حين تمددو جسدي في القبر ، تريثوا قليلاً قبل ان تهيلوا عليه التراب . اقرأوا عليه آيةً أخيرة لتسكن آخر نبضات قلبه ، فقلبه لم يحمل إلا العشق، ولم يترع إلا بالحب ، ولم يشكِ ولم يضجر . ظل راضياً حتى ثوى في الرضى ؛ ثم أشيروا إلى جسدي المسجي وقولوا : هذه هي الحياة … هذه هي الحياة …!!
يسمعون حسيسها
نبذة عن الرواية
تغوص الرّواية في أعماق النّفس البشريّة، وتأرجحها بين الشّكّ واليقين، والصّمود والانهيار. كما تروي حكايا الغابرين من أصحاب الآلام الّتي لا تُوصَف، وتنسج قصص الرّاحلين الّذين عانَوا أبشع ما يُمكن أن يعانيه بشرٌ على وجه الأرض في ثمانينيّات وتسعينيّات القرن المنصرم. وقد أظهرت الرّواية المنهجيّة العميقة الّتي اُتّبعت في حَيْونة السّجناء حتّى نسي بعضهم اسمه أو إنسانيّته… وانصهرت تلك الإنسانيّة في أتون العذابات المُرعبة. تتناول الرّواية قصّة طبيبٍ أمضى (17) عامًا في سجن تدمر في سوريّة 1980 – 1997. الرّواية تصف حالاتٍ من الرّعب والجنون والهَذَيان والموت والجحيم عاناها السّجين مع أكثر من عشرين ألف سجينٍ آخر، قضى منهم حوالي أحدَ عشرَ ألفًا عن طريق الإعدام أو التّعذيب أو المرض أو الجنون أو الانتحار. وتكشف الرّواية عن تشبّث بطلها بالحياة، وحبّه لها، وارتباطه بابنته الّتي استطاعت ذكراها أن تُبقي على وجوده، حيثُ اعتقل وهي ابنة ربيعٍ واحدٍ، وظلّ يتخيّلها تكبر بمرور السّنين ويحاورها من بين رُكام العذاب حتّى التقاها بعد خروجه من السّجن وقد أصبحت ذات ثمانية عشر ربيعاً.عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 518 صفحة
- [ردمك 13] 9786144197646
- نشر إلكتروني ذاتي - أيمن العتوم
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية يسمعون حسيسها
مشاركة من Maram maali
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
.: THE STRANGER :.
بدأتها مساء الاثنين وأنهيتها ظهر الثلاثاء ، كانت يداي متشبثتان بالجهاز الذي أقرأها منه لا تستطيعان إفلاته ولا تريدان، حتى تملّص منهما بأن أنهى شحن بطاريته وطالب بإفلاته لشحنها!
لم أستطع يومها أن أنام في موعدي ، فقد كانت كلماتها تتخبط في رأسي محدثة دوياً لم أعرف له مخرجاً سوى بقراءة المزيد ..
قرأتها في وقت فقدت فيه الشعور عند مشاهدتي لمعاناة الآخرين ، فظننت أن مشاعري قد تبلدت ولن أشعر بأحد بعد اليوم ، ولكنني كنت مخطئة ، صُدمتْ ، وجاءت صدمتي رحمة لقلبي، فغرت فاهي وفتحت عيناي على اتساعهما لفظاعة ووحشية ما قرأت..
وليتني هنئت بنومي بعدها .
صرخ قلبي من أعماقه ألماً وظل يعتصر دموعه التي أبقاها حبيسة داخله -كما هم- إلى أن حرر الدموع لتغزو العيون وتغرقها في النهاية ، حين تحرروا .
تركتها ، وبقيت أسيرة خيالاتها المفجعة، في زنزانة عقلي الذي لا يريد أن يصدق بعد ما قد قرأ.
تحررت بعدها ونسيت ، ولكنهم لم يتحرروا بعد، ولم ولن ينسوا ، وبقوا على حالهم الحاضرة ، تنهش عقولهم أحلام الحرية وأمنيات الحياة التي علقوهاعلى جناح السراب فحلقت بها بعيداً إلى حيث لا تنالها أيديهم، وتنهش الأجساد سياط الطغاة ، فلا يتحقق خلاصهم من أيهما .
هم الآن هناك ، في تلك العتمة الموحشة ، عالقين بين فكي الموت ، يلوكهم بعذابه ثم يرميهم ، وقد يستسيغهم فيبتلعهم لينتشلهم من جحيم الشقاء إلى خلودهم الأبدي . وغالباً ما يتركهم لعذاب يوم آخر .
قصة الماضي المستمر ، والحاضر الغائب عن الأذهان إما غفلةً أو عمداً .
هناك ، كانوا عشرين ألفاً وكان المكان واحداً ، أما اليوم فهم نصف مليون موزعون في أقبية الوطن السليب ، أو تحت أرضه ، في القبور المنسية المجهولة.
قرأت القوقعة قبلها بسنتين ، ومن ثم قرأت هذه ، لتكوّنا معاً جزءاً يسيراً جداً من الصورة الحقيقية الكاملة ،لتكونا مجرد سرد لتجربتين من ضمن مئات الآلاف ، وربما الملايين .
تظهر أجزاء مبعثرة من الصورة تباعاً، ولكنها لن تظهر كاملة أبداً ، إلا في أذهان من عاشوا ضمن إطارها وذاقوا لسع شقاءها المرير.
سبعة عشر عاماً بلا تهمة ولا جرم ولا حكم ، رحلت أم إياد إلى جوار ربها ورحل الأخ والأب ، كبرت لمياء الصغيرة ولم تعرف أباها ولكنه عاد أخيراً .
كم من إياد سوريّ مغيب في ظلمات القهر والذل ، يعيش على جناح الموت يوماً ، ويوماً على جناح ما يشبه الحياة وليس كالحياة بشيء؟
كم من لمياء سوريّة صغيرة كبرت وعاشت العمر بانتظار عودته ، دون أن يعود ودون أن تشم من نسيم حنانه شيئاً ؟
وكم من أم لمياء تنتظر الحبيب الغائب تأمل عودته ولا تفكر في أنه قد يكون ... لا لا لم يمت وسوف يعود يوماً.
وكم من أم سهرت الليالي ، رافعةً أكف الدعاء والتضرع والرجاء بعودة ابنها المغيبّ ، طفلها الذي لا يكبر في عينيها أبداً؟
وكم من أخت اليوم تنام ووسادتها مضرجة بدموع جرعها العميق على أخ خرج ولم يعد ؟
وكم وكم وكم ..
من لك يا سورية في آلام أمسك و يومك وغدك إلا الله، من؟
يااارب عجل فرجك يا الله.
-
Ahmad Ashkaibi
ثالث كتاب وثاني رواية أقرأها لأخي وصديقي الحبيب الشاعر الدكتور أيمن العتوم... وفي كل كتاب كنت أقرأه كنت أقول في نفسي: إذا كان الدكتور أيمن بهذه البراعة وهذه الروعة في وصفه لأحداث قاسية أليمة.. فكيف لو كانت رواياته عن الجمال والحب والأشياء الجميلة...فبالرغم من قسوة الموضوع وهول الأحداث إلا أنك لا تستطيع إغفال الرونق الخاص الذي يضيفه الشاعر بأحاسيسه وتعبيراته الراقية المفعمة رقة وشفافية...
لم تكن هذه الرواية قراءتي الأولى في أدب السجون....لكنها كانت الأولى التي تحدثت عن سجون سورية بهذا التفصيل الرهيب...يشدك الأسلوب الراقي في السرد ... وجمال الوصف ودقة التصوير...وكأن الكاتب يكتب عن نفسه لا عن غيره...
رواية تقع في ثلاثمائة وخمس وستين صفحة.. بعدد أيام السنة.... وكلما قلبت صفحة من صفحاتها تساقطت معها أرواح الشهداء ...وسالت دماء السجناء تحت لسعات السياط وهي تلهب ظهورهم وتنهش أجسادهم... وتأتي على ما تبقى في نفوسهم من كرامة أو معنى للحياة...
أحداث القصة وقعت قبل أكثر من ثلاثين سنة... لكنها لم تنته حتى يومنا هذا..... ففي كل يوم تشرق فيه الشمس هناك سياط ترتفع لتعود وتغمد في أجساد سقيت ماء الذل قبل أن تسحب على الرمال في الشمس المحرقة... في كل يوم هناك إخوان لنا يعذبون في سورية وغير سورية... هناك من تلهب ظهورهم بالهراوات والعصي لا لشيء إلا لأنهم حملوا كرامة الأمة فوق عاتقهم وأبوا إلا أن يقولوا كلمة الحق غير آبهين بما قد يحل بهم..
حريتان لا تجتمعان في البلاد العربية: حرية الفكر وحرية الجسد؛ فمن كان طليق الجسد كان مقيد الفكر والقول والتعبير.. وأما من يطلق العنان لفكره فتسلب منه حرية جسده.... وفي السجن له أن يعتقد ما يشاء دون الخوف من أحد.... فهم يستطيعون سجن جسده لكنهم لن ينجحوا في سجن عقله أو تقييد فكره...
في السجن... تنعدم قوانين الفيزياء والرياضيات... وتحل مكانها الكرامات والمعجزات... تتساقط قوانين الطبيعة على أعتاب أجساد قد امتلأت إيمانا ويقينا صادقا وحبا للوطن...
الرواية مليئة بالصور الأدبية الجميلة .. وددت لو بالإمكان أن أقتبسها جميعا هنا.. لكني أكتفي بذكر اثنتين منها:
"كانت ليلة بدرية, مددت بصري الهائم عبر الشراقة أطالع صفحة السماء, وأهيم في الكحليّ المتمدد خلف الأبيض المنسرب من القرص الفضي يصنع هالة من الأنس والطمأنينة لم أشعر بمثلهما من قبل!! ارتسم وجه ابنتي ذات الربيع الأول على صفحة القمر.."
"توقف المد البشري عن التموج, صارت الطرقات خالية, وبعد قليل صارت الصحراء تلف الأفعى الوحيدة التي ينزلق باصنا على جلدها"
كلمات ستبقى شاهدة على ظلم الطغاة ... ونضال الأحرار, الذين تحررت أرواحهم من قيود الدنيا وعبودية الجسد...
أنصحكم جميعا بقراءته
-
أنس رجاء أبو سمحان
يسمعون حَسيسها . .
عندما تقرأ اسم الرواية فما يجذبك فيها أولاً هو إسمها، كآية قرآنية تجذب كل من يقرأهُ، وأما ما يجذبك فيها ثانياً فهو إسم الكاتب الفذ أيمن العتوم . .
عندما قرأت الإسم البديل للكتاب . "يوميات سجين تدمري" قررت أن أترك الكتابَ فأنا لا أحب أحداث السرد العقيمة في الحالات العادية، ولكن وبعدما بدأت في الكتاب وجدتني وعلى حين غفلة قد وصلت إلى صفحة 92 . . نعم لقد جذبني الأسلوب أكثر من غيرهِ، جذبتني القصة، جذبتني شخصية الدكتور إياد والتي تُمثل طبقة كبيرة جداً من طبقات وفئات المُجتمع العربيّ بشكل عام!
بدأت قراءة هذه الرواية الساعة 12:00 صباحاً، واتمتتها الساعة الـ 05:00 عصراً من نفس اليوم . . من شدة روعتها قرأتها في طريق الجامعة ذهاباً، وإياباً
كُنت أسمع عن سجون سوريا، وعن ما يحدث في داخلها، ولم أكن أصدق ذلك أبداً . . كنت أقول لا يمكن لشعب سوريا أن يفعل هكذا . . هل يعقل أن يفعل شعب "المُسلسلات" هكذا أفعالاُ إجرامية في السجون . .
سمعت أيضاً أنَّ لدى كل دولة، ما يميزها عالمياً، وتميزت سوريا بأسوأ سجون فِي العالم، وعزز الفكرة لديَّ الدكتور الكاتب أيمن العتوم في روايته "يسمعون حَسيسها"
تؤكد الرواية أن أن الحرب فِي سوريا الآن ليست حرباً للحرية فقط، وإنما حرباً على الإسلام بشكل واضحٍ، وأن إسلام حافظ الأسد كان اسلاماً للكذب على عامةِ الشعبْ . . وأظهرت أيضاً كُفر، وفجر النظام البائد في سوريا من أيام الأب الملعون "حافظ الأسد" . .
تتحدث عن مآساة إياد الذي قضى زهرة عُمره فِي سجون النظام "الأسدي" المَلعون . . قضى من عمره 17 عاماً . . قضى فترة التنور من عمرهِ، وفترة شبابهُ كله في هذه السجون . .
حُرم من رؤية ابنتهِ "لَمياء" مذ كانت في السنةِ الثانية من عمرها . . وَجلس في سجنهِ عاماً بعد عام يتصور كيف صار صوتها الآن، كيف كبرت، وكيف اكتنز صدرها . . حاول مِراراً أن يفكر في صوتها الجديد، وشكلها الجديد، إلا أنه أصر على تخيلها عندما كانت طفلةٍ، فهو لا يريدها أن تكبر في سنين بُعده عَنها . .
يجلس بجانب نافذه يسامر القمر، ويتساءا عن إبنهِ الذي كانت أمه حاملاً به قبيل اعتقاله . . يا ترى هل عاش؟ ماذا أسموه؟! . . هل يعرف شكل أباه . .
جلس يسامر النجمات في دجى الليالي يسأل نفسه، يا ترى ماذا أخبرت زوجتي عني لأولادي؟ . . . وجلس يفكر بما أخبره السجان أنهم أخبروا أهله بأنه قد مات . .
من زوايا الألم في هذه الرواية أنها تحدث عن واقع يعيشه معظم العالم العربي "القوميّ"
لن يمر فصلٌ من فصولِ هذه الرواية، وإلا ستبكي مكان الدمع دماً، ومكان الحشرجة آهاتٍ في القلبِ حرَّى . .
تميزت الرواية، بربط كل مرحلة من مراحل السجنِ بآية من آيات الله، ولم يغب عن ناظري مئات الآلاف من المساجين بأنَّ الله قريب، وأنَّ نصره آت . .
عندما بلغت الذورة عند المَساجين، قالوا "أين الله منا، وإن كان موجوداً لم لا يرحم عباده؟!" ، وبعدما أصابتهم مصيبة فاجعة في السجن عرفوا أنهم في نعمة كانوا من دون هذه المُصيبة، واستغفروا الله، على معصيتهم بطرح السؤال السابق . .
في الرواية فوائد جمَّة تعمق معنى الشعور الاخوي، وكيفية الاستفادة من العزلة؛ وأكدت أنه لو مات كل الجسم، وبقي العقل، فالانسان ما زال حيَّا؛ وأن العقل يحتاج الى التبادل حتى يعيش، وأظهرت حب المَساجين للعلم حتى في وَ هُم في سجن مشدد الحراسة يمنع عليهم حتى التنفس؛ كما وأظهرت كماً كبيرأ من معجزاتِ اللهِ في حفظ المُسلمين المَسجونين في السجن، وتوفيقهم لحفظ كتاب الله؛ واطمئنانهم الدائم، واستنارة وجوههم بنور الإيمان، والعديد العديد من الفوائد العظيمة ستجدونها مسطورة بين دفتي هذا الكتاب . .
تُبين لكَ الرواية جلد أهلنا في سوريا بخلاف ما كانت تظهره المُسلسلات السُوريَّة الفاجرة، والتي كانت تظهر أن الشعب السوري مُجرَّد شعبٍ "فافي" . .
أظهرت الرواية قوة أهلنا فِي سوريا، وأظهرت الحرب الشعواء على الإسلام، والتي قادها نظام حافظ الأسد الفاجر، ومن بعدهِ ابنه بَشَّار . . لعنهما الله . .
كَقارئٍ لهذه الرواية لم اتمالك نفسي من البكاء في كل موضعٍ في هذه الرواية، وكأنِّي انا المسجون لا إياد، وكذلك قتلتني دموع الفرحةِ عندما التقى الدكتور إياد بعائلتهِ، وبإبنته "لَمياء" التي قد صارت الآن فتاة شابةً . .رآها بعد 17 عامٍ من الغياب، هو عرفها بداية، وهي لم تعرفه . . عندما سمع ابنهُ أحمد يؤذن فِي المسجدِ . . الذي لم يره قطْ . .
أقولها مرةً أخرى، وكتجربةٍ أولى مع الكاتب، والشاعرِ الرائع أيمن العتوم . . رواية رائعة بحجم الألم فيها . .
#أنس_سمحان
-
هدى أبو الشامات
ما كنت لأظن أني قادرة على إكمال هذا الكتاب بفترة زمنية مثل بقية الكتب المعهودة بهذا الحجم.. ذاك أن الحجم الحقيقي هو حجم الفجيعة التي اختنقت بها السطور!
كيف أكمل كتاباً كل صفحتين منه تبكيني؟! تحطِّم رباطة جأشي وتترك كلّ ما فيّ في ضياع وألم.
أهرب! أحاول ترتيب مشاعري في محلّها وتنفس هواء جديد وأتقدم لأقرأ صفحة جديدة أجد فيها من الألم ما يصعق، فينحطم كل ما حاولت ترميمه، يصبح منظر غلاف الكتاب لوحده يثير غددي الدمعية للبكاء المرير، تصبح يدي في ألم فظيع للمسه وكأنما أعذّب بالكهرباء بملامسته، ويصبح العقل عاجزاً عن الإدراك ..
لا أذكر أن تفاصيل كتاب سكنتني كهذا، ولا سطور كتاب بدأت تصطف على جبيني سوى هذا، ولا كتاباً سكن خلجات قلبي سوى هذا، فأبدأ بعدم السيطرة على ذاتي، يعلو صوت أنفاسي، يضطرب قلبي، يقشعر بدني، يختنق صوتي، تنكمش معدتي، ثم أدخل في غيبوبة من بكاء!
شهقت كثيراً لتفاصيل ربما قد سمعناها أو قرأنا عنها، ولكن للكاتب قدرة عجيبة في السرد، وكنت أشيح بناظري عن الكتاب وكأنني كنت أدرأ مشهد التعذيب الحقيقي عن عيوني.. كل تلك التفاصيل التي يجثم فيها الموت على صدرك تتراءى أمام عينيك، تتلمسها من خلال تلك السطور التي كان كل منها سياطاً يأكل الأصابع! فأبدأ أصرخ في داخلي صراخاً طويلاً.. فأترك الكتاب وأبتعد، وكأنني أدفع عن نفسي قسطاً من حفلة التعذيب!
قرأت العديد من كتب أدب السجون، خاصة تلك التي تحكي قصة سجن تدمر، ذاك المكان الخارج عن الخريطة، وكأنه في كون بعيد عن أي وجود بشري، لا يسكنه إلا الوحوش..
وصف الكاتب كان خيالياً، كان متمكِّناً إلى حد لا يوصف! لمسني هذا الكتاب الذي كتب فيه الكاتب قصة صديقه أكثر من الكتب التي كتبها أصحابها فعلاً! وكأنه هو من عانى وقاسى، ورأى بعينيه وشعر بقلبه.. كانت تلك الصفحات التي تتحدّث عن الهواجس والأفكار والتخيلات والمشاعر لوحدها مؤثرة إلى حد الوجع! وكأنها نوع آخر من قصص التعذيب، يصبح ليس جلدك الذي يسلخ في هذه الرواية، بل إن عقلك ليجن، وعينيك ستبكي عن دهر! .. ولذلك وجدته مميزاً .. بين الاحترام للإنسان الذي يقرأ فالشتائم ليست معروضة بشكل كامل، وبين دخول مشاعره عن طريق فتح قلب السجين لهذيانه وخلجاته، وسرد وقائع التعذيب، ووجوه الشخصيات، وتصرفاتها، تشعر وكأنك معهم، ترقب من بعيد فقط ..
لم أختم هذا الكتاب إلا وانا في نحيب مرير، وأدعو الله أن يمنّ بالفرج القريب لكلّ من ضاع من أبناء وطني في غياهب الظلمات تلك .. ما لها إلا الله .. ما لها إلا الله ...
-
Rama ALdous
في كل يوم بعد أن أقرأ جزءا من هذه الرواية أقرر أن لا أكمل لأنني ماعدت أطيق الألم في هذه الرواية إلا انني في كل مرة أقول لعل القادم أجمل ويكون أسوأ وارجع وأقول لعله أجمل إلى أن يأتي النصر والفرح في أخر صفحة 💜
-
احمد رجوب
يسمعون حسيسها ...حتى اسمها مرتبط بالالم و الحسرة والتعذيب و الوحشية بداخلي .... لم أكن أتصور يوماً بوجود مثل هذا النوع من البشر ...وأي بشر هذا أصبح السجان في مخيلتني بلا رحمة ...اتصورة انسان يعشق القتل و يعشق التعذيب ...يتفنن بتعذيب أسير يتسابقون لاختراع وسائل تعذيب الاكثر وحشية في العالم ..وعلى من ستجرب ،على أبناء شعبة الاعزل المجرد من السلاح...!!!!..
انتابني شعور أن سجن تدمر ما هو الا جهنم ...أرهقت مخيلي وأنا أتخيل حجم العذاب وحجم الوحشية التي يتعرض لها أسير بلا تهمة ولا جرم...أحسست في داخلي أني عشت مع الدكتو اياد 17 عاما ..تقاسمنا ألم العذاب و الوحشية ...و الجوع والعطش ...تقاسمنا تلك الهراوات التي تنزل على رؤوسنا كلما ههممنا الى فعل امر اعتيادي .... أصبح سجن تدمر كابوس يطاردني في أحلامي ويقظتي ،،تسائلت في داخلي أين يذهب الحراس بكل تلك الجثث التي تعلق على أعود المشانق ، وتسائلت ما هو حجم تلك المقابر الجماعية التي ستتسع لكل هؤولاء المساجين ...هل سوريا كلها مقبرة جماعية لنظام حول حياة السوريين الى جحيم .....
لم أكن يوماً من عشاق روايات أدب السجون ... فقد كدت افقد عقلي كلما قرأت سطراً من هذه الرواية ليس ليشئ لكن لحجم الاسى في معتقلات لا تمد للانسانية باي صلة ، فقد صرت أتخيل أن (اسرائيل) نعمة من الله علينا حتى لا نجرب أي من هذه الانظمة العميلة التي تتغني بالديمقراطية وأي ديمقراطية ، انها ديمقراطية البنادق و الدم والقتل و تتغنى بالعدل زيفا وكذبا فكم قناع يلبس هذا النظام فحقيقتاً عن نفسي ،أقول ..أبدعت يا د- أيمن لقد كشفت لنا أشياء لم نكن يوما نصدقها و نحن نشاهد صورة مزيفة تتستر خلف قناع الانسانية وهم ابعد ما يكونوا عن الانسانية ..!!!
أدمعت في بعض المواقف ...خصوصا عندما عرفت أن أغلب من هناك من الطبقة المتعلمة وأصحاب الشهادات العليا ... فكيف لمجتمع أن يتطور ويتقدم وقد فرَّغ نفسة من اصحاب الفكر المستنير ..!!! هل هذا جنون أم حب السلطة !!!أم أن قاعدة أنا أو الدمار تسري في عروق هذا النظام ... ..!!!!
-
سمر محمد
كيف يمكننا أن نتحدث عن روايات أدب السجون، كيف يمكننا تقييمها؟ وهل يمكن تقييم المأساة والألم والحزن والقهر؟
ليست المرة الأولى اتي اقرأ فيها من أدب السجون، وفي كل مرة أقف عاجزة أمامها يملأني اليأس، فما بالك إذا قرأت للعتوم الذي يذكر تفاصيل التفاصيل بلغة جزلة تشعر وكأنها سيمفونية كاملة من الألم، حروفها تعتصر قلبك وتشعل خيالك، تجعلك تعيش المعاناة، تتألم، تبكي، تشعر بلهيب السياط على ضهرك، يصيبك ألم الفقد بموتهم وكأنهم منك، تشعر بالغربة وتتأكد أنك تعيش في عالم لا تعرفه، اختفت منه معالم الانسانية، يملأك غضب لا ينتهي وكثير من التساؤلات
17 عامًا بين جدران سجن تدمر عاشهم الطبيب الشاب دون تهمة واضحة، تاركًا خلفه اهل وزوجة وطفلة، تعرض لكل ما تتخيله وما لا تتخيله من تعذيب جسدي ونفسي، رصد خلالها حال من معه من المساجين داخل تلك الجدران وما تعرضه له على يد هؤلاء الجلادين الذين تفننوا في اختراع طرق العذاب والموت، ولا أمل في نجاة، ربما تطلب له الموت لعله يرتاح
ولكنه يقاوم حتى النهاية التي جاءت سريعة، لم اكن أريد لها أن تنتهي، ليس حبًا في المعاناة ولكن فضولًا، تمنيت أن اعرف ما سيحدث بعدها، كيف يحيا الانسان بعد سنوات طويلة عاش فيها ميتًا، كيف تغيرت نفسيته، كيف سيتعامل مع هذا العالم الخارجي، لماذا ينتهي دومًا ادب السجون عند هذه النقطة، رغم ان اثر السجن اقوى ما يحدث بعدها ??
الجلادون متشابهون في كل زمان ومكان، مهما اختلفت الحكومات، مهما اختلفت طرق التعذيب، ولكن لا نرى فيهم سوى مرضى نفسيين، ورغم ذلك تظل نفوسهم مجهولة مهما حاولنا كشفها !
عمل قيم ومؤلم
3 / 11 / 2016
-
عدي أبو عجمية Oday Abu Ajamieh
هذه قراءتي الأولى في أدب السجون، والكتاب الأول للكاتب ايمن العتوم، وبالتأكيد لن يكون الأخير.
الرواية مفجعة ومؤلمة وصارخة، ويكمن القول ان قراءتها تعذيب بحد ذاته، وبلغة الكاتب القوية والمؤثرة تعيش مع السجين التدميري الدكتور إياد ورفاقه بالسجن كافة أنواع العذاب.
استغرب إن كان هناك أي تهمة بالعالم تستحق ربع هذا العذاب ، استغرب ان كان من يقوم بذلك بشرا، وان كان من يتلقى ويتحمل العذاب بشرا أيضاً. فأنت تدرك في هذه الرواية معنى ان يصبح الموت أمنية صعبة المنال، والحياة هي العقوبة.
تكون طيلة الرواية تواقاً لحرية هذا الطبيب، وحين ينالها في النهاية تكون عيونك قد امتلأت دموعاً !!
-
ghada qayyas
(يسمعون حسيسها) والذي بالرغم من العذاب الذي تحتويه الا ان روحي تعلقت بقراتها حتى انني انتهيت من قراتها بما يقل عن 3 ايام ,كل ما كتب في الرواية واقع قديم و مأساه حاضرة تجعل الشخص يقف مذهولا أمامها يتسائل ماذا عساني أفعل هل تكفي القراءة ليصحو الضمير صدقوني وانا اقرأ الرواية لم تبكي عيني بل بكى قلبي وهرم .. اسال الله ان ينصر اخوتنا في سوريا ويحقن دمائهم..
-
Bara'a Samir
الرواية صعبة وأحداثها مريرة تخنق الروح وتجعل من القارئ يعزم على ألا يكملها للنهاية😭💔إلا أن اليقين للظلم نهاية وأن نصر الله قريب ورحمة الله قريبة بهذا اليقين تعود للقراءة لتصل للنهاية التي تختتم بالله أكبر الله أكبر✌️💜
#الملخص👇
تغوص الرّواية في أعماق النّفس البشريّة، وتأرجحها بين الشّكّ واليقين، والصّمود والانهيار. كما تروي حكايا الغابرين من أصحاب الآلام الّتي لا تُوصَف، وتنسج قصص الرّاحلين الّذين عانَوا أبشع ما يُمكن أن يعانيه بشرٌ على وجه الأرض في ثمانينيّات وتسعينيّات القرن المنصرم. وقد أظهرت الرّواية المنهجيّة العميقة الّتي اُتّبعت في حَيْونة السّجناء حتّى نسي بعضهم اسمه أو إنسانيّته… وانصهرت تلك الإنسانيّة في أتون العذابات المُرعبة.
تتناول الرّواية قصّة طبيبٍ أمضى (17) عامًا في سجن تدمر في سوريّة 1980 – 1997. الرّواية تصف حالاتٍ من الرّعب والجنون والهَذَيان والموت والجحيم عاناها السّجين مع أكثر من عشرين ألف سجينٍ آخر، قضى منهم حوالي أحدَ عشرَ ألفًا عن طريق الإعدام أو التّعذيب أو المرض أو الجنون أو الانتحار. وتكشف الرّواية عن تشبّث بطلها بالحياة، وحبّه لها، وارتباطه بابنته الّتي استطاعت ذكراها أن تُبقي على وجوده، حيثُ اعتقل وهي ابنة ربيعٍ واحدٍ، وظلّ يتخيّلها تكبر بمرور السّنين ويحاورها من بين رُكام العذاب حتّى التقاها بعد خروجه من السّجن وقد أصبحت ذات ثمانية عشر ربيعاً.
لا أنصح بقرائتها إلا الذي يمتلك قلب قوي💔
#يسمعون_حسيسها💔
#العتوم
-
Batoul Yakti
سجن تدمر، ذلك المبنى الصخريّ البارد المتجلّد في تيه الوطن... الذي لا يعرف عدد أقبيته أو حتى طوابقه تحت الأرض...
اشتريتها، وأنا أقرأ ولأول مرة أول رواية في أدب السجون والتعذيب في الوطن سورية...
قرأتها، وأنا أبحث عمّن أحببت يومًا ، مع أني لم ألتقيه ، ولكنّ اسم سجن تدمر هو آخر غياب كان فيه...
يسمعون حسيسها ،،، وأنت تقرأها ، ستسمع حسيسهم ... حين وصلت لنهايات الرواية أدركت أنني أسمع حسيسهم فعلاً
لطالما عشت في الزنزانة 11 معه ، تلك التي لم تكن لتسعه سواه... وفي مهجع 27 او 32 ... في ليالي البرد والجوع .. والأهم من ذلك، ليالي الذلّ والهوان، التي حتى صوتك كان يخونك فيها من الخروج عنك !ا
كم يحتاج الإنسان ليصمد أمام هذا الظلم والخذلان؟ .. حتى لا تسقطه الحياة في كنف الجنون والهلوسة
حلمت بسجن تدمر ... ربما نجعله بُعيدَ الثّورة مدرسةً ... أو يبقى مزارًا لبرودة الظلم وصعوبته التي تنطق فيه الحجارة هناك .. كما غرفة "حبس الدم" في قلعة حلب ، والتي استعملت خزانًا للماء فيما بعد !
ما هي تلك النفس التي تعذب هؤلاء الناس ولا ترقّ لحالهم؟ بأيّ غِلظ قلوبٍ يهبطون عليهم؟ ... ما الذي يجمعهم حتى اغتاظو منهم؟؟؟ ... هل يدرك هؤلاء السُجّان أنهم أضعف من أمامهم بعدم قدرتهم على قول ما يعتقدون فيغتاظون من حُريّتهم ؟؟!!ا
الوصف في الرواية رغم ألمه، إلاّ أنه لامس الكثير ... كنت لا إراديًا أُبعد وجهي عن صفعةٍ ما تمرّ .. او حتى أحرّك رقبتي كي لا تسقط عليهم مواسيرهم الحديدية... كما أنك قد "تكزَ" على أسنانك حين تسمع صوت السوط .. فكيف إن لامسك؟
عمّي الذي ذهب في غياهب سجن تدمر ... ما زلت سرًّا ، وما زلت أبحث عن كنزِ أملك بوجودكْ ... ولو بفاتحةٍ تُقرأ على ثرى صحراء تدمر ، فتتلامس أرواحنا ..
على أرواحكم كلّ السلام ... شكرًا دكتور أيمن العتوم على هذه الفرصة لغور هذا المكان، وقد عرضت علينا (بعضًا من فيض) ... بينما من أعرفهم قد دخلوه كانو يتمنعون من الكلام عنه ... حين قرأت الرواية عرفت .. لأنّه شيء لا يصدق أنه يكونْ
-
Faten Ala'a
كيف يمكن أن يكون على هذه الأرض التي نعيش عليها أماكن كتلك الأماكن أقصد المعتقلات السياسية ؟؟
وكيف يمكن أن يتحمل بشر ما أياً كانت عقيدته أو مبدأه أو قدرته على التحمل كل تلك الويلات والعذابات ؟!
وكيف يمكن أن نسمي هؤلاء الذين يتفنون في تعذيب الناس بل ويفكرون دائماً في أقسى وأبشع أنواع هذه العذابات كيف لنا أن نسميهم بشراً ؟ وكيف لنا أن نشترك نحن وهم تحت مسمىً واحد " الإنسانية" ؟!!!
ربما أكون قد سمعت كثيراً عن التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون وبخاصة السياسيون في سجوننا العربية ، وربما قد مر علي بعض تقارير هيئات حقوق الإنسان التي وصفت المعتقلات السياسية العربية بأنها الأسوأ على الإطلاق !!
ولكنني لم أتخيل يوماً شكل ذلك العذابات التي يعانيها المعتقلون هناك
هذا الكتاب يعرض لفترة اعتقال سجين سوري في المعتقلات السورية من الفترة بين عامي 1980 - 1997 أي أنه احتمل 17 عاماً من هذا العذاب
يرويها كيوميات واصفاً أدق التفاصيل لكل صنوف التعذيب الذي تعرض لها هو وبقية المعتقلين في سجن تدمر الصحراوي
17 عاماً لا أدري كيف خرج بعدها حياً ولا ادري إن كان يصح أن نعتبر هؤلاء الذين تعرضوا لمثل هذه التجربة البشعة احياء !
تجربة صعبة في القراءة ربما ومع أن أسلوب أيمن العتوم في الكتابة محبب ولغته جميلة إلا أن بشاعة وصف التعذيب الذي تعرض لها المعتقلون لا تجعلني أنصحكم أبداص بقراءة هذا الكتاب !!
غير أنه لكم الخيار ....
-
Roaa Altunsi
كل ما أستطيع قوله أنها مؤلمة ، مؤلمة جدًا . . .
- أنهيتها ولازال قلبي إلى الأن ينقبض دهشةً وهمَّا وحَزَنا !!
كنت أغلق صفحات الكتاب من جهة ، وتنهار الدموع من جهةٍ أخرى .
أنا التي كنتُ أظن قلبي أشد قلوب الأرض قسوة ، ارتجّ جسدي حين رأيت مافعله هؤلاء الوحوش
يالله ! وهل هؤلاء بشرٌ أصلا ؟! ، لم أستطع أن أتخيلهم حين كانوا أطفالًا بوجوهٍ بريئة ! لم أستطع أبدًا
كيف أتخيل أنه كان لهؤلاء الوحوش وجهٌ بريء في يوم من الأيام ؟!! أظن أنهم وُلدوا كبارًا , أم أنهم جاءوا من المريخ ؟ لست أدري !
بلغت دهشتي أن جلست أفكر مع نفسي ، هل من الممكن أن يجيء يوم أبيت فيه كحالهم بلا أدنى إنسانية ؟! ..
التجارب الحقيقية تُنير لنا أُفقًا ماكان ليُنيره عشرون كتاب !
يمككني أن أذهب الأن إلى كتاب لفظيّ تنمويّ ، وأجد كل ماتعلمته من هذه الرواية ببضعة جمل مثل :
* إياك والنظر إلى الجانب السيء من المصيبة ، فتظن أنك أشدّ أهل الأرض بلاءً ، فتتسخّط !
* انظر لما تملكه أنت ، انظر لمن هو أسوأ حالًا ، وستدرك أن ماهو عذابٌ لديك ! قد يكون نعيمًا وأمنية بعيدة المنال لشخصٍ أخر !
* تذكر أن الرحمة نعمة ! ، خُلق كل البشر برحمة ، ولكن لم يستطع الجميع المحافظة عليها
ولكنني لن أجد أثرها الملموس في واقعي كما أجده حين أقرأ تجربةً واقعية ، فأتذكر أحداثها ووقائعها ، وليست مجرد حروفٍ تُكتب !
- بالفعل أثّرت بي الرواية بشكلٍ فظيع ، وأظن أن أحداثها ستلتصق في ذاكرتي إلى ماشاء الله !
تفنن العتوم ونجح في إظهار كل مشاعر ووقائع الأحداث ، وشكرًا لك لتذكيرنا بقيمة مانملك :)
-
هبة فراش
لأول مرة اجرب ان اقرأ الالم ... واي ألم واي اقتباس عن الواقع ذاك الذي تحمله صفحات د. ايمن العتوم ..
برعت في الأآآآآآآآآآآه الطويلة وكانت تزيد مع دمعة اواثنتين واحياناً ما تصل حد البكاء وانا انساب من صفحةٍ الى أخرى ..
الرواية تحمل من الفجع الكثير ومن الالم أصناف من البكاء ما هو أشده مراراً ومن الفراق ما هو كثير .. تحمل من الغياب اوجعه ومن السبات اكثره كوابيساً وتحمل من الاحلام أكثرها بعداُ ..
لربما لو قرأت الرواية قبل ان نشاهد ما نشاهد وقبل ان نسمع ما نسمع ( أقصد الثورة ) لأيقنت انه يحمل من المبالغة الكثير ويصل بها حداً لا يدركه عقل ولا يستأنسه الصواب ، لكن حمزة الخطيب وأطفال الحولة والغوطة الشرقية والكثير الكثير ابو إلا ان يجعلونني اصدق كل ما كتب وأيقن ان ما أقرأ ( نبعُ من فيض ) ..
الله أكبر ... الله أكبر
كم تحمل هذه الرواية من ألم وكم تحمل من سياط وظلمٍ فاحش !!!
كم من لمياء في سوريا الآن لم تنتهي قصتها باللقاء ..؟
كم من اياد في سوريا الآن لم تنتهي قصته بإحتضان ..؟
وكم من أحمد في سوريا الآن لم ينتهي صوته في المسجد ..؟
كم من بهيجة .. وكم من قسطنطين .. وكم من هارون .. وكم من أحمد .. وكم من العميد .. وكم من مهدي ...؟؟
وكم من ابو نذير .. وابو هاني وكم من الرئيس ...؟؟
( كم سوريا نملك في أوطاننا وكم منها سنفقد وتضيع ) ؟؟؟
لا أقول إلا كما قال د. إياد أسعد :
"نموت حين نستسلم ... وننجو حين نقاتل"
...
-
Ilhem Mezioud ( إلهام )
أدب السجون مجددا، وسجن تدمر هو الحلقة المفزعة التي تنزف في رحاها أقلام من نزفت انسانيتهم لسنوات طويلة...
دائما أتساءل وأنا أقرأ في أدب السجون: من خوَّل للسجان تعذيب السجين؟ أين حقوق الانسان؟ أين المنظمات العالمية التي أهلكت سمعنا بنظريات وقوانين بقيت حبيسة الورق؟
أيمن العتوم يكتب في هذه الرواية قصة حياة سجين سوري طبيب قضى ما يقارب 17 سنة في سجن تدمر والتهمة بقيت مجهولة؟ وسبب الافراج عنه أيضا كان مجهولا بالمقارنة بالويلات التي لاقاها وزملاءه المساجين هناك... " العفو الرئاسي" ، هل العفو الرئاسي سبب وجيه لخروج سجين مجرم كما كانوا يصفونه من زنزانته؟
كنت متخوفة في البداية أن تتشابك حبكة أيمن العتوم مع حبكة مصطفى خليفة في كتابه القوقعة يوميات متلصص، غير أن لكل منهما كان له أسلوبه المتميز في السرد، في الانتقال بالقارئ بالاماكن والأحداث، في وصف الإنسان وهو يُهان ويعذب ويفقد إنسانيته يوما بعد الآخر، في وصف فنون الحيونة التي كان يشحذ فيها السجّان كل ما أوتي من أدوات التعذيب ضف إلى ذلك حقارته وشراسته وساديته التي تعطيه نشوة أكبر...
عن الأمراض التي اجتاحت السجن استطاع الدكتور تشخيصها بكل احترافية وتمكن من وضع القارئ في الصورة كما ينبغي.. قذارة، كلما تذكرتها شعرت بالغثيان !
ذرفت دمعتين لا أدري كيف تسللتا من عيني، وأنا أقرأ آخر صفحة من الكتاب، كل هذا العذاب؟ لمَ؟ أين الإنسانية؟
-
أنس محمد Anas Mohammad
رواية يسمعون حسيسها من أكثر الروايات التي كُتبت في أدب السجون قسوةً. فالقارئ لهذه الرواية يشعر بأنه قد زُج به في السجن مع الشخصية الرئيسية للرواية، تدور به الأحداث مع بطل الرواية، فيتجرع مما تجرعه البطل من ألم وتعذيب وقسوة.
وهذه الرواية يحكي الكاتب أيمن العتوم قصة مسجون في سجن تدمر وسجن الخطيب العسكري السوري، واللذان يُعتبران من أسوأ السجون سمعةً في العالم. فيحكي قصة معتقل سياسي وما لقيه هذا المعتقل من تعذيب، فيستعرض أساليب التعذيب التي عُذب بها في السجنين.
وللقائ أن يتعجب عندما يعلم أن هذه الرواية هي قصة حقيقية، وبطل الرواية هو من الأشخاص الحقيقيين. فدكتور إياد الذي اُعتقل وعُذب بكافة أشكال التعذيب التي ذُكرت في الرواية هو طبيب سوري حقيقي له شخصية حقيقية، وأسرته في الرواية هم أفراد حقيقيين.
-
Khadija Gha
أول تجربة لي مع أدب السجون ، هي رائعة العتوم " يسمعون حسيسها" رواية بلغت من صدقها أن أغرقتني في بحر أحداثها الموجعة و جعلتني عاجزة عن سح دموعي. فكلما كفكفتها قامت لغة الكاتب بحثها فتنسكب من جديد. أن يؤكد لك الكاتب أنه لا مساحة للخيال في روايته، و أن تقرأ عن الظلم و الجور و الطغيان الذي تحتويه، يجعلك أمام أسئلة صعبة من قبيل : ماذا لو كنت أنا أحد سكان الجحيم الأرضي؟ ماذا لو وجد لي مكان في أقبية التعذيب تلك؟ ماذا لو أخذت ظلما و جورا بجريرة لم أقترفها؟ هل كنت أصمد؟ هل أنا بجلد إياد و صبره؟ و اللائحة طويلة لا تنتهي...
رواية حملت نيران الجحيم الأرضي الذي عاشه إياد ليلسع قارئها و يغرقه في بحر أحزانه...
أنقصتها نجمة لأنها حرمتني من القراءة لأسبوعين و لولا ذلك لاستحقت الخمس نجمات
-
تسنيم بلعاوي
هو ألم يدس في الصدور
بأي ثمن يبيع الإنسان إنسانيته ؟
لإجل من؟
و كيف؟
هل هم بشر مثلنا أم وحوش من عالم ثاني؟
متى يشعر الانسان بكرامته في بلادنا العربية؟
ضربني هذا الكتاب على عقلي ضربة مؤلمة جعلتني أفيق على عالم آخر في عالمنا المسالم !
-
نچلاء صلاح الدين
الله أكبر ،الله أكبر على من ظَلم وتكبّر
آخر كتاب قرأته قبل هذه الرواية مباشرةً هو كتاب "حيوّنة الإنسان "لـممدوح علوان ،والذي يُفسر الحيّونة التي لدى الجلادون والزبانية والقادة تفسير نفسي شامل لكل ما يجرى ومن ثم قراءتي لهذه الرواية أفادني كثيراًلكل مايحدث حيثُ يُجيبك "لماذا الإنسان حيوان "؟ويؤكد أنه من فرط حيونته أصبح وحشياً أكثر من الوحوش نفسها.!
هؤلاء الذين يتفننون في تعذيبنا ما يدفعهم إلى ذلك؟............، نحن لا نعلم حتى أشكالهم ،فمن أين جاء هذا الحقد الإسود؟
هذا السؤال إجابته في "حيّونة الإنسان"
الرواية كما تعوّدنا من د.أيمن كإنك تقرأ سلاسل من ذهب ،ورغم قراءتي لعدة روايات من "أدب السجون"إلا أنني لم أقارنها بغيرها ،هى نفسية فلسفية أكثر ماتم من ذكر التعذيب والشتائم..
اللغة راقية جداً كالعادة وإذ تخيلت أنه من الصعب أن يُوفق بين اللغة والموضوع والأحداث والحوار خاصةً أن موضوع الرواية صعب لكنه نجح في التوفيق .
ودائماً يختار د.أيمن الوقت المناسب والموضوع الملائم للرواية حيث ُ عن فظائع السجون في سجن تدمر والتي تكون شبه الأصل على مايحدث الآن في السجون السورية .كإن الزمن واحد بالضبط وجميع من هتفوا حرّية إخوان مُسلمون.أو حتى من لم يهتف بها أُخذ على إنه إخوان.
القصص التي تم عرضها للضحايا الذين قضوا تحت وطئة أنجاس كلها مؤثرة للغاية،تُرى كم قمرٌمُضئ صعد إلى السماء يشكو إلى الله ظلم من في الأرض.! ،،ولكن من لفت إنتبهاي أكثر هو :أبو "نذير "وهو ليس من الضحاياهو مجرم لكن من القصص التي تم عرضها
لماذا أبو نذير ؟لأن الله أرى المظلومون فيه آية
ومن الناحية الفلسفية أيضاً .."الحياة محاولة للفهم "حيثُ يسأل:
ما الحياة ؟ماشكلها ؟ماكثافتها ..ما ..ما.. ما..؟؟
حتى نسوا الحياة ..:!
هذه الرواية مادة ممتازة لمن هو ناقم على حياته ولا يُقدر قيمة الحياة ،أول ما أنهيتها وجدت من يقول لي أتعبتني الحياة وكذا وكذا ..قلت إقرأ "يسمعون حسيسها"
من منظوري الخاص أعطتني جرعة تفاؤل مناسبة مثل "حديث الحنود"إلا أن كل شخص له منظوره ، .
قد يكون الموت قدراً محتوماً.ولا يهمه الأرض التي سأموت عليها،وألفظ فوقها أنفاسي الأخيرة غير أنني -بالضرورة-لا أرغب في الموت على هذه الأرض الخبيثة هنا
بُورِك قلمك د.أيمن ونفعَ بِك .:))
-
Khadija Hallum
حسناً .. أنهيت الرواية منذ فترة لا بأس بها ثم نحيتها جانباً لأحس بأثرها البعيد على نفسي بعد تذوق الأثر القريب لأنني احترت بأمرها
و الأثر القريب كان مطابقاً لما أحسه القراء جميعاً من وجعٍ و قهرٍ و استغراب لحق بتفاصيل فاجعة
هذا الكم الهائل من قصص التعذيب تصيب أي شخص بذاك الإكتئاب الذي يصحب هذا النوع من الروايات , و بالتأكيد سيزداد تعاطفه تلقائياً مع المنسيين في ظلمات السجون و يرتفع منسوب الإنسانية لديه و تتدعم فكرة أن الإنسان يجب أن تُحترم حقوقه "كمخلوق على الأقل" و إن كان مخطئاً ..
لكن الأثر البعيد للرواية مختلف قليلاً , فالآن إذا ما سألني شخص ما عن مضمون الرواية سأقول : وصف دقيق للتعذيب الجسدي و سرد حقائق عن المعتقلات ليس إلا , و ما هكذا تكون الرواية حتى و إن كانت من أدب السجون
فالأدب هو محاولة للسرد الغير العادي أو بطريقة مختلفة عن السرد المتداول بين الناس و في شاشات التلفزة و غيرها
أنا شخصياً سمعت بقصص أثقل و أكثر فجيعة مما رواه الكاتب فكيف أحس بالاختلاف ؟
و غير هذا و ذاك هنالك صدع واضح في الانتقال بين الفقرات بالذات في الخمسين صفحة الأولى للرواية , فمثلاً أشعر بالاستغراب حين ينتقل الكاتب من وصف "حفلة تعذيب" مباشرة إلى خاطرة رقيقة و هذا مُربك للتركيز الذهني و العاطفي , أحسست أحياناً و كأن النصوص في بعض الصفحات قد قُصت و لُصقت بجانب بعضها مما جعلني أفكر بأن هنالك خلل في الربط , و مما لاحظته أن هذه المشكلة قد بدأت تخف كلما مضيت قدماً في القراءة ..
و أيضاً لم يخض الكاتب في "التعذيب النفسي" بمعناه الحقيقي كثيراً , ما خاض به هو المشاعر "السطحية" إن جاز وصفها بذلك , أي تقريباً لا يوجد تعمق بأثر التعذيب و الإذلال على شخصية السجين و نفسيته , أي أن الرواية و بنسبة 90% وصف للتعذيب الجسدي للأسف
لكن هذا لا يعني أن ما من إيجابيات لنسيج الرواية , أحببت كثيراً أسلوب الكاتب الذي تميز بقوته و جزالته و قدرته الهائلة على الوصف و التأثير بالقارئ , و أصلاً كتابة نوع كهذا من الروايات تحتاج لشخص استثنائي فائق القدرة على الخوض في غياهب السجون و قصصها لاستخلاص ما يوثق الجرائم التي تحدث داخلها ..
و على أمل أن أقرأ ما هو أشد حبكة من ذلك للدكتور أيمن العتوم .
-
Zainnat
تدمر....
يسمعون حسيسها...يخيل لمن سمع هذا الإسم أنها رواية تحمل بين دفاتها مشاعر مرهفة بالمشاعر الجياشة عن قصة حب عنيفة بين عاشقان علق كل من هما بالآخر يخيل له انه سيجرب احساس من أحاسيس الهيام وانه سينبض له القلب من جديد لمجرد رسالة تصل أحد الطرفين ...مهلا هذا صحيح كل ما يخيل إليك من العنوان صحيح كله لكن بطريقة مختلفة وفي عالم آخر وعشق من نوع ثان ليس عشق شابان مهووسان بل هي قصة شغف أبوية وقصة محبة بين أم ووليدها وبين أخ وأخيه وقصة حياة بين زوجة وزوجها هي رواية سطر على أوراقها تجربة كتبت بالدماء قبل الحبر على حيط في أحد مهاجع سجن تدمري سطرت في الجانب المظلم من الحياة حين تسلب الإنسانية قبل الحرية حين تسلب قهرا من بين أهلك وتترك ورائك طفلة لم تبلغ الحلم بعد وأم لم تشبع من فلذة كبدها وأنثى لم يسنح لها أن تكتب قصة عشقها ...وحين تأخذ من لب الحلم وترمى على طرف الكابوس ليس لشيئ إلا لأن هناك من طغى في الأرض وأعطى لنفسه الحق في أن يسلبك منك ويسلبك من كل شيئ ولا يكتفي ولن يكتفي حتى يراك قد فقدت نفسك ونسيت إنسانيتك وذهبت ماهيتك لتهمة لا تعرفها ولم توجد من الأصل ...أنت الآن بين براثين سجن تدمر في الجانب المظلم من الحياة حيث لم يخطر على بالك يوما أنه توجد وحوش بشرية على هيئة بشر حياتك رهن إشارتها قد تعذب لمجرد تكدر مزاج أحدهم ويريد تعديله بصوت العذاب ويروي عطشه من دماء جروحك ... يقال أنك تفقد صديقا مع كل كتاب جيد تقرأه هنا ستشعر بالفقد مع كل نكبة يمر بها إياد مع كل كل وخزة وكل محطة ستعيش على انك إياد وستدرك أن للحياة جانب ثان ليس الذي عهدته
-
moon
يتم القبض على الدكتور السوري أياد اسعد بتهمة التعاون مع الأخوان المسلمين والتخريب والإنقلاب على الحكم في أوائل الثمانينات، ليقضي في السجن سبعة عشر عاماً يذوق فيها أسوء أنواع العذاب..
•أسلوب الكاتب جميل ،كتاب ثقيل بالنسبة لحجمه لدرجة لا تستطيع فيها إكماله ..الوصف فضيع ومؤلم ومحزن يغوص بك الكاتب في النفس الإنسانية فترى السادية و الأساليب الوحشية والتي يتبعها العسكر في التعذيب وهم يتلذذون بذلك ، يروي لك الكاتب على لسان الدكتور أياد حالات الرعب، الجنون، الموت والعذاب التي كان شاهدا عليها والتي طالت ما يفوق العشرين ألفََا من المساجين، لقي عدد كبير منهم حتفهم سواءاً بمرض، أو جنون ، أو تحت التعذيب أو بالإعدام٠
•أغلب القراء يشيروا إلى تشابهة الأحداث في رواية القوقعة للكاتب مصطفى خليفة ، وينصحوا بالبداية بها ٠
-
ali.m.d
رواية رائعه جدا تمثل قصة تراجيدية أليمه لسجين قضى زهرة شبابه متنقلا بين السجون بعيدا عن أهله وموطنه ليغيب عنهم 17 عاما تحت وطأة العذاب وأسياط الجلادين .. الجلادين الذين هم في الحقيقة ليسوا إلا وحوشاً في وجوه بشر..
يروي لنا الكاتب معايشات هذا السجين بأسلوب ابداعي مشوق يشد القارئ لقراءته والتوغل داخل صفحاته ليجد نفسه فجأةً في عالم آخر لم يكن يتوقع وجوده على هذه البسيطة ...
الصور الادبية البليغة وقدرة الكاتب على سرد الاحداث مع توظيف عنصر التشويق ثم القدرة على تصوير المشاهد بشكل تشعر معه بأنك تشاهد فيلما سينمائيا داخل عقلك . ينبيك أن الكاتب جدير بأن يتبوأ منزلا ًقلّ نظيره بين الكتاب والأدباء .....
-
غسان القيسي
اي انسان اذا قرأ هذه الرواية حتى وان كان لا يعرف من هو مؤلفها سيتيقن لوحده ان من يكتب بهذه الطريقة الادبية خو شاعر قبل ان يكون روائي ولكن من قرأ رواية القوقعة لمصطفى خليل سيجد تشابه كبير جدا بين الروايتين خصوصا ان احداثهما كانت في نفس الفترة الزمنية. لكن الحق يقال ان هذه الرواية لا يجب ان تمر عليها دون ان تقرأها فعلى الرغم من شدة الالم فيها لكن طريقة الدكتور ايمن العتوم ستجذبك للقرائه وشكراً.
-
أمل زياد عيد
هي جهنم إذن التي يمكن أن تتخيلها فقط عندما تقرأ رواية عنوانها "يسمعون حسيسها" للروائي الأردني أيمن العتوم، تتحسس مواطنها وتصف جحيمها الأرضي وتلسعك نيرانها وعذاباتها.
وتكاد تنصرف عن الجحيم الذي لا يحرق المعتقلين في أقبية طغاة سوريا بل يحرقك أنت أيضا باعتبارها مخيلة روائي، لولا أن السارد يذكرك أن لا مساحة للمخيلة في الرواية، فهي حقيقية.
مخيفة مرعبة بكل كلمة وكل حرف فيها .
-
اية الحاج حسن
لا ادري هل اخطأت عندما قمت بقراءة هذا الكتاب بعد الانتهاء من القوقعة ام ان الكاتب لم يستطع ايصال العذاب و القسوة كما يجب
قمت بقراءة اكثر من كتاب في ادب السجون والذي وجدته بهذا الكتاب لم يكن الا اعادة لبعض ما جاء في الكتب الاخرى
انصح كل من يحب قراءة كتاب في ادب السجون ان يقرأ "القوقعة لمصطفى خليفة" فهناك ستعرف الفرق بين من عاش الالم و العذاب ومن سمع عنه فقط
-
Ahmed Mahmoud
“حين تُمدّدون جسدي في القبر، تريّثوا قليلاً قبل أن تهيلوا عليه التراب، اقرأوا عليه آيةً أخيرةً لتسكن آخر نبضات قلبه، فقلبه لم يحمل إلا العشق، ولم يترع إلا بالحب، ولم يشك ولم يضجر. ظلّ راضياً حتىٰ ثوى في الرضى؛ ثم أشيروا إلى جسدي المُسجّىٰ وقولوا: هذه هي الحياة.. هذه هي الحياة...!!”
-
محمد الجدّاوي
يا إلهي.. أكثر رواية أصابتني بالقشعريرة طوال صفحاتها.
حتى أني لا أشعر برغبة في كتابة انطباع عنها.
أحداث مؤسفة حقاً.
-
محمد الكايد
أولاً وقبل كل شيء إن كنت من ضعاف القلوب أو سريعي البكاء والانهيار فلا أنصحك بقراءة الرواية إلا بعد أن تهيأ نفسك لما هو آت، فتُحصّن قلبك جيداً، وتنبّه على عينيك أن تتماسك قليلاً وتدّخر الدموع إلى أواخر الرواية، لأنك إذا هممتَ بالبكاء مبكراً فلن تجد دموعاً لتبكي متأخراً، وإذا أرهقت قلبك في السطور الأولى فلن يتحمل أن يكمل باقي السطور، لذلك فاستعد جيداً قبل أن تُمسك بغلاف الرواية وتقلبه لتُبحر في بحر من الآلام والمعاناة لن تقوى ليس فقط على تصوّره، لا بل لن تستطيع حتى إجبار عقلك بشتّى الطرق على تصوّره، لن يستوعب ذلك العقل البشري الموجود في رأسك كإنسان مقدار ما في تلك الأحداث من طغيان لا انساني، وجبروت شيطاني، يجعلك تشُّك أن تلك الأحداث حدثت على كوكب الأرض أو حتى في مجرّة درب التبّانة..!!
الرواية تُصنف من روايات أدب السجون، للكاتب الأردني الدكتور أيمن العتوم، وتحكي قصة وأحداث حقيقية حصلت للشخصية الرئيسية في الرواية وهو الطبيب السوري إياد أسعد، زمانها سبعة عشر عاماً من عام 1980 – 1997 م، ومكانها سجن تدمر في مدينة تدمر السورية، وإن كان سينتابك الشك عند قراءة سطور الرواية بأن تدمر السجن ليست تدمر سورية في كوكب الأرض، بل هي تدمر الجحيم في الأرض السابعة أو تحتها، حيث سُجن بطلنا الطبيب السوري إياد أسعد في سجن تدمر بعد توقيفه لمدة من الزمن في فرع الخطيب الأمني بتهمة الانتماء الى جماعة محظورة.
يسرد الطبيب إياد أسعد بقلم الدكتور أيمن العتوم ذكرياته المؤلمة في سجن تدمر، وإن كان وصف الألم لتلك الذكريات لا يوفيها حقها ابداً، ذلك أن مجرد الألم في تدمر السجن يُعتبر لمسة حانية مقارنةً بما يعانيه القابعون هناك، هناك في جحيم الظلمات تحت أيدي الظالمين، هناك حيث رائحة الموت تُستنشق مع الهواء كل لحظة، هناك حيث الخروج من عالمك الى عالم الظلم والقهر وسحق الكرامة، هناك حيث فقدان الأحبة كل يوم، هناك في جبروت اللاإنسانية بلا نهاية، هناك سُجناء آدميون وسجّانون لم يصل ماء أبينا آدم إليهم أبداً، هناك في تدمر يتمنى المرء أن يخرج من بين أيديهم حتى لو تلقفته أيدي يأجوج ومأجوج، يتمنى لو يُسجن في قبضة الأعور الدجال لا في قبضة ( أبو نذير) مدير السجن، لأن الاعور الدجال كافر ودجال أما أبو نذير فهو كافر ودجال ولص وظالم ومفترس، يتلذذ برائحة الدماء، يستمتع بسحق الكرامة واذلال البشر، يعشق رؤية الشهداء معلقين على اعواد المشانق، يروي صحراء تدمر بدمائهم حتى أظن الصحراء بكت دفائنها، هذا إن كان هناك ذرة من الشفقة على تلك الجثث، وإلا فكانت تُرمى دون دفن حتى شبعت بطون حيوانات الصحراء المفترسة بلحوم الأبرياء.
يروي الدكتور أيمن العتوم بلغته التي عهدناها بما فيها من بلاغة وصور أدبية رائعة ذكريات الطبيب اياد أسعد، تلك الذكريات بتفاصيلها الدقيقة، كيف ينامون، كيف يفكرون، كيف يأكلون، كيف يُعذبون وكيف يموتون، والأصعب من الموت هو انتظاره كل لحظة، فلا أنت حي ولا ميت، ولا أنت في الدنيا ولا في البرزخ، ضيق في المكان، وضيق في الصدر، وضيق في التفكير، سنين سنين والرؤوس منحنية باذلال حتى أصاب الرقاب تقوس، أما الأجساد فباتت لوحات من الفن التشكيلي تُرسم بالسياط كل يوم، حتى اذا ما أشفق الزمان على تلك الخطوط بالبراء عاجلها الرسامون المجرمون بغيرها، الرؤوس لا تتلقى سوى أحذية العساكر وضرب المواسير الحديدية، الوجوه لا تتلقى سوى اللكمات القاتلة، فهذا يعود للزنزانة يحمل عينه بيده، وذاك مهشم الفك، والآخر تتساقط اسنانه ويتمزق فمه، ناهيك عن حفلات التعذيب الجماعي من سحل وركل وضرب يودي الى موت بعض السجناء في كثير من الاحيان، ولكن من يأبه بالموت من الظالمين.!؟ هم يعشقون رؤية الناس تموت، فذاك هو زادهم وسر بقائهم، يا للعجب..!! كيف يكون موت الناس حياة لغيرهم؟؟
لفت انتباهي بالرواية أمور كثيرة، أبدأها بالمدة الزمنية التي قضاها الطبيب اياد اسعد في المعتقل، فهي ليست شهور ولا بضعة سنوات، وإن كان اليوم هناك يُعدّ بآلاف الاعوام بما فيه من عذاب، لكنها سبعة عشر عاماً كاملة، ولك أن تتخيل اخي القارىء كل تلك المدة بأيامها وكل يوم يحمل ما يحمل من الاضطهاد والعذاب والموت، والأمر الآخر هي تفاصيل حياة الطبيب اياد أسعد الشخصية، فهو رجل متعلم يعمل بالطب، متزوج كان يعيش حياة هانئة هادئة، له أب وأم وابنته لمياء بربيعها الأول، وزوجة كانت تحمل في احشائها طفله الثاني أحمد حين تم اعتقاله، أحمد الذي سُمي على اسم شقيق الطبيب اياد المهندس أحمد، الذي شاءت الاقدار أن يعتقل بعده في نفس السجن ويتم اعدامه أمام ناظري شقيقه، سبعة عشر عاماً لم يرى الطبيب أحد من أهله إلا شقيقه وهو يموت..!! وهنا نستشعر المعاناة والألم التي شعر بها الدكتور اياد فبرغم ألم فقدان الأخ وموته إلا أن مشهد أخذ جثة أخيه إلى الصحراء دون أن يعلم مصيره أيدفن أم يُرمى طعاماً لوحوش الصحراء كان الأكثر إيلاماً، اما لمياء الصغيرة، فتلك الحكاية الأشد وجعاً وقهراً في الرواية، فكل ما سبق – على فظاعته – كان في صخب الواقع وفوضى الحياة، لأن الدكتور إياد كان يعيش يومياته مسجوناً في أشد أنواع العذاب الجسدي والألم النفسي مع باقي النزلاء، يتألمون ويبكون ويصرخون، ويموتون، ثم تبرأ بعض الجراح وتندمل قبل أن يعاود السجّانون نبش لحمهم حتى العظم من جديد، ولكن لمياء جرح من نوع آخر، ألم ليس كسابق الآلام، هو طعنة بالروح وكي للوجدان كل يوم وكل لحظة، وأكثر ما يؤلم في ذلك الجرح أن الطبيب إياد كان يشعر به منفرداً، في سكون الليل ووحشة الظلام، طفلته الجميلة تركها بعمر العام، بملامحها تلك وابتسامتها تلك، وتفاصيلها التي تغيرت مع مرور الوقت، ذلك الفصل من الرواية أبدع به الدكتور أيمن العتوم إبداعاً كبيراً في وصف الحالة التي كان يمر بها الطبيب إياد أسعد، واقتبس هنا " يا ابنتي...ليس في الحياة أسوأ من غياب أبٍ حانٍ على ابنائه عنهم، غير أن الأفدح أن تكوني موجودةً في حياتي ولا أكون موجوداً في حياتك!! أن أعدّ كل ثانية تمرّ عليّ هنا من ملايين الثواني على أمل الخلاص.. الخلاص الذي سيجعلني أرى وجهك من جديد، ثم لا يكون لي في قلبك أيّ قبول.. وأنتهي أمام قدميكِ كورقة يابسة".
في الفصول الأخيرة من الرواية حتى وإن كان بها شيءٌ من الفرح بخروج الطبيب اياد أسعد من المعتقل بعد قرابة العقدين من الزمان، ويتجلى ذلك في التفاصيل الدقيقة التي أسردها الدكتور أيمن العتوم خصوصاً في رحلة الطبيب في أسواق تدمر ورؤيته للناس والمحال التجارية، إلا أن مشاعر مختلطة بين الفرح والحزن والشفقة تنتاب القارىء في السطور الأخيرة من الرواية، نرى ذلك عندما وصل الطبيب الى الحي وعلم بوفاة والدته، ثم انتظاره على باب بيته وسماع صوت ابنته لأول مرة منذ سنوات طويلة، ثم اللقاء أخيراً بزوجته وابنته وسماع الآذان بصوت ابنه أحمد، كل تلك المشاعر التي أبدع الدكتور أيمن العتوم في وصفها تجعل القارىء يُنهي الرواية منهكاً وكأنه انتهى من حربٍ دامية.
اقتباسات من الرواية
"اختلط الليل بالنهار، تداخلا ربما، سبق أحدهما الآخر.. ماذا يعني الليل والنهار لسجين صارت كل خليةٍ فيه مرتهنة للدولة، وهو لا يملك حتى أن يسحب هواء الزنزانة الخانق إلى صدره..؟! كان عليه أن يسترق ذلك، لأنه إن ضُبط بالجرم المشهود فيسحرّمون عليه هذا النفس من أن يدخل إلى جوارحه ولو بالإكراه فيما بعد..!!"
" استيقظتُ فجراً، بدت السماء من شق الباب كأنها تتخلها عن سوادها لأزرقها الفاتح، كانت ليلة أمس قد قدمتني إلى الموت الذي رفضني؛ هل يكون الموت متواطئاً مع الجلادين؟!!"
" تختار الطيور أحياناً أعشاشها بغريزتها التي تقودها إلى الأمان النفسي والغذائي، وقد تغيرها بحثاً عن الحياة والحب والسلام، فتهاجر جهة الجنوب... أما نحن فقد كانت هجرتنا قسريةً جهة الشرق.. ولم يكن لنا من حق في الحياة ولا في الحب ولا في السلام.. وضعونا في أقفاص ذات جدران مصفحة وقادونا إلى حيث الموت والرعب والجنون والجحيم..!!"
" راقبته...مشى إلى المشنقة مقيد اليدين، واثقاً هازئاً... أعرفه تماماً، كان يمشي ساخراً من كل ما يحدث، غير عابىء بكل ما يجري من ترهيب وترعيب، غير مكترث لكل صيحات الجلادين التي تتوعد كل شيء تقع عينها عليه... خطواته كانت واسعة كأنما يركل في طريقه كل خوف أو ذعر أو استجداء"
" كم صار عمرك يا ابنتي؛ ست أو سبع سنين؟! نحن هنا لا نتقن عدّ الأعوام، هي تعدّنا، هي تأكلنا، هي تجترّنا بين أسنانها بهدوء، هي تحطم آمالنا، وهي تيبس ما إخضّر منها"