وفي عالمنا اليوم لم تعمل قوانا المنطقية المتعاظمة ولا معارفنا العلمية إلا على زيادة ارتباكنا، فكثيرون لم يعودوا يؤمنون بمفهوم الآخرة بتاتًا، فخسروا أي تعويض [عن المخاوف]، وما عاد أمامهم إلا الواقع القاسي يواجهونه. ولعلهم يحاولون أن يظهروا شجاعتهم في ذلك، فيتظاهرون بأنهم يقبلون هذا الواقع لأنهم بالغون راشدون، إلا أنهم لا يستطيعون إزالة مخاوفهم الأساسية بسهولة؛ ففي مسيرة بضع مئات من السنين من هذا التغير في إدراكهم لا يستطيعون أن يغيروا فجأة جانبًا من أعمق جوانب الطبيعة البشرية، ألا وهو الخوف من الموت
مشاركة من Tarek Kewan
، من كتاب