اقتباسات حنين الصايغ

قد يكون الألم فنَّانًا، ولكنَّ الحبّ هو تحفته المكتملة. الحبّ الذي تنبَّأت لي به منذ سنوات بجانب النهر تحقَّق، ولكنَّ الفرق بيني وبين سندريلاَّ هو أنَّني لم أعُد بحاجةٍ لأستعير حقيقة شخصٍ آخر كي أنال الحبّ. الحبّ يا صغيرتي جعلني حقيقيَّة وحطَّم كلّ الأساطير التي كانت تحجبني عن الحياة. قلبك الصغير كان يعلم ما لا سبيل لنا إلى معرفته عن طريق التحليل والتعليل. علمتِ منذ البداية أنَّ الحبّ هو مصير كلّ من آمن به. وقبل أن تفهمي معنى كلمة إيمان، آمنتِ بحبِّي لك. الحبّ هو ما يحدث لنا قبل أن نجد مصطلحاتٍ جاهزةً لنسكبه في قوالبها.‏

‏الوجع لن يتوقَّف يا صغيرة، ولكنَّه سيتَّخذ أشكالاً أخرى، وسوف تصبحين غير قادرةٍ على تمييزه. قد ترقصين رقصةً بفستانٍ أسود أو أبيض، وتُبكين العيون والقلوب معًا، وستفرحين لذلك

لا قيمة لحياة الإنسان إنْ لم يكن نزيهًا وحرًّا،

لماذا لا أجدِّد يقيني بهذا الرابط غير المرئيّ؟ لمَ لا أتبع الجذور حتى أصل إلى الجذر الذي ينمو من قلب أُمِّي

انفجرت بيروت مثل امرأةٍ أمضت خمسين عامًا في كبت مشاعرها لتبصقها مرَّةً واحدةً في انفجارٍ كلَّفها أرواح أبنائها.

‏وأصبح التحديق في السقف‏

‫ ‏نافذةً على حديقة الله.‏

لأنَّ البحر كان بعيدًا‏

‫ ‏ولم أكن قد لمست مركبًا من قبل،‏

‫ ‏ولأنَّ هروبي مهما بلغت شدَّته‏

‫ ‏كان ينتهي بالنوم أو توسّله،‏

‫ ‏أصبح التحديق بالسقف مركبي.‏

‫ ‏حفظت عن طريق الهروب‏

‫ ‏خرائط الرطوبة في سقف كلّ بيتٍ سكنته‏

‫ ‏الأضواء المستديرة في أسقف الحافلات‏

‫ ‏والبيضاء المستطيلة في قاعات المحاضرات.‏

هي مجموعة أحداثٍ لا يظهر فيها حدثٌ إلاَّ نتيجةً لبذرةٍ زرعها الحدث الذي سبقه.

وبأنَّ البحر بكلِّ جبروته مستلقٍ عند أقدامنا مثل قطٍّ وديع، وبأنَّ الحياة رغم كلّ شيءٍ ما زالت جميلة.‏

كيف سأتحمَّل وجع الفطام، وأعود لاختبار ضآلة الحياة بعد أن دخلت السعادة من أوسع أبوابها؟‏

كانت أشبه بخفَّة الأحلام وسلاسة التحام الغيوم في فصل الربيع

❞ لقد عرفت منذ الطفولة أنَّ المرأة في مأزق. لا أستطيع أن أقتفي أثر هذه المعرفة أو أحدِّد الوقت لاكتسابها، لأنَّها معرفة تراكميَّة كبرت معي وأصبحت جزءًا منِّي، مثلما كبر جسدي وخوفي من أبي. ❝

عانقني وكأنَّه أخيرًا وجد وطنًا يستريح فيه.‏

ائتمنَّا الطبيعة على أرواحنا، حيث وضعتَ قلبَك على كفِّ إعصارٍ ووضعتُ أنا قلبي في صدر دوَّامة… منذ ذلك اليوم، شيءٌ ما في داخلي تغيَّر إلى الأبد. من يومها وأنا أشعر بكلِّ ولادةٍ تحدث وكلّ إجهاض. ظننت أنَّ تلك هي حيلة الكلمات، فتمنَّيت لو أنَّك أهديتني كتابًا يلخِّص فلسفتك في الحياة كي أُعيد قراءته مرارًا. ولكنْ كان عليَّ أن أُدرك أنَّ رجلاً بسخائك لا يحبّ عن طريق الأفكار، وأنَّه كان لا بدَّ لك أن تحملني إلى جذورك وتغرسني في نواة الأرض.

كان لقاؤنا بمثابة ارتطام كوكبيْن. ارتطامٍ حوَّلني إلى عالمٍ تتساقط من سمائه النيازك وتلمع بين نجومه الشهب. سرٌّ ما فيك أيقظ قداسة الأنوثة في ذاكرة كلِّ خليَّةٍ

أجلس منذ يوميْن كطائرٍ يتكوَّر فوق حنجرته الدامية، لكنَّه يواصل الغناء. أشعر بوحدةٍ لم أختبرها من قبل، ويفترسني خوفٌ لا أقوى على مقاومته. أخاف أن تبخل علينا الحياة بلقاءٍ جديد، وأخشى أنَّ كلّ ما صار هو مجرَّد حلمٍ عابرٍ أو قصَّةٍ رومانسيَّةٍ قصيرة تصلح لذكريات الشيخوخة، لكنَّها لا تصلح أن تكون بداية عمرٍ جديد

بل جبل ثلجٍ يستعير وجوده من برودة بحر الحياة من ناحية، ويتغذَّى البحر على عجزه وعلى موته البطيء من ناحيةٍ أخرى.‏

«أنت تشبه البحر»، تغيَّر كلّ شيء. كان من المفترض أن تفاجئني كلمة (بحر) كنعتٍ لوجودي.

وتحايلاً على انحناءات الزمن وبطش الجاذبيَّة. كنت أسافر من أجل السفر لا من أجل وجهةٍ أو غاية.

كان الطيران مجرَّد هدنةٍ قصيرةٍ مع هذه الأرض التي تتَّكئ على وجودي بكلِّ ما أوتيتْ من قسوةٍ، وتحجب عنه الهواء والألوان..