يصنف الكتاب باعتباره من أدب المقالة و تتنوع المقالات في الجزء الرابع من فيض الخاطر. نبحر مع الكاتب في عوالم متعددة وذكريات ماتعة عبر التاريخ ،حيث نستخلص العبر من مواقف واحداث للعديد من مشاهير عالمنا الاسلامي والعربي .يفتتح كتابه بقصة رجل آتاه الله من المال الوفير والخير الكثير ولكن ابتلاه الله بفقد ولده ،ويلقي الضوء على فضل الإيمان بالله واللجوء اليه في مواجهة الشدائد والمحن.
و في فصل آخر، ينقل لنا بأسلوبة العذب السلس حوار أسرة تفضي بمكنونات مشاعرها وارائها، ملمحا بإشارة لطيفة إلى أهمية روح الجماعة في تماسك الأسرة وحل ما يجد من نزاع واختلاف.
ويحدثنا عن عز الدين بن عبد السلام الذي لم يمنعه فقره وتقدمه في العمر ،عن طلب العلم فأصبح سلطان العلماء .
ذاك العالم الذي لا يخشى في قولة الحق لومة لائم ، و نتعرف على ومضات من سيرته بين الشام و مصر .
ويروي لنا كيف أفتى ببيع أمراء المماليك في سوق الرقيق !
كما يحفل الكتاب باراء الكاتب ومشاهدته متنقلا بين عالم الحيوان والطبيعة.
كما يحثنا الكاتب على عدم الاكتفاء بالقراءة، بل بضرورة التفكر والتأمل.
وفي مقالة شيقة ،يقص لنا عن الصديق والخل الوفي الذي يجود بنفسه وحياته من أجل صديقه !! ليصدق قول القائل "رب أخ لم تلده أمك"
تنوعت مشارب الكتاب بين أدب وشعر وتأملات
ناهيك عن قصص الفروسية والشجاعه.
كما تطرق الكاتب إلى الصوفية، معترضا على بعض شطحاتهم ورمزيةيصعب تفسيرها. ويجب هنا التحذير من بدعة وحدة الوجود المتسربة من وثنيات و فلسفات ما أنزل الله بها من سلطان .
ويستعرض في مقالة آخرى إلى نوع راق من الأدب هو أدب الابتهال والدعاء و التضرع للمولى جل وعلا .
الكتاب يتميز بالسلاسة، إلا أنه يتطلب منك التوقف والتأمل و التأني. فهو احيانا يعرض الفكرة وضدها . قد لا تتفق مع الكاتب في بعض أفكاره، و هذا حري باثراء قراءتك النقدية وإعمال الفكر والتدرب على القراءة التفاعلية .
و الخلاصة، أن الكاتب جمع من كل بستان وردة وزهرة .
ومهما تنوعت وتعددت ميول القاريء ،سيجد ما يشد انتباهه ويبعثه على التأمل والتفكر.