اقتباسات من رواية مواليد حديقة الحيوان

صارت حركتي صعبة بسبب الرمال التي تسربت بين أصابعي وتجمعت أسفل قدمي من فتحاته، بدوت مثل سلحفاة كسيحة في شاطئ يعج بالأرانب السمينة المرحة.

وعلى رأي أحمد بيه شوقي وهو بيوصفنا لمَّا قال: "يا له من ببغاء عقله في أذنيه!" إحنا كده وحنفضل طول عمرنا كده.. اللي بنسمعه هو اللي نصدقه حتى لو شُفنا عكسه.

وفي لحظة محددة ينتبه الجميع ليتفقوا على الموافقة برفع أياديهم مبتسمين راضين، لينفَضَّ السامر من بعدها ويخرجوا من باب واحد مغادرين إلى حين، لتُعاد الكرَّة على مدار خمس سنين بنفس المشاهد، مع اختلاف بعض الممثلين.

لا قيمة لحديث النفس بينما الروح مخنوقة لا تستطيع أن تجد لحريتها سبيلًا،

يُضنيه انتظار ما لا يجيء، وتتكسَّر آماله كل نهار على صخرة العجز والاغتراب. يتظاهر فايز حنَّا بأنه يعيش ويحيا بين الناس، وما إن يخلو لنفسه حتى تنتصر الكآبة عليه وتهزمه بالضربة القاضية من أول جولة،

تعجبت من قرار جدي بفرض الحجاب على شقيقتي، لم يكُن منغلقًا أو متزمتًا، لكنه مثل كثيرين متدين بالفطرة، يسير مع القطيع لضمان العشب كما قرأت في مقال لكاتب لا أتذكر اسمه حاليًّا.

❞ - الدنيا مشدودة على خيط الأمل، فلا تفتر عزيمتك قبل أن تَخبُر كل الطُّرق أمامك. ❝

أغلق الرجل الباب على ذكرياتي قبل أن ألملمها، كأنه يحاول محوها ويظن أنه سيفلح، لا يدري أنني أحمل أهم ما تبقى لي من أمي وبعضًا من أبي.. صندوق الصور.

‫ ‏"لا يمكنني تأكيد أن الأحداث حقيقية، وفي الوقت ذاته لا أستطيع النفي"‏

تعلمت في المدرسة أن الطقس في مصر حار جاف صيفًا.. دفيء ممطر شتاءً، وصدقت ما لقَّنوني إيَّاه، مع أن نظرة واحدة من نافذة الفصل وقتها في حصة الجغرافيا كفيلة بإدراك أن المناخ خرج عن النص، وراح يرتجل بعشوائية مفرطة.

❞ تعلمت في المدرسة أن الطقس في مصر حار جاف صيفًا.. دفيء ممطر شتاءً، وصدقت ما لقَّنوني إيَّاه، مع أن نظرة واحدة من نافذة الفصل وقتها في حصة الجغرافيا كفيلة بإدراك أن المناخ خرج عن النص، وراح يرتجل بعشوائية مفرطة. ❝

❞ استقبلانا بترحاب مبالغ فيه ودعوات بالصحة والسلامة كأننا عائدان من فريضة الحج، ❝

❞ يسير مع القطيع لضمان العشب ❝

كأن كل شيء في حياتنا لا بد وأن يكون مسببًا، مع أن أجمل الأشياء هي التي تأتي عفوية كما أخبرتنا أمي،

القاهرة الآن مدينة ندَّاهة مع أنها عجوز متصابية دميمة، صبغت شعرها بصُفرة تؤذي الناظرين، تقتات على الزيف والكذب بعدما رفعت بُرقع الحياء، لكنها لا تتخلى عن طرحتها وسجادة صلاتها حتى ينجذبوا إليها، وعندما تنزلق أقدامهم تكشف لهم وجهها القبيح.

القاهرة الآن مدينة ندَّاهة مع أنها عجوز متصابية دميمة، صبغت شعرها بصُفرة تؤذي الناظرين، تقتات على الزيف والكذب بعدما رفعت بُرقع الحياء، لكنها لا تتخلى عن طرحتها وسجادة صلاتها حتى ينجذبوا إليها، وعندما تنزلق أقدامهم تكشف لهم وجهها القبيح

❞ داخل قاعة عتيقة تنافس الزمن في رتابته، تتأرجح الحقيقة فوق أحبال الظنون، بين بطء إجراءات وثغرات قوانين وعجز متقاضين ومكر محامين، تُجهَد الحقيقة وتُنهَك وتترنَّح في طريقها للمظلوم، يظنها في صفه كلما اقتربت منه، يفتح ذراعيه ويقترب لتبتعد فيقبض على ❝

الكل يبحث عن فرصة للخداع في هذه المدينة، الجميع يقدم أوراق اعتماده سفيرًا للزيف، ممثلًا شخصيًّا للكذب، مبعوثًا رسميًّا للغش، وفي كل الأحوال مُرحب بهم على الدوام.

لا توجد بالضرورة مصادر مُحددة للبهجة، مثلما لا توجد أسباب واضحة للارتياح، سواء للأماكن أو الأشخاص، كلاهما يداهمك فجأة بشعورٍ طاغٍ حتى يملأك.

ربما لأنها غريبة عنهم ولن يتأثروا بغيابها.. وربما لأنها مارست طقوسًا لا تعتنقها ولا تجيدها فلم تنجُ مثلهم..