جئنا على كرهٍ ونرحل رغمًا
ولعلنا ما بين ذلك نُجْبَرُ
فيض الخاطر - الجزء الرابع
نبذة عن الكتاب
هي مجموعة من المقالات الأدبية والاجتماعية التي كتبها أحمد أمين وجمعها بين دفتي هذا الكتاب الذي سماه «فيض الخاطر» إن كتابة هذا العمل تأملية إلى حدٍّ كبير، تعكس خبرة ذاتية لا يستهان بها، فالكاتب يجعل أفكاره وعواطفه تمتزج امتزاجًا تامًّا بأسلوبه، بحيث تجيء عباراته جامعة لأكثر ما يمكن من أفكار وعواطف في أقل ما يمكن من عسر وغموض، فإذا قرأت هذا الكتاب فإنه سيروعك جمال معانيه أكثر مما سيشغلك جمال لفظه، فهو كالغانية تستغني بطبيعة جمالها عن كثرة حليِّها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 517 صفحة
- [ردمك 13] 9789776416499
- مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًامراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Esraa adel
طالما نحيا ستظل الحياة تبعث إلينا بهداياها في اشكال مختلفة كما لو كانت سانتا كلوز الذي يحمل في جعبته العديد من الهدايا و يوزعها كل عام ، أما الحياة فليس لها موعد محدد و هديتي هذه المرة كانت فيض الخاطر لاحمد امين الذي حين تقرأ سيرته الذاتية تجد ما قيل عنه انه اديب و مفكر ومؤرخ وكاتب في آن واحد.
سلسلة من عشر مجلدات تعجبت في بدايتها عن قدرة الكاتب على كتابة كل هذا الكم من المقالات المتنوعة فما بين السياسية و الاجتماعية و الادبية و التاريخية ، وبرغم كبر حجم الكتاب إلا أنه ابعد ما يكون عن الملل.
فما بين هنا و هناك قرأت عن عبد العزيز بن عبد السلام - خاطب المسجد الأموي ومعاصرته لمختلف العصور من الايوبيين حتى حكم بيبرس للمماليك و انصياع الملوك و السلاطين للعلماء و نزولهم على كلمتهم ، و ايضا عن علي مبارك الذي أحدث ثورة في التربية والتعليم في مصر منذ قرن ونصف وقد تساءلت في نفسي عندما قرأت عن حثه على تربية حواس التلاميذ و عدم التضييق عليهم لميلهم إلى اللعب عن الفارق بين أسلوب تعليم ابتكره هو و بين أسلوب ماريا منتسوري الذي نسعى في عصرنا إلى تعليم الصغار به.
قرأته فتبنيت احتمالية أن يكون هذا الكتاب دعوة للتفكر والتأمل ففي بعض المقالات أجدني أقيس كلماته على حال الأمم الحالية و السابقة و ثورات هذه الشعوب على مدار التاريخ، وللاسف لم يكن يعلم وقتها حال الشعوب من بعده.
قرأت ايضا حوارا بين اقتصادي و مؤرخ و آخرين و تخيلت نفسي اجلس بينهم و انتظر رأي كل منهم في حال العلماء و النابغين و مقارنته بالبيئة المحيطة التي ينتج عنها هؤلاء العلماء.
عدت برفقته في الزمن إلى شعر المتنبي الذي تسبب في شهرته و ثرائه و تسبب أيضا في مقتله وبالرغم ان جميعنا يعلم هذه
المعلومة و لكن سعة اطلاعه التي نقلها الينا في كتابه كانت كافية للحياة في هذا العصر و قراءة اشعاره التي ارتبطت بكل تفاصيل حياة سيف الدولة، لفت نظري ايضا علاقتهما القوية التي استمرت داخل كل منهما حتى بعد سفر المتنبي و تراسلا بعدها ، وبعد عصر المتنبي انتقلت سريعا الى عصر واحدة من قبائل العرب المعروفة و حروبها و فرسانها الذين كانوا لم يماثلوا فرسان و قد تعمد الكاتب بسرد جميع التفاصيل في بعض الحكايات التاريخية.
قرأت ايضا عن جمال الافغاني و نبذة عن قصة حياته و دعوة السلطان عبد الحميد له و سفره الى مصر قبلها و ايضا عن هجرة المسلمين من شرق البلاد الى غربها وكما ذكر "سافروا للدين ، سافروا للدنيا ، وسافروا للعلم" و مقارنة سفر هؤلاء الرحالة بحال الشعب فيما بعد و رفضهم السفر من بلد الى اخرى.
وبالطبع مع كل مقال مختلف اكتسبت كم من المعلومات لا حصر لها فكنت ادون كل ما اود القراءة عنه اكثر ، وقد تميز الكتاب بأسلوبه السلس في وصف الاماكن وسرد الاحداث والأحاديث و في رايي فهو يستحق القراءة على مهل كي نتمكن من تذوق كل مقال على حدة.
-
Feryal Subaie
عندما يبدأ الكاتب مقالته ويتحدث فيها عن تاريخ الأمةوعن التغيرات والأحداث التي مرت بها
فهو عندما يسطر هذه الحروف يقدم للقارئ عزة وفخر لما كانت عليه الأمة الإسلامية ، فالتاريخ ليس قصص تُقرأ وتروى فقط بل حقائق بنت أساس هذه الأمة ،أحمد أمين قدم التاريخ بشكل مبسط وصورة واضحة لفترةزمنيه ممكن آن توصف بالحرجة .
-
Rahel KhairZad
فيض الخاطر / الجزء الرابع
أحمد أمين
مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
2012
517 صفحة
⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️
في كثير من الاحيان نعتقد أننا نختار ما نصنعه بمحض ارادتنا وأنا إن كنت افعل ذلك في فعل كالقراءة فقد ساق القدر لي عنوان هذا الكتاب فاستملحت الأسم وهالني الحجم وعدد فصوله وتسألت كيف لأحدهم أن يكتب هذا الكم من المقالات وكيف هي حياته وتجاربة ليصيغها في 10 مجلدات وللعجب حينما شرعت في القراءة لم اعتقد أن الأمر سيمر بهذه السلاسة فوجدتني أنهل من بحر معرفة الكاتب وآراءه وتجربته دون أي شعور بالملل وهو شيء قلما نجده في هذه الايام ولعل باعثي على القراءة هو الحاجة لمن اناجيه واخذ منه نصيحة فكانت تجربة رائعة واتمنى ان أكمل ما خط الكاتب في هذه المجلدات العشر.
تنوعت المقالات في محتواها ما بين الاجتماعية والدينية والسياسية وتتجلى بلاغة الكاتب في شتى المقالات فنجده قد اوضح وافصح بلا تقعر او مبالغة في اللفظ هذا مع سعة اطلاعة الشديدة فكان هذا المجلد غيض من فيض أعلم أني سأستعذبه كما حدث هنا.
نجد الكاتب يحكي لنا عن تقلبات الدهر وصروف الزمان ليلخص لنا معنى الحياة في جملة بسيطة "الحياة عرض، ونعيمها وشقاؤها عرض العرض" فعليك كمرتحل ان تتقبل قضاء الله وترى المنحة من جوف المحنه، ثم ينتقل بنا ليحدثنا عن جمال الطير ورقته وعذوبة حضوره وكيف أنه كان المعلم لنا وكيف أننا ادنى منه وكلما تقدمنا كلما توحشنا أكثر. ونجده في حديث آخر يخبرنا أن لكل أوان طريقة في التعامل معه وأن مبعث الشرور كلمة ال"أنا" بينما لو استبدلناها ب "نحن" لسعد الجميع وفي هذا المقال حوار في أسرة استحضرني قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "لا تربوا أبناءكم كما رباكم أباؤكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم".
لم ينسى الكاتب أن يذكر لنا سيرة عطرة تشحذ الهمم وسط متقلبات الدهر فكان خير اختيار أن اختار سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام الذي على طول عمره وكثرة ما راى من نوائب ما بين سقوط عصر واخر أو غزو تتار وصليبين لم يخشى في الله أحد فكان سببا في بيع الامراء وسداد حقهم في بيت المال كما أصلح بين الاخوة ووحد الصفوف للقتال وغيرها الكثير من المواقف التي تدعوا للفخر والتأسي به.
وهنا نجده يطرح فكرة الفرق بين اخلاقيات الفرد واخلاقيات العالم فما يراه الفرد منا نقمه قد يكون نعمة ولكنها المعايير التي تختلف من فرد لآخر وقصور في علم الغيب لا يتأتى لأحد ان يعلمه، ليثور بعدها على التربية ونظرياتها الخاطئة فيثنا عن اول منادي بإصلاح التعليم ومبتكر لها وهو "علي مبارك" وهذا ضمن قصة جميلة تبين لنا اهمية هذه الثورة وإن كنت لا ارى من ملامحها اليوم شيئا للأسف.
وهنا نجده يأخذنا في رحلة مع اصدقاؤه ليحدثنا في اسباب تقدم وتدهور احوال الامم ولا مانع من نزهة نيلية خلال التحدث وتترة اخرى يجتمعوا لبحث مفهوم الجمال وكيفيته ووجوده، ومنها يسمعنا الطريف من القصص والتي رغم اختلافها الا انها اتحدت في الهدف وهو حث العقل على التفكير وإعماله فلا فائدة من قراءة بلا تدبر او كما قال " قراءة الكتاب وحفظه زيادة نسخة مطبوعة منه، والتفكير نفخ الروح في الصورة، ورد الحياة إلى الميت" ، وهنا نجده يمدح الربيع ويتغنى بجماله فكما قال أبو تمام "كانت الدنيا بغيره معاشاً، فأصبحت به منظراً".
احببت غزارة علمه حينما تحدث عن العلاقة بين المتنبي وسيف الدولة كيف بدأت والى أي مصير انتهت بل ولم يكتف بذلك فاتجه إلى البحث حول فلسفة القوة في شعر التنبي ذلك الشاعر المعتد بنفسه والذي يرى الحياة تحق بالجسورين فقط فلا مجال للخوف فكانت فلسفته نابعة من التجربة والالهام ولشد ما لاقى من عناء. ومنها يحدثنا عن معنى الصداقة واهميتها وكيف تطيب بها الحياة وهنا يحضرني قول الرافعي عن الصداقة "الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها ، وإذا غاب أحسست أن جزءاً منك ليس فيك ، فسائرك يحن إليه ، فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك ، وإذا تحول عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك بالمحدود ، وإذا مات .. يومئذٍ لا تقول : إنه مات لك ميت ، بل مات فيك ميت ؛ ذلك هو الصديق".
من أعذب ما وجدت حديثة عن فارس كنانة "أسامة بن المنقذ" ذلك اني قرأت بعض أشعاره وهمت بها حتى وجدت سيرته امامي وما أعذبها من سيرة تدرس وإن كنت أرى الكاتب شابهه في نهايته فظل يفيض علينا من علمه الغزير حتى اخر ايامه في مؤلفاته الرائعة ولا مانع من البحث وراء الاسم الحقيقي لأحد مؤلفاته وتصحيحها.
ولا مانع طبعا من الخوض في جدال بين العلم والدين وايهما المتسيد هذا وإن كان التدين غريزة فإن العلم يبعث على التشكك والتساؤل في بعض الامور الدينية والتي لابد ان نكفل لها جزء من الغيبية حتى تستقيم الامور بل ويتطرق الكاتب ايضا الى النظر في احوال البلاد السياسية من حرب قائمة وكيف يكون تأثيرها على الدين وعلاقة الفرد بربه هل يؤمن او يكفر . لينتقل بعدها للحديث عن شاعرين وان كانا متقاربين في الجودة الا انهما متناقضين في الشهرة فهذا ابن الشبل البغدادي وهذا ابو العلاء المعري ليقارن الكاتب بينهما بطريقة رائعة . ثم ينتقل بنا للحديث عن صديقه صاحب النزعة الصوفية والمزاج الرمزي وكيف يرى الامور كل منهما .
وفي ست النساء نجد فصاحة اللسان وحسن اختيار التوقيت وفي الخوف نتعلم مجابهته وإعداد العدة للتغلب عليه وفي الأدب الإجتماعي نتعلم الرقي لنحظى بحياة كريمة فلو نظر كل منا للآخر ولاحتياجاته لما وجد الغني الفاحش ولا الفقير المدقع . نرى بعدها جمال الدين الافغاني وحياته وكيف استدعاه السلطان عبد الحميد الثاني وكيف زهد هو في الدنيا حتى كان يلبس الملبس الواحد حتى يبلى فيغيره من كثرة ما تم نفيه ومن اجمل اقواله "صحة البدن وذل السؤال لا يصح أن يجتمعا لإنسان".
نرى كيف كانت الهجرة محببة يوم ان كنا شعب قوي يسافر للتعلم او طلب الرزق او الجهاد اما بعد ان اصبحنا امة تتداعى فلا حاجة للسفر . ويحدثنا عن البساطة في العيش وكيف ان التمدن بمثابة المحارب لهذه البساطة فحتى الادب واللغة اصابتهم عدوى الحضارة والتكلف . ليعود لنا مرة اخرى للحديث عن المدرسة ودورها في إعداد جيل متعلم التعليم الذي يتوافق مع إمكانياته وإحتياجات الدولة.
يحدثنا عن أدب الإبتهال والتضرع وعن محمد رب البيت وكيف اختلفت داره ما بين مكة والمدينة وكيف كان في اهله خير قدوة وخير زوج .
في فصل ثلاث رسائل للمؤلف احببت تتبع أثر الأسواق وتاريخهم وكيف كانت سوق عكاظ والمربد محل اهتمام للجميع وكيف تم استخدامها في نشر الادب والثقافة وغيرها وتطورها في كل من عصر النبي صلى الله عليه وسلم وعصر الخلفاء من بعده ثم بني امية والعباسيين . ثم تتبع معنى كلمة الفتوة في الاسلام وكيف تم تاويلها في كل عصر ما بين معنى واخر فمرة معناها الشباب ومرة القوة واخرى الكرم وهكذا كما تتبع حركة الفتوة في تلفكر الصوفي وهل هي حق ام بدعة بما فيها فتوى ابن تيمية حولها.
الكتاب اكثر من رائع احببته وأنصح به واحببت استشهاده بالكثير من ابيات الشعر وطرح قضايا عديدة وايضاح الرأي وضده واحببت أمانة المصدر وتعدد المراجع وغزارتها.
#قراء_الجرد_فيض_الخاطر
-
اسامة سلام مهدي صالح
الجزء الرابع من فيض الخاطر لا يخلو من فائدة للقارئ الحصيف ففيه صور من الحياة وقصص وعبر فيها فوائد ، وقفت على فائدة للكاتب في القراءة لا استطيع المضي دون ان اقف عندها ❞ القارئ الناقد هو الذي إذا قرأ فهم، فإذا فهم قوَّم، فإذا قوَّم احتفظ بالصحيح واستبعد الزائف ❝ فهذا هو منهج احمد امين في القراءة وهو المنهج الذي يجب ان يطبقه قارئ كتبه عليه .
وايضا اقتبس منه ذاك الحوار الجميل في الاسرة قال الشيخ ❞ إن «أنا» مبعث الاحتكاك والنزاع والخصام، فمتى برزت «أنا» في الميدان قابلتها «أنوات» أخرى تُعاكسها وتُحاربها، أما «نحن» فليس لها محارب؛ لأنها تعبير عن الجميع، إذا قلت: أنا ضحيت؛ قال الآخر: أنا ضحيت، وإذا قلت: أنا فعلت، قال الآخر: أنا ❝ اذ يسلط الضوء على اهمية روح الجماعة وعدم التركيز على الذات فقط فتصبح النفس لاترى الا ما تريد فيحدث النزاع والخصام.
وعن نظرة في الحياة له معنى بديع ❞ إن الفضيلة لا يمكن أن توجد في هذا العالم إلا إذا وجدت الرذيلة؛ فلا نفهم الإيثار حتى نفهم الأثرة، ولا تُوجد البطولة حتى تُوجد النذالة، ولا العدل حتى يُوجد الظلم، ولا الشجاعة حتى يكون الجبن؛ ❝ فبضدها تتميز الاشياء ولا يمكن تمييز الخير اذا لم يكن الشر موجوداً .
ويتكلم عن الربيع فيتمنى الزمان كله ربيعاً لتذوق الناس طعم الجمال كما ينبغي وانى له ذلك .
واخيرا تكلم عن القوة في شعر المتنبي وهذه اقتباسات من شعر ابي الطيب من فيض الخاطر
❞ أمط عنك تشبيهي بما وكأنه
فما أحد فوقي ولا أحد مثلي ❝
❞ لا بقومي شُرفت بل شُرفوا بي
وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضا
د وعوذ الجاني وغوث الطريد ❝
❞ ولا قضى حاجته طالب
فؤاده يخفق من رعبه ❝
كلها تدل على اعتزاز وشموخ الشاعر ابي الطيب .
واخر الجزء الرابع كان ثلاث رسائل للمؤلف كتب عن عكاظ والجاحظ والفتوة انقل عنه هذا النص البديع عن الجاحظ ❞ قال أبو هفان: «لم أر قط ولا سمعت من أحب الكتب والعلوم أكثر من الجاحظ، فإنه لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته كائنًا ما كان؛ حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر.». ❝ عن حب الجاحظ وهيامه بالعلم والكتب فحق له ان يكون الجاحظ اديب العربية على مر العصور.
-
محمد فرخ
يصنف الكتاب باعتباره من أدب المقالة و تتنوع المقالات في الجزء الرابع من فيض الخاطر. نبحر مع الكاتب في عوالم متعددة وذكريات ماتعة عبر التاريخ ،حيث نستخلص العبر من مواقف واحداث للعديد من مشاهير عالمنا الاسلامي والعربي .يفتتح كتابه بقصة رجل آتاه الله من المال الوفير والخير الكثير ولكن ابتلاه الله بفقد ولده ،ويلقي الضوء على فضل الإيمان بالله واللجوء اليه في مواجهة الشدائد والمحن.
و في فصل آخر، ينقل لنا بأسلوبة العذب السلس حوار أسرة تفضي بمكنونات مشاعرها وارائها، ملمحا بإشارة لطيفة إلى أهمية روح الجماعة في تماسك الأسرة وحل ما يجد من نزاع واختلاف.
ويحدثنا عن عز الدين بن عبد السلام الذي لم يمنعه فقره وتقدمه في العمر ،عن طلب العلم فأصبح سلطان العلماء .
ذاك العالم الذي لا يخشى في قولة الحق لومة لائم ، و نتعرف على ومضات من سيرته بين الشام و مصر .
ويروي لنا كيف أفتى ببيع أمراء المماليك في سوق الرقيق !
كما يحفل الكتاب باراء الكاتب ومشاهدته متنقلا بين عالم الحيوان والطبيعة.
كما يحثنا الكاتب على عدم الاكتفاء بالقراءة، بل بضرورة التفكر والتأمل.
وفي مقالة شيقة ،يقص لنا عن الصديق والخل الوفي الذي يجود بنفسه وحياته من أجل صديقه !! ليصدق قول القائل "رب أخ لم تلده أمك"
تنوعت مشارب الكتاب بين أدب وشعر وتأملات
ناهيك عن قصص الفروسية والشجاعه.
كما تطرق الكاتب إلى الصوفية، معترضا على بعض شطحاتهم ورمزيةيصعب تفسيرها. ويجب هنا التحذير من بدعة وحدة الوجود المتسربة من وثنيات و فلسفات ما أنزل الله بها من سلطان .
ويستعرض في مقالة آخرى إلى نوع راق من الأدب هو أدب الابتهال والدعاء و التضرع للمولى جل وعلا .
الكتاب يتميز بالسلاسة، إلا أنه يتطلب منك التوقف والتأمل و التأني. فهو احيانا يعرض الفكرة وضدها . قد لا تتفق مع الكاتب في بعض أفكاره، و هذا حري باثراء قراءتك النقدية وإعمال الفكر والتدرب على القراءة التفاعلية .
و الخلاصة، أن الكاتب جمع من كل بستان وردة وزهرة .
ومهما تنوعت وتعددت ميول القاريء ،سيجد ما يشد انتباهه ويبعثه على التأمل والتفكر.
-
خالد الشويكان
في الجزء الرابع من فيض الخاطر ظهر لي أنه غلبت عليه مقالات تسرد من سيرة شخصيات تاريخية على عدّة مقالات لكل شخصية فنقرأ عن سلطان العلماء (العز بن عبدالسلام) ثلاثة مقالات و ثلاثة أخرى عن (المتنبي) وعبّر الكاتب عن رأيه في مقال فلسفة القوة في شعر المتنبي وأن سرّها يعود لشخصية المتنبي القوية واعتداده بنفسه لذلك " كان شعره أأرصن أسلوبا وأجزل لفظا وأقوى وأمتن تركيبا"
ونقرأ في أربع مقالات عن سيرة فارس كنانة (أسامة بن منقذ) وختمها بمقال عن كتاب ألفه ذلك الأمير والأديب وهو كتاب (العصا).
أشار الكاتب (رحمه الله) إلى أدب الابتهال وأنه مما غفل عنه مؤرخوا الأدب وأن أدب الدعاء ظهر في عصر الإسلام وساق نماذج من الأدعية غاية في الروعة وأنا أضيف على ذلك أن أدعية الأعراب بها ما يستحق دراسته والاطلاع عليه.
في هذا الجزء مقالات اجتماعية وعن الأدب الاجتماعي الذي يرى أحمد أمين "رحمه الله" أهميته لارتقاء الأمة وهو ما جعل الغرب متقدما على العرب لفهمهم المسؤوليّة الاجتماعية وأولوية منفعة المجتمع على مصلحة الفرد
في ثلاث رسائل للمؤلف تكلم فيها عنها أسواق العرب وبسط الحديث عنها خاصة سوق عكاظ وذكر أن هذا الحديث لم يطرقه الأدباء كثيرا.
-
Anageem Al Hamad
قطعة أخرى من السلسلة الذهبية لهذا الكتاب، جرى قلم أحمد أمين على الورق بما يعجب ويمتع ويفيد ويبعث على الفكر، من كل بستان زهرة، ومن كل بحر قطرة.
يستهل بمقال من صور الحياة، عنوان مبهم تذهب به النفس كل مذهب، وفق في اختياره كل التوفيق، وسار على هذا المنوال في عناوين مقالاته الأخرى، نجد مقالًا بعنوان مع الطير، حوار في أسرة، نظرة في الكون، قصتان ظريفتان إلى آخر ذلك.
نجده يتحدث في سيرة رجال عظماء في تاريخنا لا يعرفهم أكثرنا مثل: سلطان العلماء وفارس كنانة في عدد من المقالات.
وهذا غيض من فيض في هذا البستان المليء بالعجائب.