وفوق هذا كله كان يأخذ بيد تلاميذه فيرفعهم إلى مستوى يسيطرون فيه على الكتاب ولا يستعبدهم الكتاب، ويسمون عن قيود الألفاظ والجمل إلى معرفة الحقيقة في ذاتها ولو خالفت الألفاظ والجمل.
فيض الخاطر - الجزء الخامس
نبذة عن الكتاب
هي مجموعة من المقالات الأدبية والاجتماعية التي كتبها أحمد أمين وجمعها بين دفتي هذا الكتاب الذي سماه «فيض الخاطر» إن كتابة هذا العمل تأملية إلى حدٍّ كبير، تعكس خبرة ذاتية لا يستهان بها، فالكاتب يجعل أفكاره وعواطفه تمتزج امتزاجًا تامًّا بأسلوبه، بحيث تجيء عباراته جامعة لأكثر ما يمكن من أفكار وعواطف في أقل ما يمكن من عسر وغموض، فإذا قرأت هذا الكتاب فإنه سيروعك جمال معانيه أكثر مما سيشغلك جمال لفظه، فهو كالغانية تستغني بطبيعة جمالها عن كثرة حليِّها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 445 صفحة
- [ردمك 13] 9789776416482
- مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًااقتباسات من كتاب فيض الخاطر - الجزء الخامس
مشاركة من mohamed maher
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Esraa adel
صدق من قال أن الكلمة لا تموت ! يموتُ صاحبها وتبقى هي ، فقد صدرت هذه السلسلة في عام ١٩٣٨ أي منذ حوالي ثمانين عاماً ورغم هذا لازالت تقرأها الأعين بل وتنتفع بها العقول ، وللمرة الثانية بالنسبة إليّ بغض النظر عن إختلاف ترتيب الأجزاء يثبت "أحمد أمين" أن خاطره حين فاض لم يحدث أن أخرج إلينا كلاماً مرسلاً .
ومن العجيب في الأمر إنه وجد ما يكتب عنه في كل مجلد من العشر مجلدات ، بل واستفاض في كتابته عنه كالحياة الروحية التي بدأ الحديث عنها في المجلد السابق وأتبعه هاهنا ، وأذكر من كتابته عنه حين كتب عن سعة النفس و إمكانية العثور عليها من خلال ممارسة أعمالنا و التي تتضح جلية حين تتلاقى نفسين و يقتربا فتتوالد السعادة.
لم أتبع هذه المرة في قراءتي للكتاب نفس ترتيب المقالات فدائماً ما تأسرني الكتابة عن اللغة العربية والأدب أينما كان لذا فبعد أن تذوقتُ الشعر الذي كتبه "عروة بن الورد العبسي" و تمجيد كبار القوم له برغم فقره حيث كانت النظرة للبشر في هذه العصور تختلف عما نحن الآن إلا أن "معاوية" تمنى مصاهرته و قيل على لسان عبد الملك بن مروان "من زعم أن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد" ، وجدتُ أن لزاماً عليّ أن استمر في ذات الطريق فسبحتُ في أعماق اللغة وخطراتها التي تختلف مصطلحاتها و مفاهيمها من جيلٍ لآخر و بلد وأخرى وحتى أحداثاً رحلت بمصطلحات خاصة بها وأخرى ، ولم يغفل الحديث عن الإجتهاد في اللغة العربية ولمن الحق في هذا الاجتهاد حتى يتم ضبط اللغة كما هو مفترض.
❞ فدنيا الأطفال التي تعين على شرح الألفاظ غير دنيا الرجال، ودنيا الفلاح غير دنيا المتمدن، ودنيا الجاهل غير دنيا العالم، وكل يفسر الألفاظ حسب دنياه. ❝
كان يأمل "أحمد أمين" في كتابه أن يحدث تعاون بين الدول العربية لحل المشاكل الثقافية التي تواجه الأمة العربية بأكملها في خلق مزيج من تراثها القديم و مدنيتها المعاصرة ، ولكنه للأسف توفي قبل الكثير من الأحداث الذي كان بالتأكيد سيموت كمداً إن رآها رأي العين.
وقيل قديماً "كل يغني على ليلاه" ولازلنا نستشهد بهذه الجملة في كثير من المواقف و لكنه كتب عن اختلاف الآراء فيما بيننا فلكل منا منظاره الخاص الذي يوضح جزء معين حسب شخصية أو مزاج كل فرد ولا أقصد هاهنا بالمزاج حالته المزاجية التي تختلف من وقت إلى آخر ، بل أظنه يقصد الطباع التي تغلب على تصرفات فرد عن آخر في ذات الموقف.
وقد تفاجئت أن في الإهتمام الشديد بالأسرة أنانية حين تكون رعايتهم من أجل النفس اولاً حين قرأتُ عن اختلاف الآراء بين عجوزين عن مفهومي الأنانية والإيثار فيُلقي كلا منهما بدلوه و يظلُ القارئ يروح و يجئ بتفكيره مع كليهما.
تميز هذا المجلد بتنوع الأشخاص الذي كتب عنهم كما تتنوع مقالاته في كل مجلد فسرد في أكثر من مقال سيرة "رفاعة الطهطاوي" الذي يعد واحداً من أهم قادة النهضة العلمية في عهد محمد علي ، والذي بدأ سفره كإمام للبعثة و لكن تأثيره امتد حتى عاد من فرنسا بعد خمس سنوات محملاً بمسئولية كبيرة لنقل كل فنون العلم التي تلقاها هناك سواء ما اقتنصها هو مما رآه حوله أو ما تم تلقينه إياها.
أُعجبت كثيراً بأسلوب تفكير محمد علي في هذه الآونة حين وضع أمامه جميع الإختيارات للنهوض بالأمة ثم لجأ إلى أسرعها فاستحق عن جدارة لقب المأمون الثاني.
❞ إننا بالبعثة ننقل المصريين إلى أوروبا، وبهذه المدرسة ننقل علم أوروبا إلى مصر. ❝
وبالعودة إلى رفاعة الطهطاوي فبعد عودته من فرنسا بفترة قليلة اقترح على محمد علي انشاء مدرسة الألسن و أصبح ناظرها و سافر للأقاليم لجمع طلابها في زمن كان الإقبال على التعليم نادر أصلاً ، فكان يتخرج الطالب من هذه المدرسة وهو مُلم بشتى العلوم كاللغات و الجغرافيا والتاريخ والأدب وشغل منهم مناصب عامة.
ولكن دوام الحال من المحال فبعد أن وصل إلى ذروة نجاحه في عهد محمد علي اختلف الأمر في عهد عباس ، بل وتم نفيه ثم عاد الحال أفضل في عهد اسماعيل و دافع عن تعليم البنات حتى وافته المنية.
لم يمر الكتاب أيضاً دون أن يتضمن بعض الحديث بين الأصدقاء عن علم النفس وتحليل شخصية البعض منهم دون البعض لرؤيته أن بعضهم ماهو إلا صورة مصغرة و لكن الأساس واحد في الجميع ، وكانت مقالة اخرى تحمل في طياتها كما ذكرتُ قبلاً في مراجعة سابقة دعوة للتفكير و التأمل فطوال قراءتي للمقالة الخاصة بالإنسان الكامل وأنا أصدق على حديثه الذي يشير إلى أن كل فريق يرسم و يتوهم ويتخيل ويضيف صفاتاً خيالية إلى البشر مثلهم لتصويرهم في صورة أبطال .
فقرأتُ عن رأي نيتشه والصوفية كل من وجهة نظره المادية و الروحانية و عن صفات السوبرمان بوجه عام وتوقفتُ عند لفظ "ملهم" التي أكد على ضرورة وجودها فيه فلا يمكن أن نصبغ عليه صفات جسدية أو عقلية أو روحانية فحسب بل هو مزيج من كل هذه الصفات.
واختتم احمد امين كتابه برحلة خاضها بين أناسٍ بدوا كاملين في عصورهم بالنسبة للآخرين فمن محمد بن عبد الوهاب زعيم فرقة الوهابية الذي سعى للعودة إلى الإسلام الأول والبعد عن أى مظاهر الشرك إلى مدحت باشا الذي نادى بالرجوع إلى المدنية و هناك جمال الدين الأفغاني الذي ربط الدين و السياسة سوياً بعد إصلاح العقول اللازمة لصنع هذا الربط و أخيراً أحمد خان الذي تشابه في أفكاره مع محمد عبده تلميذ الأفغاني .
وإلى هنا انتهت رحلتي الثانية مع خواطر/مقالات أحمد أمين التي حملت في جعبتها الكثير من المفاجآت و الأفكار التي لم تمت كصاحبها بل خلدتها الكلمات.
-
Feryal Subaie
تحدث أحمد أمين عن حقبة زمنية مهمة للعالم الإسلامي
فترة من الزمان حصل فيها الكثير من التغييرات ، فوقف على تلك الفترة وبين عيوبها
من جهل وبدع وشركيات ، وفقر ومرض ، وفوضى في غالب الأمور .تحدث عن مسببات ضعف
الأمة الإسلامية وسبب ظهور هذه العيوب فالأمة ، ولما بدأ صفحة العلاج لهذا الضعف أتى بسير
علماء ومفكرين ومصلحين حملوا على عاتقهم هم الأمة وهم اصلاح مافسد فيها .
محمد بن عبدالوهاب الذي تعلم التوحيد والعقيدة وبدأ يعلمهما وينشرها في بلاده وماحولها
ولم يكن الأمر هيناَ بل كان شديد الصعوبة فقد لاقى الكثير من التنكيل ، ولكن الله تعالى هيأ له الإمام
محمد بن سعود الذي سانده من أجل دحر الشركيات والبدع .
رفاعة الطهطاوي تعلم في الأزهر وحمل هم التعليم في بلاده ، لينهض بها فكانت سنوات غربته في فرنسا
سنوات إعداد لمشروعه العلمي الذي ارتضاه لأبناء بلاده ، وهو الأخر لاقى الكثير من الإبعاد و التقل من مكان لآخر
لإن طريقته خالفت كثيرا ممن كانوا يرون البقاء مكانك أفضل لهم ولمكانتهم .
جمال الدين الأفغاني تنقل في بلاد العالم الإسلامي وأخذ منها الكثير ، ولكن هذا الرجل لم يكن يريد الإصلاح الديني ،
أو الفكري التعليمي فقط بل كان يريد إصلاحا سياسيا كبيرا فنشر المقالات كان وسيلة من الرسائل التي عمل بها ، ولكن
هذا الباب كان يقفل بين الحيث والآخر ، ولما ابعد عن مصر خرج ليجد خطة جديدة لمشروعه الذي لم يقابل عند بعض
الزعماء بالرفض فقط بل قوبل بالطرد ، مما حمل جمال الدين الأفغاني إلى الإنتقام منظموها مأخذ عليه.
مدحت باشا حمل هم الدولة العثمانية
وحاول جاهدا أن ينشر العلم ، وينشر الأمان ، ويمهد الطرق ، ويقلل في ديون الدولة
ولكن هذا كله لم يشفع له ، لإنه كان في زمان سطوة المندسين المحرضين عند الخليفة العثماني ،
اخرج من داره وأهله ومع هذا مازال يحمل هم أمته ويحاول بكل جهده ان يبعد عنها التفكك
والعجز ، إلى أن كان السجن هو آخر محطات رحلته ، ورسالة وداعه لأهله هي آخر ماكتب .
أحمد خان
ربما كان في دولته للإصلاح في بلاده بعض الإختلاف
ربما لإنه تمكن من تعليم الكثير من ابناء المسلمين في بلاده العقيدة الصحيحه ، وكان غرضه من انشاء هذه الجامعه
التربية لا التعليم فقط ، ومن لم يكن له نصيب في دخول الجامعه اأنشأ أحمد خان مجلة دورية لتهذيب الأخلاق
تمكن الجميع من الإطلاع والتعلم ، ومع هذا واجه بعض رجال الدين من رفضوا طريقته ، والسياسيين أيضا
كان يرفض المدنية الغريبة ، ويطالب بأخذ العلوم الأوروبيه ،ولاينقدون دينهم الإسلامي .
،،،،
مما كتب :
تولد النفس ضيقة شديدة الضيق ، ثم كل تجربة من الحواس الخمس توسع دائرتها ، وكلما زادت تجاربها زاد اتساعها .
،،
ماذا نآخذ من تراثنا القديم وماذا ندع؟
ماذا نأخذ من الغرب وماذا ندع؟
إن لنا دينا ولنا لغة ولنا أدبًا لابد أن نستمده من وحي ، آبائنا ،وإن للغرب علوما وفنونا وصناعات لابد أن نستمد منها لنجاري الزمن .
،،،
قد تتم الصداقة بين شخصين أو أكثر ، وتتأكد الصداقة بتأكد الإعجاب ، فإذا فتر الإعجاب فترت الصداقة .
-
Rahel KhairZad
فيض الخاطر الجزء الخامس
أحمد أمين
مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
إصدار 2012
صفحة 445
⭐️⭐️⭐️⭐️
في هذه الرحلة مع كاتبنا الرائع تنوعت الموضوعات الشيقة والهامة وتنوعت المقالات ما بين أدبية وفلسفية ومما لاحظته أنه قسم المقالات ما بين أدبية وتأريخية عن شخصيات حملت على عاتقها نهضة اممها إن لم تكن استحوذت على اكثر من نصف الكتاب فكانت الرحلة كما يلي.
فها هو في صدر خواطره يحدثنا عن ما يسمى بالحياة الروحية ويشرح أن حياة كل منا حياتين ظاهرة وباطنة وإن كانت الحياة الظاهرة يحكمها العقل ويسيطر عليها فالباطنة محلها القلب وما وقر فيه من إيمان وتدين والإنسان خلال حياته ينتهج اربع مسارات ليفهمها وهي العقل والدين والفلسفة والفن ولا يصح الإعتماد على خط دون الاخر والإ كانت الحياة ناقصة عرجاء وكما يحكم العقل الحياة الظاهرة ويُغذى بالعلم فلابد من الموازنة وتغذية القلب بالتدين وهو حاجة مُلحة لا غنى عنها ومن أفضل أثرها أنها سبب لتوسعة النفس ونسميها إنشراح الصدر ومن أسباب توسعة النفس أيضا الصداقة الحق ويعيب فقط تزمت بعض الدعاة في وصف الله والتخويف منه بدلا من وصفه بصفاته الحقه كالرحمة والمغفرة ليخبرنا ان ❞ والتربية الصحيحة وتعاليم الدين الصحيحة هي التي تربي النفوس وتغذيها وتجعلها أقدر على أن تكمل نفسها وتوسع أفقها. ❝
وها هو يحدثنا عن أحد العظام والذي تمنى معاوية أن يكون صهره كما تمنى عبد الملك بن مروان أن يكون من نسبه فكان هذا العظيم هو "عروة بن الورد" وهو الصعلوك الفقير لتنجلي لنا الأمور بإيضاح معنى الصعلكة فبينما يعتقدها البعض مذمة فإذا هي فخر للبعض الأخر لما فيها من معاني القوة والشهامة والمرؤة وكيف لا يكون اهلا لها وهو الذي حمل هم الفقراء فكان كمثل تولستوي في عصره رغم البعد الزمني ولشد ما لاقى من ظلم من الناس بالرغم من حمله لهمهم ولكنها الطباع لا تتغير.
وهنا في مقال "في الطريق" يتطرق إلى فعل الامر وشروط تنفيذه وفلسفته فتجد الفرد يمتثل لشرطي المرور أو الإشارة ولا يمتثل للقوانين والعقوبات فيطرح العديد من التساؤلات ويشرح الأمر بإستفاضة.
وفي موضع آخر يحدثنا عن اللغة وأهميتها وكيف انها تقوم بدورها الأكمل في التعبير حيال العلوم الرياضية والتاريخية منها ولكنها في علوم كالفلسفة والمنطق تجدها عاجزة تشعر بالحيرة كما ان بعض الكلمات ترتبط بموقف اووفترة ما وتفقد دلالتها بعدها او تستخدم لغير الإيضاح كالتخدير مثلا وغيرها من الأمور لذا لا عجب أن نجده يولي اللغة إهتماما كبيرا فيفرد لها مقال آخر بعنوان "نظرة في إصلاح متن اللغة العربية" فيعرفنا فيه على كيفية تجميع مفردات اللغة العربية من قبائل العرب الخالصة غير المختلطة بالمدن مما أدى بعد ذلك إلى الوقوع في فخ التعريب بما فيه من مآخذ وعيوب فكان الافضل أن يكون هناك ليونة في المنبع كما نادى بحذف بعض المصطلحات وتتقية اللغة من شوائبها وإضافة ما تحتاجه اللغة من كلمات لتكون اكثر مرونة وشمولية وبالطبع المسؤل عن ذلك كل من درسها ويستطيع الإفادة فشأنها كسائر العلوم.
وفي فصل "في الهواء الطلق" نجده قد اجتمع بصحبه مرة أخرى ليكون الحديث عن طباع الأفراد وامزجتهم وكيف يكون الأختلاف في شخصية فرد عن الآخر والسبب وراء ذلك وهل يمكن أن تتغير الطباع بمرور الوقت.
في فصل "لماذا نعيش" كان السؤال مُحير لي لاسيما حين قررت أن تكون الإجابة أني اعيش من أجل اسرتي فوجدت نفسي مُتهمة بالأنانية واكتشفت أن ❞ تركيز كل هم الإنسان في الأسرة ضاربها كضرر التخلي عنها وعدم الشعور بمسئوليتها. ❝
وفي فصل "التعاون الثقافي العربي" يدعو لفكرة رائعة ويناقش ما أثرها وفائدتها وكيفية تطبيقها وما سيكون لها من أثر خير على الأمم والشعوب العربية جميعا.
وها هو يحدثنا عن رحلة "رفاعة الطهطاوي" منذ نشأته في طهطا وحفظه المتون بالكتاب وحتى سفره للقاهرة وبعثته ل فرنسا ضمن أول يعثة عام 1826 على رأس 40 طالب ليكون عونا لهم على حفظ دينهم ويتأهل لمهمة الترجمة والتي سار فيها على خطة دراسية منضبطة وشاقة خلال 5 سنوات رجع فيهم غير ما كان فنبت فيه حلم مدرسة الألسن وسعى لتحقيقة بالرغم مما لاقى من صعوبات سواء بالترحيل على يد إسماعيل باشا الأول أو من حال بلاد تتداعى ولا تهتم بالتعليم حتى حقق حلمه أخيرا ولكن للأسف لم يستمر برغم نجاحه ومات رفاعة وما زال فضله باق لا يموت.
ويحدثنا عن فضل الجمال واثره وأنه منبع مل الخير وكل الشرور سببها عدم تقدير الجمال والاعتراف به فالجمال أساس التدين والحضارة والرقي والنهضة بمستوى الشعوب وإنسانيتها ، ومنها يخبرنا أن كشف خبايا النفس ككشف الجسد غير محمود ويناقش اسباب تقبل النقد عند الغرب وعدم تقبله عند الشرق وخاصة حديثا وكيف تنشأ الصداقة بين الاضاد وتقوى وما يحدث لها بمرور الزمن وأهمية تقويتها ومتابعتها والعناية بها ، ثم هو يحدثنا عن "الإنسان السوبر مان" وكيف يكون وما تصورنا له فكل منا صوره كما تمنى فنجد من قربه إلى الروح والإلهام كالصوفية ونجد من قربه إلى العنف والإلحاد مثل نيتشه لتكون الغلبة للصوفية في تصورهم.
كما حدثنا عن "عبرة الموت" وكيف أنه بالرغم من حقيقة وجوده التي لا جدال فيها فلا يوجد ما يُهون وقوعه فلا كبير ولا صغير ولا عظيم ولا وضيع ولا قوي ولا ضعيف الا ويبتلى ولا فكاك فتكون الغلبة له دائما ، وفي فصل "الإبتكار" يناقش السبب وراء كوننا شعب مُقلد لا مُبتكر هل هو طبع وسليقة أم أنها التربية أم انها البيئة المحيطة بالفرد وقد بين الأسباب بإستفاضة.
في "سياحة في العالم" حينما قرأ مقالة للعالم "مشرفة" عن السفر حول العالم قرر إستخدام خياله ليحدثنا عن الفضاء والكون وصغر حجم الإنسان ومشاكله وكوكب الأرض بالنسبة للكون ورحابته وهنا أذكر إحدى الرباعيات تقول:
إنسان .. أيا انسان ما أجهلك
ما أتفهك فى الكون وما أضألك
شمس وقمر وسدوم وملايين نجوم
وفاكرها يا موهوم مخلوقة لك؟
كما حدثنا عن أخلاق الطفولة والمتمثلة في "الانا" كدلالة على الأنانية وأخلاق الرجولة المتمثلة في "النحن" كدلالة على المسؤلية والقوامة، ولما كانت "النحن" رمز للرجولة فقد عرج بنا الكاتب على مجموعة من الرجال تعاظمت فيهم أخلالق الرجولة فحملوا على عاتقهم مهمة النهوض بالأمة من براثن الجهل والتخلف فكانوا زعماء الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث بعدما وصف الغرب المسلمين بالتخلف والجهل وأن د ينهم يعوقهم عن التعلم ويحرمه وهو ما كان يحدث بالفعل حتى انهم اتجهوا للعبادات الشركية من تبرك بالاضرحة والأولياء وغيرها مما يدل على ضعف الإيمان فينما كان المسلمون يبتعدون عن الدين ويغوصون في الجهل كان الغرب ينادي بالحرية والثورة العلمية والميكانيكة وحكم الشعب لنفسه وحريته ومن اشهر المصلحين كان:
1️⃣محمد بن عبد الوهاب /
في الحجاز وأطلق على نفسه واتباعه "الموحدين" ولقبه خصومة بالوهابيين وكان مذهبه التوحيد في العقيدة من كل شريك والتوحيد في التشريع ومصدره الكتاب والسنه وبهم ينهض المجتمع الإسلامي.
اتبع ابن عبد الوهاب مذهب ابن تيمية وخلفه كل من محمد عبده في مصر والشوكاني في اليمن والسنوسي في مكة والسيد احمد في الهند.
هذا وقد اضطهده قومه وطردوه لولا ان تبنى دعوته الأمير محمد بن سعود فنشرها بكل من السيف والكلمة وتلخصت دعوته في محاربة البدع والشرك وفتح باب الإجتهاد في الدين الذي اغلقه المقلدون.
2️⃣محدت باشا /
وهو الحافظ أحمد شفيق ولد في استنبول وكان منهجه الرجوع إلى المدنية الحاضرة بتطبيق مبادئ النهضة ونظرياتها لدى الغرب بما يتناسب مع المجتمع الشرقي فيما يسمى بالدستور الذي هو الملاذ للبلاد والشعب من سفه الحكام العثمانيين فدعم السطان عبد الحميد وولاه وطبق الدستور حتى فوجئ بعزله إلى سلانيك وتم تعطيل الدستور ل 30عام ولكنه ظل ينادي بالإصلاح ويسعى لنهضة بلده وهو في منفاه وهو القائل ❞ «إن بلادي التعيسة كمريض حضره نُطُسُ الأطباء، وعالجوه حتى كاد يبلُّ من مرضه، فاندس عدوّ له فسقاه سما قضى على حياته». ❝ ومازال على إصلاحه حتى قُبض عليه وسجن 3 اعوام فلما أعياهم قتلوه وكان آخر ما كتبه رسالة وداع لأهله.
3️⃣جمال الدين الأفغاني /
كان منهجه إصلاح النفوس والعقول أولا ثم إصلاح الحكومة وربط كل ذلك بالدين وقد كان أفغاني الأصل شريف النسب أقام في مصر 8 سنوات وقدم فيها دعوته و روسيا ثلاث سنوات والأستانة وقد لاقى فيها من الإهانة ما اعياه فقرر الإنتقام لذاته وهو مما أُخذ عليه فقد عانى مثله مدحت باشا ولم يفعل فعلته وقد أسس العديد من المجلات وكان من بينها الساخر حتى مات ولم يسر في جنازته الا أقل القليل وكان من تلامذته محمد علده غير أنه أهتم بالثقافة ونشرها عن التناحر مع الأنجليز ومما اُتهم به الأفغاني الإلحاد وقد ذكر الكاتب العديد من المواقفةالتي تنفي هذه التهمة.
4️⃣ السيد أحمد خان /
هندي النشأة و تبنى اصلاح العقلية بالتثقيف والتهذيب والنظر للدين نظرة سماحة ويسر والاستقلال يأتي بعد ذلك وكانت الأئمة في عهده همها التحريم والتحليل لا النهضة بالأمة وقد اسس جامعة عليكرة وعدد من المجلات ونهض بالترجمة واللغة الأردية وكان يسعى لترك خلفاء من بعده فكان منهم كل من سراج علي والسيد أمير علي .
في بعض الوقت كنت أشعر بالأسهاب في ذكر تفاصيل حياة بعض المصلحين أو ربما نفسي لم تستصيغ كم المعلومات لكثرته كما كثرت الأخطاء الإملائية في هذا المجلد بكثير عن سابقة وبهذا انتهت الرحلة وفي إنتظار باقي المقالات .
#أبجد
#فيض_الخاطر_الجزء_الخامس
#أحمد_أمين
-
اسامة سلام مهدي صالح
الجزء الخامس كان مميزا اذ ذكر فيه المؤلف زعماءالاصلاح الاسلامي في العصر الحديث وتناولهم بالبحث والدراسة بداية بمحمد عبد الوهاب وجمال الدين الافغاني ثم احمد خان.
تحدث احمد امين في هذا الجزء عن الابتكار وناقش سبب عدم وجوده اذ يعزو احمد امين سبب عدم جود ابتكار في الشرق مقارنة به في الغرب الى ❞ ليست مسألة طبيعة العقل، وإنما المسألة مسألة تاريخ مملوء بالأوزار والأثقال، وتربية لا تبعث روح الإبداع، وجو مسمم يخنق القدرة على الابتكار. ❝
وتحدث عن الصداقة في فصل الهواء الطلق فقال عن مما يقوي روابط الصداقة ❞ ومما يساعد على الصداقة ويقوِّيها الإيثار والتضحية، ومما يضعفها الأثّرَة والأنانية؛ فمحب نفسه جدًا لا يمكن أن يصادق، وتعليل ذلك متصل بما سبق، وهو أن الأناني جدًا قلّ أن يرى خيرًا إلا في شخصه، بل هو يكره ويمقت مواضع العظمة ❝
واضعاف الصداقة هو الشخص الذي لا يرى لا نفسه فلا يصداقه الناس لانه لا يرى احدا افضل منه.
وفرق بين الطفل والكبير في اخلاق الطفولة واخلاق الرجولة ❞ ارسم خطًا مستقيمًا رأسيًا، وضع في أسفله «أنا» وفي أعلاه «نحن»، وامتحن نفسك: كيف أنت في عملك، هل لا تنظر إلا إلى شخصك، أو تراعي فيه مصلحة قومك؟ وكيف أنت في علاقتك بالناس وعلاقة الناس بك، وهل تؤدي زكاة مالك، ❝ اذا طغت اناك عن نحن فانت قريب من الطفولة واذا بعدت فقريب من اخلاق الرجولة.
وعن زعماء الاصلاح تكلم عن محمد بن عبد الوهاب وسبب حملته على بعض المسلمين التي لاتزال اثرها الى الان بين مدافع ومعارض ❞ ووسيلة النجاح في الحياة ليس الجد في العمل ولكن التمسح بالقبور والتوسل بالأولياء. ❝ وبقي كثير من المسلمين على ما هم عليه من التجاء في قضاء الحوائج الى المشايخ والقبور فذكر في نهاية المقالة عن بعض الشباب المثقفين او خاصة الخاصة كما سماهم❞ فلم يلجئوا إلى المزارات والمشايخ كما كان يلجأ آباؤهم؛ ولكن أخشى ألا يكون كثير منهم يلجأ إلى الله أيضًا كما كان يلجأ آباؤهم. ❝
وعندما اتهموا الشيخ جمال الدين بالالحاد قال عن امثالهم ❞ والإلحاد في نظر هؤلاء ومثالهم شيء هيِّن، يكفي ألا يسير سيرتهم، ولا يلبس لباسهم، وأن يدخن السيجار، ويجلس في المقهى، ويلتف حوله بعض اليهود والنصارى، ليحكموا عليه بالإلحاد. وكما أن عقيدة كل إنسان لها لون خاص، فكذلك تصوره للإلحاد يتكيف بذهنه ❝
-
محمد فرخ
ودعونا نبحر مجددا في خواطر وتأملات أحمد آمين في الجزء الخامس من خواطرة.
في مقالته الأولى يشير الكاتب إلى أهمية التوازن بين العلم والعقل من جانب،والقلب والروح والايمان من جانب آخر .
ويأخذنا الكتب في رحلة روحية لطيفة ،فالحياة الروحية "حياة داخل حياة "
كما يلقي الضوء على الدين ودوره في إنشراح الصدور و بث روح الأمل والرجاء و إدخال السرو في النفوس.
ونتتقل إلى لوحة أدبية من التاريخ العرب حيث يبين لنا
معنى كلمة "صعلوك " وأنها قد تحمل معنى سلبيا ،وهو الشائع، لكنها قد تعني الشخص الشجاع ،المقدام !
وفي مقالة آخرى، يشرح لنا أسباب اختلاف وجهات النظر وتنوع الاراء والأفكار.فالكون معروض على الجميع،"كل يقرؤة بعينه الخاصة".
نقرأ في الكتاب لمحات من سيرةرفاعة الطهطاوي .
ثم يحدثنا عن الجمال متسائلا "ما الدنيا إذا فقدت الجمال، و فقدنا شعورنا بالجمال؟".
وتتنوع المقالات،بين أدب وشعر وفلسفة وتأملات في كون الله الفسيح.
ويأخذنا الكاتب في جولة تدور حول حركات الإصلاح في عالمنا و آثارها.
وقد تتفق مع الكاتب او تختلف في بعض أفكاره و خواطرة.
وهو المقصود ،فالقاريء الفطن في نظري هو الذي يتأمل و يتفكر.ذاك القاريء الذي لا يمنعه بعض القذى من قطف الدرر.لذا نصح العالم الأديب علي الطنطاوي بقراءة الخواطر : " و«فيض الخاطر» في رأيي أنفع كتاب يتعلّم فيه المبتدئ الإنشاء".
-
كتّاب
انتصفت الرحلة وما زال قلم الكاتب فياضًا كأنه للتو بدأ وهو لا يترك بابًا إلا دخل منه ويأخذ من كل نهر قطرة ليسقيها الناس فحينًا بالدين وحينًا بالسياسة والاجتماع والعمل والأمانة وغيرها كثير، وهو يأتي بجديد من الأفكار ويطلب من القارئ التفكر في كل شيء تحدث عن الروح وأكثر والجسد وأفاض، والجاهلية، وهواؤه الطلق ،وتاريخ التعلم في مصر، والعربية، وزعماء الإصلاح ونقد الشرق حتى تظنه يكرهه وأثنى عليه حتى تخاله أعجبه كله، وكذاك الغرب، لكن كل ما يريده أخذ الجيد ونبذ الرديء عن الشرق، وهو بارع جدًا بالإقناع بما يريد ويغطي معظم جرانبه المهمة حتى يدعك وقد اتبعته في رأيه أو كدت، ويرويك من المواضيع كلها مما يدلك على أديب تبحر في العلوم حتى أخذ من كل بحر قطرتين، ولا يدعك تمل ولا يكرر نفسه في مواضيعه بل تنتقل إلى كل جزء وأنا متحمس للمواضيع.
-
Anageem Al Hamad
أبرز ما يميز هذا الجزء سلسلة زعماء الإصلاح في العصر الحديث، وحقيقة هي سلسلة بالغة الأهمية، إذ تحدث عن حقبة مجهولة من التاريخ وشخصيات لا يعرفها الكثيرون. كذلك دأب أحمد أمين، يأتي إلى مناطق مظلمة من التاريخ فينيرها، وشخصيات غمرها الزمان فيجليها للعيان، يكتب بأسلوب واضح سلس، ويستوفي الموضوع من كل جوانبه، يجد موضوعًا لمقالاته في كل شيء، في الطبيعة والحياة والتاريخ والشخصيات، فلله دره من كاتب.