اقتباسات لنا عبد الرحمن

لو كانت أحداث حياتنا، تدور على الشاشة؛ ستتغيّر النهايات، ربما تكون أقل بؤسا، لكن الأشياء في الحياة لا تقع كما هي في السينما، نحن لا نشبه أبطال الأفلام أبدًا.

«قديسة العائلة»، تساعد الجميع عن طيب خاطر إلى حدّ مستفزّ أحيانا، ولّا يصدّق بأنّها تحمل هذه الطيبة، لكنّنا لم نستطع حمايتها أبدًا. ظلت تواجه وحدها معارك الحياة، ولم نكن ندري أنّها تنهار.

الموت مجرّد لحظة فارقة، تقلب حياة البشر وتحوّلها من الوجود إلى العدم، مجرّد لحظة كافية لأن تنزع أيّ يقين سوى بحقيقة الفناء.

كانت تفكر أنّ كلّ الآباء يقومون بهذه التصرّفات مع أولادهم، وليس عليها أن تكرهه فقط لهذه الأسباب، لكنّها عجزت أيضًا عن إيجاد أيّ أسباب ترسم فيها للغائب صورة مشرقة، لذا ظلت سيرة الأب بالنسبة لها محاطة بضباب كثيق لم ينجلِ

لكنّ لمحات الودّ تلك لم تترك بصمة لا تنسى، بقدر لحظات الألم،

كان يشتم ويسبّ لأصغر الأسباب، صار عاطلًا عن الحياة، بعد فقدان معركته وسلاحه.

وظهر له وجه آخر - أكثر قسوة - لم تعرفه العائلة من قبل. صار له قباحة رجل مهزوم خسر كلّ شيء مرّة واحدة.

القسوة التي واجهناها منفردين جعلتنا نكتسب مرونة وصلابة، لا تتحقّقان للأشخاص الذين عاشوا حياة طبيعيّة. كنّا قادرين على التجاوز، على العبور، والأهمّ على الإيمان بالغد.

أفكر كيف اختلفت الحياة بسرعة لاهثة إلى هذا الحدّ، وكيف أنّ علاقتي مع الحياة ربّما كانت مباشرة أكثر!

أن وجهي الحياة حاضران معنا في كلّ وقت، وأنّه في لحظة ما ينتصر الشرّ على الخير، وفي أخرى ينتصر الخير على الشرّ.

«ليس البشر الذين يفقدون هويّتهم فقط. الأماكن تتجرّد قسرًا من انتماءاتها في كثير من الأحيان. لسنا نحن فقط من خسر هويّته!».

لأنّ الحروب بكلّ ما فيها من بشاعات تقوم بناء على رغبة طرف في إبادة هويّة طرف آخر.

ربّما ظلت نجوى طوال عمرها عالقة بين اسمين وحالتين، لا تعرف كيف تستقرّ على أيّ منهما،

لأنه مثلي بحث عن أب ولم يجده. وسيظل طوال حياته يتوق لمن يمنحه تلك العاطفة المنقوصة. الحياة ليست عادلة..

الإحساس باليتم ليس له علاقة بالوجود البدنيّ للأبوين، فما فائدة الوجود المادّيّ مع غياب الغاية الحقيقيّة منه!

لم يبق لديّ شيء من الأحلام. تلاشت كلها، منذ أن تبدّدت الغايات الأولى والحقيقيّة.

أريد العيش من أجل أشياء كثيرة حلوة لم أعرف قيمتها إلا في وقت متأخّر.

ليتك تبقى كما أنت الآن.. عالقًا بين السماء والأرض.

تكتشف في كل مرّة أنّ الرحيل الدائم وقت مقتطع غير متّصل بالزمن، تكون خلاله في حالة أمان قصوى، غير مرهونة للمكان، للهويّات، وللتعريفات التي يبحث عنها الآخرون.

❞ أظن أن البشر ابتدعوا الصداقة ليتخلصوا من عزلتهم المفروضة عليهم بحكم الطبيعة.

⁠‫العزلة التي تبدأ مع حصار العقل. فالعقل الذي يعتبر خزان الافكار واللغة هو في الوقت عينه سجن إنفرادي، كهف معتم جداً، بيت سري لا يعرف ما فيه إلا من يقطنه، بل إن من يقطنه لا يعرف تماماً ما فيه، لكثرة ما يحتوي من دهاليز، وغرف سرية. ❝