اقتباسات ريم بسيوني

يقول الشيخ حسن عبد القادر «(وصولك إلى العلم) به يعني مشاهدته تعالى بعين بصيرتك مشاهدة تغنيك عن الدليل والبرهان»‏(17

ولا بد أن نعرف أن الله لم يخلقنا ليعاقبنا على ما فعل آدم، ولكن ليعلمنا، ويثقل تجربتنا، فندخل الجنة ونحن أكثر معرفة وأكثر دراية.

وتذكر أننا هنا في هذه الدنيا أولًا وأخيرًا لعبادة الله. هذا هو عملنا الأول، وإعمار الأرض، ونشر السلام والرحمة. ولكننا في هذه الرحلة قد نفقد الهدف.‏

ولكن ما يُسَهِّلُ صفاء النية هو إدراك ماهية الدنيا. ‏

تذكر أن الطريق إلى الله يحتاج إلى جهاد النفس والصبر على الفتن والبلايا، هذه الحقائق يتفق فيها كل الصوفيين عندما تدرك قدرة الله؛ تدرك أيضا أن نفسك موجودة من أجل عبادته وأنها تحت قبضته فنفسك تفنى في الله

كلما تمسكت بالحبل جرح يدك واذى نفسك، اتركه بشجاعة ويقين

هي عينا عبد الرحمن بن خلدون التي يتذكرها، هذا العمق في الانكسار والغوص في الياس، هذا الاستسلام للقدر والاستمرار لأن الطرق كلها قد تضاءلت وتلاشت تدريجيا ولم يبقي سوي طريق فارغ من كل روح وكل نفس.

طريق طويل بلا زرع ولا حيوان يقفز في حيوية، ولا طائر يطير في حماسة ولا حماسة ولا حياه بل رتابة وثبات باهت.

للشوق المستحيل طعم الدم في فمه، والخوف علي ما سيفقده ، بل ما فقده، وقع الموت للنفس بلا موت للروح

ليس للسعادة أن تنتصر في هذا العالم، وليس للرضا أن يتحقق للبشر علي الارض

«إنما حجب الحق عنك شدة قربه منك، وإنما احتجب لشدة ظهوره، وخفي عن الأبصار لعظيم نوره».‏

إن ابن عربي يفصل بين الشر داخل الإنسان، والإنسان نفسه، فيطلب منا أن نكره الصفات الشريرة في البشر، ولا نكره شخصًا ولكن نكره صفة فيه.

ويضيف ابن عطاء الله في ندرة الشيخ: «إن طلبتَ قارئًا وجدت ما لا يحصى، وإن طلبت طبيبًا وجدتَ كثيرًا، وإن طلبتَ فقيهًا وجدتَ مثل ذلك، وإن طلبتَ من يدلُّك على الله تعالى ويعرِّفك عيوب نفسك لم تجد إلا قليلًا، فإن

«سئل أبو يزيد البسطامي عن اسم الله الأعظم، فقال: فرغ قلبك من غيره، وادعه بأي أسمائه شئت»

أنت تطلب الله بالله وليس بنفسك. لأنك فقير إلى وجوده وخيره.‏

فيقول ابن عربي «تعرفه به، وبقوته، وليس بقوتك أنت»‏، «بالحق تجد الحق، فلا تطلبه بك، فإنك ما تجد سواك أيها الطالب»‏

فعندما نكتب قصص خيال علمي، ونتخيل شخصًا من الفضاء نعطيه صفة واحدة على الأقل من الصفات التي نعرفها، إذ لا يمكن لنا أن نؤلف إبداعًا مطلقًا. إبداعنا مقيد. معرفتنا مقيدة. استعمالنا للغة مقيد.

تذكر أيها الإنسان أن العبادات وسيلة وليست غاية، الصوم هدفه أن تقترب من ربك، فلو وقفت مع الصوم فقط، فأنت تنظر إلى القدح ولم تهتم بما بداخله. العبادة عمق، وإدراك، وشعور، وذوق أي تذوق القرب من الله، وهذا التذوق يصعب

ولطالما حدث هذا لمحبي الدنيا من محبي الثراء، والجاه، والولد، والمناصب دون البحث عن المعنى الأعمق الباطن لكل الوجود.⁠‫

فلو كانت الغاية من هذا الكتاب تحقيق السعادة في الدنيا، فالسعادة تأتي بالقرب من الله

معرفتك بالله تختلف بقدر منزلتك وصفائك.⁠‫