اقتباسات لنا عبد الرحمن

أظن أننا كشعوب عربية ما زلنا بحاجة لتعلُّم لغة الحواس، إنها اللغة التي تُمكن الإنسان من الاستمتاع بكمية قليلة من الطعام؛ لأنها تنبهه إلى يقظة حواس روحه مع كل لقمة ومع كل رشفة قهوة، بحيث لا يزدرد الطعام بلعًا، بلا إحساس برائحته ولونه وشكله. ربما تساعدنا تلك اللغة على استيعاب الفن الثامن أكثر، وفتح نوافذ جديدة للروح.

‫ ربما من الصعب بالنسبة إلى الإنسان الواقعي، المعاصر، الذي أمضى عمره بعيدًا عن الطبيعة أن يصدق أن ثمة حياة خصبة، فاتنة، مرحة وحيوية تدور بصمت في الحديقة والغابة، عبر الهواء والأرض وحفيف الأوراق، الذي يمنحنا الهدوء والإحساس بالطمأنينة ربما ينظر سكان المدن إلى الأشجار على أنها روبوتات بيولوجية، مصممة لإنتاج الأوكسجين والخشب. لكن العلاقة بين الإنسان والشجرة تُشكل صلة حتمية محيرة، تجعل الأشجار ضمن أكثر رفاق الإنسانية ثباتًا وغموضًا.

الكتابة تعني الذاكرة، والحرية، والبحث بشغف عما ضاع منا في متاهة الحياة… أفكر بالصبية التي كُنتها ذات يوم، وكيف كان لها أحلام كبيرة، تلاشى منها الكثير، مع أوراق الخريف، ومع كل ما زال من ذكريات ‫ الآن حين أنظر إلى الوراء، للحظات الغبطة الشاردة، وأوقات المسرات القليلة، والعثرات الكثيرة، أدرك أنها جميعًا جاءت من نعمة الكتابة، ومن الموسيقى والكتب والأفلام، ومن تقاطعات الحياة بكل ما فيها مع آخرين، جمعنا بهم جنون البحث عن المعاني والتأويلات.

يا جبل البعيد خلفك حبايبنا..

هذه هي المعادلة الأكيدة، وهذا هو الواقع الوحيد لها، أنه لا يمكن الحياة في وقت متأخر

امرأة تعرف أن الأشياء ستمضي لكنها تتجاهل هذه المعرفة، وتتشبث باللحظة الآنية، لأنها تمنحها غبطة وألما مؤجلا

أحيانا تحس أن القدر يسخر منها، ليست سخرية بالمعنى المألوف، السخرية هنا ليست المفردة المناسبة أيضا، لكنها وسيلة للتلويح بالأشياء. السخرية تكمن في أن ما كان قد كان

لكن كل شيء يسير كما هو مخطط له، وتأخذ الأحداث مسارها المعتاد، في تفاصيلها المرهقة، الباهتة، مثل معطف رجل عجوز. المعطف جديد، لكن العجوز هرم.

هل التحرر من جاذبية الأرض يؤدي للتحرر وقتيا من جاذبية العوالم الضيقة؟

ثلاثة لا يمكن إخفاؤهم: الحب، والحمل، وركوب الجمل

تصغر كل مصائب الدنيا حين يمر عليها الوقت

تتبدل الأحوال والأشياء مع مرور الزمن لكن الشخصيات ذاتها تبقى دون تغيير للأبد

بعض أنواع الحب تنتهي مجرد أن تظهر للمجتمع، يحمل المجتمع سوطه ويبدأ بجلد العاشقين، جلداً حتى الموت

أنا خائفة جدا، ووحيدة جدا، وكل من أعرفهم يبدون بعيدين وعابرين أكثر مني

أردت كيانا عائليا كبيرا ومحبا، لكن كل هذا غير موجود إلا في داخلي، وفي النتيجة أنا أحيا وحدي، وأحاول التعويض بالصداقة عن الأهل والعائلة الكبيرة.

كم نحن متناقضون! ولا يمكننا دائما معرفة ما نريد في قاع ذواتنا.

نحن عابرون للحياة للماضي للحاضر، عابرون كي لا نتورط، نمشي بموازاة النهر ولا نريد السباحة داخله.

نحن نجلس على الضفاف، ضفاف الحياة والعمر.

وما بين الحقيقة والوهم ظللنا نهرب، ظللنا خائفين من الواقع نبحث عما يبعدنا عنه في حكايا الآخرين، وفي قصصهم المؤلمة وفي انتحابهم وهروبهم وادمانهم، كنا نظن أننا نساعدهم، ربما ساعدناهم، لكننا مازلنا عاجزين عن مساعدة أنفسنا

إن الحياة مجاز كبير، وإننا نختصرها في نقاط، وإن الحب الكبير مثل الفن العظيم ليس له نهاية، إنه لحظة عظمة مقتطعة من الأبدية