المؤلفون > إدواردو غاليانو

إدواردو غاليانو

1940 توفي سنة 2015 أوروغواي

نبذة عن المؤلف

ولد في مونتيفيديو (الأوروغواي) عام 1940. عاش غاليانو سنوات عديدة في المنفى لأسباب سياسية، في الأرجنتين واسبانيا. وهو باحث وروائي وصحفي، وقد ترجم كتابه "شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة" إلى أكثر من عشرين لغة. من أشهر أعماله: - شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة. - ذاكرة النار. - كتاب المعانقات. - أفواه الزمن. يساند إدواردو غاليانو الحركات المناهضة للعولمة بحضوره الفكري ومشاركته في مجلات عالمية وجرائد مثل لوموند ديبلوماتيك.
4.1 معدل التقييمات
112 مراجعة

اقتباسات إدواردو غاليانو

حارس المرمى:

يسمونه كذلك البواب، والغولار، وحارس الحاجز، وحارس القوس، ولكننا نستطيع أن نسميه الشهيد، الوثن، النادم، أو المهرج الذي يتلقى الصفعات. ويقولون إن المكان الذي يطأه لا ينبت فيه العشب أبداً.

إنه وحيد. محكوم عليه بمشاهدة المباراة من بعيد. ينتظر وحيداً إعدامه رمياً بالرصاص بين العوارض الثلاث. كان في السابق يرتدي الأسود، مثل الحكم. أما الآن، فلم يعد الحكم يتنكّر بزي الغراب، وصار حارس المرمى يسلو وحدته بتخيلات ملونة.

إنه لا يسجل أهدافاً. بل يقف ليمنع تسجيلها. ولأن الهدف هو عيد كرة القدم: فإن مسجل الأهداف يصنع الأفراح، أما حارس المرمى، غراب البين، فيحبطها.

يحمل على ظهره الرقم واحد. أهو الأول في قبض المال؟ إنه الأول في دفع الثمن. فحارس المرمى هو المذنب دائماً. وهو الذي يدفع الثمن حتى لو لم يكن مذنباً. فعندما يقترف أي لاعب خطأ يستوجب ضربة جزاء، يتحمل هو العقوبة: يتركونه هناك، وحيداً أمام جلاده، في اتساع المرمى الخاوي. وعندما يتعرض الفريق لسوء الحظ، يكون عليه هو أن يدفع الثمن تحت وابل من الكرات، ليكفّر عن ذنوب الآخرين.

يمكن للاعبين الآخرين أن يخطئوا أخطاء فاحشة مرة ومرات، ولكنهم يستردون مكانتهم بعد القيام بمراوغة استعراضية، أو تمريرة بارعة، أو تسديدة صائبة: أما هو فلا يمكنه ذلك. الحشود لا تغفر لحارس المرمى. أقفزَ في الفراغ؟ أكان مثل الضفدع؟ ھل أُفلتت منه الكرة؟ أأصبحت اليدان الفولاذيتان حريراً؟ بخطأ واحد فقط يدمر حارس المرمى مباراة كاملة أو يخسر بطولة، وعندئذ ينسى الجمھور فجأة كل مآثره ويحكم عليه بالتعاسة الأبدية. وتلاحقه اللعنة حتى نھاية حياته.

مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباسات
  • كتب إدواردو غاليانو

    2