ❝

❞ يتحِدُ ويتناغم مع الكون، يكلمه الصباح، وتغمز له النجوم، يدخل في الدائرة الأولى فيستمع وينصت، لا يحتاج إلى الكلام. بات يكتفي بالصمت وشعورِه أنّ الكلمات تحرِّك قلبه. ❝

❞ خَطَرَ له أنَّ الحياة ما هي إلّا لحظات أو حُلْم سينتهي ❝

❞ أكانت حقيقة أم خيالًا؟ لا يذكر هو ولا تذكر هي. ❝

‫ - هم يعرفون ما يريدون؟ كلُّ أهل القرية يطلبون السعادة، لكنهم يجهلون طريقها وما يريدونه أحيانًا يذهب بهم للاتجاه الآخر.

❞ وعرفتْ ألّا حرية أمام الموت، وألّا شيءَ مستثنَى منه، حتى أكثر المخلوقات حرية. ❝

❞ ومع الأيام أصبح أهل المدينة أكثر البشر فصاحة مع تناقُل المُفردات الجديدة التي كان الرجل يقولها كلما فقد حرفًا. ❝

❞ يستخدمها بالأخصِّ مع النساء، فتتساقطُ الحسناوات بين يديه كأنَّه يجمعُهنّ في سَلَّة يَمْلكها خِصيصًا لذلك. لم تنجُ أيٌّ مِنهن مِن سحره، جميلة كانتْ أو قبيحة. ❝

❞ مضتْ حياته ورائحتها تُرافقه في صَباحاته، حتى بدأ بصرُه يَضْعُف، ثم لَحِقتْ به قُدْرتُه على الشمّ، فبقي في سريره على الدوام. في أيامه الأخيرة كان يرى طَيْفَها عند مدخل غرفته في الصباحات، وما إنْ تدخل حتى تتحوَّل الغُرفة إلى حديقة ❝

❞ في طفولته تعوّد النَّجار أنْ يتظاهر بالنوم إلى أنْ تُقبِّل والدتُه، تَسبقها رائحة المِسك المُختلِط بالقرفة، تقبِّله على رأسه، ثم تسأل بصوتِها الناعس:

⁠‫- ألم تستيقظْ بَعْد؟ ❝

❞ النَّبْتةُ المَغْروسة في قلبها، مُتجذّرة وتنمو، وقلبها ليس كبيرًا كقلب حوت. ❝

❞ الطريق إلى المدينة طويل، لا بُد أنَّ الصحراء دَفَنَتْها كعادتِها. ❝

❞ جَلَبته ذاتُ الوشْم الأخضر إلى القرية الجافة، كما تريد، ورّغم كلّ شيءٍ. ❝

❞ رأتْ أصابعه الزرقاء الصغيرة تتشبَّث برحمها في حُلْم نَكِد بعد ليلة الريح الأولى ❝

❞ ما يُفهم بالبدِيهة لن يُخبرك به أحد. ❝

الأحلام جسر بين الصحو والمنام وبين المؤقَّت والدائم.