اقتباسات من كتاب تركيزنا المسلوب - لماذا صرنا نعاني مشكلة قلة الانتباه؟

العالم معقّد؛ وهو في حاجة إلى تركيزٍ مستقرٍّ كي تستطيع فهمه. عليك أن تفكر فيه وأن تستوعبه استيعابًا بطيئًا. ثم إن أهم الحقائق على الإطلاق لا بدّ أن تكون ذات شعبية واسعة عند التعبير عنها أول مرة.

في مستطاعنا إعادة تعريف «الرخاء» بحيث يعني حيازة وقت نمضيه مع أطفالنا، أو في الطبيعة، أو في النوم، أو في الحلم، أو في تأمين عمل مستقر. لا يرغب أكثر الناس في هذه الحياة السريعة… إنهم يريدون حياة جيّدة.

كي ينمو انتباهنا وينتعش إلى أقصى حد ممكن، لا بد من توفّر أمور بعينها: اللعب من أجل الأطفال؛ و«حالة الفيض» من أجل البالغين، فضلًا عن قراءة الكتب، واكتشاف نشاطات ذات معنى يحبون التركيز عليها، وامتلاك متّسع يسمح بترك الدماغ يتجول

أعتقد بأننا، تقريبًا، واقعون في هذه البيئة المدفوعة بالمنبهات، المرتبطة بالمنبهات، التي تجعلنا ننتقل من تشتت إلى تشتت». إذا لم تحرص على إبعاد نفسك عن ذلك، فسوف «يُكبت أي تسلسل أفكار يمكن أن يكون موجودًا لديك».

عندما تتمرن على الحركة بسرعة متوافقة مع طبيعتك البشرية -وعندما يصير ذلك جزءًا من نمط حياتك- فإنك تبدأ تدريب انتباهك وتركيزك «هذا هو السبب في أن ممارسة التأمل واليوغا تجعلك أكثر ذكاء لا يحدث ذلك لأنك تدندن أو لأنك ترتدي

يجعلك تويتر تظن أن العالم كله منشغل بك وبذاتك الصغيرة… العالم يحبك؛ العالم يكرهك؛ العالم يتحدّث عنك الآن. ويجعلك المحيط تحس أن العالم يلقي عليك التحية بلا مبالاته الناعمة الرطبة المرحِّبة. لن يجادلك أبدًا مهما صحت، ومهما علا صوتك!

يجعلك تويتر تظن أن العالم كله منشغل بك وبذاتك الصغيرة… العالم يحبك

عندما تركّز أنظارك على ما هو سريع، تحسّ نفسك بطيئًا، متكاسلًا، قابلًا لأن تُكتسح إذا لم تتحرّك، إذا لم تلوّح بيديك، إذا لم يعلو صياحك

نحب دائمًا أن نسلك الطريق الأكثر سهولة، لكن ما يجعلنا سعداء فعلًا هو القيام بأمور فيها قدر من الصعوبة ما يحدث لنا مع هواتفنا الخلوية هو أننا نضع في جيوبنا شيئًا يظل معنا طيلة الوقت ويتيح لنا أمورًا يسهل فعلها بدلا من أن تكون أمورا مهمة لنا.

❞ الناس صاروا يعيشون «في طاحونة التفقد المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي» ❝

‫ يعني هذا أن الأمر غير مقتصر على أننا نواجه أزمة فقدان التركيز، بل نواجه أيضًا أزمة فقدان التجول الذهني تؤدّي هاتان الأزمتان معًا إلى تراجع جودة تفكيرنا فمن غير التجول الذهني، يصير فهم العالم صعبًا علينا وفي غمرة

توصّل تشارلز إلى أن للحرمان من النوم آثارًا مفزعة، لدى الأطفال خاصة. عادة ما يستجيب الكبار لقلة النوم بأن يستبد بهم النعاس، لكن الأطفال يستجيبون بأن يصير لديهم نشاط مفرط. «إننا نحرمهم من النوم حرمانًا مزمنًا؛ وليس من المفاجئ أبدًا أن تظهر عليهم أعراض عوَز النوم كلها. أول هذه الأعراض وأشدها ظهورًا هو انعدام القدرة على الانتباه».

بعد سنين من ذلك، طرح مصمِّمو Instagram السؤال التالي: إذا أوجدنا مؤثرات تجعل المستخدمين يلتقطون صور سيلفي، وإذا أعطيناهم قلوبًا و«لايكات»، فهل يصير التقاط صور السيلفي سلوكًا هوَسيًّا لديهم مثلما جرى للحمامة التي صارت مهووسة بأن تمدّ جناحها الأيسر كي تحصل على الطعام. استخدم أولئك المصمّمون أسلوب سكينر وطبقوه على مليار إنسان

قبل فترة وجيزة من لقائنا، كان سون قد رأى صورة لمارك زوكربرغ، مؤسس فيسبوك، يقف في غرفة قبالة أشخاص على رؤوسهم النظارات الخاصة بالواقع الافتراضي كان زوكربرغ الشخص الوحيد الواقف في الواقع الفعلي ينظر إليهم مبتسمًا ويتجول في الغرفة مزهوًا بنفسه حدّثني سون عن رؤيته لتلك الصورة فقال: «كان ذلك كأن… يا إلهي… هذه صورة لمستقبلنا» يخشى سون أننا، إذا لم نغير هذا النهج، متّجهون صوب عالم «فيه طبقة عليا مؤلّفة من أشخاص لديهم إدراك واسع» للمخاطر الواقعة على انتباههم، وهم قادرون على العثور على طرق للعيش ضمن حدود إمكانياتهم أما الجزء الباقي من المجتمع فسوف تكون لديه «قدرة منخفضة

دليل أمكن الحصول عليه في أي مكان من العالم يُثبت أن فترات الانتباه الجمعية تشهد تقلصًا

العالم معقّد؛ وهو في حاجة إلى تركيزٍ مستقرٍّ كي تستطيع فهمه.

❞ ما من سلطة، وما من منظومة أفكار، كبيرة إلى حد يجعل تحدّيها مستحيلًا. ❝

أنا لست متفقًا مع تلك الرسائل الموجودة في الوسيط الذي نسميه وسائل التواصل الاجتماعي. وأرى أنها، في المقام الأول، تغذّي الأجزاء الأكثر قبحًا والأشد ضحالة في طبيعتي. هذا هو السبب في أنّ قضائي وقتًا طويلًا مع هذه المواقع يجعلني أحس بنفسي «مُفرَغًا» وأحس بأنني غير سعيد… حتى عندما يكون أدائي حسنًا (بحسب قواعد اللعبة)، فأكسب المتابعين وأكسب اللايكات. يعجبني الشخص الذي أصيره عندما أقرأ كتبًا كثيرة. ولا يعجبني الشخص الذي أصيره عندما أمضي وقتًا طويلًا مع وسائل التواصل الاجتماعي.

أنت لا تعرف كيف تكون حاضرًا! أنت تفوِّت عليك حياتك! تخشى أن يفوتك شيء؛ وهذا ما يجعلك تنظر إلى شاشتك طيلة الوقت! عندما تفعل هذا، فأنت تفوِّت عليك كل شيء. أؤكد لك هذا! أنت تفوّت عليك حياتك الوحيدة التي ليس لديك غيرها!

❞ كلّما حدّق الناس في هواتفهم زمنًا أطول، كلما ازدادت الأرباح التي تجنيها الشركات. هذا كل ما في الأمر! لا يريد الناس الذين في وادي السيليكون أن يصمموا أجهزة ومواقع إنترنت من شأنها أن تزيد فترات الانتباه لدى البشر ❝