اقتباسات أحمد عبد العزيز

يبدو أن كل النساء متشابهات، يملكن اللامبالاة ذاتها، وعدم الاكتراث، كأنهن أجساد بلا روح أو إحساس، أصنامًا من الحجارة أو تماثيل من رخام صلد.‏

حفرت في روحه بإزميل من الجحود خذلانًا وهوانًا أطاح بنفسه الصغيرة في دوامة المعاناة طوال عمره، ولم يجد من يداويه قط.‏

ذهب سعيد، وترك لي شرفة حسناء، تضيء لي عتمة في دماغي، وتلقي إليّ وردة كلما داعبت كلماته كياني، وحلم عشت عمري بأكمله أتمنى تحقيقه.‏

إذا انفتحت العيون يا صديقي لا يمكن لها أن تعود لسابق عهدها.‏

إذا كان الموت هو نهاية الوعي، إذن لا شعور بعد الموت، وإذا كان

تطاردني الدقائق والثواني، لتضع نهاية لرحلتي الطويلة في الحياة، أشعر بتسارع نبضات قلبي حين لا يتبقى لدي سوى أقل من ست ساعات فقط على النبضة الأخيرة، ينبغي أن أنهي فيهم سرد كل شيء.‏

‫ ‏يأملون أن أترك لهم ملحمة عظيمة عن بطولتي في هذه الحياة، حتى يخلّدوا بها ذكراي، ويضعونها (كما قطعوا لي عهدًا بذلك) في صدر قاعة يوم الصحوّة، على منضدة أنيقة أسفل إطار أنيق مُذهَّب يحمل صورتي، بجوار صورة العرّاب الأول.‏

إن كان الحلم تحول إلى حقيقة فهيا لأغتنمها الآن وإلا عشت ما تبقى من حياتي نادمًا على قراري…‏

كان هناك دومًا شيء ما في هذه الحياة اسمه الحب، لم أكن أعرف أنه موجود، هذا الشلال من المشاعر الذي يجتاح العقل والوجدان، والنبع الصافي من النور، الذي لا يعكر صفوه أي تعليمات أو قوانين، والذي منه انبثق شعوري بهذا الطفل

وكأن للحب سطوة على القلوب، إذا ما اقتحم إحداها طرد أمامه فلول الكراهية وتربع على عرشها، وحكم في مُلكه الجديد، ثم أسس قواعد دولته وأرسى قوانينها، وفرض عليها أن تحب كل شيء.‏

كأنها أمطار شتاء عاصف تقصفني بعنفوان، عارٍ أمام نفسي، أنظر في المرآة فلا أراها بداخل جسدي، لا أعرف عنها شيئًا، لا أستطيع فهمها، عقلي مكبل بآلاف القيود، لا هي تعتصر ضلوعي فتهلكني، ولا تتركني أحاول الفرار…‏

‫ ‏دون أن أبرح مكاني، كنت أرتحل أميالا، أتخطى أسوارًا، أبحر بعيدًا في محيط ثنايا عقلي، فلا أجد دليلًا أو مرشدًا.‏

حفرت في روحه بإزميل من الجحود خذلانًا وهوانًا أطاح بنفسه الصغيرة في دوامة المعاناة طوال عمره، ولم يجد من يداويه قط.‏

(ليس الموت، ولكن الخوف من الموت هو المشكلة؛ إذا كان الموت هو نهاية الوعي، إذن لا شعور بعد الموت، وإذا كان الموت هو نهاية الإحساس، إذن لا ألم بعد الموت!)‏

تعلمنا من التاريخ أن الأنظمة الرأسمالية على مر العصور لا تنتج سوى الاحتكار والفساد والطبقية، وانتشار الفقر والمشكلات الاجتماعية.‏

‏لم يكن ينبغي أن تتدخل الرحمة أو الآدمية في أمر مثل هذا، إنها قضية وجودية، مستقبلنا ومستقبل الحياة الواعية على الكوكب كله تتوقف عليها…‏

‫ ‏إما نحن… أو هم!‏

‫ ‏لا وجود لملكية خاصة، الملكية كلها للكيان، بينما يتوجب علينا نحن الشعب العمل في الهيئات والمؤسسات التي يتم تعييننا بها من قبل هيئة التشغيل، ويعتبر الامتناع عن العمل أو التقاعس عنه جريمة تستحق العقاب الأوحد. ‏

والخروج عن هذا النظام يعد جريمة تستوجب العقاب.‏

بينما ليس لدينا سوى عقاب واحد فقط… هو غسيل الدماغ ومحو الذاكرة!‏

‫ ‏نحن بالفعل لا ندري ما سبب إبقاء هؤلاء، فهذا سؤال لا نملك حق طرحه.‏

‫ ‏كعديد من الأسئلة المحظورة طبقًا لقانون الكيان!

‫ ‏فما ضير الرميم من نخر الدهور في أُضلُعه…‏

‫ ‏وما مغنمهُ إذا انبثقت الرياحين من ثرى جنباته!‏

احرقوه بلا وعي لعقود طويلة، وملئوا الغلاف الجوي بغازاته الدفيئة، عبثوا بالاتزان البيئي للكوكب الأزرق حتى انتفض وعاقبهم على العبث بمناخه، وأفناهم عن آخرهم…