اقتباسات يوهان هاري

❞ وهكذا نقل مايكل إلى المسؤولين عن مكتب الضرائب في الإدارة المدنية ملاحظاته القائلة: إن عدم القدرة على التحكّم بالوظيفة، وغياب التوازن بين الجهود المبذولة والمكافآت، كانا وراء حدوث حالات الاكتئاب الشديدة بين موظفيهم، والتي كانت تؤدي بهؤلاء إلى الانتحار. ❝

❞ لم يكن هناك من يلاحظ قطّ مقدار الجهد الذي كان يبذله في العمل. ولعلّ الفكرة التي ترد إلى عقلك في مثل هذه الحالة هي أنك بالنسبة إلى العالم «غير مهمّ»، لأن لا أحد يهتمّ لما تفعله. ❝

❞ وفي كونه يموت قليلًا في كل يوم عمل، لأن عمله لا يلمس صميم كيانه. إذًا، واستنادًا إلى هذا المعيار الواقعي الملموس، فإن عمل جو في مخزن الدهان هو أشدّ أشكال العمل التي تسبّب الضغط النفسي. يقول مايكل إن «عدم التمكين» ❝

❞ مفهوم الأسباب التي تؤدّي إلى الضغط النفسي في مجال العمل تغيّر جذريًّا. أسوأ مسبّبات الضغط النفسي لا تكمن في ضخامة المسؤولية التي تلقى على عاتق الموظف، بل في أن يكون مجبَرًا على القيام بعمل روتيني ومملّ، ومدمّر لروحه؛ ❝

❞ وبالنسبة إلى نتائج هذا البحث وإضافاته العلمية يقول مايكل: «مفهوم الأسباب التي تؤدّي إلى الضغط النفسي في مجال العمل تغيّر جذريًّا. أسوأ مسبّبات الضغط النفسي لا تكمن في ضخامة المسؤولية التي تلقى على عاتق الموظف، بل في أن يكون مجبَرًا ❝

❞ كنت تعمل في مركز الإدارة المدنية وتتمتّع بقسط عالٍ من القدرة على التحكّم بوظيفتك، فإنك أقلّ عرضة للإصابة بالاكتئاب، أو بأي حالة من الضغط النفسي الشديد، ❝

❞ إذا وضعت العوامل المؤثّرة على رسم بياني، تجد أنه كلما ارتفع شأن منصبك في إدارة الخدمة المدنية، انخفض احتمال إصابتك بالاكتئاب تدريجًا. وهذا يظهر وجود علاقة وثيقة بين الإصابة بالاكتئاب ومكانك في التراتبيّة؛ وهو ما يسمّيه أساتذة العلم المجتمعي «المنحدر ❝

❞ من أعراض الاكتئاب المعروفة حالة تدعى «تبدّد الواقع» Derealization، وهي عندما تشعر بأن ما من شيء من الذي تقوم به صحيح أو حقيقي. ❝

❞ واكتشف الفريق أن العوامل أو المعايير التي اعتمدها جورج وتيريل في بحثهما (القلق المزمن، ومصادر الأمان، والحوادث القاسية) كانت تدفع إلى الاكتئاب -أو تحمي الناس منها- في كل مكان على حدّ سواء. ❝

❞ إن لم يكن لديك أصدقاء، وليس لديكِ زوج يدعمك، فإن احتمال إصابتك بالاكتئاب جرّاء حادث خطير يطرأ على حياتك سيكون بنسبة 75٪. ما يعني أن احتمال وقوعك في الاكتئاب أكبر بكثير من احتمال عدم وقوعك فيها. ❝

❞ أمرين يرفعان احتمال الاصابة بالاكتئاب وهما - حادثة سلبية قاسية جدًّا، إضافة إلى مشاعر القلق المزمن وغياب مصادر الأمان. ❝

❞ سألت نفسي: ماذا لو كانت الاكتئاب حالة من الحداد - على حياتنا التي لا تسير كما نتمنّى؟ ماذا لو كانت الاكتئاب أحد أشكال الحِداد على علاقات فقدناها مع أننا لا زلنا بحاجة إليها؟ ❝

❞ إن تطابقت الأعراض مع حالتك فنتيجة التشخيص ستشير إلى أنك مصاب بمرض عقلي/نفسي، من غير الحاجة إلى النظر في الظروف المحيطة بحياتك - أنظر إلى الأعراض وحدها، ولا تسأل ماذا يحدث لذلك الانسان في حياته الشخصية. ❝

❞ نتصرّف وكأن كآبة الانسان شيء منفصل عن حياته، ويمكن التعامل معها بناء على قائمة أوصاف وقياسات عامّة، وإدراجها بالتالي في خانة الأمراض العقلية. ❝

بدت لي الصحيفة الورقية (ذلك الشيء الذي استهدفه القاتل في ميريلاند) اختراعًا حديثًا استثنائيًا، اختراعًا يَلزمنا جميعًا أدركت أن أسلوبنا المعتاد في «استهلاك الأنباء» يؤدّي إلى توليد حالة من الذعر، أما هذا الأسلوب «الجديد»، أسلوب الصحيفة الورقية، فهو يعطي نظرة

إن المرء ينحّي جانبًا كل ما يشغله ويشتّت انتباهه فيبدأ رؤية ما كان منشغلًا عنه.

البشر كائنات معقدة إلى حد بعيد جدًا، ومن الصعب حقًا قياس أمر متداخل من قبيل ما يؤثر سلبًا على قدرتنا على التركيز والانتباه.

عوامل كثيرة جدًا ثبت علميًا أنها تؤدي إلى إنقاص قدرة الناس على الانتباه. وثمة أدلة قوية على أن كثرة من تلك العوامل قد شهدت تزايدًا خلال العقود القليلة الماضية، بل شهد بعضها تزايدًا كبيرًا جدًا.

لن يكون ممكنًا، على المدى البعيد، إنقاذ تركيزنا وقدرتنا على الانتباه في عالم يسوده إيمان بأن علينا أن نواصل النمو ونزيد سرعة حياتنا مع كل سنة تمر.

الحاجة إلى النمو الاقتصادي تبدو القوة العميقة التي تقود عددًا كبيرًا من أسباب ضعف انتباهنا، تلك الأسباب التي توصّلتُ إليها في ما مضى: توترنا المتزايد، وساعات عملنا المتزايدة، والتكنولوجيا التي تصير أكثر اقتحامًا لحياتنا، وقلة نومنا، وأنظمتنا الغذائية الرديئة.