حارس المرمى:
يسمونه كذلك البواب، والغولار، وحارس الحاجز، وحارس القوس، ولكننا نستطيع أن نسميه الشهيد، الوثن، النادم، أو المهرج الذي يتلقى الصفعات. ويقولون إن المكان الذي يطأه لا ينبت فيه العشب أبداً.
إنه وحيد. محكوم عليه بمشاهدة المباراة من بعيد. ينتظر وحيداً إعدامه رمياً بالرصاص بين العوارض الثلاث. كان في السابق يرتدي الأسود، مثل الحكم. أما الآن، فلم يعد الحكم يتنكّر بزي الغراب، وصار حارس المرمى يسلو وحدته بتخيلات ملونة.
إنه لا يسجل أهدافاً. بل يقف ليمنع تسجيلها. ولأن الهدف هو عيد كرة القدم: فإن مسجل الأهداف يصنع الأفراح، أما حارس المرمى، غراب البين، فيحبطها.
يحمل على ظهره الرقم واحد. أهو الأول في قبض المال؟ إنه الأول في دفع الثمن. فحارس المرمى هو المذنب دائماً. وهو الذي يدفع الثمن حتى لو لم يكن مذنباً. فعندما يقترف أي لاعب خطأ يستوجب ضربة جزاء، يتحمل هو العقوبة: يتركونه هناك، وحيداً أمام جلاده، في اتساع المرمى الخاوي. وعندما يتعرض الفريق لسوء الحظ، يكون عليه هو أن يدفع الثمن تحت وابل من الكرات، ليكفّر عن ذنوب الآخرين.
يمكن للاعبين الآخرين أن يخطئوا أخطاء فاحشة مرة ومرات، ولكنهم يستردون مكانتهم بعد القيام بمراوغة استعراضية، أو تمريرة بارعة، أو تسديدة صائبة: أما هو فلا يمكنه ذلك. الحشود لا تغفر لحارس المرمى. أقفزَ في الفراغ؟ أكان مثل الضفدع؟ ھل أُفلتت منه الكرة؟ أأصبحت اليدان الفولاذيتان حريراً؟ بخطأ واحد فقط يدمر حارس المرمى مباراة كاملة أو يخسر بطولة، وعندئذ ينسى الجمھور فجأة كل مآثره ويحكم عليه بالتعاسة الأبدية. وتلاحقه اللعنة حتى نھاية حياته.
كرة القدم في الشمس والظل
نبذة عن الكتاب
إن كرة القدم، كما يقول غاليانو هي مرآة للعالم. وهي تقدم ألف حكاية وحكاية مهمة. فيها المجد والاستغلال والحب والبؤس، وفيها يتبدى الصراع بين الحربة والخوف ونحن في أوج ديانة السوق. انطلاقاً من أكثر من مئة مرجع، أعاد غاليانو إلى بؤرة الضوء حشداً كبيراً من الذكريات واللحظات الساحرة، تلك التي تنسينا أن كرة القدم الاحترافية "هي رهن بقوانين السوق". "إنهم يلعبون اليوم من أجل الربح، أو لمنح الخصم من الربح، وهذا هو الأسوأ، ولكن يظهر على الدوام بين اللاعبين أناس يجعلون الوهم ممكناًالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 328 صفحة
- [ردمك 13] 9789933641764
- دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب كرة القدم في الشمس والظل
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Raya Ka'abneh
كرة القدم.. الساحرة المستديرة...
عشقي لكرة القدم كان له التأثير الأكبر على شخصيتي وعلى قرارتي...
بدأت قصتي مع كرة القدم بتاريخ 10/2/2006...
كانت المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا 2006 في مصر.. على ستاد القاهرة الدولي.. بين مصر وساحل العاج...
كان والدي مضطراً للخروج من المنزل في ذلك اليوم وفي ساعة المباراة وأخبرنا أن نشاهد المباراة حتى نعلمه من سيفوز.. وفعلاً جلست أنا وأختي التي تصغرني بسنة نشاهد المباراة.. انتهى الشوط الأول بتعادل سلبي.. ثم الثاني كذلك.. زاد حماسنا أنا وأختي.. بدأ الشوط الإضافي الأول وانتهى أيضاً بتعادل سلبي والثاني كذلك.. لتبدأ المرحلة الحاسمة بضربات الحظ الترجيحية... فازت مصر 4-2... خسر رفاق دروغبا وفرح رفاق أبو تريكة.. اعتلى عصام الحضري المرمى وجلس عليه من الأعلى... كان فرح حسن شحاته غامراً ... فاز أحفاد الفراعنة للمرة الخامسة بكأس الأمم الإفريقية!
من ذلك اليوم وأنا أشاهد المبارايات...
تعرفت على الليغا الإسبانية: ريال مدريد: زيدان، بيكهام، روبيرتو كارلوس، رونالدو، كاسياس، راؤول، راموس... برشلونة: ديكو، إيتو، رونالدينو، ميسي الصغير، بويول، المدرب فرانك ريكارد بشعره الأسود المنكوش...
أتلتيكو مدريد وفرناندو توريس الصغير، فياريال الغوصات الصفراء مع فورلان... خفافيش فالنسيا مع ديفيد فيا وفيسنتي روديغيز.. أتلتيكو بلباو.. ديبورتيفو لاكرونيا... إسبانيول.. وغيرهم
شاهدت الكالشيو الإيطالي: السيدة العجوز.. يوفينتوس مع دل بييرو، بوفون، إبراهيموفتش، تريزيغيه، كانافارو، موتو...
الميلان: الروزونيري فريق بيرلسكوني.. كاكا.. باولو مالديني.. إنزاجي.. شيفشينكو..
إنتر ميلان: نيراتزوري.. ذئاب روما مع توتي.. لاتسيو.. نابولي.. سيينا.. باليرمو وغيرهم
وانتقلت إلى إنجلترا... تشيلسي دروغبا ولامبارد وروبن.. أرسنال أرسن فينغر وهنري وفان بيرسي.. ليفربول جيرارد.. شياطين مانشستر يونايتد.. أبناء العجوز فيرجيسون.. كرستيانو رونالدو.. الجولد بوي روني.. فان نستلروي وفان دير سار...
انطلقت في ذلك الصيف بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا...
كنت أشجع التانغو الأرجنتني.... واجه المنتخب الأرجنتيني المانشفت الألماني في ربع النهائي
تقدم الأرجنتينيون بهدف المدافع روبيرتو أيالا في الدقيقة 49... وسيطر المنتخب الأرجنتيني على مجريات اللقاء وأجهض محاولات الألمان بالوصول لمرماهم... في الدقيقة 75 على ما أذكر.. ارتكب المدرب بيكرمان الخطأ الذي أودى بالمنتخب بإخراجه لاعب الوسط ماسك اللعب في وسط الملعب خوان رومان ريكلمي... هنا أيقنت بأن فوز الألمان بات قريباً! وفعلاً ما انحلت الدقيقة 80 حتى سجل المهاجم ميروسلاف كلوزه هدف التعادل... هنا شعرت بأن قلبي توقف... كنت وقتها قد بلغت السادسة عشر من عمري مؤخراً... شرعت بالبكاء... وصلت المباراة إلى الأشواط الإضافية واستمرت النتيجة بالتعادل... عندما جاء دور ضربات الترجيح لم أستطع مشاهدتها أبداً وتواصل بكائي... فازت ألمانيا وخسرت الأرجنتين... لم أنم في تلك الليلة من الحزن والدموع....
جاءت المواجهة المرتقبة في نصف النهائي بين إيطاليا وألمانيا...
كانت مباراة ممتعة فعلاً بتعليق الرائع عدنان حمد الحمادي بصوته الحماسي.. استمر التعادل السلبي في الشوطين الرئيسيين.. ضرب الإيطالي غاتوزو الألماني بالاك...
انتقلنا إلى الأشواط الإضافية... في الدقيقة 119 سجّل فابيو غروسو هدف إيطاليا الأول... وفي الدقيقة الإضافية للشوط الثاني سجل دل بييرو الهدف الثاني من هجمة مرتدة سحقت الألمان.. وطموحات كلينسمان... واذكر في تلك الليلة لم أنم من شدة الفرح وأنا أصرخ: فايبو غروسو أوليه!
أهداف اللقاء:
****
يبدو أنني سأنفعل كثيراً في حال لو استمريت بالكتابة عن كل مباراة شاهدتها :D
---------------
--------------- ---- كرة القدم بين الشمس والظل...
هذا الكتاب يستحق أكثر من 5 نجوم بأسلوبه الساحر الجذّاب ...
كل من يحب كرة القدم يجب أن يقرأ هذا الكتاب...
سرد ساحر لتاريخ كرة القدم وكل المونديالات وأبرز الأحداث والأهداف والأساطير حتى عام 1994.. بيليه، غارينشا، زيكو، روماريو.. مارادونا، كيمبس، أوزيبيو، اندرادي، فاريلا.. روسي، باجيو، بيكنباور، مولر, تشارلتون، كرويف، فان باستن، رود خوليت، كلينسمان، روماريو....
أكثر ما أضحكني جملة: "مصادر حسنة الاطّلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو بات وشيكاً، وأنه سينهار خلال ساعات.".... التي تظهر في بداية كل سنة!
يحتوي على الكثير الكثير من القصص والأهداف.. حتى شعرت بأنني أسمع صوت الجماهير خلف الكلمات... وصوت موسيقى السامبا وراء وصف الأهداف...
سحر في سحر في سحر... الساحرة المستديرة... التي ستبقى متربّعة على عرش الرياضات.. وتنتج الأساطير وتصيغ التاريخ... وترسم الفرح.. توحد الأمم والشعوب.. وتُبكي الملايين.....
حالياً لم أعاد أتابع سوى البطولات الكبيرة ككأس العالم أو كأس أمم أوروبا فقط.. فالاحتكار وتجارة الملايين والمليارات وأمبراطورية الفساد "الفيفا".. أفقد كرة القدم سحرها الأصيل
<
-
لونا
في محاولة لنبش_نكش الذاكرة للوصول إلى صور وانفعالات أقدم كأس عالم لكرة القدم كنت قد شاهدته تقفز صورة روبيرتو بادجو مصحوبة بخيبة أمل شديدة، كيف لا وبادجو كان قد ضيَّع ركلة الترجيح في المباراة النهائية أمام البرازيل وخسرت على إثرها إيطاليا المونديال. هذه الصورة وخيبة الأمل المقترنة معها هي أقدم ذكرى وجدتها في إحدى زوايا ذاكرتي عن أقدم مونديال يبدو أني أتذكره، مونديال 1994 الذي استضافته أمريكا.
****
*** ** * ** ***
مصادر حسنة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكاً، وان انهياره هو مسألة ساعات*
*** ** * ** ***
إدواردو غاليانو يؤرخ تاريخ كرة القدم، ومونديال 94 كان آخر محطات الكتاب؛ بطريقة أو أخرى هذا الكتاب ساهم نوعاً ما في تأتيت ذاكرتي ببعض المعلومات والأحداث المهمة تاريخياً فيما يتعلق بمعشوقة الجماهير الأولى "المستديرة". أسلوب المؤلف أسلوب مكثف_مختصر، روح الدعابة حاضرة بمسحة تهكمية عالية، وبالطبع النفس اللاتيني الذي صرت من عُشَّاقه حاضر وبقوة. يمرر غاليانو بين الحين والآخر معلومات لا علاقة لها بالكرة، كيف لا وفي العالم أشياء أخرى تحدث وتستحق أن تُروى.
*** ** * ** ***
مصادر حسنة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكاً، وان انهياره هو مسألة ساعات*
*** ** * ** ***
عند قراءة الكتاب تقفز للذهن عبارة "ذكريات الزمن الجميل"، فكما يطيب مثلاً لعشَّاق الفن الحديث عن أم كلثوم وأيام الأبيض والأسود على أنها ذروة الفن! ومن الصعب تكرارها كذلك يفعل غاليانو ولكن بطريقته الخاصة، وبطبيعة الحال لا ننسى أنه يتحدث عن كرة القدم وليس عن أيام الأبيض والأسود؛ وبما أن الكلام يجر كلام يجب التنويه عن شيء مهم يفتقده الكتاب ألا وهو الصور، افتقدت الصور كثيراً وخصوصاً أن غاليانو يتحدث بطريقة جذابة ومشوقة عن لاعبين "الزمن الجميل"، يصفهم بأوصاف بدون إرادة تقفز معها صورة جرانديزر للذهن!، ولذلك كان رفقة العزيز "قوقل" ضرورة لا بد منها؛ باختصار لا أبرع فيه هذا الكتاب ينقصه الصور ليكتمل.
*** ** * ** ***
مصادر حسنة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكاً، وان انهياره هو مسألة ساعات*
*** ** * ** ***
ظاهرة مهمة في تاريخ كرة القدم تعرَّفت أخيراً عن الوحش الذي يقف خلفها، ظاهرة دخلت بعدها حسابات جديدة لعالم المستديرة وأصبح شيئاً جديداً لم يكنه من قبل، شعرت وكأن غاليانو يحاول القول أن كرة القدم بعدها فقدت براءتها؛ عن ظاهرة "البث التلفزيوني" أتحدث {لقد تحول الاستاد اليوم إلى استوديو تلفزيوني ضخم. فاللعب يجري من أجل التلفزيون الذي يقدم لك المبارة في بيتك. والتلفزيون هو الذي يأمر} .. الوحش المسئول عن تحول كرة القدم لتجارة مقترنة بأرقام مصحوبة بأكثر من ستة أصفار هو هافيلانج.
قد روى حارس المرمى الألماني هارلد شوماخير ما كان يجري: {أتعرق. تجف حنجرتي. ويكون العشب مثل البراز اليابس: قاسياً، وغريباً ومعادياً. وتسقط الشمس عمودية على الملعب وتنفجر فوق رؤوسنا. لا تتشكل لنا ظلال. يقولون إن هذا جيد من أجل التلفزيون}...{وضع هافيلانج نقطة الحسم للقضية المثيرة للغضب حين أصدر حكمه: فليلعبوا وليطبقوا أفواههم.} من الجيد معرفة اسم من أصبحت الفيفا بعده كما لم تكن، بالطبع لست أحاول إصدار أية أحكام ضد الرجل فكمتفرجة قدَّم لي الكثير، والأشياء التي قرأتها هنا وهناك ليست بالمفاجئة ولا بالغربية فسياسة تحت الطاولة هذه الأيام أصبحت كالضرورة وبدأت تحدث فوق الطاولة والموضوع سواء كان فوقها أو تحتها لا يعنيني. لو حاول غاليانو أن يصدر جزء ثاني لهذا الكتاب فسيجد شخصية مناسبة لتحل محل هافيلانج بدون أن تؤثر في دوران العجلة، بالطبع عن بلاتر أتحدث.
****
لن أفوت الفرصة لأقول أن غاليانو ذكر أن كرة القدم تزعج المعلنين بالمقارنة مع الألعاب الرياضية الأخرى لأن مدة الشوط 45 دقيقة متواصلة، وهذا بالطبع يعني فرصة أقل لعرض الإعلانات التجارية وقد تم فعلا مناقشة الموضوع وتم اقتراح تقسيمها لأربعة أشواط وبالطبع هافيلانج قد صوَّت بنعم (بالطبع لن اتبع العبارة بعلامة تعجب) ... هل يعرف المعلنين أن فترة الإعلانات بين الشوطين تعتبر فترة ذهبية لأغلب المتفرجين لتلبية نداء الطبيعة!!!!!(هنا يجب أن اقرن العبارة بعلامات تعجب).
*** ** * ** ***
مصادر حسنة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكاً، وان انهياره هو مسألة ساعات*
*** ** * ** ***
التمييز العنصري ضد اللاعبين كقضية لن أقول أفرد لها غاليانو العديد من الصفحات فهو بالأصل يكتب بأسلوب مختصر_مكثف كما أسلفت، ولكن سأقول قصية مررها كثيراًوهنالك الكثير ليُقرأ من بين السطور لمن يرغب وخصوصاً عندما يكون الحديث مقترن بملاعب أوروبا. وبما أن الكلام يجر كلام أحب أن أنقل عبارة عبقرية عن ذلك الأسلوب المختصر_المكثف؛ غاليانو تحت عنوان مارادونا يستفتح بقوله {لعب، فاز، بال، خسر} أجدها أنسب اختصار لمشوار مارادونا الرياضي.
*** ** * ** ***
مصادر حسنة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكاً، وان انهياره هو مسألة ساعات*
لا أعتقد أن أحداً قرأ/سيقرأ الكتاب لن تلفت انتباهه هذه العبارة (*) التي تكررت مرات عديدة من بداية الكتاب لنهايته ... فيدل كاسترو سيصمد طويلاً بعد عام 94.
****
_______
ملاحظات جانبية:-
• مابين {....} مقتبس من الكتاب.
• الكتاب أعتقد يصلح أيضاً لمن لا يهتمون بعالم المستديرة.
-
إشراق الفطافطة (Ishraq Abdelrahman)
هل تعلم أن ألبير كامو كان حارس مرمى فريق كرة القدم في جامعة الجزائر!!
يقول ادواردو غاليانو "في 1930 كان ألبير كامو ھو القديس بطرس الذي يحرس بوابة مرمى فريق كرة القدم بجامعة الجزائر. كان قد اعتاد اللعب كحارس مرمى منذ طفولته، لأنه المكان الذي يكون فيه استھلاك الحذاء أقل. فكامو، ابن الأسرة الفقيرة لم يكن قاردراً على ممارسة ترف الركض في الملعب: وكل ليلة كانت الجدة تتفحص نعل حذائه وتضربه إذا ما وجدته متآكلاً"
أبدع إدواردو غاليانو في كتابه "كرة القدم بين الشمس والظل" بنقل مباريات كرة القدم بشكل حي ومباشر عبر صفحات الكتاب فأنت لست أمام عاشق للدائرة المستديرة فحسب بل باحث سبر أغوار كرة القدم ليضعك أمام توليفة رائعة لا تشكلها أرجل 22 لاعب داخل المستطيل الأخضر فحسب بل كصناعة وعالم أعمال قائم على الربح والخسارة المادية أيضاً.
تتميز كتابة غاليانو -كما لاحظته بكتابات أخرى- بفقرات معنونة كل فقرة مكتفية بذاتها قادرة على ايصال معنى بكلمات سهلة الهضم وذات بناء فني جميل وهو ما لم أكن أتوقعه في كتاب عن كرة القدم!! وكان لأصله الأورغواني وهذا العشق الفطري للمستديرة الأثر الأكبر في ايصال تلك الحماسة التي تشعر بها لو كنت تشاهد مباراة كرة قدم بشكل حي ومباشر. ومما زادها جمالاً على جمال، عدم اكتفاء غاليانو بشرح مكونات وتفاصيل كرة القدم آخذاً إيانا في رحلة منذ مونديال الأورغواي 1930 الى مونديال 1994 في الولايات المتحدة بل تأريخه لأحداث سياسية وأدبية وثقافية جامعاً بين الأسلوب التقريري والأسلوب الساخر. كتكراره في الكثير من فقرات الكتاب على: "مصادر شديدة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكاً، وأن انھياره ھو مسألة ساعات فقط."!! بل استطاع أن يوصل ببساطة شديدة كيف تحولت كرة القدم من لعبة الى صناعة تديرها الفيفا وكيف أصبحت وكراً لاحتكار اللاعبين وحقوق البث وحتى وسيلة لجلب الأموال الطائلة عن طريق الدعاية والرعاية للأندية واللاعبين.
ومما زاد من حماستي وتقديري لهذا الكتاب تلك الواقعية التي كان يصف بها كرة القدم وعناصرها من لاعبين وحكام وجماهير، الخ... فهو لم يزينها كأنها عالم مثالي نزيه خالٍ من الأخطاء بل كان توصيفه انسانياً صرفاً ويكأنه أحد الأصدقاء جالس بجانبك وتتناقشان في أداء هذا اللعب أو أن الحكم قد أخطأ في احتسابه خطأً هناك وأقتبس:
1. اللاعب:
"يركض لاھثاً على شفير الھاوية. في جانب تنتظره سماوات المجد، وفي الجانب الآخر ھوة الدمار."
"- ھذا لا يمكنه أن يسجل ھدفاً حتى في ملعب يميل نزولاً.
- ھذا؟ لن يسجل ھدفاً حتى ولو قيدوا له يدي حارس المرمى."
2. حارس المرمى:
"إنه وحيد. محكوم عليه بمشاھدة المباراة من بعيد. ينتظر وحيداً إعدامه رمياً بالرصاص بين العوارض الثلاث."
"الحشود لا تغفر لحارس المرمى. أقفزَ في الفراغ؟ أكان مثل الضفدع؟ ھل أُفلتت منه الكرة؟ أأصبحت اليدان الفولاذيتان حريراً؟ بخطأ واحد فقط يدمر حارس المرمى مباراة كاملة أو يخسر بطولة، وعندئذ ينسى الجمھور فجأة كل مآثره ويحكم عليه بالتعاسة الأبدية. وتلاحقه اللعنة حتى نھاية حياته."
3. المعبود:
"يُبھج المراعي، يلعب ويلعب في مجاھل الضواحي الھامشية إلى أن يخيم الليل ولا يعود قادراً على رؤية الكرة، وفي سنوات شبابه يطير ويُطيِّر في الاستادات."
"ولكن المعبود يبقى معبوداً لبرھة وحسب، أبدية بشرية، شيء لا يُذكر؛ فعندما تحين ساعة النحس للقدم الذھبية، يكون النجم قد أنھى رحلته من الوميض إلى الانطفاء. يكون قد تحول إلى ھذا الجسد الذي يضم رقعاً أكثر من بدلة مھرج، ويصبح الأكروباتي مشلولاً، والفنان بھيمة: آه، ليس بحافرك!"
4. المتعصب:
"ھو المشجع في مشفى المجانين. يصل المتعصب إلى الملعب ملتحفاً راية ناديه، ووجھه
مطلي بألوان القميص المعبود، مسلحاً بأدوات مقعقعة وحادة، وبينما ھو في الطريق يكون قد بدأ بإثارة الكثير من الصخب والشجار. وھو لا يأتي وحده مطلقاً."
5. الحكم:
"إنه الطاغية البغيض الذي يمارس دكتاتوريته دون معارضة ممكنة، والجلاد المتكبر الذي يمارس سلطته المطلقة بإيماءاتِ أوبرا."
علينا أن نعترف أخيراً أن كرة القدم لم تتطور الى هذا الحد الا بفضل الفقراء والعمال الكادحين الذين وجدوا فيها فرصة للتعبير عن ذاتهم حين تغيب كل تلك الفوارق الطبقية أثناء الركض خلف تلك الكرة وامتاع الجماهير المتحمسة لوجبة دسمة من الأداء المبدع والفن الذي لم يكن ليصل الى درجة الامتاع لولا الخروج عن التقاليد الانجليزية والأجنبية (الأوروبية) القديمة للكرة الى سحر المهارات الفردية والاكروباتية للبرازيليين والأورغوانيين (أمريكا الجنوبية بشكل عام).
كانت كرة القدم قديماً حكراً على الشباب الأغنياء الذين وجدوا أنفسهم فيما بعد يلعبون أمام طبقة البروليتاريا والكادحين "نحن الذين لنا مكانة في المجتمع نجد أنفسنا مضطرين إلى اللعب مع عامل، أو مع سائق... فممارسة الرياضة آخذة بالتحول إلى عقوبة، إلى تضحية، ولم تعد متعة على الإطلاق"!! وربما هي المجال الوحيد الذي اتفقت فيه طبقة المثقفين الأرستقراطيين واليسار فترى المثقفين يتحدثون عنها قائلين "فالغوغاء المصابة بمس كرة القدم تفكر بأقدامھا، وھذا من خصائصھا، وفي ھذه المتعة التبعية تجد نفسھا. فالغريزة البھيمية تفرض نفسھا على الجنس البشري، والجھل يسحق الثقافة، وھكذا تحصل الدھماء على ما تريده."!! أو اليسار قائلين "أنھا تخصي الجماھير وتحرفھا عن النشاط الثوري. خبز وسيرك، سيرك دون خبز: فالعمال المنوّمون بالكرة التي تمارس عليھم سحراً خبيثاً، يصابون بضمور الوعي، ويتيحون لأعدائھم الطبقيين أن يسوقوھم كالقطيع."
هذا الكتاب بالنهاية هو وجبة دسمة لعشاق وغير عشاق كرة القدم تجد فيها كل ما لذ وطاب من فن جميل وذكريات رائعة من الزمن الغابر لأبطال أمثال بيليه وبيكنباور ومارادونا وايزيبيو وغيرهم الكثير من الأسماء التي لم تنصفها الآلة الاعلامية ولحظات صنع الأهداف التاريخية التي تبقى بالذاكرة ولا ننسى تطور كرة القدم وما واجهته من صعود وهبوط على مر التاريخ على أيدي عظماء الكرة ورجال الأعمال!!
------------
ما بين علامتي التنصيص مقتبس من نص الكتاب
-
Rosa
اقر و اعترف بعدم اهتمامى بكرة القدم بل و كرهى لها أحيانا بعد مجزرة ستاد بورسعيد ثم مجزرة ستاد الدفاع الجوى الا أن هذا الكتاب اثار فضولى و خاصة انه لجاليانو
كرة القدم ليست مجرد لعبة لكنها اسطورة و سياسة و دعاية و مجازر أيضا
الكتاب لذيذ خفيف كشف الستار عن لاعبين مشهورين مبدعين راحوا طى النسيان و من اهمهم اللاعب البرازيلى بيليه ... هذه الجوهرة السمراء التى أحببتها كثيرا
-
حمّاد
قصص واقعية تاريخية لأحداث الساحرة المستديرة. استطاع ادواردو غاليانو بسحره أن يجذبني بشكل عجيب لإتمام الكتاب في غضون يومين رغم كسلي في القراءة عادتاً.
سرد شعري لمجريات بعض المباريات المصيرية والتاريخية في الملاعب العالمية.
الكتاب عبارة عن وقائع منفصلة، أنصح فيه لعشاق تلك اللعبة الشعبية المبتدئين بالقراءة بشدة
-
Mohamed Khaled Sharif
"كرة القدم هي صورة مجازية للحرب، ويمكن لها أن تتحول أحياناً إلى حرب حقيقية. وعندئذ يتخلى الموت المفاجئ عن كونه مجرد اسم لطريقة دراماتيكية في التعادل في المباريات. فالتعصب الكروي في زماننا احتل الموقع الذي كان يقتصر في السابق على الحماسة الدينية، والعاطفة الوطنية والهياج السياسي. ومثلما يحدث مع الدين والوطن والسياسة، هناك فظاعات كثيرة ترتكب باسم كرة القدم وكثير من التوترات تنفجر بسببها."
قد يكون الإقتباس السابق مُبالغاً فيه بعض الشيء ولكن لا يُمكن إنكار أنه يحمل في جوهره حقيقة بشكلاً ما، وربما كلما تطورنا ومضينا إلى الأمام، تقل جودة كرة القدم، ولكن، يبقى رهاني دائماً وأبداً على فكرة كرة القدم ونشأتها، تلك اللعبة الشعبية التي هوست الملايين على أدنى تقدير، وإذا سألتني لماذا نالت هذه اللعبة وحدها تلك الشعبية الجارفة؟ أجيب وأقول أن تلك اللعبة تحمل في طياتها العديد والعديد من جوانب الحياة، من تقلبات درامية مجنونة، فرحة عارمة وخسارة مؤسفة، غضب وشجن ونشوة، ضربات قلب عالية تكاد تسمعها بأذنك، منافسة وتحفيل بينك وبين أصدقائك -غفر الله لهم- الذين يشجعون الفريق الغريم، كرة القدم التي تجعلك تتأثر بفرق ليست حتى من وطنك ولا قارتك، وكأنك من حواري البيرنابيو أو لندن، وصدقني أستغرب من الذين يسخرون من مهووسي كرة القدم فيستخدموا هذه الجملة، فنعم كرة القدم نقلتنا من حيزنا الجغرافي، إلى حيز يسع العالم كله، ولكن، لا تنسى، إنتمائك وهويتك لفريق بلدك ومنتخبه، وإن شاب ذلك العديد من التخبطات، اجتماعية وسياسية وأشياء أخرى، فحتى وإن كانت كرة بلدك منخفضة المستوى، ولكنها لا تزال لها طعماً خاص، حرش ومُغبر ومليء بالأمراض، ولكنك -وللآسف- ما زلت تتأثر به ويُعجبك.
تشكلت بداية علاقتي مع كرة القدم في مونديال 2002، كنت حينها في السابعة، ولا أعي تماماً ما يحدث أمامي، ولكن بسبب إجبار من والدي بشكلاً ما، تركت مشاهدة الرسوم المتحركة، وجلست أشاهد الاثنان وعشرون لاعب وهم يهرولون وراء كرة قدم، ومن وقتها، وتحتل كرة القدم جزءاً كبيراً من حياتي، ولأسباب مختلفة -مشاغل ومشاكل وأشياء أخرى- يخبو هذا الجزء قليلاً وسرعان ما يعود مرة أخرى، أشاهد مباريات عديدة، وأحياناً أقول أن شغفي بكرة القدم قد ولى، والقلق المصاحب لمشاهدة المباريات انعدم، ولكن تأتي مباراة تجعل قلبي كالطبل، فأتيقن أن هذا الشغف بكرة القدم سيبقى ملازماً لي، فقط نوعية المباريات وأهميتها هي التي تتحكم في ذلك، والحمد لله أنني قد وصلت إلى هذه النقطة، فلا أتخيل قلبي وهو بهذا الجنون كل مباراة، أي قلب حديدي ذلك الذي يتوتر بهذا الشكل كل مباراة مهما كانت أهميتها؟
بالطبع كل هذا الهراء الذي كتبته ليس له علاقة مباشرة مع الكتاب، ولكن الكتاب نفسه هو ما أثار في أن أكتب هذه الكلمات، وأظن هذا ما سيفعله بك الكتاب أيضاً، يُذكرك بجماليات كرة القدم، لعبة الشعب الذي يُحاول قروش أوغاد أن يمتلكوها بأموالهم، ولكن كلما حاولوا ذلك وجدوا المعوقات في كل مكان، وربما يأتي يوم وتصبح لعبة الشعب مملوكة بالمال فقط -جزء كبير منها حالياً متعلق بالمال وحده- وحينها سيتوقف شغفنا بكرة القدم الآلية تلك، ونتجه إلى الشوارع والأزقة والحارات والملاعب الترابية والعشبية لنلعب -نحن مهووسي كرة القدم- بشغفنا نحن، ومهاراتنا المحدودة، ولكن يظل ذلك تذكيراً لأن تلك اللعبة هي ملكنا نحن فقط.
-
BookHunter MُHَMَD
الكتابة الأدبية عن كرة القدم لا تقل متعة عن كرة القدم نفسهاو خصوصا إن كان كاتب بحجم جاليانو
الحكم هو متحكم في التعريف. إنه الطاغية البغيض الذي يمارس ديكتاتوريته دون معارضة ممكنة. و الجلاد المتكبر الذي يمارس سلطته المطلقة بإيماءات أوبرا. الصفارة في فمه. ينفخ الحكم رياح القدر المحتوم و يمنح الأهداف أو يلغيها. البطاقة في يده. يرفع ألوان الإدانة. الأصفر لمعاقبة المذنب و إجباره على الندم. و الأحمر لإرساله إلى المنفى.
عندما يتحدث عن الاستادات الخالية أتذكر الملاعب المصرية التي لم تعرف طعم الجماهير منذ حادث بورسعيد المشأوم الذي أودى بحياة 72 مشجع من مشجعي الاهلى على يد فاعل ما زال مجهولا حتى اليوم.
هل دخلت يوما إلى استاد مقفر؟ جرب ذلك. توقف في منتصف الملعب و انصت. ليس هناك ما هو فارغ أكثر من استاد فارغ. ليس هناك ما هو أكثر بكما من المدرجات الخاوية.
و عندما تحدث عن استاد الملك فهد في جدة لم يكن الاستاد قد كون ذاكرته الثرية بقدر ثراء أرضه و منصته و إن كان في الأمر لمحة من سخرية.
أما استاد الملك فهد في العربية السعودية ففيه منصة من الرخام و الذهب و مدرجات مغطاة بالسجاد و لكنه لا يملك ذاكرة و ليس لديه ما يقوله.
و لا ينسي نذالات الكرة و طرائفها و انتقامها أيضا.
و لكن للكرة نذالاتها أيضا. فهي لا تدخل أحيانا إلى المرمى لأنها تبدل رأيها و هي في الجو و تنحرف عن مسارها. ذلك أنها ساخطة جدا. فهي لا تطيق أن يعاملوها ركلا بالأقدام. و لا أن يضربوها انتقاما. إنها تطالب أن يداعبوها برقة. أن يقبلوها. أن يسمحوا لها بالنوم على الصدور أو الأقدام. و هي متكبرة. و ربما مغترة بنفسها. و لا تنقصها المبررات لتكون كذلك: فهي تعرف جيدا أن البهجة تملأ أرواحا كثيرة حين ترتفع بطريقة ظريفة و أن أرواحا كثيرة تختنق عندما تسقط بطريقة سيئة.
تقييمك للكتاب لن يعبر بالضرورة عن مستوى الكتاب بقدر ما يمكن أن يعبر عن مدى ارتباطك بالكرة و خاصة أن الكتاب توقف عند كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة و الكثير من القراء المحتملين له الأن ربما ولدوا بعد ذلك.
أما الأجزاء العامة في الكتاب مثل حديثه عن أصل اللعبة أو أدوار الأطراف الفاعلة فيها أو المشاهير فقد تفاعلت معه و بشدة. و أما التفاصيل فيما قبل كأس العالم 1986 بالمكسيك فتراوح بين المجهول بشدة و المجهول و لم يشدني منه غلا ما كان طريفا أو غريبا.
مع انتهاء مونديال 1994 أطلق اسم روماريو على كل الأطفال الذين ولدوا في البرازيل. و عشب استاد لوس انجلوس بيع مجزأ في قطع صغيرة مثل البيتزا بعشرين دولار للقطعة. أهو جنون جدير بأفضل قضية؟ أهي تجارة مبتذلة و بدائية؟ أهي صناعة احتيال يديرها أسيادها؟ أنا ممن يعتقدون بانه يمكن لكرة القدم أن تكون هذا كله. و لكنها أكثر من كل هذا أيضا. فهي احتفال للعيون التي تنظر. و سعادة للجسد الذي يلعب.
و أخيرا مصادر حسنة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط (نظام) فيدل كاسترو صار وشيكا و أن انهياره هو مسألة ساعات فقط.
-
mahmud elyyan
كرة القدم من زاوية جديدة , التكلم عن التغير باللعبة و بداية الفساد المالي في الفيفا و التي كان بداية لفساد الفيفا الحالي .
و كذلك تحول اللعبة من لعبة الفقراء الى لعبة للشركات الكبرى والمعلنين و و رجال الاعمال .
معلومات جميلة و ذكر لكثير من المشاهد الخالدة في تاريخ كرة القدم و تاريخ افضل لاعبيها .
كتاب جميل و ممتع .
-
Mustapha Hafez
كتاب من اروع ما يكون لاي محب لكرة القدم و لاي قارئ عموما .
ادواردو غاليانو اديب في مستوي ماركيز و بارغاس يوسا .
-
نجم الدين سيدي عثمان
كتاب رائع و أسلوب أنيق و ترجمة في المستوى..استفدت كثيرا