سراب دجلة - خالد عبد الجابر
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

سراب دجلة

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

في روايته الثانية، يبتعثُ «خالد عبد الجابر» حقبةً شائكةً من رماد التاريخ المصـريّ المعاصر، حقبة تحيا أغلبُ تفاصيلها في ظلام التناقُل الشَّفَهيّ ويندُر إحياؤها في التدوين، سواء التوثيقي أم التخييلي. يتبادل «صادق»، المسافر إلى بغداد، الرسائل مع أبيه «محمد محفوظ المصري» في ريف دلتا مصـر، لتتكشَّف سنواتُ جمرٍ، بين عامَيْ 1984 و1990. سبعُ سنواتٍ مفصليَّةٍ، هناك وهنا، تَعقبُ حلولَ سلامٍ مختَلفٍ عليه في مصـر، ونشوبَ حرب خليج أولى في العراق لن تلبث أن تمدَّ فتيلها لحربٍ ثانية. لكن «سراب دجلة» لا تكتفي بحقبةٍ واحدة، حتى لو منحتها المركزيَّة، مثلما لن تكتفي ببنيَة «الرسالة» شكلًا فنيًّا لها.. ستحضـر هزيمة يونيه 1967 وحرب أكتوبر 1973 وما تلاهما، مثلما سيحضـر أُفُق ما بعد حرب الخليج الأولى، لترسم الروايةُ في كُليَّتِها خارطةً للفرد المُغترِب والمُهمَّش بين نهرين، إذ يكاد دجلة يكون مرآةً يرى فيها النيلُ نفسه، والعكس.. في واقعٍ تُزهر حقولُه الألغامَ بقوة إزهار الثمار، ويفقد حاضره البوصلة، مشدودًا لكل ما يُحيل أحلامَ الغدِ إلى كوابيس لا يكفُّ رَحِم الماضي عن إطلاقها. بالقوة نفسها يحضـُر تداخل الأصوات، والمَحكيَّات الاسترجاعيَّة، لنجد أنفسنا أمام نصٍّ روائيٍّ متفردٍ ومختلف على صعيد البِنيَة ومستويات اللُّغَة المُتنوِّعة، نص مُتوتِّر بتوتُّر شخوصه ومَحْـكيَّاته، ومنفلتٌ، في كل لحظة، من ركود النَّصِّ التقليدي. «سراب دجلة» رواية شديدة العذوبة والشاعريَّة، ذاهبةٌ للكثافة بكل قوَّتها، كأنَّ الحياة برُمِّتها ضربةُ فرشاة.. وباحثةٌ عن الأفكار وهي تقودُ الجسد إلى عُرْسِه ومأتمه، حيث «أحلامُ اليقظةِ أشد رعبًا من تلك التي نراها في نومنا.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.9 11 تقييم
90 مشاركة

اقتباسات من رواية سراب دجلة

علَّمه أبوه ذات يوم أن الإمام عليّ -كرَّم اللَّـه وجهه- قال: "الفقر في الوطن غربة… والغِنَى في الغربة وطن"،

مشاركة من Rehab saleh
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية سراب دجلة

    11

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    اسم الرواية : سراب دجلة

    اسم الكاتب : خالد عبد الجابر

    دار النشر : دار العين للنشر والتوزيع

    عدد الصفحات :212

    عن الرواية /

    _تدور أحداث الرواية حول "محمد محفوظ المصري " و أسرته

    التي تعيش في قرية بمحافظة الدقهلية و الذي سيحدث له و لأسرته عقب هزيمة يونية 1967، فنجد الأب يحمل على عاتقه إعادة أرضة فلا يوجد أقسى علي الفلاح من سرقة أرضة، فيترك أسرته و يذهب لجبهة القتال مدافعا عن حقوقه، فتمر السنين علي أسرته التي تركهم فيتربى ولده صادق في كنف جده الشيخ محفوظ و يتعلم الكثير من العلوم الدينية كما أنه يتحمل المسؤولية مبكراً.

    _ثم بعد مرور ست سنوات يعود الأب منتصراً و لكنه يجد أرضه قد سرقة منه و قد ضاع عناء السنوات سُدى، ف أخيه لم يراعى حق الله، فيرسل ولده صادق إلى بغداد أملاً في تحقيق حلمه في امتلاك الأرض.

    _يتبادل صادق المسافر إلي بغداد الرسائل مع ابيه محمد محفوظ المصري في قريته بالدقهلية فتنكشف سنوات مرت بين عام 1984و 1990 و نشوب حرب الخليج الأولى و تعقبها الثانية، و صراع العراقيين مع المغتربين و كرههم للمصريين .

    _في هذه الرواية يسرد لنا الكاتب حياة أسرة بأكملها قد تحولت و أصبح كل فرد منهم مغترب بشكل ما، و من خلال سطور قليلة نعرف ما حدث عقب النكسة و ما آلت إليه احوال المصريين في تلك الحقبة ف علي الرغم من أن تلك الحقبة لم تكن زماناً رئيسيا في الرواية إلا أنه وصف ما حدث فيها، ثم انتقل إلي الاحداث الرئيسية و توالي الاحداث ما بين ريف مصر و بغداد و الحر وب التي نشبت هناك ، إستطاع أن يصف شعور الغربة بدقة

    ❞ كنت أعرف المغترب بمجرد رؤية وجهه، فكل وجوه المغتربين تتشابه مهما اختلفت جنسياتهم أو العِرْق والدين والبلد التي ينتمون إليها، تحمل نفس الملامح الباحثة عن كنزٍ ما، جاءوا إلى هنا للبحث عنه والعودة به، ليكتشفوا أن الوصول له ليس سهلًا وأنه لا كنز حقيقيًّا ملموسًا يمكنهم الحصول عليه تسخر منهم الحياة وهي تعلمهم درس الكنز الموجود في الرحلة، ولكن كنز الرحلة لن يغنيَهم ولن يحقق أحلامهم التي تركوا بلادهم من أجلها، فتشترك الملامح كلها في نظرات الفَقْد والضحكات التائهة التي تحاول الوصول إلى لحظة حقيقية من السعادة، ولكن السعادة لا يمكن تحقيقها بالزيف فتنكسر عيونهم تحت عبوس الحاجبين، سيماهم على وجوههم، تربطهم جميعًا ملامح التِّيه ❞

    _‏و لكن محمد محفوظ المصري لم يدرك بعد إلا فوات الآوان أنه أخطأ في تقدر قيمه الأشياء و لم يحسب قيمة الفراق و الغربة.

    الغلاف/

    ملائم جدا لأحداث الرواية و يرتبط ارتباط وثيق بها.

    اللغة و السرد/

    جاءت اللغة فصحى سرداً وحواراً عذبة و سلسة جدا كما غلب السرد علي الحوار

    الشخصيات/

    أجاد الكاتب رسمهم ببراعة فشعرت أنني أعيش معهم تلك الاحداث و أشعر بما يشعرون جراء تلك الاحداث القاسية.

    رأيي الشخصي/

    الرواية حملت الكثير من المعاني من قسوة الغربة و الوحدة ل الحفاظ علي الارض و التمسك بها كما أن زمن الاحداث كان في حقبة شائكة في التاريخ المصري و علاقة مصر ب بغداد في تلك الحقبة و أيضا نظرة الناس القاسية في الريف إلي المطلقة و كانها إرتكبت جرماً.

    عجبني جدا أسلوب الكاتب في وصف تمسك الفلاح بأرضة و طريقة السرد كما أن الرواية أثرت في بشكل خاص و اعتبرها من أجمل ما قرأت في هذا العام.

    النهاية/

    جاءت النهاية تحمل بين طياتها السعادة للبعض و الحزن للبعض الآخر و لكن هذه الحياة لا تعطى الكل ما يريدون.

    اقتباسات

    _ احلام اليقظة اشد رعباً من تلك التي نراها في نومنا.

    _للغربة ضريبة يا ولدي.

    _ اكسب صديقا كل يوم، و لكن اجعل حولك دائرة حمراء لا يدخلها إلا من يستحق.

    _نظل نبحث عن شعاع ضوء يهدينا إلي الصواب حتي ولو لاح لنا كسراب بعيد، نتحسس الطريق إليه يدفعنا أمل لا نعلم هل هو كاذب أم صادق، و لكننا لا نمتلك رفاهية الوقوف للتفكير فيما قد نواجه أثناء رحلتنا، نُعجل بالوصول لنكتشف مصيرنا هناك فلا فارق في المواجهة.

    _تقسو الحياة فينُعم الله عليه عباده بنعمة النسيان حتي يكملوها، ولكن قسوة أول ليالي الغربة لا يمكن نسيانها، من جربها لن يستطيع تجاوزها او النسيان.

    _ اللعنة علي الاوراق التي لا تستطيع حمل الأصوات لتُعجزك عن إرسال أصوات الطيور تلهو علي صفحة الماء، فتصنع تموُجات المياه مع حفيف الأشجار نغمات موسيقية لا تستطيع صنعها أغلى آلات العزف.

    _ فالحزن يسلب كل مشاعر أخرى بجواره ويسيطر على الملامح فلا تستطيع أن تُظهر شيئًا غيره.

    _ دومًا تمضي الحياة لا يُوقفها ولا يعطلها فقدان حكاية أو ألم لرواية لم تكتمل أو اكتملت بنهاية سيئة، تتخطى الحياة كل العقبات و تستمر...

    _ الحياة يا وليدي تمضي في اتجاه واحد كطريق نسلكه ولا نملك أن نعود فيه للخلف للتعديل، لأننا لن نكتشف أننا نسير في الاتجاه الخطأ إلا بعد أن نضلَّ فيه.

    _ في الحر ب يا ولدي لا وقت للحزن، نحمل رُفات أصدقائنا علي أكتافنا و نستمر بالضغط علي الزناد و مواصلة القتال، ندعو الله ان تتوقف طلقات العدو لحظات لنُكرم اجسادهم بالدفن تحت الرمال الطاهرة قبل أن نواصل التقدم... في الحر ب لا مكان للمشاعر و لا مكان لحب اي شيء سوى الوطن حتي حب الحياة يتلاشى خلف خفقات قلوبنا بإرادة النصر، تنتهى الحر ب و لا تنتهي آلالمها، يعود الجميع من الحر ب تصحبهم آلامهم إلي نهاية العمر، في الحر ب يا ولدي حتي المنتصر خاسر.

    _ هي الحر ب تُغير الاقدار، تشكل مدُنا و تمحو غيرها، تتلاعب بالنسيج المكون للبلدان، و تعيد تكوينه كما تشاء.

    _ كم هو جميل أن يكون لنا أرض أغرس أقدامي في طياتها فلا تستطيع أي قوة علي

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    سراب دجلة _خالد عبد الجابر

    التقييم خمسة نجوم

    قراءة الكترونية أبجد

    " ولكنها الدنيا يا ولدي وتلك أطماعها "

    الحياة كلها أطماع, طمع بـ مال,ابناء,أرض,حب....

    ومن أطاع الدنيا البحث عن المال واكتنازه وهذا ما يدفعنا كثيراً إلي الغربة سواء داخل الوطن أو خارجه

    كل شخص في الرواية مغترب بشكل ما , عزيزة وخضر المغتربين في حبهما

    زينب المجبورة علي نكران حبها

    الأب الذي يحارب طواحين الهواء في اخيه بـ ولديه

    ****

    ثلاث أزمنة مختلفة تدور بها الرواية

    النكسة والحرب

    زمن النكسة والحرب وما بعدها والوقت الحالي

    زمن النكسة الذي رُسم بروعة رغم أنها صفحات قليلة لكنها اظهرت لنا ما عاناه الأهل من ويلات الحرب أو ما عاناه الجنود من قهر لاسترداد الأرض والنصر والعودة كـ بطل أو كـ شهيد

    وفي هذا الجزء تجدر الاشارة للخطاب الأخير الذي لم يصل

    ماذا لو كان محمد محفوظ من استشهد بدلاً من عوض الشحات واحضر وصيته تُري هل كانت تغيرت مصائر الأبطال وما كان حدث ما حدث ؟! لكنها مصائر يكتبها الله

    لا احب ان اكتب رأي سياسي

    لكن هنا الكاتب نقل الواقع كما هو...

    حب الناس لعبد الناصر والتفافهم حوله وتعليق صورته بمنازلهم هو واقع المصريين في تلك الفترة _وأبي منهم بالطبع _

    بعد النصر

    " خرجت مصر من الحرب منتصرة, لكنها خسرت الكثير من أبنائها ممن تركوها عندما لم يتحملوا ضيق الحزام علي بطونهم الجوعي"

    العوز والحاجة والفقر كانت مفاتيح الرحيل للكثير من أبناء مصر تلك الفترة خاصة ان الرئيس صدام حسين فتح للمصرين ابواب بغداد علي اتساعها ولدرجة ان هناك قري مصرية كثيرة بنيت وازدهرت بأموال ابنائها المسافرون للعراق

    لا احد ينكر فضل العراق علي المصرين تلك الفترة حتي لو ظهرت بعدها انياب وأظافر السياسة لتخرب أواصر المحبة بعدها

    ***

    الغربة مؤلمة, وجعها لا يزول بمرور الوقت بل قد يزداد احياناً

    صادق كان صادق في مشاعره , لم يتعود الغربة ولم ينس رائحة بلده لكنه لم ينجرف كالبعض في حُمي التغير للأسوأ فحافظ قدر استطاعته علي مبادئه ولم ينزلق كـ صابر ابن بلدته في الخطيئة

    الغربة موجعة ويزيدها وجع أن تعود لتجد ما انفقته في الغربة من وجع ذهب مع الريح

    كأنها سريالية القدر ان تنفق عامين من عمرك لشيئ ثم تعود فلا تجده

    صادق الذي تعذب سنتين من اجل قيراطين الأرض يعود فيجد العجوز مات والورثة لا يعترفون بالعقد الصوري بينهم

    في هذا المشهد أحسست بمشاعر صادق , شخص مُسير من أجل الأخرين,الشخص الذي يحاول ان يحقق احلام الاخرين وليس احلامه, فـ حتي وجع البُعاد ما عاد يشعر به فالمهم هو ما سيحققه للأخرين الأب والأم والأخت

    عاد للغربة مرة أخري من أجل تحقيق أحلام أكبر

    ***

    عزيزة هي نسخة البنت المصرية المنكسرة , الأن اعرف معني كلمة جدتي التي قالت ان الطلاق موت

    " هذا ما نتعلمه ونورثه لبناتنا, أن تمضي في حياتها,حتي لو عاشت نصف حياة

    عزيزة هي انعكاس لكل بنت مصرية أوهموها أنها بإستسلامها وانكسارها تفعل الصواب ولم يراعوا شرع أو دين أو انسانية

    كنت استغرب في صغري من كلمة طلاق وانني لا اري اي فتاة او سيدة في محيطي مطلقة حتي كبرت ففهمت

    الأن اغبط الأجيال الجديدة أن تعرف حقوقها جيداً ولا تخشي نظرات أو كلمات المجتمع حول الطلاق , فكم من طالبة عندي تم طلاقها قبل أقل من سنة من زفافها وتمارس حياتها كأفضل ما يكون , هذه الأجيال حقاً تعرف كيف تعيش لأنها تعرف حقوقها وتطالب بها

    اعجبتني عزيزة عندما ثارت وفعلت ما تريد حتي ولو بعد عذاب , لكنها نالت ما تمنت

    زينب الأم هي كأي ام مصرية نشأت في ظل تقاليد بالية وميراث أهوج ورّثته ابنتها وورثتها تعاستها كأنها تعاقب نفسها

    ***

    العم كاظم والاحزاب والساسة وايران والعرق وحرب الكويت كلها اشياء كانت في موقعها تمام داخل النص ولا شيئ مقحم فيها

    حتي النهاية وهروب صادق علي الحدود وعذاب العودة للوطن مع ورقة صفراء تثبت حقه في امواله المودعة في بنك العراق...

    " علي السرير المتهالك في غرفه الضيوف كنت لا ازال أتطلع في غرفه الضيوف كنت لا ازال أتطلع لي صورة أبي المعلقة , بجوارها العباءة الصوف التي احضرتها له وبينهما بذلته العسكرية المزدانة بدماء صديقه. اخرجت الورقة الصفراء التي تحمل ختم العراق ورقما لمبلغ من المال والصقتها في الركن السفلي خلف زجاج الصورة"

    ***

    العم ابراهيم

    حكايته كأنها حكاية يوسف واخوته, وما حدث منه كأنه رد فعل لشيء أراده أُخذ منه لدرجة انك ستتعاطف معه

    اتسائل لماذا لم يثور ابراهيم أو ترفض زينب ويطالبا بحقهما في الحياة

    هناك مقولة تقول : ان السكوت ليست علامة الرضا بل علامة الرفض "

    والسكوت هنا جعل الحياة ليست حياة

    سكوت ابراهيم وزينب علي حبهم

    سكوت عزية علي ظلم زوجها

    سكوت خضر علي اهانة عمه ورفضه

    بل سكوت صادق عن حق رفض الغربة

    لكنها الحياة نأخذ منها وتأخذ منا

    ***

    اخيرا الرواية جميلة وتستحق القراءة , انهيتها في جلسة واحدة وتستحق القراءة رغم المواجع والألام بها

    شكرا خالد عبد الجابر

    ملحوظة

    تذكرت خلال قراءتي مجموعة خطابات قديمة لأبي مع ابن عمي في العراق بنفس ذات الفترة التاريخية , تذكرت شكل الخطابات الورق الاصفر والطوابع المختلفة بل اتذكر رغم صغري وقتها ان علي الخطاب من الخارج كُتب عليه جمهوية العراق _ كركوك

    رحاب صالح

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    (سراب دجلة) عن غربة المرء في وطنه..

    «اعتاد تكرار الأيام، ولكنه أبدا لم يعتد غربته.»

    يحيا الإنسان منذ ولادته في البيئة التي قُدر له أن يولد بها. لم يختر أهله ولم يختر وطنه. حتى اسمه لم يختره. باختصار يولد الإنسان وحده وهو لا يملك غير صرخته الأولىٰ معلنًا من خلالها اعتراضه علىٰ كل ما قُدر له أن يتعايش معه منذ لحظة مجيئه للدنيا.

    وفي رواية اليوم يرىٰ القارئ قصة قد تبدو عادية عن عائلة كبيرة لم يختر أفرادها بعضهم بعضًا، ولكن اختار أحد أفرادها أن يفرقهم الطمع ويشتت شملهم الظلم.

    عائلة يخرج منها رجل مُقاتل. لا يرىْ أمامه سوىْ هدف وحيد وهو استعادة أرض الوطن واليوم يأتي دور ولده في استعادة جزء من الأرض المنهوبة، ولكن ليس من أعداء الوطن هذه المرة وإنما من أهله وإخوانه. وهنا يظهر جذور الصراع الخفية داخل العمل الروائي. حيث يرىٰ القارئ علىٰ مدار الأحداث مقدار الألم الدفين في روح البطل وولده، البطل الذي استطاع هزيمة الأعداء واستعادة الأرض المنهوبة مرة أخرىٰ. المقاتل الذي استعاد شرفه وشرف أمته، صار بين ليلة وضحاها رجلًا ضعيفًا، مهزومًا، لا قدرة له علىٰ مواجهة من سرق أرضه في المرة الثانية. لأن العدو هذه المرة كان الأخ القريب لا الغريب البعيد.

    وهنا مكمن الألم الذي لا يداويه أي نصر مهما عظم قدره.. فمن يفرح بانتصاره على أخيه وإن كان يعلم يقينًا أنه علىٰ حق؟

    حسنًا يمكن للمرء أن ينتصر في حربه علىٰ أعدائه، ولكن حربه مع أهله لا نصرة فيها ولا عزة. فلا قدرة لأحد علىٰ الخروج منتصرًا من معركة هُزمت فيها نفسه.

    ★★★★★

    «في الحرب لا مكان للمشاعر. ولا مكان لحب أي شيء سوىٰ الوطن. حتىٰ حب الحياة يتلاشىٰ خلف خفقات قلوبنا بإرادة النصر.

    تنتهي الحرب ولا تنتهي آلامها، يعود الجميع من الحرب تصحبهم آلامهم إلىٰ نهاية العمر، في الحرب يا ولدي حتىٰ المنتصر يخسر!»

    ..المميز في رواية (سراب دجلة) للكاتب/ خالد عبد الجابر أن قارئها قد يشعر في البداية أنه أمام قصة عادية عن أخوة أحدهم ظلم الآخر وأكل حقه، ولكن بتتابع الأحداث سينكشف للقارئ مغزى العمل الحقيقي. فالأمر كله يتمحور حول رحلة بحث في دواخل النفس البشرية وما قد يؤول إليه مصير أسرة متحابة من هزيمة وشتات لمجرد أن أحد أفرادها قد طمع في غير حقه. مما يؤدي لتآكل المجتمع داخليًا وهزيمته علىٰ أيدي أفراده أنفسهم، ومن يتبقىٰ منهم باحثًا عن طريق للنجاة لن يجده سوىٰ في هجرته الطوعية لبلاد لا تعنيه وأفراد لا يشعر تجاههم بشيء. فربما تنسيه غربة الوطن وهجر الأهل قسوة ما عاناه سابقًا.. لأن هوان الغربة والفقد ساعتها سيكون أخف وأرحم من محاربة الأهل والأحباب.

    ★★★★★

    #قراءات_حول_العالم

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية تدور أحداثها ما بين عامي ١٩٦٧ الى ١٩٩٨. اذن هى رواية جيل بكل تأكيد. جيل النكسة والهزيمة الذى استطاع ان ينتصر فى حربه الخارجية. لكن ماذا عن حربه فى الداخل ؟

    الحقيقة هذا الجيل فشل تماماً فى أن ينتصر داخلياً. جيل قبل بالظلم وضياع حقوقه. والأدهى والأمر أنه جيل دمر ما تلاه من اجيال وحملها مسئولية تحقيق أحلامه التى أخفق فيها وأصبح يتعامل مع الأمر على أنه حقه المكتسب ولا مجال للتشكيك.

    جيل عاش وهم كبير وأجبر من تلاه على عيش نفس الوهم ناسياً بل ومتناسياً ان كل جيل له احلامه الخاصة وحياته التى يرغب فى أن يعيشها كما يريد ليس كما يريد من سبقوه.

    الرواية تدور حول صادق المغترب فى العراق لتحقيق أوهام والده الذي فشل هو فى تحقيقها بعد عودته منتصراً فى الحرب. يدور بنا الكاتب فى فترة زمنيه حافلة بعد هجرة المصريين الى دول النفط بعد سياسة الانفتاح الاقتصادي أملاً منهم فى تحقيق الثراء الكبير الذي يريحهم فيما بعد.

    بالطبع لكل شيء ثمن. هذا الثمن الذي تغافل عنه الجميع جعلهم يسعون طيلة الوقت وراء سراب كلما ظنوا أنهم اقتربوا ومسكوا الحلم بأيديهم ، اكتشفوا انهم ما زالوا بعيدين. تبلعهم دائرة الغربة ويجدوا أنفسهم قد خسروا الكثير والكثير مما لا يقدر بمال حتى وان حققوا ثروة مالية مصيرها مهدد طيلة الوقت بما تمليه الظروف السياسية والاقتصادية المتغيرة للأسوأ طبعاً داخل بلادنا العربية.

    جيل النكسه - رغم انتصاره فى الحرب - الا انه انهزم فى جميع معاركه الداخليه والأسوأ انه دمر من اتى بعده من أجيال مازالت وستظل تدفع ثمن هذه الهزائم رغماً عنها حتى وان ظنت أن هناك ضوءاً فى نهاية النفق.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية عن الوطن و الغربة ، عن الأرض و الأحلام ، عن جيلين جيل شال الهزيمة حِمل على كتافه و وهب نفسه و حياته لاسترداد الأرض و الانتصار ، و كان المقابل توقف الحياة و الإنفصال النفسي عن الأهل و الزوجة و الأولاد و اللي استمر حتى بعد تحقيق الهدف ، و أصبح الهدف الجديد امتلاك الأرض و الطين بعد غدر الأخ و استغلاله لغياب أخوه ، و من هنا بيدفع الجيل التاني الثمن .. الابن بغربة و وحدة لم يتمناها لكنها كانت الحل ، و أبنة اتفرقت عن حبيب العمر جزاء لفعل أبيه ... مزجت الرواية ما بين أدب الرسائل ، و الحكي على لسان أبطالها ، نقلت أحلامهم و مخاوفهم ، ضعفهم و عجزهم ، ندمهم و محاولات الصمود و خصوصاً مع بداية النصف التاني من الرواية و اللي كان بانوراما أشمل لكل شخصيات العمل اندمجت معه بشكل أكبر و نقلي أجواء و مشاعر الشخصيات بصورة حقيقية و مؤثرة .

    عمل إنساني ببعد نفسي يستحق القراءة .

    #قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب

    #روايات_عربية #روايات_مترجمة

    #سرداب_دجلة

    #قراءات_٢٠٢٤

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق