سراب دجلة > مراجعات رواية سراب دجلة > مراجعة Rehab saleh

سراب دجلة - خالد عبد الجابر
تحميل الكتاب

سراب دجلة

تأليف (تأليف)
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟

لا يوجد صوره

سراب دجلة _خالد عبد الجابر

التقييم خمسة نجوم

قراءة الكترونية أبجد

" ولكنها الدنيا يا ولدي وتلك أطماعها "

الحياة كلها أطماع, طمع بـ مال,ابناء,أرض,حب....

ومن أطاع الدنيا البحث عن المال واكتنازه وهذا ما يدفعنا كثيراً إلي الغربة سواء داخل الوطن أو خارجه

كل شخص في الرواية مغترب بشكل ما , عزيزة وخضر المغتربين في حبهما

زينب المجبورة علي نكران حبها

الأب الذي يحارب طواحين الهواء في اخيه بـ ولديه

****

ثلاث أزمنة مختلفة تدور بها الرواية

النكسة والحرب

زمن النكسة والحرب وما بعدها والوقت الحالي

زمن النكسة الذي رُسم بروعة رغم أنها صفحات قليلة لكنها اظهرت لنا ما عاناه الأهل من ويلات الحرب أو ما عاناه الجنود من قهر لاسترداد الأرض والنصر والعودة كـ بطل أو كـ شهيد

وفي هذا الجزء تجدر الاشارة للخطاب الأخير الذي لم يصل

ماذا لو كان محمد محفوظ من استشهد بدلاً من عوض الشحات واحضر وصيته تُري هل كانت تغيرت مصائر الأبطال وما كان حدث ما حدث ؟! لكنها مصائر يكتبها الله

لا احب ان اكتب رأي سياسي

لكن هنا الكاتب نقل الواقع كما هو...

حب الناس لعبد الناصر والتفافهم حوله وتعليق صورته بمنازلهم هو واقع المصريين في تلك الفترة _وأبي منهم بالطبع _

بعد النصر

" خرجت مصر من الحرب منتصرة, لكنها خسرت الكثير من أبنائها ممن تركوها عندما لم يتحملوا ضيق الحزام علي بطونهم الجوعي"

العوز والحاجة والفقر كانت مفاتيح الرحيل للكثير من أبناء مصر تلك الفترة خاصة ان الرئيس صدام حسين فتح للمصرين ابواب بغداد علي اتساعها ولدرجة ان هناك قري مصرية كثيرة بنيت وازدهرت بأموال ابنائها المسافرون للعراق

لا احد ينكر فضل العراق علي المصرين تلك الفترة حتي لو ظهرت بعدها انياب وأظافر السياسة لتخرب أواصر المحبة بعدها

***

الغربة مؤلمة, وجعها لا يزول بمرور الوقت بل قد يزداد احياناً

صادق كان صادق في مشاعره , لم يتعود الغربة ولم ينس رائحة بلده لكنه لم ينجرف كالبعض في حُمي التغير للأسوأ فحافظ قدر استطاعته علي مبادئه ولم ينزلق كـ صابر ابن بلدته في الخطيئة

الغربة موجعة ويزيدها وجع أن تعود لتجد ما انفقته في الغربة من وجع ذهب مع الريح

كأنها سريالية القدر ان تنفق عامين من عمرك لشيئ ثم تعود فلا تجده

صادق الذي تعذب سنتين من اجل قيراطين الأرض يعود فيجد العجوز مات والورثة لا يعترفون بالعقد الصوري بينهم

في هذا المشهد أحسست بمشاعر صادق , شخص مُسير من أجل الأخرين,الشخص الذي يحاول ان يحقق احلام الاخرين وليس احلامه, فـ حتي وجع البُعاد ما عاد يشعر به فالمهم هو ما سيحققه للأخرين الأب والأم والأخت

عاد للغربة مرة أخري من أجل تحقيق أحلام أكبر

***

عزيزة هي نسخة البنت المصرية المنكسرة , الأن اعرف معني كلمة جدتي التي قالت ان الطلاق موت

" هذا ما نتعلمه ونورثه لبناتنا, أن تمضي في حياتها,حتي لو عاشت نصف حياة

عزيزة هي انعكاس لكل بنت مصرية أوهموها أنها بإستسلامها وانكسارها تفعل الصواب ولم يراعوا شرع أو دين أو انسانية

كنت استغرب في صغري من كلمة طلاق وانني لا اري اي فتاة او سيدة في محيطي مطلقة حتي كبرت ففهمت

الأن اغبط الأجيال الجديدة أن تعرف حقوقها جيداً ولا تخشي نظرات أو كلمات المجتمع حول الطلاق , فكم من طالبة عندي تم طلاقها قبل أقل من سنة من زفافها وتمارس حياتها كأفضل ما يكون , هذه الأجيال حقاً تعرف كيف تعيش لأنها تعرف حقوقها وتطالب بها

اعجبتني عزيزة عندما ثارت وفعلت ما تريد حتي ولو بعد عذاب , لكنها نالت ما تمنت

زينب الأم هي كأي ام مصرية نشأت في ظل تقاليد بالية وميراث أهوج ورّثته ابنتها وورثتها تعاستها كأنها تعاقب نفسها

***

العم كاظم والاحزاب والساسة وايران والعرق وحرب الكويت كلها اشياء كانت في موقعها تمام داخل النص ولا شيئ مقحم فيها

حتي النهاية وهروب صادق علي الحدود وعذاب العودة للوطن مع ورقة صفراء تثبت حقه في امواله المودعة في بنك العراق...

" علي السرير المتهالك في غرفه الضيوف كنت لا ازال أتطلع في غرفه الضيوف كنت لا ازال أتطلع لي صورة أبي المعلقة , بجوارها العباءة الصوف التي احضرتها له وبينهما بذلته العسكرية المزدانة بدماء صديقه. اخرجت الورقة الصفراء التي تحمل ختم العراق ورقما لمبلغ من المال والصقتها في الركن السفلي خلف زجاج الصورة"

***

العم ابراهيم

حكايته كأنها حكاية يوسف واخوته, وما حدث منه كأنه رد فعل لشيء أراده أُخذ منه لدرجة انك ستتعاطف معه

اتسائل لماذا لم يثور ابراهيم أو ترفض زينب ويطالبا بحقهما في الحياة

هناك مقولة تقول : ان السكوت ليست علامة الرضا بل علامة الرفض "

والسكوت هنا جعل الحياة ليست حياة

سكوت ابراهيم وزينب علي حبهم

سكوت عزية علي ظلم زوجها

سكوت خضر علي اهانة عمه ورفضه

بل سكوت صادق عن حق رفض الغربة

لكنها الحياة نأخذ منها وتأخذ منا

***

اخيرا الرواية جميلة وتستحق القراءة , انهيتها في جلسة واحدة وتستحق القراءة رغم المواجع والألام بها

شكرا خالد عبد الجابر

ملحوظة

تذكرت خلال قراءتي مجموعة خطابات قديمة لأبي مع ابن عمي في العراق بنفس ذات الفترة التاريخية , تذكرت شكل الخطابات الورق الاصفر والطوابع المختلفة بل اتذكر رغم صغري وقتها ان علي الخطاب من الخارج كُتب عليه جمهوية العراق _ كركوك

رحاب صالح

Facebook Twitter Link .
أوافق 1 يوافقون
اضف تعليق