ففي مثل هذه الأيام من أعمار الوطن، يختلط الجيد بالرديء حتى يخرج لك في المحصلة النهائية مواطنًا يمكنه التكيُّف مع أي نوع من الرداءة،
الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء
نبذة عن الرواية
الأيام التالية أصابت الجميع بالدهشة، فعلى الرغم من خفوت التساؤلات عن اختفاء الرجلين، إلا من أسرتيهما اللتين راحتا تضمَّان الحزن في الأحشاء مكتفيتين بالاستمرار في الحياة مع أمل لم ينقطع دومًا في عودتهما، ظلت الحكايات قائمة، فالقرية لم تجد أية مشقة في إيجاد موضوع للتَّنَدُّر والحديث. لا أبالغ عندما أقول إنني شاركتهم بالتعجب والدهشة من هذا الكم الهائل من الزيجات الفاشلة التي تنتهي قبل أن تبدأ لأسباب واهية، وربما مضحكة، وكأنما لعنة حلت بالقرية بعد اختفاء الرجلين.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 246 صفحة
- [ردمك 13] 9789778881097
- دار ريشة للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء
مشاركة من Marimaa
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أهداب حوراني
رواية "الفراودة" للكاتبة دينا الحمامي
تدور رواية "الفراودة" حول حياة قرية مصرية غارقة في التقاليد والأساطير، يتشابك الواقع مع الخرافة في حكايات سكانها، تستعرض شخصيات متعددة، أبرزها شخصية “الحاج جميل” وخطيب ابنته “كريم” اللذان اختفيا بشكل مفاجئ في ليلة كتب الكتاب، مما أثار التساؤلات والمخاوف في أرجاء القرية، كما تنسج الرواية العديد من القصص حول هذا الاختفاء الغامض، منها الأسطورة التي تشير إلى أن "النداهة" هي من نادت عليهما، أو أن حوريات النهر قد أغرقتهم في المياه، ووسط هذا الغموض تبدأ الشائعات والحكايات في الانتشار، مما يعكس قدرة الخيال الشعبي على تحويل الأحداث المأساوية إلى أساطير تمثل الهروب من الواقع، وبينما تحاول القرية استعادة حياتها الطبيعية، تبقى آثار الفقدان تخيم على النفوس، وتنعكس على علاقات الزواج في القرية، بدأت بعض العلاقات بالانهيار قبل أن تبدأ بسبب الشكوك والخرافات المتعلقة بالاختفاء.
رواية "الفراودة" للكاتبة دينا الحمامي ليست مجرد سرد تقليدي لحكاية اختفاء رجل وخطيب ابنته في قرية مصرية، بل هي نسيج أدبي متقن يحمل بين طياته جوانب إنسانية واجتماعية، تتداخل فيها الأسطورة مع الواقع، وتصنع عالمًا أدبيًا فريدًا يستحق التوقف عنده وتأمله.
اعتمدت الكاتبة على بنية سردية متشابكة، تمزج فيها بين السرد الواقعي والتأملات الأسطورية، فهي لا تنقل الأحداث بشكل تقريري مباشر، بل تجعل الأسطورة والفقدان الشخصي محورًا لعوالم الشخصيات وأفكارها، يمكننا القول إن البناء السردي يقوم على الدمج بين الواقعي والأسطوري، ما يضفي عمقًا على الحكاية، حيث يتحول الاختفاء من حدث غامض إلى أسطورة قرية تعيش بين الخرافة والحقيقة، مما يعكس تفاعلات النفس البشرية مع الأحداث الصادمة، وكيف تتحول هذه التفاعلات إلى حكايات وأسطورات تحتضنها الذاكرة الشعبية.
الشخصيات في الرواية لا تبدو نمطية، فكل منها يمتلك أبعادًا إنسانية ونفسية عميقة، اعتمد التفاعل بينها على الحوارات الداخلية التي كشفت عن عوالمها المضطربة ومشاعرها المكبوتة، كل شخصية عبرت عن صراعها مع اللعنة ومع ظروف حياتها المعقدة، وهذا ما جعلها تبدو حية ومتشابكة، كما تعكس تفاصيلهم هموم مجتمع بأسره، شخصية "الحاج جميل" على سبيل المثال رغم اختفائها المبكر، تظل حضورًا قويًا في الرواية كرمز للأب والركيزة المفقودة، التي بدونها يتفكك النظام الاجتماعي، أما خطيب ابنته، "كريم" يمثل التطلعات الفردية التي تتحطم أمام جبروت القدر والمصير، الشخصيات الأخرى مثل "الشيخ عبد القادر" ساهم في خلق طيف واسع من العلاقات الاجتماعية التي تتشابك وتتأثر بغياب الرمز الأبوي، من خلال هذه الشخصيات أعادت الكاتبة تشكيل البنية الاجتماعية للقرية، حيث تجلى الصراع بين الفرد والجماعة، وبين التقاليد الصارمة التي تحكم الجميع وتفرض واقعًا قاسيًا.
الأسطورة في "الفراودة" ليست مجرد خلفية سردية، بل هي جزء لا يتجزأ من بنية الرواية، الحكايات التي تتناقلها القرية حول "النداهة" و"حوريات النهر" تشير إلى مدى تجذرها في وعي الناس، وكيف أصبحت وسيلة لتفسير ما لا يمكن تفسيره، هذا التداخل بين الأسطورة والواقع يمثل الهروب من عبثية العالم وفوضويته، الأسطورة في هذا العمل ليست مصدرًا للخوف فحسب، بل تحمل طابعًا خياليًا يغذي الأمل لدى البعض ويغلق الباب أمام آخرين، كما أنها تعبير عن هشاشة الإنسان أمام قوى أكبر منه، وعن محاولة العقل الجمعي التمسك بأي تفسير يُبقي على التماسك الاجتماعي.
المكان في رواية "الفراودة" ليس مجرد فضاء سردي، بل هو كيان حي يتنفس مع الشخصيات، يتغير بتغيرها، ويعكس حالة الغموض التي تسيطر على الأحداث، القرية التي تقع عند الحد الفاصل بين الواقع والأسطورة ترمز للوطن، للمجتمع الريفي الذي يتحكم فيه الماضي ويعيد تشكيل الحاضر وفقًا لتقاليده وأعرافه.
أما الزمان فهو زمن متوقف، حيث يحافظ السرد على إيقاع بطيء يتيح للقارئ التمعن في كل التفاصيل الصغيرة، كما أن الزمن في هذه الرواية غير خطي، فهو ينزاح بين الحاضر والماضي، وبين الأحداث الفعلية والتأملات الذاتية للشخصيات، هذا الأمر الذي عزز الشعور بالغموض الذي يلف الرواية.
اللغة في "الفراودة" مزيج بين اللغة المباشرة التي تصف الأحداث واللغة الرمزية التي تتعمق في دواخل الشخصيات وتبرز الصراع الداخلي لكل منها، استعانت الكاتبة بتوظيف الرموز والاستعارات، مما جعل الرواية تميل نوعًا ما إلى الأسلوب التأملي.
الحوار في الرواية يتميز بطابعه البسيط المحمل بالمعاني العميقة، كما أنه لا يعبر عن أفكار الشخصيات فقط، بل يكشف عن تناقضاتها الداخلية وحساسيتها تجاه ما يحدث حولها، ويعكس التوترات النفسية والاجتماعية التي يعيشها الأبطال، كما يعتمد على التلميح والإيحاء أكثر من التصريح، مما يجعل القارئ مضطرًا إلى قراءة ما بين السطور لفهم الدوافع الحقيقية للشخصيات، ومع ذلك قد يشعر البعض أن الحوار في بعض الأجزاء يمكن أن يكون أكثر مباشرة لزيادة الوضوح، فالحوارات مليئة بالإشارات الضمنية والرسائل المبطنة التي تدفع القارئ إلى التفكير العميق في مغزاها.
الأسلوب الأدبي المتناغم مع الأجواء الأسطورية للرواية أعتقد أنه سيخلق حالة من الجذب للقراء، حيث ينتقل السرد بسلاسة بين الواقعي والرمزي، بين المادي والخيالي.
ختامًا: "الفراودة" ليست مجرد قصة عن اختفاء رجلين، بل هي تعبير عن معاناة إنسانية أعمق، عن الفقدان والتأمل في معانيه المختلفة، الأسطورة التي تُبنى حول الاختفاء تعكس عجز البشر عن السيطرة على مصائرهم، ورغبتهم في إيجاد تفسيرات تتجاوز حدود المنطق، وتفتح باب التساؤل أمام القارئ حول دور الأسطورة في حياتنا، وكيف يمكن أن تكون أداة لفهم العالم أو للهروب منه.
في المجمل الرواية جيدة جدًا أنصح كل من يهتم بهذا النوع من الكتابات قراءتها، تمنيت فقط لو أن الحوار فيها كان فصيحًا.
-
Mohamed Ismail Omar
كان لي شرف الوجود ضمن لجنة القراءة للرواية وكتبت كلمة الغلاف لهذا العمل البديع .
رواية مكتملة ومبشرة ، وجمال حبكاتها يأتي من تداخل هذه الحبكات فضلا عن الجهد البحثي الهائل والعمل المتقن على الشخصيات.
-
Murad Azzam
🚫 قرأت "الفراودة" لعدة أسباب:
1️⃣ ثقة في قلم المبدعة دينا الحمامي.
2️⃣ تقديراً وتشجيعاً واحتراماً لها من القلب.
3️⃣ لأنني أحب الأدب الإجتماعي والتربوي والواعي.
4️⃣ لتدشين مكتبة وهبان مسابقة عليها...تمام يا مدير.
☀️ــ "الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء" للكاتبة Dina Elhammamy تعتبر من الأعمال الأدبية حثيثة الواقعية و التي تمزج بين الواقعية السحرية ، والتعبير الصريح عن معاناة الإنسان في ظل القيود الاجتماعية والثقافية والطبيعة البشرية ... تسلط الضوء على الحياة في الريف المصري، بتفاصيلها المتشابكة وجمودها وركونها ، والصعوبات والتحديات التي تواجه النساء والرجال في مجتمعات منغلقة على موروثات ثقافية متجذرة..تغوص بقوة في أعماق النفس البشرية ، ما بين الطموح والجنوح ، والإغلاق والإنطلاق .
☀️ــ الحبكة والقصة:
الرواية تدور في قرية منسوجة بروعة وحكمة وبطء من خيال الكاتبة ، تُصاب بلعنة غامضة تمنع الزواج فيها لأكثر من 15 عامًا، وهو ما يضع أهل القرية في حالة من الفوضى والارتباك ، يدورون ويروحون ويعودون ، كل حسب تطلعاته وإمكاناته ورؤيته ..
البطلة "عناية" كانت على وشك الزواج ، ولكن عشية قرانها يختفي والدها الحاج جميل وخطيبها كريم في ظروف غامضة…لتبدأ لعنة تطارد جميع الزيجات في القرية ، يجسد هذا الفقد الذي تعانيه "عناية" المحور الأساسي في الرواية، حيث تتحول القرية إلى مسرح للمعاناة الإنسانية ، والغموض المشوب بالسواد ، والبحث اليائس عن حلول عن طريق الدج*ل والشع*وذة.
والمتأمل في الرواية بعين القلب يستشعر تأملات عميقة حول الفقد والإلهاء ، وكيف تؤثر الأزمات على بنية المجتمعات ، تخفض وترفع ، تمنح وتمنع ، تجوع وتشبع ، تعقد وتمتع .. كما يُرى هناك أبعاد خفية في القصة تمس الروح الإنسانية وتبرز النضال الداخلي للأفراد في مواجهة مصير مجهول ، وهو ما يجعلها تلامس الواقع رغم الطابع السح*ري للأحداث.
☀️ــ أسلوب السرد:
دينا الحمامي تستخدم أسلوب السرد المسلسل والمتداخل ، حيث تمزج بين الواقعية والخيال والحياة اليومية لسكان القرية ، مما يجعل الأحداث تتدفق بسلاسة بين الخيال والواقع، هذا الأسلوب يُظهر قدرة الكاتبة على خلق عوالم متوازية يقص كل بطل قصته ، ويقف عند الحد الذي يثير شغفك ؛ ليكمل الآخر ثم اللذي يليه ، يستطيع القارئ الغوص فيها بسهولة ، حين تتشابك الشخصيات مع قوى غير مرئية تتحكم في مصائرهم ، وتصل بهم إلى النهاية .
☀️ــ اللغة في الرواية:
جاءت مميزة وقوية ، تجمع بين الفصحى البسيطة والعامية المرحة والموروثات الشعبية ، مما يُضفي على النص نكهة خاصة تعكس البيئة التي تدور فيها الأحداث ، تخليت للحظة أنني بينهم ، تغوص في اعماق اللغة القروية وأغانيها وأهازيجها وجمال الريف ، نقلت دينا الحمامي إلينا بواسطة اللغة ومفرداتها الجامعة والمانعة.
☀️ــ الموضوعات الرئيسية:
*العنوسة والفقد: الرواية تعكس بشكل واضح المعاناة التي تعيشها النساء في مجتمعات تُحكم بالتقاليد الصارمة ، حيث تمثل "عناية" وجميع نساء القرية نموذجًا للمرأة التي تجد نفسها ضحية لظروف خارجة عن إرادتها ، هذه الظروف ، المتمثلة في اللعنة ، تُظهر بوضوح كيف يمكن للأزمات الاجتماعية أن تتداخل مع العقبات الشخصية لتخلق حالة من الشلل الجماعي.
*الدج*ل والشع*وذة: تتناول الرواية موضوع الاعتماد على القوى الغيبية والدجلية والشي*طانية بوعي وبغير وعي ، لحل المشكلات، تلك المتمثله في الشيخ عبد القادر ، وهذ الأمر هو انعكاس لواقع مجتمعات عديدة تلجأ إلى هذه الممارسات عند الفشل في العثور على حلول منطقية، هذه الممارسة تُظهر الضعف الذي يعاني منه الإنسان أمام قوى الطبيعة والمصير.
*الواقعية السح*رية: بالرغم من أن الأحداث تدور في إطار واقعي، إلا أن اللعنة التي تصيب القرية تضفي طابعًا سح*ريًا على القصة، هذا المزج بين الواقع والخيال يمنح الرواية بعدًا فلسفيًا، حيث يُصبح من الصعب تحديد ما هو حقيقي وما هو وهمي، هذا الأسلوب يجعلني اتساءل عن دور المعتقدات الشعبية في تشكيل وعي المجتمعات.
☀️ــ الشخصيات
*عناية: بطلة الرواية، تمثل المرأة التي تحمل على عاتقها إرث العائلة وتواجه المجهول بشجاعة، شخصيتها تعكس القوة في مواجهة الفقد والتحديات، وتطرح تساؤلات حول دور المرأة في المجتمع وما تتحمله من ضغوط نفسية واجتماعية.
*أهل القرية: من إخوة وأصدقاء وجيران وعمال وموظفين ، يمثلون النمط التقليدي في المجتمعات الريفية، حيث يلتفون حول المعتقدات الشعبية ويعتمدون على الشع*وذة والدج*ل لحل مشاكلهم، شخصياتهم تُظهر ضعفهم أمام القوى الغامضة التي تحكم مصائرهم، وهو ما يجعلهم عالقين في دائرة مغلقة من التقاليد والجهل.
☀️ــ الرسائل :
الرواية تقدم رسالة واضحة حول ضرورة مواجهة الأزمات الاجتماعية بطرق منطقية بعيدًا عن الدج*ل والشع*وذة ،بعقل بالمنطق بالعلم والمعرفة والثقافة ، كما أنها تسلط الضوء على معاناة النساء في المجتمعات المغلقة، وكيف يمكن للتقاليد أن تصبح سجنًا يحرم المرأة من حريتها ويحد من خياراتها، دينا الحمامي تُظهر في الرواية كيف يمكن أن تتداخل قوى الفقد مع قوى الإلهاء، لتخلق حالة من التيه والضياع ليس فقط على مستوى الفرد، بل على مستوى المجتمع ككل.
☀️ــ الخلاصة:
"الفراودة" ليست مجرد رواية عن قرية مسح*ورة أو لعنة غامضة، بل هي رحلة في أعماق النفس البشرية، وصراعها مع الموروثات الثقافية والضغوط الاجتماعية، إنها دعوة للتفكير في كيفية مواجهة الأزمات والتعامل مع الفقد بطرق أكثر واقعية وإنسانية، بعيدًا عن الحلول الوهمية التي لا تجلب إلا المزيد من الضياع.
#أبجد
#الفراودة_سيرة_الفقد_والإلهاء
#دينا_الحمامي
#مسابقات_مكتبة_وهبان
#مسابقة_ريفيوهات_الفراودة
-
Mahmoud Toghan
1️⃣ الموضوع : مراجعة نقدية
2️⃣ العمل : رواية الفراودة ـ سيرة الفقد والإلهاء
3️⃣ التصنيف : نفسية ـ إجتماعية ـ فلسفية
4️⃣ الكاتبة : دينا الحمامي
5️⃣ الناشر : ريشة للنشر والتوزيع
6️⃣ سنة النشر : 2024
7️⃣ الصفحات : 246
8️⃣ التقييم :⭐⭐⭐⭐
🔶 لما كان العمل هو المنتوج الفكري والأدبي الأول للقارئة الناقدة أولاً ، والكاتبة الواعدة ثانياً..فوجب علينا قبل المراجعة أمرين :
اولاً: أن نبارك لها مولودتها الجديدة .
ثانياً: أن نشجعها بكل قلوبنا على المضي قدماً بغض النظر عن كمالية وجمالية العمل من خلافه.
🔶 رواية "الفراودة سيرة الفقد والإلهاء" ، للكاتبة دينا الحمامي ، محملة بالأحلام الطامحة نحو المجد ، جاءت بقصة من جوف الواقع ، تقوم على أنقاض شخوصها ، تغوص الحكاية في أعماقك ، وتتجول بين أفرادها ، ترى قوماً تعرفهم وتسمعهم وتألفهم ، بآلامهم وأوجاعهم وسرورهم وشررورهم ، ولما كانت الرواية فيها من قلب الأشخاص ، فإننا رأينا عمقاً رهيبا داخل جنبات النفوس ، ظلمات بحر لجي والقارئ يغوص ، آمال والآلام ، حقائق وأوهام ، وقائع وأحلام .
🔶 تدور في حلقات مفرغة بين الفقد والإلهاء ، حول إختفاء والد وخطيب عروس ليلة زفافها ، بلا مقدمات ولا أسباب ، لعنة تقوم على رأس الحدث وتجلب على القوم الشقاء ، فلا يتم زواج بعدها لسنين طويلة ، وفي محاولات حثيثة من أهل القرية للخروج من الأزمة ؛ طرقوا جميع الأبواب والتفوا حول كل الأسباب .. الإنسانية والربانية وحتى الشيطانية ، ولما لم يجدوا للفقد حلاً ولا جلداً ، قرروا الإلتهاء عن هذا البلاء .. ففي سبيله سلبت حريتهم ، وعقولهم ، وأموالهم ، وحقوقهم ، بكل رضاً املأ في النجاة .
🔶 تعددت الأصوات السردية بتعدد الأشخاص وسارت في محاور زمانية ومكانية متعددة ، بين الريف وعاداته وحالاته وجموده ، وبين المدنية المحلية وآفاقها المتسعة ومرونتها وطبيعتها وجرأتها ، وأخيراً بين المدنية العالمية ونضوجها وثقافتها وتحررها ، تتجول هنا وهناك في إبداع ،لا يخرج في أول عمل .. إلا لقلم موهوب .
🔶 تحوير وتدوير لشخصيات متباينة ، بين توافق وتضاد ، وصلاح وفساد ، تعددت أحوالهم ، وتنوعت آمالهم ، وتغيرت ألامهم وأغراضهم ، بين مغبون وممنون ، ومجنون ومفتون ، وطامع وقانع ، ودافع وخانع ، لكل وجهة هو موليها ، والدنيا بينهم بين من يواليها ، ومن ضاقت عليه فيعاديها .
🔶 تصوير فائق لحياة مفعمة بالتفاصيل الدقيقة والخيوط الرقيقة ، تكاملت في تجسيد مشهدية ممتعة ، ودراماتيكية مقنعة ، برقت في خيال القارئ الذي سكنت جوارحه ؛ تستمتع لقصص الفقد الذاتي والعقلي والمادي والجسدي والمعنوي ، وسيرة الإلهاء التي رأيت فيها إسقاطاً على أحوال كثيرة عشناها وعايناها وما زلنا .. جمع ودمج مرن ، بين الحب والكراهية ، الحزن والفرح ، السعادة والتعاسة ، التحرر والقيود ، المرونة والجمود .. وماذا يجلب الفقد إلا الكرب والحزن والهم والضيق والنكد ، وماذا يرفع كل ذلك سوى الإلهاء ...؟
🔶 بلغة قوية ومتمكنة تُنزل المعني على اللفظ بلا اضطراب ولا جمود ، حين تطنب في المجمل بلا ملل ، وحين تختصر تصل لك بلا خلل ، سلسة بلا تعقيد ، وواضحة بلا تجويد ، لا يعتريها تكلف ، ولا غموض مغلف ، أدهشتني في بعض الفقرات ، أبدعت في أستخدام المحسنات ، وإن من البيان ، سحراً لا يُشان .
👌 الخاتمة:
الفقد وباء مميت ، يأخذ بك إلى الوهن ، والأخير إلى الغضب ، ثم الغباء ، فيركب الشيطان بنوعيه على رؤوس الأشهاد ، يستجلب القوة من الضعف ، والسلام من جوف الجحيم ، والعقل من أذيال البهائم ، فيركن الجميع إلى الخفوت ، والصموت ، ويتكاثر الداء ويعظم البلاء ، وتحل على اللعنة لعنات ، ومن قلب السوء سوءات .
🛑 أبرز الملاحظات:
1️⃣ استخدام لعنة العنوسة ، حيلة لبناء دراماتيكية العمل ، كانت قاصرة المعني .
2️⃣ ثبات الصوت والأسلوب السردي ، رغم تعدد شخوصه وظروفه ، أغفل الواقعية اللازمة لتوصيل المضمون .
3️⃣ الإهتمام بالإسقاطات الفلسفية والنفسية ، على حساب السلاسة الإستعراضية في تقديم الفكرة ، فلن يفهم المعنى المراد ، إلا ثلة من الأفراد.
4️⃣ سذاجة كبيرة تم تصوير القرية وأهلها بها ، في تلقيهم لسيرة الإلهاء .
5️⃣ تناول المشكلة وتقديم العلاجات الخاطئة فقط ، دون التعريج على العلاج الأصلح .
6️⃣ الخوض في بعض التفاصيل الدقيقة غير اللازمة ، والتى شابت العمل أحياناً ببعض الملل .
💠إقتباسات:
🔸❞ الجميع هنا موحولون بوهم الخلاص الذي سيأتيهم داخل جوهرة الخلود، يتحايلون على الواقع الأسود بأمل غير مستحَقٍّ في النجاة، ❝
🔸❞ أروي شجرة الياسمين ببذور الفراق فأحصد لهفة الغياب السَّادي الذي حرمني من تصويتك لصالحي، لأصبح رفيقتك في الجنة ❝
🔸❞ لا يوجد ما هو أشد ضراوة من وقع الغياب الذي يحصد أرواح الموتى والأحياء، مخطئ من يظن أن الغائب هو المغبون الأوحد في محيطه، يخلف غياب الأحبة تشوهات نفسية لا تندمل بمرور الوقت، ❝
🔸❞ أنتِ المرأة الوحيدة التي حلمتُ أن أرسمها حتى بعدما تمكَّنَت اللعنة من زمام ريشتي! وددتُ أن أحتفظ بنسخة عنكِ، نسخة فنية نادرة! تأتي ندرتها من أنها ستحظى بتوقيعكِ بعد انتهائي منها، وسأحتفظ أنا بها لتكون سلوايَ على ذنبٍ عدتُ إليه بملء إرادتي! ❝
🔸❞ «نحن بالكتابة نلوذ لنغتال من ظنناهم فرسان واقعنا، فالكتابة فعل إذابة لأبطال من جبال جليدية أحكمنا تشييدها، وهوت مع أول عاصفة عِشْقِيَّة» ❝
#أبجد
#دينا_الحمامي
#الفراودة_سيرة_الفقد_والإلهاء
#مراجعـــــات_محمـــــود_توغـــــان
-
Yomna Ahmed
الفراودة.. سيرة الفقد والتعجيز!
المرة الأولى التي أقرأ فيها عملًا يجمع بين البساطة والتعقيد في وقتٍ واحد، البساطة لأنها تتحدث عن صورتنا في بساطتها، والتعقيد لأنها تتحدث عن أفكارنا التي تعقد سير حياتنا كما في سيرتها الأولى. لا أستطيع البدء في الكتابة عنها لأنني ربما انتهيت منها ولم تنته مني. ولكن يبدو أن هناك بعض المشاهد التي أثارت حزني وألمي وإحباطي وسعادتي وربما غضبي.. ومشاهد أخرى لم أنل منها سوى الغيظ!
في الحقيقة هناك مشهد يذقيني بالحزن العميق، ترن صدى كلماته في عقلي، وهو مشهد غُسل نورا، هذا المشهد عبقري من وجهة نظري لأنه يضعني مع الحقيقة الوحيدة المؤكدة في هذا العالم بعد ما لوثها هذا العبث في الرواية، وأتعجب مع كل مرة أتذكره كيف لم تتعظ منه عناية في لحظاتها التي قررت أن تحرر فيها جسدها من الستر؟ كيف دفعها ألم الفقد وانتظار الزواج ورجوع كريم والرغبة إلى التحول لشخص مجنون، مع أنني رأيت تعقلها وشعرت به كما أرادت الراوية منذ الأحداث الأولى؟
أكتب هنا سطورًا لا تعبر في أصلها عن «ريڤيو للرواية». أسجل هنا حالًا يعز علي أن أراه في رواية؛ ربما لأنه تخطى عتباتها وأصبحنا نراه في الواقع، أو لعل «دينا» رأته في الواقع فأحبت تسجيله في رواية! المهم أن الأحداث الخيالية الموجودة هناك أصابتني بالتوتر ونوع من الغيظ. أبدأ من حيث انتهت الحياة في القرية، حيث رأى الأموات جنازتهم الثانية أمام قبورهم، لم يكن عرسًا وهميًا، ولم يصبني حنق إقامة «الشعللة» في المقابر، ولكني أشفق على الأموات الذين لا يملكون العودة مرة أخرى وصفع هؤلاء المجانين وتأديبهم.
كل فرد في الفراودة رأيت وجوده اللازم كما صورت الكاتبة، ولكني لم أر الفراودة في كل شخصٍ من هؤلاء، كنت ولا زلت أتصور القرية المتباين أهلها ليس في الطبقات فقط والفقر والغنى، ولكن في فرق الثقافة الواسع وفي إمكانية التأثير في أهل قريته. غضبت من منصف لأن تعليمه لم يشفع في كسر روتين الجهل في القرية، وعناية التي كتبت الرسائل لأبيها وخطيبها الراحلين بنفس طريقة سرد منصف، ويكأنهما التقيا كثيرًا قبل لقاءهما الفعلي. التقيا في عالم اللغة وسرد الأحداث بالطريقة ذاتها.. لا أقول إنه خطأ الكاتبة -إن صح تسميته خطأ- ولكني أقول إنه خطأ الشخصية التي لم تستطع فرض نفسها على اللغة بما يكفي لتتحدث برشاقة.
الفراودة قرية لم أستطع تحديد موقعها ولكني انتشيت جدًا بتراثها، الفلكلور الشعبي والعادات في نقل العزال وربما كثرة العزومات، ونقل الكلام طبعًا إن اعتبرنا نقل الكلام صفة أصيلة في القرية قديمًا وحديثًا. أعجبني اسمها وشخصوها ولكن لم يعجبني شرهم! لأنه شر لا أستطيع فهمه «شر أهبل». لم ألتفت كثيرًا الرمزيات ربنا لأنني لا أجيد فهم معظمها على الأغلب، ولكني التفتُ إلى الفقد فيها أكثر من أي شيء. فقد الأحباب والغياب دون مبرر، عدم الخروج من صومعة العيش في الماضي دون البحث عن سبل أفضل للحياة، هذا ما عانيته طول الراوية وكأنه أعاد ترجمة ألمي الناتج عن موت أبي. عناية ونائل وفخر وأميرة، كلهم عاشوا في الماضي وحبسوا فيه وأفاقوا على مشكلات أكبر من محاولة مواجهتها فهربوا مجددًا بطرق أخرى.
ومنصف! منصف الذي لم يتورع عن ارتكاب الأذى بالصمت، يراقب ويكتب بصمت، يتجول ويغيظ بصمت. منصف الذي عاش الحاضر وفكر في مستقبل فيه عناية بأي صورة، ولكنه لم يملك زمام أمره أمام أخيه الأصغر حينما فكر الاستعانة بالشعوذة. وبمناسبة الشعوذة فأنا لم أفقد التساؤل الأهم طوال قراءتي للراوية.. اللعنة أصابتهم بسبب عبد القادر بعد هروب الأب والخطيب.. ماذا بعدما مات عبد القادر؟ هل يملك زمرته قوته في استمرار العمل بدلًا منه!
الحقيقة التي أغضبتني أن أهل القرية لم يعودون كما صورتهم الرواية، فهم «فيهم العبر» ولكن: يقفون أمام العقل كثيرًا ويغيرون الواقع حتى لو كان أسوأ من السيء، يتكاتفون ولا تتخلل بهم الطرقات وكلٌ في ملكوته ويتم تصويرهم على أنهم متكاتفون. فهم ورغم كل ذلك «يتحايلون على الواقع الأسود بأمل غير مستحق في النجاة». أعجبني جدًا توظيف معلومات الزراعة في الراوية، رغم أن الموضوع يبدو سحريًا وفيه شيء من الخيال، إلا أنني دائمًا ما أراهن على فهم المرأة عامة في مجال الزراعة وإن كانت المعلومات المذكورة بسيطة ولكنها منظمة. هكذا علمتني بيئتي الريفية.. ألا نتدخل في شؤون الزراعة.
من المرات التي شعرت بالتعقيد فيها جدًا هي اكتشافي لشخصيات جديدة ثانوية في الراوية، كلوي، ميسر بك، عمي سعيد. هؤلاء الشخصيات لم يصبوني سوى بالتوتر ومع أن وجودهم كان مهمًا لاكتمال الفكرة العامة كما أرادت الكاتبة.. إلا أنه كان من الممكن أن تتحدث الراوية عنهم بشكل أقل. أعجبني جدًا توظيف الوصف في الراوية، وصف النخيل والشجر والزرع والياسمين بشكل أخص، أعجبني وصف حالة نورا وقرب زفافها، وصدمني حقد أميرة على معايشة عناية هذه التفاصيل معها قبل الموت.
وأما عن وصفي للراوية بالتعجيز فلأنني شعرت أن لا أمل في هذه الحياة التي يفقد منها خيط أصيل ومهم، خيط الترابط! فهناك أشخاص كانوا يستطيعون إيقاف نائل مثل بسنت. هناك كانوا يستطيعون التكاتف بعدما صرح الراجل السكير بالحقيقة في وجه نائل وأوجعه. هناك قرارات كثيرة كان عليهم اتخاذها ولم يفعلوا. وتعجيز نائل لهم كان نابعًا من عقدة طفولته الذي كان أبيه يعجزه فيه عن كل شيء، اللعب تحت شجر البرتقال، وعدم إتمامه الحفظ و«تفليكه» وحتى الكلام العادي. ظهرت عقدة النقص وممارسة السادية جيدًا في شخصيته.. فلم يكن شخصًا ذكيًا كما فهمت من الراوية في أول الأحداث. وفي نظري كان هذا تعجيزًا وليس إلهاءً.
ظللت طول الراوية أبحث عن المعنى أو القيمة وراء حيوات هؤلاء الناس فلم أجد إلا فخر وحبه للفن والذي سرعان ما تخلى عن ولاءه له. ونائل الذي لم يطمع في المال بقدر طمعه للأمان وتعطشه لحب حقيقي. والست وداد التي قضت حوائج الجميع دون انتظار رد الجميل إن سميناه جميلًا. وأعجبني جدًا رد إساءة نائل في الوشاية بها بالإحسان له في مرضه. أما عناية فلم أجد لها قيمة حقيقية.. هي تعيش على الإطلال، ولم أستطع تفسير طلبها لمنصف بعد كل هذه السنوات.. لماذا منصف بالذات!
أحببت ذكر الرقية الشرعية كمضاد السحر والشعوذة الذي آمنت به القرية، وكنت أود التركيز أكثر على هذا المعنى. كما تمنيت عودة العلاقة بين نائل وعناية من باب «أهو حاجة تفتح النفس في الراوية دي». أما الشيء الذي أثار انتباهي وهو واضح وضوح الشمس وأشكر الكاتبة عليه هو اهتمام الجميع بالزواج بشكل مرضي. ليس ما ضاعف هذا أزمة الاختفاء ووجود اللعنة. بل حكي للفراغ الذي سيطر على القرية وتسجيل لحالة الخواء التي رافقت قلوب سكانها.
لا أدرى لمَ اختفى شريف ولم أهتم بعودته أصلًا، على الرغم من أن نقده كان لاذعًا فهو الذي هرب وترك البيت في ظروف فقدان الأب ولا مبالاة فخر وفساد نائل وحالمية عناية الطائشة.. لم أعد أعز به أو أهتم بأفكاره أصلًا. الراوية ممتعة ولكن كان من الممكن أن تنتهي بأحداث أقل من ذلك. ولم أرتض النهاية كنهاية لأحداث القرية.. ربما لأنها افتقرت إلى الواقعية. وهالني التفاف الأطفال وظهورهم.. مع أنه ليس هناك أطفال في القرية!
أبدعت دينا الحمامي في وصف المعاني وتنوع الشخصيات الرئيسية، أراها في أدب الرسائل أكثر، وأعشق أسلوبها الذي يشعرني بالحنين إلى كتابة رائقة، لا تعجل فيها ولا صراع بين البشر.. أوصل إليكِ محبة عميقة على استمتاعي بالرواية ككل.. رغم بعض تعليقاتي. أهدي إليكِ دعواتي بدوام الجمال وراحة البال.
#يمنى_أحمد.
عصر الجمعة 25 أكتوبر 2023.
شارع سعيد، طنطا، الغربية.
#مسابقة_ريڤيوهات_الفرادوة
#أبجد
#دينا_الحمامي
-
Rehab saleh
الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء
تأليف دينا الحمامي
دار ريشة للنشر والتوزيع
344 ص علي ابجد
التقييم اربع نجمات
# شخصيات العمل
وكأن اسماء شخصيات العمل أُختيرت تحت رمزية ما
عناية _ فخر_منصف_نائل_أميرة ثم شريف ونورا
شريف ونورا كانت أدوارهم قليلة بالنسبة لـ عناية وفخر ومنصف ونائل وأميرة
* شريف ونورا شخصين لطيفين قلما تجود بهما الحياة لذا اختار احدهم البعد والأخر رحل بغير موعد
* نائل تلك الشخصية المتملقة الوصولية التي تريد الاستيلاء علي كل شيء وأي شيء ليس بالإكراه ولكن بالحيلة والمكر
* فخر الفنان البوهيمي الذي خرج عن المألوف في القرية لكنه لم يصل لمن يحب
* منصف المُدرس الذي يحاول أن يكون مثالي لكن داخله عكس ما يُظهر, ووضح ذلك جلياً عندما كان سعيداً باختفاء كريم خطيب عناية وعدم زواجها طمعاً فيها
* أميرة الأميرة التي أحبت الجميع ثم لم تجد في الحب سوي الخذلان
& خط سير الرواية
الرواية مزيج من الدراما الإجتماعية والواقعية السحرية
" لم أعد أنتظر من أحد أكثر مما يريدني أن أحصل عليه "
في لحظة واحدة تفقد عناية ابيها وخطيبها في ظروف غامضة, اختفاء غامض ولعنة تستمر لسنوات تطاردها أينما حلت في مكان
بداية قوية للرواية تجعلني مشدودين أمام الصفحات نروي عطشنا لمعرفة الأحداث, ماذا حدث للأب والخطيب؟ وأين اختفا؟ ولماذا؟
تتركنا الكاتبة مع تساؤلاتنا وتبحر في عالم الفراودة وشعبها وأسرة عناية الفتة المغدورة التي جّرت في أذيالها وحش العنوسة داخل القرية.
هل فكرة العنوسة هي ما تدور حوله الرواية؟
تخيلت لوهلة انها هكذا لكني غيرت رأي بعد قليل عندما امتزجت الأحداث الاجتماعية واصفة حال القرية وساكنيها ولعنة طالتهم بدون معرفة الأسباب بعنوسة فتيانها وفتياتها.
تشعر عناية انها السبب في لعنة العنوسة التي بدأت عندما تَدمر حفل زفافها فأصبحت تمشي في القرية لا تلوي علي شيئ.
تفقد عناية ابيها وخطيبها في البداية ولكنها مع مرور الوقت تفقد الشيئ تلو الأخر والشخص تلو الأخر, ابيها, خطيبها, شقيقها, صديقتها...
يستغل نائل اللعنة التي أصابت القرية في الترويج لشعوذات الشيخ عبد القادر لتزويج الفتيات والفتيان وتدشين موقع علي الانترنت لذلك في سخرية واضحة لتدني العلم والثقافة في زمن الانترنت, يستحل نائل حاجة الناس ويوهمهم بما يريدون يطعمهم المرة تلو الأخري واليوم تلو الأخر في نظام محسوب فهو يعرف ان " ما دام الناس يأكلون فلن يسألوك عن شيء ولن يطالبوك بشيء، ولو طلبت منهم أن يلقوا بأنفسهم في الترعة فإنهم سيفعلون "
استولو نائل علي أرض وأقوات الشعب وحتي مدافنهم وبالرغم من ذلك رضوا في مقابل اشباع رغباتهم, لكن هل نال نائل ما أراد؟!
"الجميع يريد العدالة من وجهة نظره، أو بمعنى أدق الجميع يريد أن تُطبَّق العدالة له ولصالحه، من دون النظر إن كان جديرًا بهذ الاستحقاق أم أن هناك من هو أولى منه"
كأن القرية هي العالم والناس في القرية هم الشعب نائل هو فرعون هذه القرية فتكبر وتجبر في اسقاط علي واقع مرير مع إيحاء لقصة موسي مع بني اسرائيل ووضح هذا في أسراب الجراد أو النهر الذي تحول لحمم تشبه الدماء أو الجفاف أو سخونة الجو والشمس الحارقة أو إحاطة القرية بـ سور من اسلاك وانفصالها عن العالم من حولها كأنه الشتات الذي كُتب علي بني اسرائييل.
فرح نائل قد يكون المبالغة في اظهاره هو اظهار الفساد في المجتمع حتي ولو من خلال قرية صغيرة, المقارنة بين شخصية نائل في بداية الرواية ونهايتها قد يكون القصد منه مقارنة بين فطرة الانسان البسيط وتحوله مع تغير الأحداث واختلاطه بأناس يضمرون الشر كـ ميسر بك, لا اعرف لما ربط عقلي بين قرية تزويج الفتيات والفتيان بين مساكن الشباب المقبل علي الزواج, وبين زواج ميسر وأميرة كأنه تزويج المصريات من عرب.
" فهكذا أصبح الموت أملًا في قرية لا أمل لديها ولا سبيل للحلم"
اللعنة التي اصابت القرية لماذا لم تصب نائل وبسنت أو شاهندة هل لأنهم أمنو بحقهم وصمموا علي النجاح وتحدو اللعنة أم لأنه قدر أو مجرد صدفة؟ أم لأنهم أمنوا أنه لا توجد لعنة من الأساس ويتضح هذا في نهاية الرواية في حمل وولادة شاهندة كأنه ميلاد عصر جديد.
@ الوصف والسرد
الوصف والسرد كانا في غاية الروعة استمتعت به جدا
@ اللغة
لغة الكاتبة ومرة أخري لغة الكاتبة ومرة ثالثة وعاشرة لغة الكاتبة
لثاني مرة أقف مستمتعة وأرفع القبعة لكاتبة اسلوبها ولغتها وتشبيهاتها بديعة
المرة الأولي كانت في المجموعة القصصية " احتمالات لا نهائية للغياب " للكاتبة آية طنطاوي , والمرة الثانية هنا في الفراودة سيرة الفقد والإلهاء, لغة غنية بدون استعراض,لغة كُتبت فقط من داخل النفس المتأثرة بالفقد والغياب, حقيقي استمتعت جدا وان كان بيدي لوضعت الكثير والكثير من الاقتباسات الرائعة فـ تحية تقدير للكاتبة دينا الحمامي علي هذه اللغة البديعة.
@ الحوار
بالعامية البسيطة وكان جميل جدا , واستغربت ان البعض كان بيطالب ان الحوار كان المفروض يكون باللهجة القروية واعتقد ان ده هيبقي صعب عند الكثير من القراء وأنا منهم لأني وقفت كتير امام اغنيات الأفراح لأن مكنتش عارفة الأغاني دي كويس
@ مميزات الرواية
_لغة الكاتبة المتميزة
_ فكرة الرواية جيدة جدا
_ عرض قضايا مهمة في أحداث الرواية بشكل جميل وموحي
@ عيوب الرواية
_الإغراق الي حد ما في الرمزية والفلسفة
_ الغموض فلا عرفنا لماذا ولا كيف ولا اين اختفي جميل وكريم أو لماذا حلت تلك اللعنة علي القرية
الرواية متعددة الرواة جيدة لكن هنا شعرت ان حتي مع تعدد الرواة كان هناك غموض
_ بعض الاحداث حسيتها غير مقنعة مثل العلاقة التي حدثت بين أميرة وفخر أو بين عناية ومنصف خصوصا انهم قرويين واعتقد ان ده مش منطقي الي حد ما أو يمكن تكون الكاتبة قصدت منه أنه حتي القرية اصبحت منفتحة علي العالم.
@ أخيرًا الرواية جميلة جدا وعجبتني ولأنها العمل الأول للكاتبة اعتقد أنه يقول أنه ينبئ بمولد كاتبة متميزة تعرف كيف تكتب ما بداخل النفس البشرية.
-
Chérie Adel
تعلمي يا دينا احساس الذهول المغلف بالمتعة؛ هل شعرتي بمتعة غياب العقل في ملكوت آخر، يقولون أنه احساس المتعة في الفردوس ؛ هذا ما شعرت به وأنا أقرأ روايتك التي باغتتني بتمكن قلمك رغم حداثة سنك ،وبتماسك سردك دون ملل أو عجالة ، وببناء شخوصك بناءً حياً من لحم ودم ،فشاهدتهم يحومون حولي بل ويتسامرون معي ....خلط الواقع بالخيال، في مشهد تمثيل بياني ؛ ذكرني بدقة إبرة جهاز رسم القلب ؛ فخرج النص سليم ،ممتع، قوي،قادر أن يحيا لسنوات...ابهرتيني واسعدتيني يا كاتبتنا - صغيرة السن - وكبيرة المقام ...
-
Rahma Nashat
اسم الرواية : الفراودة - سيرة الفقد والإلهاء
اسم الكاتب : دينا الحمامي
دار النشر : دار ريشة للنشر والتوزيع
عدد الصفحات : ٣٥١ صفحة (أبجد)
التقييم : ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
---------
*تدور أحداث الرواية حول (قضية العنوسة - معالجة المشاكل باللجوء للسحر والشعوذة والأعمال - فقد الأحبة )
*الشخصيات الرئيسية :
(عناية - فخر - نائل - منصف - ميسر بك )
•عناية: الإبنة الوحيدة لأبويها مع ٣ أخوة ذكور .. والتى أصبحت علامة شؤم على قريتها بعد اختفاء أبيها وخطيبها ليلة زفافها..وأصبحت مادة للهمز واللمز من أهل القرية .
• فخر : الأبن الأكبر الذى يعشق الرسم وكانت والدته مصدر دعم له حيث يرسم الطبيعية الريفية ثم هاجر لباريس ليتعلم الرسم على أيادي رسام مشهور فتعلم رسم النساء العاريات حتى نبذه والديه نتيجة هذا الفعل الفاحش .
• نائل : الإبن الأصغر الذى عاني فى طفولته ومراهقته من قسوة وسلطة والده ..فكان ذلك سبب فى فرحه عند اختفاء والده ..وأصبح هو الذى يفرض سيطرته الكاملة على أهل القرية فى كل ما يخصها من أحوال اقتصادية واجتماعية ومحاولة إلهائّهِم بشتى الطرق عن التفكير فى الخروج من أزمتهم بطرق عقلانية .
•ميسر بك : صاحب النفوذ والمال والذى ساعد نائل فى تغييب عقل أهالى القرية والاستحواذ على أراضيهم وما تثمره من خيرات .
•منصف : مدرس اللغة العربية الذى يجد لذته فى مراقبة أحوال أهالى القرية ووصفها ببراعة.. والذى حاز على إعجابي الشديد فى وصف حبيبته ومالكة قلبه (عناية ) فمثلا يبرع فى الوصف عندما قال :
"بينما عزمت الحوريات على اجتذاب عم جميل وكريم، كنتِ أنتِ تهوين بي في غياهب ملاحقتكِ لأصد عنكِ كلاب خيالك. "
*الفلكور الشعبي :
أبدعت الكاتبة فى استخدام الفلكور الشعبي وكان له وقع خاص جدا على قلبي ..حيث تذكرت منه ما كنت أسمعه فى أفراح أقاربي من أهل القرية والتى كانت تبعث البهجة والفرح فى القلوب منها:
❞ «افرحي يادي الأوضة.. جياكي عروسة موضة
افرحي يادي المندرة.. جياكي عروسة سكَّرة
افرحي يادي القاعة.. جياكي عروسة ❝
❞ «حلال عليك ست الحلوين
عرفت يا عريسنا تنقي
رشوا الملح يا ناس من العين
الليلة ليلة هنا وسرور
وكوبايات في صواني بتدور». ❝
*أبدعت الكاتبة أيضا فى وصف أصعب مشهدين :
▪︎ مشهد رثاء عناية لنورا خطيبة أخوها شريف وسرد تفاصيل غُسلِها وتكّفينِها .
▪︎مشهد محاكمة عناية لليل والتي أفصحت فيه عناية لعنتها لأول مرة .
* أبدعت الكاتبة فى وصف مشاعر الحزن لأهل القرية بسبب اللعنة التى أصابتهم وأيضا فى وصف عناية للعنتها فى مشهد المحاكمة بينها وبين الليل .
-كما أظهرت براعتها فى إستخدامها لمصطلحات اللغة العربية الفصحى فى وصف المشاعر والأماكن والأحداث على لسان "منصف" مدرس اللغة العربية .
*الرواية شيقة جدا وواقعية فى أحداثها وشخصياتها .
☆الاقتباسات:
"يخلف غياب الأحبة تشوهات نفسية لا تندمل بمرور الوقت، وتنفتح مع كل ذكرى وحدث حزين أو حتى سعيد لا يمكننا مشاركته بصحبتهم، ليتمدد الجرح وتزيد النوائب من وطأته حتى يصبح عقدةً لا تنحلُّ."
"بالله عليكِ يا امرأة من الذي يحقُّ له قول الله! أنا أم أنتِ! من أين جئتِ! ومتى "
"ويعمل إيه الموال جنب وجع القلب وهم الرأس! "
"نحن بالكتابة نلوذ لنغتال من ظنناهم فرسان واقعنا، فالكتابة فعل إذابة لأبطال من جبال جليدية أحكمنا تشييدها، وهوت مع أول عاصفة عِشْقِيَّة."
*أهنىء الكاتبة على أول باكورتها فى الكتابة وفى انتظار أعمالها القادمة .
*أحب أيضا أن أهنىء دار ريشة على أول أعمالها المقالية ..
فقد استحوذت دار ريشة على لُب عقلى وقلبي.بإصداراتها المميزة جدا ..فقد بدأت بإصداراتها المتميزةفى السيّر الذاتية وقد كتبت عدة مراجعات لعدة إصدارات لها ..وهأنا أكتب مراجعة أخري لأول إصداراتها المقالية كرواية جديرة بالتقدير ولا تقل تميزا عن الاصدارات الاخري لنفس الدار .
شكرا دار ريشة على تربعك على عرش قلبي بتميزك وتفرّدك🥰
#رحمة_نشأت
-
Marimaa
#سفريات2024
#الفراودة
في روايتها الأولى"الفراودة" والصادرة عن "دار ريشة للنشر والتوزيع" تأخذنا الكاتبة "دينا الحمامي" في رحلة غرائبية إلى واحدة من قرى ريف مصر، بدون تسمية القرية أو التاريخ وإن عرفنا على مدار الرواية أنها تدور في الوقت المعاصر على الأقل
بدأت الرواية بمشهد قوي لإختفاء عريس وحموه في ليلة كتب الكتاب، وبعد قليل نكتشف أن الأمر ليس مجرد إختفاء عادي، أو حتى"النداهة" كما سارت الشائعات في القرية، إنما بداية لعنة على قرية حكم على ساكنيها بالعقم وعلى فتياتها وفتيانها بالعنوسة، فلم تكتمل زيجة واحدة على مدار سنوات ولم يكتمل جنين في رحم أمه، وهنا بدأت النهاية وبدأت حكاية القرية
" لاأدري لماذا هذا التهافت المريع والسعي اللاهث على الزواج؟ فهو صفقة وعلينا قبل الشروع فيها أن نحقق أنفسنا؛ حتى لا يكون الشروع في حياة جديدة هو شروع في قتل"
جملة جائت على لسان أحد أبطال العمل، تلخص ما يدور في عقول عقلاء القرية وما أقلهم، ولكن ولأن "مصائب قوم عند قوم فوائد"، استغل "نائل" الأمر برمته لصالحه، فبدأ بمساعدة دجال القرية في أعمال من شأنها إتمام الزواج، ثم تطور الأمر للإستيلاء على القرية بأقوات ساكنيها، في تسارع شديد السرعة للأحداث
"الله يجازيك يا موت يا عريس الحلوين، أخدت كل زين وباقيلي بس مين!"
فقد يليه فقد، غياب في أثره غياب، قرية غاب عنها المنطق فسلمت عقولها للخرافات ولفرد واحد استطاع السيطرة على الجميع
في مزيج وإسقاط متتالي استطاعت الكاتبة نسج خيوط روايتها، فبدأت الرواية بإسقاط سياسي وإجتماعي واضح، ثم فجأة طغى الجزء الفانتازي على الأحداث، مزيج وإن كان غريباً إلا أنه ينم عن تحكم واضح من الكاتبة بأدواتها في السرد ورسم الشخصيات
"الجميع هنا موحولون بوهم الخلاص الذي سيأتيهم داخل جوهرة الخلود، يتحايلون على الواقع الأسود بأمل غير مستحَقٍّ في النجاة"
فكانت النتيجة أن القرية أصبحت أضحوكة العالم، ثم اختفى الكلام عنها رغم الظواهر الغير طبيعية التي حدثت بها، وكأن العالم قد مل من أخبار هذه البقعة أو انشغل بأحداث أكثر أهمية
"ففي مثل هذه الأيام من أعمار الوطن، يختلط الجيد بالرديء حتى يخرج لك في المحصلة النهائية مواطنًا يمكنه التكيُّف مع أي نوع من الرداءة"
جملة تصف بدقة الواقع الذي يكرره التاريخ بين حين وآخر، كأن التاريخ يعيد نفسه طوال الوقت
رواية متعددة الأصوات والشخصيات، مما أتاح لي سماع الحكاية من وجهات نظر عديدة ومختلفة التوجهات والثقافات، نقطة تفوق اخرى للكاتبة
تحفظي الوحيد على الرواية هو سرعة التنقل بين الطابع الإجتماعي والفانتازي، تمنيت لو تم التقديم عن طريق أحد شخصيات العمل بشكل ما، كما كان بعض الوصف مبالغاً فيه مثل مشهد"الرقصة في حفل الزفاف"، أجزاء اعتبرتها دخيلة على أجواء عمل جيد بالفعل
في النهاية، نحن أمام رواية أولى تبشر بمولد كاتبة قوية
#قراءات_حرة
#قراءات_أكتوبر
1/52
-
Hoda Oraby
الكتاب/ الفراودة
سيرة الفقد والإلهاء.
الكاتبة/ دينا الحمامي.
في رواية لغتها جميلة قوية ثرية ومتقنة تسحرنا الكاتبة بالحكي عن لعنة تصيب إحدى القرى المصرية كانت بدايتها في ليلة اختفاء أب وخطيب البطلة "عناية" تلك الفتاة التي حلمت أن تصبح حبيبة وزوجة وأم فانقلبت حياتها رأسا على عقب منذ هذه الليلة المشئومة.
لعنة أصابت القرية كلها بعدم إتمام الزواج لأي شخص وكأن الفرحة أبت أن تتم ولادتها ليسعد الجميع والغريب أن الناس سعدوا لاحقا بهذه اللعنة وتعايشوا معها.
الشخصيات الرئيسية في العمل
(عناية..نائل..منصف..فخر..أميرة)
لكل منهم نصيبا من أسمائهم ولكل منهم شخصيته الفريدة التي لا تشبه الآخر وتفكير وسعي وسلوكيات وطموحات لا تتشابه مع الآخرين.
بدأت الحكاية بالحدث الأقوى المثير في الرواية بالاختفاء ثم تتبعه أحداث متنوعة ما بين هادئة ومثيرة تأرجحنا الكاتبة بتفاصيل دقيقة وكثيرة لكل شيء أكسبت العمل ثقلا أدبيا وإثارة وشغفا لمعرفة النهاية ولكن ما ظللت ألهث لمعرفة حقيقته هو اختفاء الأب والخطيب وما حدث لهما وأين هما؟!!
لكني لم استشف بالنهاية هذه الحقيقة لا أعرف هل قلة تركيز مني في الأحداث أم أن الكاتبة لم توضح هذا!!
القصة إجمالا تتلخص في استغلال البعض للنكبة التي أحلت بالقرية تحت شعار "مصائب قوم عند قوم فوائد" على رأسهم "نائل" الذي كان يكره والده وكان اختفائه حظا سعيدا له دون الآخرين.. لم يدع فرصة لكسب الجميع ووضعهم تحت قدميه إلا واغتنمها بل برأسه الشيطانية كان يدبر باستمرار ما يجعلهم عبيدا له بل بهائم وحيوانات بداية من تشجيعه السير وراء الشعوذة والدجل والخرافات مرورا بما أطلق عليه"السماد المعجزة" وما خلف وراءه ثم شراب "ترياق الخلاص".....إلخ تحت مسمى كسر اللعنة وحب الخير للناس لكن الحقيقة هو المكسب والفوز وحده بالأجر.
من كسر اللعنة أولا كانت "شاهندة" التي تم زيجتها بل وانتهت بمولودة جميلة في نهاية القصة ثم لحقها "نائل" بإتمام زواجه لينصافها في نجاح كسر اللعنة وليتم خطته بجعل نفسه إله لهم ولكن ما جزاء أفعاله مهما تكبر وتعاظم عليهم؟!! سنرى هذا في النهاية.
*رأي شخصي:
- اسم العمل جذاب والغلاف لوحة فنية.
- استخدام الأغاني الفلكلورية أعجبني جدا ومتقن توزيعه مع الأحداث.
-الرواية شيقة رغم الرتابة البسيطة في بعض المواضع.
-لم تعجبني بعض الأجزاء في الرواية نظرا لذائقتي الشخصية في القراءة لذلك لا أفضل ذكرها.
-العمل يتناول بعض الموضوعات الاجتماعية مثل العنوسة.. اللجوء للدجل والأعمال.. نظرة المجتمع للمرأة وتحمليها ذنب كل المساوئ.. استغلال النفوذ والسلطة.. قسوة وأخطاء الأب في معاملة أولاده وتأثير ذلك عليهم.
-الكاتبة بارعة في وصف المشاعر والأجواء لكل المواقف.
-الاسقاطات السياسية بها رائعة.
-أعجبني محاربة اللعنة بالأمل.
-النهاية رائعة.
-
[email protected]
لأول مرة اذكر اسم مصمم غلاف علي رواية
لأن أحمد الصباغ حقيقي أبدع فيه وخايفةشهادتي تكون مجروحة لأن أحمد و دينا اصحابي لكن لا يمنع ابداعهم وتفردهم كل في مجاله.
الفراودة هي رواية رمزية فلسفية بامتياز، برعت الكاتبة في تصدير لعنة علي القرية بعدم إتمام أي زيجة فيها،
يختفي أشخاص مثل الأب و الخطيب ويظهر أشخاص مثل ميسر و بضاعته المزجاة
السلطة والمركزية التي تتمثل في نائل وميسر بيه ، الحب والفن الممثلين في فخر و أميرة وإن كنت اتمنى مساحة فخر باعتباره رمز الفن يظهر ويكون له تأثير اقوى ..لكن للواقع رأي آخر.
امتزاج الطبيعة الأم وحنانها في عناية
غياب الاب والزوج بمثابة فقدان أكثر الأعمدة تأثيراً في الحياة وترك الأمور العظيمة بأيدي السفهاء
عن نفسي اتخيل أن اللعنة بالرواية ما هي إلا مرض عضال يصيب المؤسسات أو المجتمعات والعلاج دائما ليس بالحل المعتاد بيد ذوي الأمر والمناط بهم التغيير، فأحيانا يمنحون الطعام والالهاء به لتمرير واقع مؤلم سوف يودي بحياة الجميع واحيانا يمنعون الماعون لأسباب أيضا في صالح الرأسمالية ، وكيف أن الفم الممتلئ بالطعام والفرْج المكتفي بالزوج أكثر سببان لإخضاع الناس وإلهاؤهم عن أي شئ مهما كان عظيم وهي الحيلة التي لا تفشل ابدا معها أي سياسة
اكتر ما يعجبني في الرواية
استخدام الكاتبة لألفاظ عامية دارجة جدا جدا فتحولها ببراعة لفصحي تجعلك تشعر أن الفصحي سيدة عظيمة تغار من فتاة لعوب كاللغة العامية. ومدى احترافية الكاتبة في تلوين المفردات واستخدامها بحرفية لخدمة السرد
احيانا تشعر بالتيه من كثرة الرواة واحيانا تستلذ بالسرد المتتابع الذي يشتبك منك كما تشتبك الخيوط ببعضها وعليك تفكيك كل عناصر الرواية لكي تجعل منها لغزا قابلا للفهم والحل في النهاية
يتصدر المشهد أحيانا السحر والشعوذة بمشروب سحري يساعد علي السيطرة علي باقي أفراد الفراودة
وكأن القرية كلها لن تجتمع إلا علي الطعام والجنس كي يهدأ حالها ..
رواية تبرز الصراعات الداخلية للمجتمعات وللأفراد من خلال السيطرة علي المرأة احيانا ومن خلال أحداث الفوضي والمشاكل المتعمدة احيانا
جميعها في الاخر يؤدي لنتيجة واحدة..السيطرة ولا شئ غيرها، السيطرة بالالهاء والسحر والدجل.
اقتباسات من الرواية:
❞ ما دام الناس يأكلون فلن يسألوك عن شيء ولن يطالبوك بشيء، ولو طلبت منهم أن يلقوا بأنفسهم في الترعة فإنهم سيفعلون. ❝
❞ أيُكرم المرء ويصبح بمنزلة الأولياء فقط كونه صوامًا! ❝
-
Mahmoud Ezzat
من الرويات الصعب تقيمها، اعتقد انها رواية موجهة للقارئ شديد التركيز الي يقدر يفهم الرمزيات والتلميحات ، مردتش اقول القارئ الاكاديمي ، لان اي قارى عادي هيستمتع بالفقد والالهاء والاساطير وحياة القرية الملعونه، الشخصيات كلها مؤثرة الكومنت الوحيد الي هقوله. الحوار كان افضل يكون بالهجة القرية