اقتباسات من رواية نيورا

‏نحن نسبح في نهر من الزمن منبعه ينهمر من المستقبل ومصبه في غياهب الماضي، نبحث عن الحاضر فلا نعثر عليه، يمر سريعًا كلمح البصر، لا يمكننا الإمساك به، تتبدل مشاعرنا وأفكارنا كأنها تسبح معنا ضد تيار قوي يسير بنا نحو شلال منهمر، كأنه فيض من الأحاسيس المندفعة الكاسحة.‏

يبدو أن البشر يتأقلمون بشكل أو بآخر مع ما يُفرض عليهم من قواعد وقوانين وأفكار ومعتقدات، عندما يعطلّون إدراكهم، عندما يُنحّون عقولهم جانبًا، ويجمدون مشاعرهم، ويصدقون كل ما يقال لهم دون محاولة للشك أو التفكير، يتحولون إلى آلات تطبق التعليمات بحذافيرها دون أن يمنحوا أنفسهم فرصة تقييم صحتها أو تناسقها مع

يبدو أن البشر يتأقلمون بشكل أو بآخر مع ما يُفرض عليهم من قواعد وقوانين وأفكار ومعتقدات، عندما يعطلّون إدراكهم، عندما يُنحّون عقولهم جانبًا، ويجمدون مشاعرهم، ويصدقون كل ما يقال لهم دون محاولة للشك أو التفكير، يتحولون إلى آلات تطبق التعليمات بحذافيرها دون أن يمنحوا أنفسهم فرصة تقييم صحتها أو تناسقها مع

‫ ‏لا أبغي من الحياة سوى رحيق يجعلني حيًا، لكنني مسجون في واقع جميل، لطيف، امتلك كل وسائل الحياة، دون أن أجد حياتي…‏

كنت أظن أن الدفن للأموات… لم أكن أعلم أن الحياة تولد من رحم الموت!‏

لقد أخبرنا العرّاب أنه (سيظل المحتل طالما ظل الذهب، فإن ذهب الذهب… ذهب!)‏

المنطق يقول إن كل مصنوع له صانع، وكل مخلوق له خالق، وأنه كلما زاد إتقان المصنوع دل ذلك على مهارة الصانع…‏

كما في الميلاد والموت لا نملك قرارًا، الحب حياة، لا بأيدينا امتلكناها ولا بمشيئتنا تركناها! ‏

‫ ‏لقد حاولت أمي أن تخبره لكنه لم يفطن، حاولت رقيّة أن تُلمّح له لكنه لم يدرك، حتى أبي حاول أن يخبره ولم يفهم، كنت أنتظر أن يُقدم على أي حماقة تظهر ليّ تمسكه بي، كنت أتمنى أن يصرخ فيّ، ينهرنِ، يعاتبني، يخاصمني، لكنه بكل أسف كان أرقى من ذلك… ‏

‫ ‏كان أكثر حرصًا على مشاعري، وأكثر تقبلًا لصمتي، وأكثر حماقة من انتزاع قلب من يحبها انتزاعًا!‏

‫ ‏على أي حال، ربما كان عزائي الوحيد في كلمات قالها أبيقور منذ قرابة أربعة آلاف عام!‏

‫ ‏(ليس الموت، ولكن الخوف من الموت هو المشكلة؛ إذا كان الموت هو نهاية الوعي، إذن لا شعور بعد الموت، وإذا كان الموت هو نهاية الإحساس، إذن لا ألم بعد الموت!)‏

‫ ‏- الحياة… يبدو أنها هي المعاناة الكبرى.‏

لأن الحب هو أسمى المشاعر البشرية، ولأنه لم يكن مدرجًا ببرمجتك، لذلك يجب أن تدرك أن كل ما شعرت به يا نور كان حقيقيًا تمامًا، بشريًا مئة بالمئة، لا دخل لشريحتك الدماغية به على الإطلاق، كنا بهذا نمنحك الآدمية التي سلبوها منك بإيقاظ مشاعر حاولوا تعطيلها لتصبح مسخًا آليًا كما أرادوا، كنا نمنحك الحياة يا نور.‏

‫ ‏لا تملك أن تظل في حاضرها لتفكر فيما تشعر، ولا من تحب، وكيف تكمل حياتها، بقلب منكسر حزين أم بقلب منفتح مقبل على الحياة، كيف تتخذ قرارًا، متى يمكنها ذلك، هل تملك حق الاختيار، يا لها من معضلة، يبدو أننا في الحب… كما في الميلاد والموت لا نملك قرارًا، الحب حياة، لا بأيدينا امتلكناها ولا بمشيئتنا تركناها! ‏

بلا أمل، لا سبب للحياة، للتطور، للحضارة، للفكر، للعقيدة، لا سبب للأحلام!‏

‫ ‏نعم، بالأمل، يعيش البشر، يجاهدون، يتحملون، الأمل هو الغد، هو شروق الشمس، انتهاء الإعصار، سقوط المطر، صرخة طفل وليد، ضحكة فتاة، ورفرفة أجنحة عصفور صغير…‏

يبدو أن كل النساء متشابهات، يملكن اللامبالاة ذاتها، وعدم الاكتراث، كأنهن أجساد بلا روح أو إحساس، أصنامًا من الحجارة أو تماثيل من رخام صلد.‏

‫ ‏حين لا يملك المرء ما يخسره، يكتسب جرأة غير عادية، أو تهور أحمق!‏

لماذا تفطرين قلبي وقد تركت كل ما مضى من حياتي وأتيت خلفك، وها أنا أبذل حياتي الجديدة كلها لكِ،

حين لا يملك المرء ما يخسره، يكتسب جرأة غير عادية، أو تهور أحمق!‏

‏الحب أكبر وأرقى من أن يُختزل في قصص العشاق، وروايات المراهقين، وأرقى من أن يختصر في قصيدة أو أغنية… ‏

‫ ‏الحب هو ما انتشلني من وحدتي بين جدران نفسي، ومن تيهي وسط دروب عقلي،

الأنفس بالرضا، ويسمو بالأرواح نحو السكينة والسعادة، الحب ترياق لآلام البشر، دواء شافٍ للمعاناة والهوان والخذلان، وشراع ومنارة للتائه وسط دروب الحياة…‏