اقتباسات لنا عبد الرحمن

الحبّ الذي لا يبدأ بشغف، ويتشكّل بفعل التراكم، تبدو نظرة واحدة كافية لأن تنهيه

ثمّة نوع من الحبّ ينتهي بنظرة واحدة، لا يحتاج لأكثر منها.

الحقائق لا تكشف بسهولة.. نحتاج أن نكتوي بالنار، أن تُلامس أصابعنا وهج الشمعة لنعرف أنّها تحترق وحدها، من دون وجود شمعة أخرى تؤنس احتراقها.

عشت مراحل عديدة في حياة واحدة، ولو أردت الحديث عن كلّ حياة منها، لن يمكنني تذكّر التفاصيل الكثيرة.. هناك رغوة تشبه زبد البحر تعلو ذاكرتي لتؤطّر سياج كلّ حياة، فلا أتذكّر، أو أرى إلا ذاك الزبد.

تلوح في داخلي مشاهد قديمة لّأطفال صغار كنت أراهم، لكنّني لم أكن يومًا مثلهم، ولم أعرف أن ما لم نأخذه في طفولتنا، لن نأخذه أبدًا.

لم أكن طفلة يومًا، ولا مراهقة، ولا عروسًا شابّة.. ربّما لا أستطيع تذكّر متى كنت صغيرة آخر مرّة

تلك النظرة في عينيها جعلتك تستعيد الماضي كله! لكن هل الماضي يعود حقّا!

يبدو كما لو أنّه مضت مئات السنين على مغادرتك، ورغم هذا لم يتغيّر شيء،

أنت أيضًا اخترت السفر كي تكون غريبًا، كي تحسم الأمر لصالح الغربة، أفضل من البقاء في وطن، لا أنت غريب فيه، ولا أنت من أهله!

لم تقل له إنّه ليس هناك أصعب من أن يختار أب الابتعاد عن أطفاله بإرادته!

مهما غبت وعدت تجد الأشياء كما هي. عشت دائمًا على الحافّة، تواجه عجزك في الحفاظ على توازنك كي لا تسقط هنا أو هناك. إلى من تنتمي أنت!

دائمًا تفكّر، ماذا لو أنّك لم تولد، ماذا سينقص هذا العالم؟!

دائمًا تحسّ أنّك ما زلت عند البدايات، رغم كلّ لوحات الكاريكاتير، التي رسمتها، رغم كلّ التعليقات الساخرة التي ذيّلتها باسمك، إلّا أنّك مفصول بسنوات ضوئيّة عن مرادك الحقيقيّ، كتابة حكايتك أنت، واختيار ما تودّ البوح به.

حقّا، لم أكن أعرف، كيف أوشكنا على الوصول لطريق مسدود! لكن أيّا منّا لم يرغب في وضع نقطة النهاية.

ثمّة مسافة بيننا، لا أذكر متى بدأت في الوجود؟

لكـن.. كلّ هذا وهم. الغربة تقتحم الروح مع ذرات الهواء المشبعة بالحضور الكثيف للمكان الجديد.

ما فائدة أبوّة منقوصة؟!

لكن كلّ شيء كان كذبة، مجرّد كذبة، مثل حبّات الفشار التي يصدر ارتطامها بالغطاء أصواتًا تنذر بقرب النهاية، وإن لم نطفئ النار سوف نشمّ رائحة احتراق!

في حوارنا شيء مبتور، غائب، مفتقد، غريب. لم يكن حوارًا محايدًا، تمنّيت لو أنّنا مجهولتان، لو أنّ الحاضر فقط أوّل الحكاية.

لكـن ظلّ هناك فراغٌ ما في ركن بعيد من داخلي.. فراغ مجهول، أحسّ أنّه على وشك أن يبتلعني