اقتباسات ستيفان زفايج

فالخوف أسوأ من العقوبة

“تسألينني إن كنت أشعر بالأسى حيالها. وإجابتي هي: لم أعد أشعر بذلك بعد اليوم. فهي تشعر بالراحة الآن بعدما عوقبت، حتى وإن بدا لها الأمر قاسيًا

زاد اضطراب الفتاة وهو يشرح لها بلطف وإلحاح أن ما قامت به أمر مفهوم ولكنه يستحق العقوبة.

أخذت تلك الذكريات المفقودة تظهر من جديد في هذه اللحظة وتتزاحم لتقف حائلا بينها وبين الكلمات التي أرادت أن تقولها بشفتيها. فصمتت مما جعلها ترتبك أكثر كلما شعرت بخطورة هذا الصمت.

ما من إثم ممكن أن يطويه الإنسان.. ما دام ضمير صاحبه يذكر .‏

الحب بطبعه لا يقبل الاعتدال، ولا يقر الحدود والقيود

الإنسان يستطيع أن يهرب من كل شيء، إلا نفسه!

فإن الأخرق وحده هو الذي يفرح ويزهو بإعجاب النساء!

أجدني في هذه الحياة روحاً ضائعة!

وكلما نظرت إليك أشعر بأني .. بأني إزاء شخص لست في نظره "كمية مجهولة" مثلما أنا في نظر زملائي

أنها تخان ولا تخون! .. أنها من ذلك الصنف الساذج الذي يباركه الله!

إن نظرتهما الحادة المتعبة – آن واحد– تمثل الكفاح المفجع الطويل، كفاح الجشع والأطماع، الذي هو طابع الجنس اليهودي!

لم أعد أخشى أي شيء الآن”.

وأخيراً تذكرت أن الصائد يجتذب فريسته إذا قلد صرختها في موسم التلاقح وقلت لنفسي إن خير حيلة تصيد بها لاعب الشطرنج هو أن يراك تلعبه أنت…

فالخوف أسوأ من العقوبة، لأن العقوبة في نهاية الأمر شيء محدد وواضح بشكل أو بآخر. على الأقل أكثر وضوحًا من الغموض المريع والتوتر اللانهائي الفظيع اللذين يولدهما الخوف. لقد شعرتْ بالراحة بمجرد سماعها لعقوبتها.

كانت تشعر بالخوف ليل نهار من احتمالية انكشاف أمرها، بل من حتمية انكشاف أمرها فالخوف أسوأ من العقوبة، لأن العقوبة في نهاية الأمر شيء محدد وواضح بشكل أو بآخر على الأقل أكثر وضوحًا من الغموض المريع والتوتر اللانهائي الفظيع اللذين يولدهما الخوف. لقد شعرتْ بالراحة بمجرد سماعها لعقوبتها. لا تنخدعي بالبكاء، فقد خرج الآن فقط بعدما كان عالقًا بالداخل. وما بالداخل يؤلم أكثر مما بالخارج

شعرت بأني كنت في تلك اللحظات حيًا حقًا ولأول مرة منذ سنوات، وأن مشاعري كانت خدرة وحسب ولم تمت، وأنه في مكان ما تحت السطح القاحل لعدم اكتراثي لا تزال ينابيع الشَّغف الحارة -على نحو غامض- تتدفق

أما في الصُّحبة فغالبًا ما كنت أقوم بتمثيل متقن إلى حد ما، موظِّفًا بشكل غير طبيعي إعجابًا شغوفًا ومبالغة عفوية لأخفي مدى يقيني بأني كنت ميّتًا وفاقدًا للإحساس في داخلي.

فأنا أجد نفسي في أي وقت كالمُسَرنم من جديد تحت فتنتها، في منتصف النهار أو منتصف الليل، أرى كل تفصيل بصفاء الرؤيا ذاك الذي لا يعرفه سوى القلب لا الذاكرة الواهنة.

. لكن حتى الأفكار مهما بدت غير ملموسة، تحتاج إلى نقطة ارتكاز لها، وإلا تبدأ في الدوران حول نفسها بلا معنى، فهي أيضًا لا تطيق الفراغ