اقتباسات إدواردو غاليانو

البؤس يُكسبه البراعة في كُرة القدم، أو في الجنوح. ومنذ ولادته يكون هذا الطفل مضطرّاً إلى تحويل عيوبه الجسديّة إلى سلاح، وسرعان ما يتعلّم كيف يقفز عن قواعد النظام الذي ينكر عليه المكان يتعلّم كيف يكتشف تيه كلّ طريق، وكيف يكون عالماً في فنون التخفّي والمفاجأة، وكيف يشقّ طريقه إلى حيث لا ينتظر أحدٌ ظهوره، ويتفادى الخصم بانحناءةٍ من خصره، أو بأيّ لحنٍ آخر من موسيقاه المراوغة.

وطن الرأسماليّة الصناعيّة كان قد اكتشف أنّ كُرة القدم، هوى الجماهير، توفّر تسليةً وعزاءً للفقراء، وتبعدهم عن الإضرابات، وعن الأفكار الخبيثة الأُخرى.

ل نصف قرنٍ كان من النادر أن تنتهي مباراةٌ بدون أهداف:0 × 0، فَمان مفتوحان، تثاؤبان؛ أمّا الآن، فإنّ الأحد عشر لاعباً يقضون وقت المباراة كلّه متشبّثين بالعارضة، منهمكين في منع الأهداف بدون أن يتاح لهم الوقت لتسجيلها.

وعندما أرى كرة قدمٍ جيّدة، أحمد هذه المعجزة بدون أن يهمّني -قدْر فجلةٍ- من هو النادي، أو البلد الذي قدّم ذلك اللّعب الجيّد.

نادراً ما يقول المشجّع: «اليوم سيلعب ناديَّ». إنّه عادةً ما يقول: «اليوم سنلعب نحن». وهذا اللّاعب ذو الرقم اثني عشر يعرف جيّداً أنّه هو من ينفخ رياح الحماسة التي تدفع الكُرة حين تغفو، مثلما يعرف اللّاعبون الأحد عشر الآخرون جيّداً

خلال أكثر من قرنٍ كان الحكم يرتدي لون الحِداد. على من؟ على نفسه؛ أمّا الآن، فإنّه يخفي حداده بالألوان.

وقد يشيخ لاعب كرة القدم قبل الثلاثين إذا ما أفقدته ضربة كرةٍ صوابه، أو إذا ما مزّق سوء الحظّ إحدى عضلاته، أو كسرت ركلةٌ إحدى عظامه التي لا سبيل إلى إصلاحها. وفي يومٍ مشؤومٍ، يكتشف اللّاعب أنّه قد قامر بحياته، وأنّ المال قد تبخّر وتبخّرت معه الشهرة أيضاً؛ فالشهرة سيّدةٌ محترمةٌ مراوغةٌ، لم تترك له حتّى رسالة عزاءٍ صغيرة.

لقد راحت تكنوقراطيّة الرياضة الاحترافيّة تفرض كرة قدمٍ تعتمد السرعة المحضة، والقوّة الكبيرة، وتستبعد الفرح، وتستأصل المخيّلة، وتمنع الجسارة.

ربحنا أم خسرنا

‫ لن تتبدّل مُتعتنا

‫ مُتعتنا تبقى كما هي

‫ سواء أخسرنا أم ربحنا

، أما لاعب كرة القدم، فقد يشيخ وھو فـي الثلاثين من عمره. لأن

العضلات تتعب باكراً. وعندئذ تسمع من يشير إليه قائلاً:

- ھذا لا يمكنه أن يسجل ھدفاً حتى فـي ملعب يميل نزولاً. - ھذا؟ لن يسجل ھدفاً حتى ولو قيدوا له يدي حارس ا

مصادر حسنة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكا وأن انهياره مسألة ساعات فقط

نكبة هذه الأزمنة هي في أن المجانين يقودون العميان.

تدعونا إلى الموت الألات المخترعة لمساعدتنا على العيش.

~ شكسبير

الضريبة العالمية

الحب الذي يمضي، الحياة التي تثقل، الموت الذي يطأ.

هناك ألام لايمكن تجنبها، هكذا وحسب، ولا وسيلة للخلاص منها.

ولكن سلطات الكوكب تضيف ألاماً إلى الألام، وتتقاضى منا فوق ذلك هذا الصنيع الذي تقدمه لنا.

بنقود عداً ونقداً ندفع، كل يوم، ضريبة القيمة المضافة.

وبتعاسة عداً ونقداً ندفع، كل يوم، ضريبة الألم المضاف.

الألم المضاف يتنكر على شكل كارثة من القدر، كما لو أن الغم الذي يولد من هروب الحياة والغم الذي يولد من هروب الوظيقة هما الشيء نفسه.

الخوف ليس حلاً. فكلما كنت أكثر خوفاً، يكون عدد الأشباح التي تزورك أكبر.

الانضباط الذي يخنق الإبداع والمبادرة يجب أن يلغى

المخيلة فكر، والحاضر ماضٍ ومستقبل، الصغير كبير، المذكر مؤنث، الكثيرون واحد، والتغيير هو استمرار.

للمغزوين واجب معاناة ويلات الحرب، وللغازين الحق بروايتها.

الإعلام يصنع الواقع، وليس العكس.

تضع اللغة علامة المساواة بين الديمقراطية التي تدافع عن نفسها والانقالاب الذي يهاجم، بين الميليشيا الشعبية والعسكريين، بين الحكومة المنتخبة بالتصويت الشعبي والزعيم المختار من نعمة الرب.

من أجل أن يكون الحب طبيعياً ونظيفاً، مثل الماء الذي نشربه، يجب أن يكون حراً ومتقاسماً

العدالة صعدت إلى السماء ولم يعد لها وجود هنا