اقتباسات من رواية يسمعون حسيسها

التكيّف مع الوضع القائم مهانة أم عبقرية ؟! حين يتقبل المحبوس ما يتعرّض له من تعذيب و يحتمله و يتكيّف معه فهل هو بذلك يركن إلى الذلّ أم يحاول الحياة ؟! الذين خفضوا رؤوسهم هل خفضوه ضعةً أم من أجل أن تمرّ العاصفة؟!

من يعطي سلطةً كافيةً لإنتزاع أرواح البشر كأنّها شعرةٌ تُنتزع من جلد شاة ؟! من يملك من ؟! و من أعطى الحقّ لهذا كي يعيث في جسد ذلك هواناً.

النهايات خلاص المُرتقبين وإن بشَّرت بالموت !! والإنتظار عذاب المحكومين وإن أفضى إلى الخلاص !!

مع السوط كنا نتنفّس ، وحين يغيب تغيب معه أنفاسنا ، من أجل ذلك - ربّما - عشقنا أن تظلّ السياط مشهورة في وجوهنا ، لا لشيء ، إلا لكي ننفث أنفاسنا المخنوقة !

نحن في المصائب نصنع زمننا الخاص بنا , نحاول ان نقطعه قبل ان يقطعنا.

و إن الكُره ليرتجف أمام الحب، و إن الحقد ليهتز أمام التسامح.. و إن القسوة لترتعش أمام الرقة و اللين.

و إن الكُره ليرتجف أما الحب، و إن الحقد ليهتز أما التسامح، و إن القسوة لترتعش أمام الرقة و اللين.

ما يراه القلب لا تراه العين..ما يراه القلب أدوم أثرًا و أعمق أملا.

في بلدي فقط يدفنون الأقمار في رمال الصحراء، ويودعون النجوم في مجاهل التراب.

❞ يا وَجَعَ الأيّامِ الذَّابِحْ… يا وَجْهَ الطُّغْيانِ النَّابِحْ… قَتَلَتْنا الهَمَجِيَّةُ فِي عَصْرِ الإِنْسانِ الأَوَّلِ حَيْثُ الغادِي يَفْتَرِسُ الرَّائِحْ… ما نَحْنُ وَمَنْ نَحْنُ وَكَيْفَ نُعِيدُ لإِنْسانِيَّتِنا المَطْعُونَةِ رُوحًا؟! مَنْ فِينا الخاسِرُ والمَهْزُومُ وَمَنْ فِينا الرّابِحْ… فِي عَهْدٍ تَتَسَلَّى فِيه الأَنْظِمَةُ المَسْعُورَةُ ❝

❞ نِحْنا جيل الثّورة؛ مَهيك بِتْقولو…؟! نِحْنا مين ربّانا هَيْ التِّربايِة..؟! إلّي بساووا هَيْ الشّغلة؛ يعني بِكَسْروا وبِدَمْروا إنتو ربّيتوُّن على هيك شي. أمّا إلّي بربّينا تِرْباية صحيحة على حبّ الوطن، وحبّ الوالدَين، بيجي واحد منكن بيكتب فيه تقرير، بتروحوا بتحطّوه ❝

مَنْ كان يتخيّل يومها: أنّ الدّولة تأكل أبناءها؛ هل كانت الدّولةُ القِطّةَ المرعوبةَ ونحنُ صِغارَها؟!!

أنتِ ما تبقّى منّي لكي أعرفني. أنتِ ما تبقّى من نبضي لكي أعيش. أنتِ ما تبقّى من نور عينيّ لكي أرى. أنتِ ما تبقّى من أنفاسي لكي أعدّها!!

السّجون لا تحمي الأنظمة القمعيّة، والمذابح لا تُثبّت سلطتها. والإكراه لا يجلب الاعتقاد. على العدل قامت السّماوات والأرض. وعلى الظّلم أن يكون جديرًا بإسقاط أعتى الكيانات وأقواها وأطولها حكمًا.

نحن في المصائب نصنع زمننا الخاصّ بنا، نحاول أن نقطعه قبل أن يقطعنا، يتجلّى الزّمن هنا عدوًّا خفيًّا، لو لم يكن كذلك لما حاولنا خِداعه،

ونحن الشّمس، من يستطيع أن يمنع الشّمس من التّسلّل عبر النّوافذ والشّقوق…؟!!

ثمّ تركتَهم يستمرّون في انتزاعي منّي حتّى لم أعد أنا… أنا!!! أيّ حكمةٍ تتجلّى لي لكي أَعِيَها عنك يا ربُّ،

يا إله السّماء: كم ناديتك لكي لا تتركني مع الوحوش، ثمّ لم يكن للوحوش الوالِغة في دمي أيُّ ارْعِواء!!

عرفتُ أنا حينها، أنّ تلك السّنّ لم تكن حقيقيّة، وإنّما كانت مادّة سُمّيّة مُركّبة في الفكّ لتبدو كأنّها سِنّ طبيعيّة… حزنتُ عليه وفي الوقت نفسه فرحتُ له. أمّا حزني فلانتحاره، وأمّا فرحي فلخلاصه من العذاب.

بابها يُفتَح للدّاخل وليس للخارج، صُمِّمت كذلك حتّى يكون الضّيق على نزيلها أكثر، وإذا فتحه العسكريّ بقوّة كعادته، وكان السّجين نائمًا ولم ينتبه فإنّ حافّته ستُطبِق على بطن السّجين مُسبّبةً له ألمًا في المعدة قاسيًا