اقتباسات من كتاب قوانين الطبيعة البشرية

ثم يعولون على الإبهام بعبارات حمَّالة أوجه، فيها كلمات لها طبيعة عاطفية من قبيل: العدالة، والحق، والوطنية. وتراهم يتحدثون عن أهداف نبيلة مجردة، لا عن حل مشكلات بعينها بأفعال ملموسة.

أما بيريكليس فدرب نفسه على ألا يستجيب مطلقًا من فوره، وألا يتخذ قرارًا وهو خاضع لتأثير عاطفة جياشة، وبدلًا من ذلك حلَّل مشاعره، فاعتاد أن ينظر بإمعان في مخاوفه وغضبه، ليرى أنه ليس لها ما يبررها بحق،

❞ وتنبثق سلامة الطبع من الشعور بالأمان الشخصي والقيمة الذاتية، فهذا الشعور يمكِّن الإنسان من تقبُّل الانتقاد، والتعلم من تجاربه، وهذا يعني أنه لا يستسلم بسهولة؛ لأنه يريد أن يتعلم كيف يصل إلى الأفضل. ❝

❞ لا يمكن للإنسان أن يصبح أفضل مما هو عليه، إلا إذا أريته من نفسك ما يشبهه.

⁠‫أنطون تشيخوف An ❝

❞ يريد الناس أن يسمعوا أفكارهم هم، واختياراتهم هم، وقد تأكدت برأي الخبراء، وسيفسرون ما تقوله في إطار ما يريدون سماعه منك؛ وإذا كانت نصيحتك تخالف رغباتهم فسيجدون طريقة ما لصرف النظر عن رأيك، ❝

وأنت تستجيب باستمرار لما يعطيك الناس إياه، فتعاني موجات من الانفعال، وانعدام الأمان، والقلق؛ فيصبح من الصعب عليك إمعان الفكر، وينصرف انتباهك بطريقة أو بأخرى، وإذا غاب عنك المعيار العقلاني الذي يوجه قراراتك فلن تصل مطلقًا إلى ما رسمته من اهداف

فاعتاد أن ينظر بإمعان في مخاوفه وغضبه، ليرى أنه ليس لها ما يبررها بحق، وأنها عند التدقيق فيها تفقد أهميتها،

، فاعتاد أن ينظر بإمعان في مخاوفه وغضبه، ليرى أنه ليس لها ما يبررها بحق، وأنها عند التدقيق فيها تفقد أهميتها، وكان عليه في بعض الأحيان أن يبتعد بجس

فالعواطف تجعلنا ننطوي على أنفسنا، فنبتعد عن العقل الفطن، ونبتعد عن الواقع، فترانا نسهب في غضبنا وفي مخاوفنا،

لكن يغيب عن إدراكك إلى حدٍّ كبير عمق سيطرة عواطفك عليك،

يدعوه (فردريك نيتشه) باسم (حب القدر): «إن وصفتي للوصول إلى العظمة في الإنسان هي حب القدر: حيث لا يطلب الإنسان أن يكون شيئًا غير ما هو عليه، لا في المستقبل، ولا في الماضي، ولا في أي وقت، ولا يكتفي بتحمُّل الحوادث لأنها أمر لازم لا مفر منه… بل يحبها».

وفي عالمنا اليوم لم تعمل قوانا المنطقية المتعاظمة ولا معارفنا العلمية إلا على زيادة ارتباكنا، فكثيرون لم يعودوا يؤمنون بمفهوم الآخرة بتاتًا، فخسروا أي تعويض [عن المخاوف]، وما عاد أمامهم إلا الواقع القاسي يواجهونه. ولعلهم يحاولون أن يظهروا شجاعتهم في ذلك، فيتظاهرون بأنهم يقبلون هذا الواقع لأنهم بالغون راشدون، إلا أنهم لا يستطيعون إزالة مخاوفهم الأساسية بسهولة؛ ففي مسيرة بضع مئات من السنين من هذا التغير في إدراكهم لا يستطيعون أن يغيروا فجأة جانبًا من أعمق جوانب الطبيعة البشرية، ألا وهو الخوف من الموت

ومهمتك في دراسة الطبيعة البشرية ذات ثلاثة فصوص: أولها وأهمها، أن عليك أن تغير موقفك تجاه جيلك. فنحن نحب أن نتصور أننا مستقلون بأنفسنا، وبأن قيمنا وأفكارنا تنبع من داخلنا، لا من خارجنا، والحق أن الحال ليست كذلك، فلتكن غايتك ❞ أن تفهم حق الفهم كيف يتأثر إدراكك للعالم بروح جيلك، والعصر الذي تعيش فيه، تأثرًا عميقًا. ❝

منذ بداية التاريخ المسجَّل أدرك الكتَّاب والمفكرون نمطًا في التاريخ الإنساني، ولعل العالِم الإسلامي الكبير ابن خلدون في القرن الرابع عشر أول من صاغ هذه الفكرة، فجعلها في نظرية تقول: إن التاريخ يبدو يتحرك في أربعة قوانين، تتفق مع أربعة أجيال

لقد اختاروا لأنفسهم شعار هنيبعل (إما أن أجد طريقًا، أو أشق طريقًا)،

وعندما ترتفع الأخطار عليك أن تأخذ بالحسبان أن إيقاعك الهزيمة بالعدوانيين أكثر أهمية من محافظتك على نقائك.

الإنسان ليس كائنًا مهذبًا ودودًا، يتمنى الحب، ويدافع عن نفسه إذا هوجم وحسب…؛ بل هناك رغبة قوية في العدوان، لا بد من احتسابها جزءًا من. طبيعته.

⁠‫سيغموند فرويد

ما يدوم من المال والنجاح إنما يأتي من بقاء المرء على أصالته، لا من اتباع أخرق لمسار يسير فيه الآخرون، فإذا جعلت المال غايتك الأولى، فلن تستطيع أن تصقل تفرُّدَك مطلقًا، وسينتهي بك الأمر إلى أن يأتيك شخص أكثر شبابًا واأكثر جشعا فيحل محلك

هذا الشعور بالضياع والتشويش ليس بذنب أحد؛ بل هو رد فعل طبيعي على مجيئنا في عصر عظيم التغير والفوضى؛ فمنظومات المَدَد القديمة – الدِّين، والقضايا الشاملة، والتماسك الاجتماعي – اختفى أغلبها، على الأقل في العالم الغربي،

وأحيانًا تكون محاولتك تلطيف الأمور لا تنبع من تشاعرك، أو إستراتيجيتك؛ بل هي نابعة من كرهك إغضاب من حولك، فقد تدربت على أن تكون محترِمًا للآخرين، وعليك أن تتخلص من هذا الدافع؛ فأنت بحاجة إلى أن تعيد اتصالك بروح الجرأة والمغامرة