اسم الرواية : سراب دجلة
اسم الكاتب : خالد عبد الجابر
دار النشر : دار العين للنشر والتوزيع
عدد الصفحات :212
عن الرواية /
_تدور أحداث الرواية حول "محمد محفوظ المصري " و أسرته
التي تعيش في قرية بمحافظة الدقهلية و الذي سيحدث له و لأسرته عقب هزيمة يونية 1967، فنجد الأب يحمل على عاتقه إعادة أرضة فلا يوجد أقسى علي الفلاح من سرقة أرضة، فيترك أسرته و يذهب لجبهة القتال مدافعا عن حقوقه، فتمر السنين علي أسرته التي تركهم فيتربى ولده صادق في كنف جده الشيخ محفوظ و يتعلم الكثير من العلوم الدينية كما أنه يتحمل المسؤولية مبكراً.
_ثم بعد مرور ست سنوات يعود الأب منتصراً و لكنه يجد أرضه قد سرقة منه و قد ضاع عناء السنوات سُدى، ف أخيه لم يراعى حق الله، فيرسل ولده صادق إلى بغداد أملاً في تحقيق حلمه في امتلاك الأرض.
_يتبادل صادق المسافر إلي بغداد الرسائل مع ابيه محمد محفوظ المصري في قريته بالدقهلية فتنكشف سنوات مرت بين عام 1984و 1990 و نشوب حرب الخليج الأولى و تعقبها الثانية، و صراع العراقيين مع المغتربين و كرههم للمصريين .
_في هذه الرواية يسرد لنا الكاتب حياة أسرة بأكملها قد تحولت و أصبح كل فرد منهم مغترب بشكل ما، و من خلال سطور قليلة نعرف ما حدث عقب النكسة و ما آلت إليه احوال المصريين في تلك الحقبة ف علي الرغم من أن تلك الحقبة لم تكن زماناً رئيسيا في الرواية إلا أنه وصف ما حدث فيها، ثم انتقل إلي الاحداث الرئيسية و توالي الاحداث ما بين ريف مصر و بغداد و الحر وب التي نشبت هناك ، إستطاع أن يصف شعور الغربة بدقة
❞ كنت أعرف المغترب بمجرد رؤية وجهه، فكل وجوه المغتربين تتشابه مهما اختلفت جنسياتهم أو العِرْق والدين والبلد التي ينتمون إليها، تحمل نفس الملامح الباحثة عن كنزٍ ما، جاءوا إلى هنا للبحث عنه والعودة به، ليكتشفوا أن الوصول له ليس سهلًا وأنه لا كنز حقيقيًّا ملموسًا يمكنهم الحصول عليه تسخر منهم الحياة وهي تعلمهم درس الكنز الموجود في الرحلة، ولكن كنز الرحلة لن يغنيَهم ولن يحقق أحلامهم التي تركوا بلادهم من أجلها، فتشترك الملامح كلها في نظرات الفَقْد والضحكات التائهة التي تحاول الوصول إلى لحظة حقيقية من السعادة، ولكن السعادة لا يمكن تحقيقها بالزيف فتنكسر عيونهم تحت عبوس الحاجبين، سيماهم على وجوههم، تربطهم جميعًا ملامح التِّيه ❞
_و لكن محمد محفوظ المصري لم يدرك بعد إلا فوات الآوان أنه أخطأ في تقدر قيمه الأشياء و لم يحسب قيمة الفراق و الغربة.
الغلاف/
ملائم جدا لأحداث الرواية و يرتبط ارتباط وثيق بها.
اللغة و السرد/
جاءت اللغة فصحى سرداً وحواراً عذبة و سلسة جدا كما غلب السرد علي الحوار
الشخصيات/
أجاد الكاتب رسمهم ببراعة فشعرت أنني أعيش معهم تلك الاحداث و أشعر بما يشعرون جراء تلك الاحداث القاسية.
رأيي الشخصي/
الرواية حملت الكثير من المعاني من قسوة الغربة و الوحدة ل الحفاظ علي الارض و التمسك بها كما أن زمن الاحداث كان في حقبة شائكة في التاريخ المصري و علاقة مصر ب بغداد في تلك الحقبة و أيضا نظرة الناس القاسية في الريف إلي المطلقة و كانها إرتكبت جرماً.
عجبني جدا أسلوب الكاتب في وصف تمسك الفلاح بأرضة و طريقة السرد كما أن الرواية أثرت في بشكل خاص و اعتبرها من أجمل ما قرأت في هذا العام.
النهاية/
جاءت النهاية تحمل بين طياتها السعادة للبعض و الحزن للبعض الآخر و لكن هذه الحياة لا تعطى الكل ما يريدون.
اقتباسات
_ احلام اليقظة اشد رعباً من تلك التي نراها في نومنا.
_للغربة ضريبة يا ولدي.
_ اكسب صديقا كل يوم، و لكن اجعل حولك دائرة حمراء لا يدخلها إلا من يستحق.
_نظل نبحث عن شعاع ضوء يهدينا إلي الصواب حتي ولو لاح لنا كسراب بعيد، نتحسس الطريق إليه يدفعنا أمل لا نعلم هل هو كاذب أم صادق، و لكننا لا نمتلك رفاهية الوقوف للتفكير فيما قد نواجه أثناء رحلتنا، نُعجل بالوصول لنكتشف مصيرنا هناك فلا فارق في المواجهة.
_تقسو الحياة فينُعم الله عليه عباده بنعمة النسيان حتي يكملوها، ولكن قسوة أول ليالي الغربة لا يمكن نسيانها، من جربها لن يستطيع تجاوزها او النسيان.
_ اللعنة علي الاوراق التي لا تستطيع حمل الأصوات لتُعجزك عن إرسال أصوات الطيور تلهو علي صفحة الماء، فتصنع تموُجات المياه مع حفيف الأشجار نغمات موسيقية لا تستطيع صنعها أغلى آلات العزف.
_ فالحزن يسلب كل مشاعر أخرى بجواره ويسيطر على الملامح فلا تستطيع أن تُظهر شيئًا غيره.
_ دومًا تمضي الحياة لا يُوقفها ولا يعطلها فقدان حكاية أو ألم لرواية لم تكتمل أو اكتملت بنهاية سيئة، تتخطى الحياة كل العقبات و تستمر...
_ الحياة يا وليدي تمضي في اتجاه واحد كطريق نسلكه ولا نملك أن نعود فيه للخلف للتعديل، لأننا لن نكتشف أننا نسير في الاتجاه الخطأ إلا بعد أن نضلَّ فيه.
_ في الحر ب يا ولدي لا وقت للحزن، نحمل رُفات أصدقائنا علي أكتافنا و نستمر بالضغط علي الزناد و مواصلة القتال، ندعو الله ان تتوقف طلقات العدو لحظات لنُكرم اجسادهم بالدفن تحت الرمال الطاهرة قبل أن نواصل التقدم... في الحر ب لا مكان للمشاعر و لا مكان لحب اي شيء سوى الوطن حتي حب الحياة يتلاشى خلف خفقات قلوبنا بإرادة النصر، تنتهى الحر ب و لا تنتهي آلالمها، يعود الجميع من الحر ب تصحبهم آلامهم إلي نهاية العمر، في الحر ب يا ولدي حتي المنتصر خاسر.
_ هي الحر ب تُغير الاقدار، تشكل مدُنا و تمحو غيرها، تتلاعب بالنسيج المكون للبلدان، و تعيد تكوينه كما تشاء.
_ كم هو جميل أن يكون لنا أرض أغرس أقدامي في طياتها فلا تستطيع أي قوة علي