الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء > مراجعات رواية الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء > مراجعة Zahraa Esmaile

الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء - دينا الحمامي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#سفريات2024

#الفراودة

في روايتها الأولى"الفراودة" والصادرة عن "دار ريشة للنشر والتوزيع" تأخذنا الكاتبة "دينا الحمامي" في رحلة غرائبية إلى واحدة من قرى ريف مصر، بدون تسمية القرية أو التاريخ وإن عرفنا على مدار الرواية أنها تدور في الوقت المعاصر على الأقل

بدأت الرواية بمشهد قوي لإختفاء عريس وحموه في ليلة كتب الكتاب، وبعد قليل نكتشف أن الأمر ليس مجرد إختفاء عادي، أو حتى"النداهة" كما سارت الشائعات في القرية، إنما بداية لعنة على قرية حكم على ساكنيها بالعقم وعلى فتياتها وفتيانها بالعنوسة، فلم تكتمل زيجة واحدة على مدار سنوات ولم يكتمل جنين في رحم أمه، وهنا بدأت النهاية وبدأت حكاية القرية

" لاأدري لماذا هذا التهافت المريع والسعي اللاهث على الزواج؟ فهو صفقة وعلينا قبل الشروع فيها أن نحقق أنفسنا؛ حتى لا يكون الشروع في حياة جديدة هو شروع في قتل"

جملة جائت على لسان أحد أبطال العمل، تلخص ما يدور في عقول عقلاء القرية وما أقلهم، ولكن ولأن "مصائب قوم عند قوم فوائد"، استغل "نائل" الأمر برمته لصالحه، فبدأ بمساعدة دجال القرية في أعمال من شأنها إتمام الزواج، ثم تطور الأمر للإستيلاء على القرية بأقوات ساكنيها، في تسارع شديد السرعة للأحداث

"الله يجازيك يا موت يا عريس الحلوين، أخدت كل زين وباقيلي بس مين!"

فقد يليه فقد، غياب في أثره غياب، قرية غاب عنها المنطق فسلمت عقولها للخرافات ولفرد واحد استطاع السيطرة على الجميع

في مزيج وإسقاط متتالي استطاعت الكاتبة نسج خيوط روايتها، فبدأت الرواية بإسقاط سياسي وإجتماعي واضح، ثم فجأة طغى الجزء الفانتازي على الأحداث، مزيج وإن كان غريباً إلا أنه ينم عن تحكم واضح من الكاتبة بأدواتها في السرد ورسم الشخصيات

"الجميع هنا موحولون بوهم الخلاص الذي سيأتيهم داخل جوهرة الخلود، يتحايلون على الواقع الأسود بأمل غير مستحَقٍّ في النجاة"

فكانت النتيجة أن القرية أصبحت أضحوكة العالم، ثم اختفى الكلام عنها رغم الظواهر الغير طبيعية التي حدثت بها، وكأن العالم قد مل من أخبار هذه البقعة أو انشغل بأحداث أكثر أهمية

"ففي مثل هذه الأيام من أعمار الوطن، يختلط الجيد بالرديء حتى يخرج لك في المحصلة النهائية مواطنًا يمكنه التكيُّف مع أي نوع من الرداءة"

جملة تصف بدقة الواقع الذي يكرره التاريخ بين حين وآخر، كأن التاريخ يعيد نفسه طوال الوقت

رواية متعددة الأصوات والشخصيات، مما أتاح لي سماع الحكاية من وجهات نظر عديدة ومختلفة التوجهات والثقافات، نقطة تفوق اخرى للكاتبة

تحفظي الوحيد على الرواية هو سرعة التنقل بين الطابع الإجتماعي والفانتازي، تمنيت لو تم التقديم عن طريق أحد شخصيات العمل بشكل ما، كما كان بعض الوصف مبالغاً فيه مثل مشهد"الرقصة في حفل الزفاف"، أجزاء اعتبرتها دخيلة على أجواء عمل جيد بالفعل

في النهاية، نحن أمام رواية أولى تبشر بمولد كاتبة قوية

#قراءات_حرة

#قراءات_أكتوبر

1/52

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
اضف تعليق