*يطرقع أصابعه تحضيرا لمراجعة مستفزة*
طيب، رواية عزازيل لها جانبان، جانب روائي ادبي وجانب بحثي فيما يتعلق بتاريخ المسيحية وبعض الجوانب الاجتماعية في تاريخ بلاد الشام ومصر.
من الناحية الأدبية فلم اجد ما يستحق اكثر من نجمة او اثنتين من باب المجاملة ودعم المنتج المحلي, احداث سمجة, قفز من موقف لاخر, شخصيات تنسى بمجرد قلب الصفحة, حوارات مملة هدفها اقحام وقائع وشخصيات تاريخية, ومونولوجات "كليشيه" سمعناها وقرأناها في مئات الكتب منها الغاز محمود سالم. اما حواره مع عزازيل في النهاية فيمكنك ان تجده على منتديات الملحدين وصفحاتهم على الفيسبوك.
طبعا لا ننسى المشاهد الجنسية المضحكة التي تذكرني بأفلام الثمانينات المصرية (اعتقد ان ليلى علوي يمكن ان تلعب دور اوكتافيا مثلا), صراحة لا اعرف معناها او الغاية منها, هل لإشعارنا ان الراهب له مشاعر و غرائز كباقي البشر؟ ام الإفادة يا شيخ!
نأتي للجانب البحثي, من الواضح ان يوسف زيدان باحث متميز, قرأ وعاين و شاهد وحضر قبل ان يكتب, وهذا الجهد واضح. لكنه لم يضع في الرواية الا رؤوس الأقلام, فانتهى بنص ادبي ضعيف ومعلومات تاريخية شحيحة، لا تزيد كثيرا عن محتوى كتيب في تاريخ الكنيسة.
اعتقد ان يوسف زيدان جاءه الهام ان يكتب (حتى لا نقول يسرق) مثل امبرتو ايكو في اسم الوردة. فتجد التشابه في وصف حياة الاديرة والرهبان والاختلافات العقدية بين الكنائس, حتى في مقدمته الوهمية التي تقول ان القصة هي ترجمة لمخطوط اثري, هي نفس مقدمة اسم الوردة. لكن شتان ما بين العملين.