اقتباسات حنين الصايغ

فشلت القيادة ومحاولات سالم في إبهاجي، كما فشلَت القراءة وكتابة الخواطر في إعادتي إلى المرأة التي كنتها قبل عمليَّة التلقيح شيءٌ ما غيَّر صورتي عن نفسي إلى الأبد شيءٌ ما جعلني أشعر أنَّ جسدي صار سجنًا، وأنَّ عليَّ أن أعيش

«لا وجود لهرمونات الحمل في تحليل الدم»، قال الدكتور بصوتٍ تقريريٍّ من غير أن يُبدي أيّ تعاطفٍ مع سالم الذي دفع مبالغَ طائلةً، واستعدّ بكلِّ وجدانه لخبر الأبوَّة؛ ولا أبدى تعاطفًا معي أنا الفتاة المراهقة التي تحوَّلت إلى فأر مختبرٍ

فكَّرت باحتمال الطفل الذي سيغرسونه في أحشائي الطفل الذي بدأت علاقتي معه على شكل انتهاكٍ وحقنٍ وألم من يرمِّم كلّ هذا أيُّها الاحتمال الصغير الراقد في أنبوبٍ في عيادةٍ فخمةٍ في الحمرا وأُمُّك هنا تُحدِّق في السقف؟ كيف أبني جسرًا

ولكنَّ الأمومة لم تكتفِ بروحها، بل نالت من صحَّتها أيضًا ومن بريق عينيْها ومن حبّها للحياة كنت أكره نفسي حين أرى أُمِّي تبكي، وأشعر بعجزي أمام حزنها وحين يصرخ أبي في وجهها أو يعاملها بقسوة، كنت أشعر بالمرارة وأرجوها أن

ربَّما لا نخسر أصواتنا دفعةً واحدة عند حدثٍ كبيرٍ أو حادثةٍ مأساويَّة! ربَّما نخسرها بالتدريج وبالتواطؤ الصامت؛ في كلِّ مرَّةٍ نتظاهر أنَّ شيئًا لم يحدث لنتجنَّب المواجهة…

أدركت مرَّةً واحدة أنِّي لا أعرف شيئًا ولم أختبر شيئًا، وأنَّ كلّ ما سوف أعيشه وأختبره من الآن فصاعدًا سيكون سالم جزءًا منه وحارسًا عليه.

❞ الصراعات هي التي تخلِّصنا من سجوننا، والمساعدة التي تأتي من الخارج ليست فعلاً مساعدة. هي فقط حلٌّ موقَّتٌ وتأجيلٌ للمعركة الحقيقيَّة. ❝

❞ هممت بكتابة مجموعة رسائل لها حتى تقرأها حين تكبر، ولكنِّي عدلت عن الفكرة، لأنِّي أعرف أنَّ قلبي مليءٌ بالمرايا المكسورة، ولأنَّ الأشياء الحادَّة لا يجب أن تكون بمتناول الأطفال وإن كان ذلك فوق الورق.‏ ❝

لأمِّي قصَّةٌ مختلفة. فأنا منذ طفولتي، لم أفلح بفصل نفسي عنها. تقمَّصت مأساتها بكلِّ ما فيها من تفاصيل، وتماهيت معها إلى حدٍّ يصعب معه التوجُّه لها من غير أن أُصيب نفسي

هناك أمانٌ خطيرٌ في أن نستكين لليأس، بأن نكون بلا أملٍ ونتمسَّك بهذه الحالة، لأنَّ كلّ أملٍ جديد يحمل احتمال انكساره..

لقد علَّمني الخوف أن أكتم صوتي. كانت صفقةً أبرمتها بمفردي مع الحياة كي أعيش بسلام.

لم أختبر خوفًا أقسى من ذلك الذي ينتج عن شعوري بالدونيَّة وعدم الاستحقاق. كنت أشعر أنَّ ما أصبو إليه أكبر منِّي ومن قدراتي بكثير، ولكنَّ شيئًا ما في داخلي أصرَّ على أخذ هذا الطريق.

‫ ‏لم أختبر خوفًا أقسى من ذلك الذي ينتج عن شعوري بالدونيَّة وعدم الاستحقاق.

❞ أدركت في تلك اللحظة أنَّ هذا هو «ميثاق النساء» الحقيقيّ. ميثاقٌ من التضامن والفهم والوجع لم يخطّه أحدٌ في كتاب، ولم يفرضه أحدٌ على النساء. ميثاقٌ يجعلنا نتواصل ونترابط على بُعدٍ آخر. بُعدٍ لا علاقة له بالدين والثقافة والجغرافيا. نحن ❝

❞ هناك أمانٌ خطيرٌ في أن نستكين لليأس، بأن نكون بلا أملٍ ونتمسَّك بهذه الحالة، لأنَّ كلّ أملٍ جديد يحمل احتمال انكساره.. ❝

مثل الحبّ تمامًا. في اللحظة التي يبدأ فيها الإنسان بالتساؤل إذا كان لا يزال في حالة حبٍّ، يكون الحبّ قد غادره.‏

❞ لربَّما ينسى الإنسان حاجته إلى الإيمان حين يكون قويًّا، ولكن لا يلبث الألم أن يُنزله على ركبتيْه حيث يتذكَّر أنَّه أضعف من أن يقف وحيدًا، وأنَّه لا بدَّ من كتفٍ حنونٍ ❝

❞ في كلِّ مرَّةٍ نتظاهر أنَّ شيئًا لم يحدث لنتجنَّب المواجهة… وكأنَّ أحدًا ألقى بنا فوق لغمٍ تمَّ تفعيله للتوّ، فنأبى النهوض بعدها ونلتصق باللغم حتى لا ينفجر تحتن ❝

❞ في مجتمعاتنا، فقط حين يتحدَّث رجلٌ عن معاناة المرأة تصبح هذه المعاناة حقيقيَّة. ❝

❞ كان ينزعج حين أضحك بصوتٍ عالٍ، وينزعج حين أرفع صوت الموسيقى في البيت أو في السيَّارة! ومنع عليَّ تدخين السجائر أو النرجيلة مع أخواتي وصديقاتي، وحدَّد وقت عودتي إلى البيت وعلاقاتي بالأشخاص، وطلب منِّي أن أقطع علاقتي بأكثر من امرأةٍ ❝