اقتباسات من رواية مواليد حديقة الحيوان

‫ كقطة تعبر الطريق وهي خائفة ترفع قدمًا وتتراجع بأخرى، تسلَّقت سيارة جدي مدخل المنتجع المرتفع بصعوبة بالغة، زأر المحرك وترجرجت العربة كأنها ستنفسخ حتى سكنت قبل البوابة بمترين كسلحفاة لاهثة، تقدم منَّا رجل أمن مهيب الطَّلة، مال بجِذعِه قُرب

تحول العالم كله من حوله إلى جبل عظيم من الخراء بعد شهر واحد فقط من العمل.

ما تعلنه الأوراق يتمرد عليه الواقع ليُخالف

تزيد عتمة الليل من رجفة الخائفين

الحقيقة نراها منقوصة دومًا لكننا نشعر بها كاملة، فلا تثق إلا بقلبك.

الحقيقة نراها منقوصة دومًا لكننا نشعر بها كاملة، فلا تثق إلا بقلبك

حصان السبق له وقت ومسافة يجري فيهم، ولو الوقت خلص وهو مش في المقدمة يخسر، ولو كمِّل جري بعد السبق يلف على الفاضي ويتعب من غير فايدة، وبعدها محدش يراهن عليه، ولازم يدوروا على حصان غيره.

يُضنيه انتظار ما لا يجيء، وتتكسَّر آماله كل نهار على صخرة العجز والاغتراب.

جميع يقدم أوراق اعتماده سفيرًا للزيف، ممثلًا شخصيًّا للكذب، مبعوثًا رسميًّا للغش، وفي كل الأحوال مُرحب بهم على الدوام.

ورحمة أمي ما تهريج، زي ما بقول لسعادتك مسرحية شاهد ماشفش حاجة فيها كل ليلة أسدين بيطلعوا على المسرح مع عادل إمام وبيعملوا أوبريت كمان، وأسد منهم قاعد جوَّاه ممثل اسمه سامي العدل، وهو جاري من شبرا بالمناسبة، وممكن أكلمه

الذين خرجوا عن قواعد اللعبة أو عرفوا أكثر ممَّا ينبغي ولو بالصدفة، ولم يدركوا يومًا أنهم سيكونون عبئًا على السفينة، وحمولة زائدة لا بد من التخلص منها قبل الرسو على بر.

تزيد عتمة الليل من رجفة الخائفين

كفَّرته الجماعة السُّنية وهو يبيع الخنازير، وأحلَّت دمه، والآن يحلفون بحياته، بل إنهم على استعداد للموت فداءً له، مع أنه يُقدِّم لهم الخنزير ذاته، والأدهى أنهم يأكلونه حامدين شاكرين مستمتعين، كل ما تغيَّر هو الصورة التي يُغلِّف لهم الحقيقة بها،

كان يومًا من أطهار ولدوا ببراءة طاردها الزمن على مر السنين حتى تلوثت، قليلون أفلتوا، والغالبية صاروا من الفاسدين،

في بلدنا مش مهم بتقول إيه.. لكن المهم بتقوله إزاي.

الحياة فُرصة بتعدي قُدامنا وألف واحد بيتشعبط فيها، والشاطر اللي ياخد منها أكبر حِتَّة.

المرء تذهب عنه نصف أحزانه إذا صادف مَن يحبه، ويزول النصف الآخر لو بادله الطرف الثاني الحب.

منذ شهور، يوم خانع، ويوم طامح، ويوم ثالث جانح، وأحيانًا تائب من الذنب في خلوة مع النفس قرب الفجر، ليعود إلى جُرمه مع إشراقة شمس النهار.

لم يتمالك إسماعيل نفسه من الابتسام، ليس وحده في هذا العالم التعيس، هناك آلاف غيره ينتظرون دورهم ليكونوا حيوانات لبضعة أيام، حتى يعيشوا ما تبقَّى لهم من حياة بصورة آدمية.

الرياح قوية لكنها لم تفلح بعد في نزع ثوب الطبيعة، لا تزال الأشجار مورقة والأغصان لم تتخشَّب ليسهُل كسرها.