رواية تدور أحداثها ما بين عامي ١٩٦٧ الى ١٩٩٨. اذن هى رواية جيل بكل تأكيد. جيل النكسة والهزيمة الذى استطاع ان ينتصر فى حربه الخارجية. لكن ماذا عن حربه فى الداخل ؟
الحقيقة هذا الجيل فشل تماماً فى أن ينتصر داخلياً. جيل قبل بالظلم وضياع حقوقه. والأدهى والأمر أنه جيل دمر ما تلاه من اجيال وحملها مسئولية تحقيق أحلامه التى أخفق فيها وأصبح يتعامل مع الأمر على أنه حقه المكتسب ولا مجال للتشكيك.
جيل عاش وهم كبير وأجبر من تلاه على عيش نفس الوهم ناسياً بل ومتناسياً ان كل جيل له احلامه الخاصة وحياته التى يرغب فى أن يعيشها كما يريد ليس كما يريد من سبقوه.
الرواية تدور حول صادق المغترب فى العراق لتحقيق أوهام والده الذي فشل هو فى تحقيقها بعد عودته منتصراً فى الحرب. يدور بنا الكاتب فى فترة زمنيه حافلة بعد هجرة المصريين الى دول النفط بعد سياسة الانفتاح الاقتصادي أملاً منهم فى تحقيق الثراء الكبير الذي يريحهم فيما بعد.
بالطبع لكل شيء ثمن. هذا الثمن الذي تغافل عنه الجميع جعلهم يسعون طيلة الوقت وراء سراب كلما ظنوا أنهم اقتربوا ومسكوا الحلم بأيديهم ، اكتشفوا انهم ما زالوا بعيدين. تبلعهم دائرة الغربة ويجدوا أنفسهم قد خسروا الكثير والكثير مما لا يقدر بمال حتى وان حققوا ثروة مالية مصيرها مهدد طيلة الوقت بما تمليه الظروف السياسية والاقتصادية المتغيرة للأسوأ طبعاً داخل بلادنا العربية.
جيل النكسه - رغم انتصاره فى الحرب - الا انه انهزم فى جميع معاركه الداخليه والأسوأ انه دمر من اتى بعده من أجيال مازالت وستظل تدفع ثمن هذه الهزائم رغماً عنها حتى وان ظنت أن هناك ضوءاً فى نهاية النفق.