اقتباسات إدواردو غاليانو

في طفولتي كنت مقتنعاً بأن المطاف ينتهي على القمر بكل شيء يفقد على الأرض.

ومع ذلك، فإن رواد الفضاء لم يجدوا هناك أحلاماً ضائعة، ولا وعوداً كاذبة، ولا أمالاً محطمة.

إن لم تكن هذه الأشياء على القمر، فأين هي؟

أيكون أنها لم تفقد عن الأرض؟

أيكون أنها على الأرض؟

القرن العشرون الذي ولد معلناً السلام والعدالة، مات مستحماً بالدم وخلف عالماً أشد جوراً من العالم الذي وجده عند مجيئه.

القرن الحادي والعشرون الذي ولد أيضاً معلناً السلام والعدالة، يقتفي أثر القرن السابق.

حيث لايوجد جفاف، يوجد طوفان، وسنة بعد سنة تتكاثر الفيضانات، والعواصف، والأعاصير، والزلازل التي بلا نهاية.

يسمونها كوارث طبيعية، كما لو أن الطبيعة هي صانعتها وليست ضحيتها.

الحرب تضاعف الفقر، والفقر يوفر أيدي تعمل مقابل القليل أو اللاشيء.

الحرب تطرد الفلاحين من أراضيهم، فيبيعونها بالقليل أو بلا شيء.

السلطة: لم يتلق أي انسان من الطبيعة الحق بأن يكون أمراً على أخرين

هذا المونديال كان مونديال مارادونا. ففي المباراة ضد إنكلترا ثأر مارادونا بهدفين أعسرين للكرامة الوطنية المهدورة في جزر المالوين: سجل هدفاً بيده اليسرى، وسماها يد الرب، وسجل الهدف الثاني بقدمه اليسرى بعد أن أوقع أرضاً الدفاع الإنكليزي.

منذ أن بدأ التلفزيون يعرض اللاعبين عن قرب، غزت الإعلانات التجارية ملابسهم من الرأس حتى القدمين. فعندما يتأخر أحد النجوم طويلاً في ربط حذائه، لا يكون السبب في ذلك خراقة أصابعه وإنما خبث جيبه: لأنه يعرض في أثناء ذلك ماركة أديداس أو نيكو أو ريبوت في قدميه.

التجربة خادعة، الحياة قصيرة، وطويلٌ فنّ العلاج، والفرصة متهرّبة، والحكم صعب.

البشر يسجّلون، ولكنّهم لا يتذكّرون. يردّدون، ولكنّهم لا يعيشون. يعلمون بأشياء كثيرة، ولكنّهم لا يعرفون أيّاً منها.

الزمن الذي كان قابلتنا، سيكون جلّادنا. فالزمن أرضعنا بالأمس، وسيلتهمنا غداً.

‫ هكذا وحسب، ونحن نعرف ذلك جيّداً.

في مهدك يكمن قبرك. أصلك هو قدرك ومصيرك. حياتُكَ هي المكافأة، أو العقاب الذي تستحقّه على حيواتك السابقة،

من أفريقيا، ومن أمكنةٍ كثيرةٍ أُخرى، يُبحر اليائسون هاربين من الحروب، ومن الجفاف، ومن الأراضي المنهوكة، والأنهار المسمّمة، والبطون الخاوية.

‫ بيع اللّحم البشريّ، في هذه الأيّام بالذات، هو تجارة التصدير الأكبر نجاحاً من جنوب العالم.

إنّ الكتابة هي أفضل علاج للشفاء من ضعف الذاكرة، وقلّة الحكمة.

ربّما نرفض الاعتراف بأصلنا المشترك؛ لأنّ العنصريّة تُنتج فقدان ذاكرة، أو لأنّه يبدو مستحيلاً لنا أن نصدّق أنّ العالم كلّه في تلك الأزمنة البعيدة كان مملكتنا، خريطة شاسعة بلا حدود، وكانت أرجلنا هي جواز السفر الوحيد المطلوب.

وفي إسبانيا يجري إدخال فرانثيسكو فرانكو إلى مستشفى فرانثيسكو فرانكو، مريضاً بداء السُّلطة، وتراكم السنين.

أبتاه، ارسم لي العالم على جسدي.

‫ (غناء لسكان داكوتا الجنوبيّة الأصليّين)

ومثل حوّاء، ومثل باندورا، كانت تلازولتيوتل المذنبة في التسبّب بضياع الرجال؛ والنساء اللّواتي يولدن في يومها يعشْن محكوماتٍ بالمتعة.

‫ وعندما تهتزّ الأرض، في هزّةٍ خفيفةٍ، أو زلزالٍ مدمّرٍ، لم يكن هناك من يخامره الشك:

‫ - إنّها هي.

انتزع الجلّاد لسان المحكوم، وقطع عنقه، ثمّ قطَّع جسده، وألقى أشلاءه إلى المحرقة. ومع الأشلاء ألقى إلى النار كذلك بعض كتب فولتير، كي يحترق المؤلّف والقارئ معاً.

مقدمة الثورة الفرنسية..

اكتُشفت القهوة، ومن يدري متى، في أحد جبال أثيوبيا، حيث كانت الماعز تأكل بعض الثمار الحمراء التي جعلتها ترقص طيلة اللّيل.

إعلان الاستقلال أكّد أنّ جميع البشر يولدون متساوين.

⁠‫بعد قليل، أوضح دستور الولايات المتّحدة تعريف ذلك: أقرّ أنّ كلّ عبدٍ يساوي ثلاثة أخماس شخص.