اقتباسات من كتاب لماذا تقلق ؟

والأهم هو إشغال نفسي بأنشطة أخرى لتجنب التفكير الزائد الذي يزيد من حدة القلق.

لكن إذا دربت نفسي على التفكير بأن ارتكاب الخطأ، حتى وإن حدث، سيضيف إلى تجربتي وخبرتي، ثم وجهت كل تركيزي وجهدي نحو المهمة الحالية، سأكون بذلك قد واجهت القلق مباشرة، ومنعت تأثيره السلبي على أدائي.

من الجدير بالذكر أن هذا الأسلوب في تحويل التركيز يمكن أن يُطَبَّق بسهولة على الأمور الأكثر أهمية في الحياة.

لكن إذا تمكنت من تدريب نفسي على تحويل تركيزي إلى شيء آخر قبل أن تسيطر هذه الفكرة على عقلي، ستعود فكرة السيارة إلى حجمها الطبيعي وسط اهتماماتي الأخرى، ولن أشعر بالقلق.

على سبيل المثال، إذا انصبَّ تركيزي على رغبتي في شراء سيارة، ستصبح هذه الرغبة محور تفكيري الرئيسي، مما يولد القلق، على الرغم من عدم ارتباطه بالخوف.

إلا أن التفكير الملح غالبًا ما يتضمن الخوف، وقد يحدث حتى في غياب الخوف.

التفكير المُلِح يزيد من القلق لأنه يركز باستمرار على فكرة معينة ويعيد تكرارها. على سبيل المثال، إذا انصبَّ تركيزي على رغبتي في شراء سيارة، ستصبح هذه الرغبة محور تفكيري الرئيسي، مما يولد القلق، على الرغم من عدم ارتباطه بالخوف.

❞ الفيلسوف طاليس(3) عن أصعب الأمور أجاب: “معرفة الذات” وعن أسهلها قال: “نصح الآخرين”. ❝

❞ تعريف “وبستر(2)” للقلق على أنه “حالة من الاهتمام المفرط” ❝

❞ لا يمكنكم نفي حقيقة أن سيقان اللقلق طويلة، وسيقان البط قصيرة؛ ولا يمكنكم كذلك إطالة سيقان البط أو تقصير سيقان اللقلق. فلماذا القلق إذًا؟”

⁠‫- تشوانغ تسي ❝

❞ تشير الأبحاث إلى أن القلق المزمن يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية مثل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات النوم وآلام الرأس والجسم ❝

قليلون منّا يستطيعون الوصول إلى هذا المستوى من النضج، وربما يكون السعي لتحقيق النضج الذاتي ليس شائعًا بين الجميع. ومع ذلك، حتى الجهود المبذولة لتحسين الذات، حتى لو لم تؤدِّ إلى مستوى مثالي من التحكم في المشاعر أو السلوك، ما تزال قادرة على تخفيف القلق الذي نشعر به، مما يمكّننا من التفاعل بشكل أكثر راحة مع محيطنا، وهذا لا يجعلنا أكثر لطفًا وودًّا في علاقاتنا مع من حولنا فحسب، بل يسهم أيضًا في تعزيز صحتنا وسعادتنا.

كلما استمر الشخص في الاحتفاظ بالميول المرتبطة بالوساوس لفترة أطول في حياته البالغة، زاد احتمال تحول هذه الميول إلى سلوك قهري يصعب التحكم فيه.

عدد قليل جدًّا من الأطفال يخلون تمامًا من سلوكيات “الوساوس” فبعض الأطفال يشعرون بأن عليهم المشي على الحجارة فقط، بينما يشعر آخرون بأن عليهم السير فوق الشقوق الموجودة في الأرض، أو على العكس، يحاولون تجنب السير عليها تمامًا. بعضهم يحتاج إلى صعود الدرج ببدء الخطوة بالقدم اليمنى، والبعض الآخر يحب أن يركل الأعمدة أو يلمس الأشياء عددًا معينًا من المرات. هناك من يشعر بأنه يجب عليه عدّ النوافذ أو الصور أو الأشكال الموجودة على ورق الحائط. أما من يقضم أظافره، فهو يفعل ذلك فقط لإشباع وسواسه.

يكون نظام التدريب الذي من المفترض اتباعه هو تعديل الانشغال المفرط بالذات من خلال تركيز أفكارنا على الأمور الخارجية بدلًا من الانغماس في مشاعرنا وأفكارنا بشكل مفرط. كما يتضمن توسيع اهتماماتنا لتشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة والأشخاص، مما يساعد على تقليل التركيز على الذات.

من المثير للاهتمام، بالنظر إلى مفهوم “الإبيقورية” الذي أصبح مشهورًا، أن إبقور يعتبر تجنب الإفراط أو المبالغة خطوة منطقية وضرورية نحو الحياة الهادئة

“نيراستينيا” أو “الوهن العصبي” وهو نوع من الانهيار العصبي، فعادةً ما يكون سببه المباشر هو الإجهاد أو الضغط الناتج عن العمل، لكن الشخص المصاب قد يكون أصلًا منهكًا نتيجة مخاوفه المتواصلة بشأن الماضي وشكوكه حول الحاضر وقلقه على المستقبل، إلى جانب الانشغال بالتفاصيل الدقيقة ورفضه تفويض المسؤوليات للآخرين. هؤلاء الأشخاص يكونون قد استنزفوا طاقتهم النفسية قبل أن يصابوا بالإرهاق الذي أدى إلى انهيارهم.

“الهيبوكوندريا” أو “اضطراب وهم المرض” وهو اضطراب يتمثل في القلق المفرط بشأن الحالة الجسدية أو النفسية. هذا النوع من القلق، يكون مصحوبًا بالخوف المفرط من عدم الشعور بالأمان أو الصحة الكاملة أو الراحة التامة، وقد يؤدي في الحالات القصوى إلى تضييق دائرة المتعة والفائدة إلى درجة تجعل المصاب يعاني وكأنه مصاب بمرض عضوي.

عندما سُئل الفيلسوف طاليس(3) عن أصعب الأمور أجاب: “معرفة الذات” وعن أسهلها قال: “نصح الآخرين”. أما ماركوس أوريليوس(4) فقد قال: “ليدع الناس الدعاء لحماية أحبائهم، وليدعوا لأنفسنهم أن يتجاوزا مخاوفهم من فقدانهم.

❞ إن معظم الاضطرابات العصبية ناتجة عن التفكير غير العقلاني، وأن السبيل الوحيد للتخلص من المعاناة العاطفية هو تبني فلسفة حياة عقلانية. ❝