اقتباسات من رواية نيورا

حين انجلت بصيرتي، وارتفع وعيي، وسمت روحي أدركت أن الوعي نقمة كبيرة، آلامًا لا تشفى، ومعاناة لا تنتهي، وشقاء لا ينضب!‏

‏وكأن اللحظات الجميلة قصيرة عابرة في عمرها المديد!‏

هذا الأمل… هو وعي من نوع خاص، إدراك غيبي، وايمان بحقيقة لا يدعمها سوى اختلاجة صدر ونبضة قلب، وحلم في منام أو يقظة!‏

‫ ‏بلا أمل، لا سبب للحياة، للتطور، للحضارة، للفكر، للعقيدة، لا سبب للأحلام!‏

‫ ‏نعم، بالأمل، يعيش البشر، يجاهدون، يتحملون، الأمل هو الغد، هو شروق الشمس، انتهاء الإعصار، سقوط المطر، صرخة طفل وليد، ضحكة فتاة، ورفرفة أجنحة عصفور صغير…‏

كلما ارتفع وعي المرء… ازدادت معاناته

‏لا أدري لماذا تخيلت نفسي في هذا الموقف، كان مشابه تمامًا لما أمر به…‏

‫ ‏لا أبغي من الحياة سوى رحيق يجعلني حيًا، لكنني مسجون في واقع جميل، لطيف، امتلك كل وسائل الحياة، دون أن أجد حياتي…‏

‫ ‏حتى وإن كان السجن وردة بديعة، فالنحلة خُلقت لتطير!‏

الإبداع هو نهر ينساب من أرواح البشر، يوحدهم ويجمعهم على لغة واحدة لا تحتاج إلى ترجمات، تخاطب العقول وتتسلل إلى القلوب بلا استئذان.‏

الذهب… وكل أنواع الذهب، الأرض ذهب، العِرض ذهب، البشر ذهب، الحرية ذهب، الضمير ذهب، الحق والعدل والرحمة ذهب، الكلمة ذهب، الفكر والإبداع ذهب، إنهم يسلبون كل شيء ولن يذهبوا… طالما ظل الذهب

أصحاب الآدمية، يمتلكون أنواعًا لا حصر لها من القتل وسفك الدماء، في حروب تدفعها المصالح، وغزوات تدفعها الأطماع، وثأر يدفعه الغضب، وإبادة تدفعها الكراهية، واضطهاد يدفعه الاختلاف العرقي والمذهبي والطائفي… في الواقع، الحيوانات لم ترتكب يومًا ما أي شيء مما ارتكبه الآدميون من وحشية

❞ فما ضير الرميم من نخر الدهور في أُضلُعه…‏

⁠‫‏وما مغنمهُ إذا انبثقت الرياحين من ثرى جنباته!‏ ❝

وكأنها تخبرنا أن النهايات هي منبع البدايات، في دائرة لا تتوقف، أزمنة تتوالى، وعصور تنقضي، الموت فيها هو الحياة، والحياة هي الموت!‏

‫ ‏وكأن اللحظات الجميلة قصيرة عابرة في عمرها المديد!‏

- نعم يا نور، الذهب… وكل أنواع الذهب، الأرض ذهب، العِرض ذهب، البشر ذهب، الحرية ذهب، الضمير ذهب، الحق والعدل والرحمة ذهب، الكلمة ذهب، الفكر والإبداع ذهب، إنهم يسلبون كل شيء ولن يذهبوا…

‫ ‏- لماذا تخشون الحديث عن الحب، والإفصاح عن مشاعركم، لماذا تعتبرونه نوع من العيب ومدعاة للخجل، ألا تدركون نعمة أنكم تمتلكون قلوب تنبض وأفئدة تشعر، لو حرمتم منها لقدرتم قدرها، لو حرمتم منها لتلمستم ظلها في أي مكان.‏

أحياء بأكملها تحولت إلى أطلال، اختلطت أحجار المآذن المهدمة بأحجار المعابد والكنائس المنهارة حتى لم يعد أحدًا يميز بينهما، كل الأحجار متشابهة، دفنت أجساد المصلين تحتهما، تحت الأحجار والرمال كانت كل الرفات متشابهة أيضًا، وفوق الأرض لم يكن أحدًا يمكنه التمييز بين من كانوا يحاولون إنقاذ الجرحى وانتشال جثث القتلى، كان البشر متشابهون أيضًا على ما يبدو!،

❞ حتى وإن كان السجن وردة بديعة، فالنحلة خُلقت لتطير!‏ ❝

❞ كنت أظن أن الدفن للأموات… لم أكن أعلم أن الحياة تولد من رحم الموت!‏ ❝

حين انجلت بصيرتي، وارتفع وعيي، وسمت روحي أدركت أن الوعي نقمة كبيرة، آلامًا لا تشفى، ومعاناة لا تنتهي، وشقاء لا ينضب!‏

‫ ‏ليتني ظللت فردًا في القطيع، بلا هوية، بلا وعي، بلا صحوة…‏

❞ كان يبدو أنهم يتخطون مجرد البحث عن المخطوفين وإعادتهم إلى عقاب جماعي للبشر، لأنهم تجرأوا على كبرياء الكيان ❝

من الجيد أنه مثلك يمتلك نسخة مطورة، ويستطيع تغيير قناعاته الراسخة عندما يدرك الزيف، ولا يفني عمرًا في الدفاع عن الوهم لأنه يخشى البحث عن الحقيقة.‏

❞ لكنه كان أكثر عقلانية مما تريده امرأة من حبيبها… ❝