كباقي مؤلفات رضوى عاشور رواية رائعة وسرد جميل للتفاصيل , من أفضل الروايات التي قرأتها في 2016!
الطنطورية > مراجعات رواية الطنطورية
مراجعات رواية الطنطورية
ماذا كان رأي القرّاء برواية الطنطورية؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
الطنطورية
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohammed Mahdi
Jnvogjfmnfkfnfo
nfmhjjghmvsdquw wj nmmkgm,fbjnn😍😃😅😇😅😊 -
Rudina K Yasin
اخترت قرية الطنطورية احدى قرى الساحل لأنّ الجميع يتحدّث الآن عن الضفة وغزة. قررت أن أحكي حكاية اللاجئين، لأنها أصل الحكاية"، مضيفة: "فكرة الرابط القوي بين الشتات وفلسطينيي الأرض المحتلة تتأكد في مشهد الرواية الأخير، حيث تذهب رقيّة مع مئات من الأهالي بعد تحرير الجنوب إلى الحدود لملاقاة فلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال، على الجانب الآخر من
إن بطاقة الهوية دائماً فيها اختصار ...
تلخيص لحكاية طويلة عريضة مركبة ممتدة غير قابلة للتلخيص .
روايتنا اليوم تُختزل في بطاقة الهوية الرواية التي أذهلتني رضوى عاشور بالتفاصيل التي روتها ، التفاصيل التي جعلتني في حيرة من أن أرويها على الصعيد الشخصي لراوية الحكاية رقية ،أم على الصعيد العام فهي قصة كل فلسطيني لذلك أحسست بذوبان التفاصيل الشخصية أمام المشهد الكبير الذي لقساوته تذوب أمامه التفاصيل الشخصية الصغيرة .
سقط السقف على رأسها ... ومن هنا كانت البداية .
كأنها الإنسان الأخير على هذه الأرض ... كأن من ذهبوا أورثوها حكايتهم لتعمر الأرض باسمهم وباسم حكايتهم.
هي حكاية عُمر متشابكة مع أعمار الآخرين ، من الطنطورة بدأت الحكاية وبها تنتهي .
لو أنها قصة أو رواية عادية لكان للتفاصيل معنى آخر تفاصيل البحر ، تفاصيل الأرض ، الناس ، البيوت الأفراح ، الأتراح كلها ذابت .... تلاشت يوم سقطت حيفا.
وبدأت الحرب تدور هنا وهناك .
وصارت أسماء العصابات الصهيونية متداولة بين الناس الهاجاناه ، شتيرن ، إتسيل .
لو أن العم أبو الأمين حكى الحكاية لاستفاض بالكلام وحكى الحكاية باليوم والساعة والحي كأنه ينشر حيفا أمام السامعين ، لتحدث عن البحر والقرية والناس وعن صدمة الناس مما حدث ،توقع العم أبو الأمين ما كان سيحدث فقام بترحيل عائلته إلى صيدا قبل سقوط القرية موقفه هذا الذي جعل أخوه أبو الصادق يقاطعه لأنه باعتقاده هذا موقف جبان فرفض أن يرحل أي أحد من عائلته .
سقطت حيفا ....
ثم توالى سقوط القرى والبلدات .
بعد استشهاد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل عام 1948 صارت البلد ( الطنطورة ) بيتاً كبيراً للعزاء .
توالت الأخبار والأحداث بمجزرة دير ياسين ،سقوط صفد ، يافا ، ثم عكا .
بدأ القصف من البحر مما دفع الناس لمغادرة بيوتهم في القرية .
قسم اليهود الرجال عن النساء اللواتي حملن كل ما استطعن من مال ومؤن وحُلي ...الخ
تم تفتيش النساء واخذ كل ما حملن منهن.
جمعوهم بشاحنات ورحلوهم وقبل خروجهم من القرية صرخت رقية لأمها مشيرة إليهم هناك ، كان أباها وأخويها ملقون مع بقية رجال القرية في أكوام .. أكوام من الجثث.
تحكي رقية الحكاية تستجمع تفاصيل ما حدث لتكتب .
كانت حرب تسلمنا إلى حرب كيف احتملنا وعشنا وانزلقت شربة الماء من الحلق دون أن نشرق بها ونختنق.
مذهولة من هول ما رأت تستحضر الذاكرة
نكبة 48
نكسة 67
من مشهد قتل أبوها وأخوتها تتوالى الخيبات والهزائم.
كان الإعتقاد السائد لدى الجميع بأن المخيم ما هو إلّا محنة عابرة ألى أن جاءت وكالة الغوث ووثقته بهوية فأصبح من الصعب تجاهل المخيم بعد الآن .
تمضي الحياة كالقطار السريع مالذي تفعله إمرأة تشعر أنها بقيت على قيد الحياة بالصدفة ، حياة عارية من المنطق لاستحالة إيجاد أي علاقة بين السبب والنتيجة.
الحرب تجعل منك أُذناً كبيرة مع بوصلة لتحديد الاتجاهات ، فإما أن تموت بالقذيفة أو تموت من الخوف .
هكذا كان شكل الحياة في لبنان ومخيماتها .
بدأت الحرب في لبنان في عام 75 بالسبت الأسود حيث قتلت قوات الكتائب اللبنانية 300 فلسطيني ومسلم لبناني .
ثم مجزرة تل الزعتر عام 76 حيث حوصر تل الزعتر من الجيش السوري وقوات الكتائب اللبنانية حصار دام 52 يوم مع قصف مستمر ومنع الصليب الأحمر من دخول المنطقة .
دخلت الكتائب وقامت المجزرة ، قتل وذبح واغتصاب ، هدم للبيوت قتل خلالها 3000 فلسطيني وشرد الباقي .
توالت النكبات وصولاً للاجتياح الإسرائيلي بقيادة أريئيل شارون بمساعدة الكتائب للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.
الذي نتج عنه الإتفاق على رحيل المقاومة الفلسطينية من لبنان إلى تونس.
بعد قتال عنيف وقصف ودمار لكن حتى بعد كل ذلك ظلت المخيمات الفلسطينية تدفع الثمن .
استمرت الحرب حيث حُورب الفلسطيني أينما وجد ، استمرت الكتائب اللبنانية بالقتل والخطف والإعتقال والتعذيب ، وكان ما حدث في مستشفى عكا من أفظع ما حدث ، اقتحمت قوات الكتائب المستشفى قاموا بقتل الجميع ممرضين ومرضى نساء وأطفال حتى الأطفال بالحضّانات .
ودفن الجميع بمقابر جماعية حتى أن بعضهم دفنوا أحياء .
كم حرب تتحمل الحكاية وكم مجزرة.
تتزاحم الأفكار هنا وهناك ....
يأتي صوت أم رقية وهي تقول لأبو رقية
وتغرّب بنتك على حيفا يا بو الصادق احتحاجاً منها على موافقته على تزويجها في حيفا .
تغربت بنتك لصيدا ، تزوجت إبن عمها أمين أنجبت منه صادق وحسن وعبد ، سمتهم على أسماء إخوتها الذين قتلوا في نكبة 48 ثم رزقت بمريم ، مريم الكفلة التي جاء بها زوجها أمين ليتبنوها بعد مقتل كل أهلها .
مريم التي رفضتها رقية بالبداية لاصبح أغلى إنسان على قلبها خصوصاً بعد فقدان زوجها أمين بأحداث مستشفى عكا.
عائلة رقية هي نموذج الشتات الفلسطيني.
ليبقى المخيم أصل الحكاية ...
الحكاية التي لا تنتهي مادامت قابلة لأن تُروى
-
بشائر حداد
قبل فترة حين قرأت الطنطورية للجميلة رضوى عاشور , لم أعرف ما كان شعوري تحديدا , الطنطورية بلا شك كانت كتابا غير حياتي , تفكيري , وحتى معتقداتي ,وهنا أفكر ,أقول في نفسي أن رضوى وصلت مرحلة ما فوق النجاح , بأن غيرت من خلال كتاباتها انسان كامل ,روح كاملة .
قبل سنة طلب مني أبي أن أِشتري له الكتاب كي يقرأه , حين إشتريته وانتهى أبي من قرائته , وضعته على رف مكتبتي , قلت في عقلي مستحيل أن أقرأ هذا الكتاب يوما , لا أدري لم نفرت منه يومها , ربما من شكله الخارجي , يوحي بأنه كبير جدا وممل , قبل أسابيع ذهبت الى المكتبة رايت الكتاب ابتسمت استعرته وقلت سأقرأ هذا الكتاب , مع أنه على رفنا نسخة منه , لكني أردت أن أقرأ الذي في المكتبة ,لأنه ربما ظل قليلا من اعتقادي بأن الكتاب الذي على الرف ممل , كانه غير الكتاب الذي استعرته من المكتبة ! : )
معظمنا يعرف ماذا حصل جراء النكبة التي حصلت عام 1948 , نعرف كم مدينة وقرية فلسطينية سقطت , ونعرف كيف سلبوهم منا وأصبحوا تحت ملكية الكيان الاسرائيليّ المريض , فمثلا لا يستطيع أحد الان الذهاب الى حيفا مثلا او عكا إلا بتصريح , ويلزمنا حين نذهب للقدس تصريح وتفتيش و(مية قصة وقصة ! ) لكن مر على تلك النكبة ما يقارب 68 عاما , كلنا حزاني بالطبع على نتائج هذه النكبة , لكن بالطبع ليس ذات الحزن الذي شعروا به أهل المدن التي سقطت , ليس ذات الشعور بالحزن والمر والقهر الذي شعروا به من حضروا النكبة ,من كانوا قبل النكبة أصحاب هذه المدن وسكانها وكل ما فيها , ورضوى جعلتني أشعر ذات شعورهم , كأنها جعلتني هناك في الطنطورة , كأنها مدينتي , وشاهدت أمام عيني كيف سقطت ,, كيف هجرت منها , كيف أصبح بحرها الذي كنت أداعب امواجه ويداعب أطراف ثوبي المبلل قبل قليل ليس لي , , رضوى عادت بي الى الزمن الماضي , الى زمن ال48 , زمن النكبة والحزن , و,,الوجع ,,
رأيت كيف سقطت المدن أمامي . لا ادري لم بكيت أحسست حينها وأنا أقرا انه كيف ,, كيف ضاعت مدن فلسطين هكذا ؟ أما من يد ضخمة كانت لتقف أمام كل هذا ؟ كيف تسربت قبضة الاحتلال وسرقت البيوت وعلقت سلاسل المفاتيح على أعناق النساء الفلسطينيات , السلاسل التي بقيت هناك على أعناق العجائز والنساء على أمل العودة يوما ما . كيف ضاعت منا فلسطين ؟ كأنها ماذا ؟ نعم كأنها سراب , كطيف ساهم وسط سماؤنا الحالكة ضاعت ,رغم أننا قاومنا كثيرا , بكينا كثيرا , وخسرنا أماكن وبيوت وأروااح كثيرة ,,
أسأل نفسي الان , لو ذهبت إلى الطنطورة ماذا ستكون ردة فعلي ؟ سأبكي ؟ سأبحث بين البيوت عن بيت أهل رقية ؟ سأظل واقفة على شاطئ بحر الطنطورة منتظرة شابا عاري الصدر وقطرات المياه التي على كتفه تلمع , اسمه يحيى ؟ ربما , لا أدري , لكن المؤكد أنني سأستحضر جميع الشخصيات , سأرى رقية ذات الثالثة عشر وهي تجري خجلة بعدما رأت ذلك الشاب الذي خرج من البحر مبللا , سأرى أمها وهي تتوجس على باب البيت قلقة على حسن وصادق ولداها العائدان من حيفا ,, ثم ستكبر رقية أمامي , ستسقط مدن فلسطين واحدة تلو الأخرى أمام عيني أيضا , سأرى والد رقية مع عمها أبو الأمين يتشاجران بخصوص البقاء على أرض الطنطورة , التي من المحتمل في أي لحظة أن تستقط كباقي مدن فلسطين , سأرى وصال , الطويلة , مكتنزة الجسم , وعبد الصغير متشعلق برقبة رقية ,لكنني لن أستطيع إكمال المشهد , رحيلهم من الطنطورة , صمت رقية المريب , سفرهم إلى صيدا والتعب الذي لاقوه هناك , موت أم رقية , ستعود لي الصورة من جديد , ستعود رقية أمامي , طفلة , ثم فتاة , ثم زوجة ,ثم أم , ثم جدة , سأرى حسن الحيي الهادئ ,بعذوبته الرائعة , وعبد الشقي وهو يدور حولهم , وصادق الذي لم أحبه كثيرا , ربما أنا مثل رقية لم أحب هذا الثراء الذي هو فيه , مع اني بذات الوقت لا اريده ان يبقى محبوسا في زنزانة الفقر في لبنان التي تقول كل يوم بلا خجل وبلا لف ولا دوران : ارحلوا لا نريدكم , وبين كل هذا ستكون مريم تغني بصوتها الجميل , وستعود وصال بنصيّة الجبن وتنكات زيت الزيتون والمسخن , ثم احفاد رقية وهم يركضون حولها ,وخلال كل هذا سيكون امين جانب الصورة التي أراها يبتسم , سألمح عز الذي شاخ مرة واحدة , لكني سأراه وقتها يضحك بذكاء , لا أدري تختلط الصورة في ذهني , أراهم مرة وهم أطفالا , ومرة وهم كبارا , تمر الصور أمامي , حسن وزوجته التي قالت عنها رقية أنها كملاك تحرسه , واطفالهم الثلاثة في كندا , ثم صورة صادق وزوجته رندة وأطفالهم في أبو ظبي , ألمح صورة عبد أمام مركز الابحاث الذي كان يعمل به , المركز الذي لم يبق منه سوى الركام وخيبات الامل , تأتيني صورة مغبشة لعز لكنني فعلا هذه المرة أراه كبيرا والشيب غزا شعر رأسه , مع زوجته في تونس , من ثم يأتيني طي
ف مريم ورقية في الاسكندرية , مريم تغني لها , بينما تحيطهما الأشجار والمزروعات التي زرعتها رقية , لتستقر الصورة أخيرا في الطنطورة , البلد الجميلة جدا ,,لم أكن أعرف أن لبنان رفضتنا بهذا الشكل , وهو ما أحزنني كثيرا في الكتاب
رضوى الجميلة , شكرا لك على هذه الثروة الكتابية , وبالنهاية أنصحكم بقرائته : )
-
reading books
الطنطورية، للكاتبة المصرية رضوى عاشور
عدد الصفحات:459
التصنيف :أدب روائي
الناشر:دار الشروق
تتناول الرواية قصة رقية ؛ امرأة فلسطينية تنحدر من قرية الطنطورة في الشمال الفلسطيني ،التي تحكي لنا تفاصيل حياتها منذ النكبة 1948 إلى سنة 2000 .
عن طريق العديد من الشخصيات الخيالية ،نجحت رضوى عاشور في تقريبنا من الواقع الفلسطيني المرير و معاناة الفلسطينيين الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة و ضحاها" لاجئين ".
مثلت رقية المرأة الفلسطينية المكافحة التي ظلت متشبتة بأمل الرجوع إلى الأرض و الذي اورثته لأبنائها رغم أنهم لم يزوروا فلسطين قط، كانت رقية دائما تبحث عن فلسطين في كل بلد تزوره محاولة اطفاء و لو القليل من نار الشوق التي اندلعت في احشائها منذ تهجيرها من بيتها في الطنطورة لكن دون جدوى لتعود في اخر حياتها للاستقرار في صيدا، لبنان، رغم ما عاشته هناك من حروب،عدم استقرار،فقد،خوف مستمر أثناء الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان و ذلك لأنها أقرب نقطة لفلسطين،أرضها و أرض اجدادها .
أشارت رضوى عاشور إلى الكثير من الاحداث الحقيقية التي حدثت في فلسطين كالنكبة ،المجازر و المذابح ( صبرا و شاتيلا،مذبحة الطنطورة ...) ،لتعرفنا بالواقع الفلسطيني بعد الاحتلال وتفضح الجرائم التي ارتكبت في حق الفلسطينيين دون أن يحرك العالم ساكنا.
رواية مليئة بالمشاعر و الأحاسيس الصادقة : الحزن،الخوف، عدم الشعور بالأمان،الفقد،الخذلان،الظلم، الأمل ،حب الارض،العطاء،و إرادة الحياة ،التي نجحت رضوى في نقلها لنا عن طريق حكي رقية و غوصنا في حياتها و شخصيتها .
الرواية ممتعة بلغة عربية سهلة و اسلوب سلس مما بجعلها مناسبة للمبتدئين في القراءة و لكل من يريد فهم القضية الفلسطينية و يتقرب من الحياة الفلسطينية بحلوها و مرها .
و أخيرا، تنبهنا الكاتبة في الرواية الى ان الدفاع عن فلسطين لا يكون فقط بحمل السلاح و الموت في سبيل الوطن فأولاد رقية كانوا بعيدين عن فلسطين لكنهم ظلوا يدافعون عنها كل واحد في مجاله : الكتابة ، مساعدة الشباب الفلسطيني ،رفع قضايا على الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم حرب في الفلسطينيين...
التقييم:⭐5
-
سليمان عربيات
رواية عميقة تعطي عدّة أبعاد لمعاناة اللجوء الفلسطيني، وتربط القارئ بشخوص القصّة، معطية أبعادا كثيرة لأثر اللجوء على كلّ لاجئ عانى خلال هذه القضية الكبيرة.
الشخصيّة الرئيسيّة، رقيّة، شخصية محبوكة باتقان بالغ، وسرد القصّة - المرتبط بها طوال الرواية - متنوّع وغنيّ، فهو تارة ذكريات، وتارة حوارات، وأحيانا وهي تقرأ رسالة، أو تفكّر وهي تسمع، وأحيانا يختلط كلّ ما سبق بسرد عميق لذكريات مقروءة مع أفكار مع حوار حالي، فتصبح كلّها وصفا عميقة لمعاني كثيرة، ولكنّها بسيطة ومفهومة في ذات الوقت.
الأحداث تنتقل من الطنطوريّة على الساحل بين يافا وحيفا، إلى لبنان كمسرح أحداث كبير، ثمّ إلى الخليج ومصر، مرورا بدمشق وعمّان كمدينتين سريعتين المرور في الرواية. لكلّ ذكر من أي من هذه المدن أو البلدان وصف دقيق وجميل استطاعت الكاتبة فيه أن تنقل كافّة الشخصيات المعنيّة وتضعهم في قالب المدينة بشكل مبهر، ووصف كلّ مدينة بأبعاد كثيرة تتجاوز الشكليات والمظاهر.
الرواية غير سياسيّة، ولكنّها في ذات الوقت مرتبطة بالسياسة بشكل عميق، وتبرز أسوأ ما جلبته السياسة للقضيّة الفلسطينيّة وللاجئين، وتبرز أيضا الوحشيّة الكامنة في كلّ انسان مهما كان أصله أو دينه أو عرقه، وتعزّز مفهوم خيارات الفرد في الخير والشرّ في كلّ حدث من أحداثها.
يجب على كلّ جيلنا ممن لم يعاصر نكبة فلسطين أن يقرأ هذا الكتاب - وغيره طبعا - لتعزيز مفاهيم القضيّة الفلسطينيّة الأساسيّة، ومفهوم الحقّ في الأرض، ومعاناة اللجوء، والتي أصبحت الآن مجرّد كلمات تستعمل في النقاشات السياسيّة ثمّ تودع في أدراج العقل حتّى النقاش التالي.
-
chaabani manel
وقائع الرواية، جغرافيتها، تواريخها، و الشخصيات التي عايشت التاريخ واقعية، حصلت فعلا و أصحابها تنفسو هوائنا و عايشو قضايانا و اغتالهم مستبدو عالمنا ...
أما الرواية ذاتها، التي سيرها خيال رضوى ووجدان رضوى فهي نحن ذاتنا ...
خيال رضوى أنتجنا بين السطور، حدثنا بما كان يمكن أن يكون، لو نحن كنا في الطنطورة، في فلسطين، يوم دخلتها عصابات اليهود.
نحن هم و هم نحن، و تلك هي رضوى، تعلم ذلك حق المعرفة ...
تتواجد وجدانا و روحا و فكرا في أمكنة متعددة في الثانية الواحده، في الواقعة الواحدة.
لا يمكنني أن أتحدث عن الطنطورية بمعزل عن كتابة رضوى، و روايات رضوى.. التي اعتادت في صفحاتها أن تطوي الزمن طيا .. و المكان أيضا.
وصف لحظات تاريخية كلحظة خطاب جمال عبد الناصر، تجدها حية في روايتها سوسن و خديجة. و كأنك تضع الراديو، تجلس و تستمع من مصر، من واقع مصر، و محيط مصر، و معك عائلتك المصرية... ثم تختلف الصورة و تجد نفسك لاجئا في صيدا تتابع الخطاب و تتسائل عن مصيرك و مصير العالم ....
تقرأ الخطاب فعلا، أو تستمع إليه فضولا.
هي صورة واقعية، ولا بد أن تكتمل في ذهنك.
الأمر يهمك.
مفترقات التاريخ التي صنعت هويتك تهمك.
تختلف المصائر، مصير فلسطيني، حروب و تهجير و كم هائل من الخوف، و كم من الحياة.
و مصير مصري، هجرة و اصطدام مع المنظومة الأخلاقية و الفكرية، و فراغ و كم من الألم... و كم من الحياة أيضا.
تقارن، ما يبدو حالا أكثر إستقرارا للوهلة الأولى، لا تعود تراه مستقرا حقيقة ...
إنما هي بعض السطور، وتغدو الصورة جلية أكثر.
-
نهى عاصم
من أجمل ما قرأت رغم ما بها من احزان حملتها معها رقية -طفلة الطنطورية الفلسطينية- عدة عقود وكان من ضمن ما حملته مفتاح دارها معلقا بحبل في رقبتها، ويتدلى المفتاح مستندا على قلبها وقلب نساء فلسطينيات كثيرات خرجوا من ديارهم ولم يعودوا ابدا.. لا تخلع النساء ابدا هذه السلسلة - كما الرباط حتى الموت وتتسلمه الابنة بعدها - وان داب الحبل تقوم بتغييره
ومن الأناشيد الفلسطينية الجميلة : أنشودة يا زريف الطول
كاتبة مصرية أقنعتني أن فلسطين جرح ينزف في وطن مغيبا ، فها هي تقول:
"ذاكرة الفقد كلاب مسعورة تنهش بلا رحمة لو أطلقت من عقالها"
روعة رغم كل ما فيها من حزن فهي سيرة وتاريخ أشخاص ومدن فلسطينية عانوا وظلوا يعانوا حتى يومنا هذا..
ومن أجمل اللحطات التي عشتها معهم لحظات 67 وهم يعدون ثيابهم واوراقهم ويمنون النفس بالعودة إلى بلادهم ولكن تجيء النكسة ويتنحى ناصر فيقتل الامل في قلوبهم
مقتطفات من الطنطورية:
“الذاكرة لا تقتُل. تؤلم ألماً لا يطاق، ربما. و لكننا إذ نطيقه تتحول من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه. نقطع المسافات. نحكمه و نملي إرادتنا عليه.”
“احنا اتفرقنا و على الله الرجوع .. و المفرّق و المجمّع ربنا (من تراث أغاني العرس الفلسطيني)”
“أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر انها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟ كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين و الشهور و الأيام و اللحظات الحلوة و المرة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟”
-
خالد جمال محمد أبو سلطان
#الطنطورية نسبة إلى تلك المرأة التي أخرجت من بيتها في #الطنطورة (إحدى القرى الفلسطينية التي هُجِّرَ أهلها عام النكبة وحصل فيها مجزرة) عندما كانت فتاة في الرابعة عشر من عمرها لتكون شاهدة على المجزرة وشاهدة على مقتل أبوها وأخويها الصادق وحسن واللذان سيحمل ابناها اسميهما بعد ذلك، وشاهدة أيضا على معاناة من هجروا إلى مخيمات اللجوء والشتات في لبنان والذين سيعانون هناك أيضا من العنصرية تجاههم بدعوى أنهم جلبوا الخراب للبلد والذي تسببت فيه قيادتهم.
من شاطئ البحر هناك في الطنطورة ومرورا بصيدا وبيروت وأبو ظبي والإسكندرية، إلى ذلك السلك الشائك بين فلسطين ولبنان، فالعودة إلى (منزلها) السابع في صيدا، تأخذنا الكاتبة في رحلة من الخواطر والمذكرات المشبعة بعبق التراث الفلسطيني الأصيل، والممزوجة بمرارة الغربة والمأساة لتشكل رائعة فنية مبهرة.
ومن #رقيَّة الفتاة بنت الشاطئ التي أخرجت من بيتها حتى غدت عجوزا في السبعين إلى رقية الصغيرة ذات الأربعة أشهر ابنة ابنها، والتي كانت تنتظرها على الجانب الآخر من الحدود في آخر فصول الرواية وأقلها بؤسا ينتقل رمز العودة (المفتاح) من جيل إلى جيل، في مشهد يوثقه شاب رسام برسمة يرسمها بالفحم، لتعود رقية بعد ذلك لتنام مبيتة النية للبحث عن ذلك الشاب الذي اسمه ناجي من مخيم عين الحلوة في إشارة إلى ناجي العلي الذي لجأ إلى نفس المخيم، والذي أحبت رسوماته واحتفظت ببعض منها، وقد قتل اغتيالا على يد الموساد الإسرائيلي في لندن عام 1987.
-
نُورَهـ مُحمد
أحببت الرواية من فصلها الأول وقعت في قلبي ألفة لعائلة الطنطورية -لعائلة رقية - !
صاغت رضوى عاشور توليفة سحرية بأسلوبها ، لغتها ، وصفها و شخصياتها لتجعلك بإرادتك اسيرًا لروايتها و فردًا من عائلة أمين تبتسم حين يلقي أحد الأولاد دعابة او حين تسرد مريم قصة
و يفر الدمع من عينيك حين يشتد القصف او حين تخرج رقية قمصان أمين الثلاثة و تغسلها و تكويها من وقت إلى آخر !
تساءلت كثيرًا في رحلتي مع رقية في بيوتها السبعة أهذا الإنسجام الذي أسرني حتى جعلني استبطئ الصفحات خوفًا من النهاية و نظم فيَّ انفعالات
عدة في فصول الرواية هو أمريستدعي الفرح أم يستدعي الحزن أم يستدعي حدادًا يبكي في سائر الجسد لوقائع شهدها الفلسطيني لخيبات و احزان تلاحقه كظله
لم تكتفي بقتله و تهجيره في 1948 بل زادته تنكيلًا في أيام عمره كله و كأن تلك الصدوع التي في وطنه و انتقلت بآلية إلى أجزاء روحه لا تكفي فلعنة كونه (فلسطيني) تسستدعس وبالًا من المزيد من الألم؟!
الحق يقال أبدعت رضوى عاشور في نسج الحدوته الفلسطينية حتى انفصلت عن نفسها و واقعها و مصريتها
إلى الحد الذي يخيل للقارئ أن الكاتبة فلسطينية أبًا عن جد طنطورية كانت أو مقدسية أو غزاوية ! فتسير بك في طرقات حكاية على الرغم من معرفتك ببعض أجزائها او معاصرتك للبعض الاخر إلا انك تخرج من بساطنها و أُلفتها مأخوذًا تَلُفك مشاعر عميقة لا تردي الخروج منها.
أخيرًا لا يسعني القول إلا رحمك الله يا رضوى و أسكنك فسيح جناته.
-
هيفاء علايا
لم تكن رواية نقرأها وحالما نغلق الكتاب ننتهي منها ولم حكاية تروى على عجل وتنقضي !
كانت رحلة ،رحلة طويلة المدى قصيرة الزمن...
أخذتني إلى هناك ..إلى فلسطين وإلى بحر الطنطورة تحديدا قبل ال48 فتاة تقرفص على الشاطئ تداعب الماء قدميها بعد 48 فتاة تقف برفقة حشدا من النازحين
عشت الإحتلال خلتهم يطردوني من بلادي يقتلون أهلي ويشردون ألأطفال يأسرون الرجال يغتصبون النساؤ ويعدمون الجميع .. كان قاتلا مجرد الخيال كان قاتل!!
ثم إلى صيدا لتحكي قصة لجوء تشبه قصتنا تحكي عن عين الحلوة فأبكي على الزعتري وبعدها إلى بيروت لتحكي قصة المجازر والإجتياح فأبكي على سوريا ثم إلى أبوظبي والإسكندرية فأبكي على غربتي ثم تعود إلى صيدا وتنتهي عند السياج الشائك على حدود فلسطين.. _______________
في كل مرة مرة افتح الرواية افتح (Google)معها لأفهم مايحدث .. أقرأ تاريخ لبنان وأتعرف على ناجي العلي(رحمه الله) وقصة إستشهاده التي لم أكن اعرفها رغم معرفتي لحنظلة ،ثم لأرى زهرة عصفور الجنة وأعرف ماهي البارجة البحرية .
قلت سابقا لم تكن رواية نغلقها فتنتهي
______________
لا أعلم لم كان فنجان القهوة رفيق قرآءتها ربما لأن رقية تجيد وصفها فتشتهيها ! أو لأنها رواية تحتاج(دماغ مصحصح)
رواية تركت فيا أثر كبير أكبر مما تصورت
-
Raeda Niroukh
هذه ليست مراجعة، بل كلمة لتوثيق الحدث :
أغلب المراجعات تحدثت عن كم الألم الذي يخرج به القارئ بعد الانتهاء من هذه الرواية، لكن ألم الدنيا و قهرها و ووجعها قد ألقى بظلاله وأنا أقرأها ، ليس لما ورد فيها من أحداث، بل لان توقيت القراءة ، الحرب على غزة في شهر اكتوبر 2023، كانت من أفظع ما يعيشه انسان.
المجزرة تتكرر، و النزوح، والتشتت..،والقهر والألم!
تعلمك الحرب يا رضوى، كيف يسقط القناع عن القناع لتنهشك أنياب إنسانيتهم المزعومة، فللحرب " آثار جانبية" كأن يُقصف مستشفى معمداني، كأن تتبعثر أشلاء الأطفال فوق الأشجار، وتضيء القنابل الفسفورية عتم ليلنا الداجي، تعلمك الحرب يا رضوى كيف يمكن لأب أن يجمع فتات أجساد أطفاله في كيس بلاستيكي أزرق، وفي اليد الأخرى يحتضن ما تبقى من شلو يد طفله الأكبر، ثم يعود من تسوق الموت ليجد العالم يرغب ( بالتحقق و التريث و التأكد).. تعلمك الحرب يا رضوى أن تكفي عن استجداء ضمير العالم الميت فصوتك يعيق نومه الهادئ، تعلمك الحرب يا رضوى أن تزرعي حزنك حدائق غضب لينبت حقداً يأخذ بثأرك.. تعلمك الحرب يا رضوى أن النسيان كل النسيان خيانة عظمى.
-
Heba Abd elnaser
4.5
تحكي رقية لنا عن شهادتها لما رأت في حياتها من الاحتلال منذ أن كانت في الرابعة عشرة إلى أن أصبحت في السبعين منذ أن كانت تعيش في الطنطورة ثم إلى صيدا فبيروت فأبو ظبي فالإسكندرية فصيدا من جديد، وكيف أن الجيش أخرجهم من أمنهم ودارهم إلى الحرب وهدم الكثير من أعمدة الآمان التي اعتادت العيش عليها، ولكنها على انتقالها من بلد لآخر لم تتخل عن عاداتها حتى تلك العادة التي اتفق فيها كل نساء البلد من دون اتفاق وهي حفظ مفتاح دارهم دائماً حول رقبتها، وانتقالهم من بلد لآخر لزيارة معارفهم ولإقامة أفراح ولديها..
ساقت الكاتبة الأحداث ببراعة وبأسلوب لا يدعو للملل كمطالعة الجرائد ومشاهدة نشرة الأخبار مثلاً، حتى أني شعرت أنها عاشت الأحداث بنفسها 👌، أبدعت في الوصف والتصوير في الأحداث والمشاعر كذلك..
المشكلة الصغيرة كانت بخصوص النشر بعض الحروف في غير مكانها يعني كلمات غير صحيحة أكثر من كلمة ولكنهم قليلين بالنسبة للكل، وكنت أود لو أن جزء تفصيل اللهجة الفلسطينية في البداية لأن وقفت أمامي معاني كثيرة لم أفهمها إلى أن فوجئت أنها مفصلة في النهاية .
#دار_الشروق
-
Sawsan Shaker
القصة أقل من عادية؛ جميلة من جانبها التاريخي بتوثيق أحداث التهجير القسري لإخواننا الفلسطينين والمجازر التي طالتهم في لبنان وغيرها من المناطق والخيبات والنكبات العربية بحقهم، لكن الكاتبة أطالت في سرد تفاصيل وقصص يمكن حذفها وتمريرها دون أن تؤثر على صلب الموضوع … وأسوأ ما في الرواية هو التلفظ بألفاظ السب والشتم واللعن للذات الإلهية بكل بساطة خلال محاورات الأخوة الغاضبين، و أتعجب حقيقة من روائية مسلمة أن تذكر هذه العبارات التي لا تليق بها، ولا تضيف لرويتها سوى السوء والشنار، وما أصاب المسلمون من شتات في الأرض إلا بسبب تعديهم على الذات الإلهية بهذه البساطة التي تحدثت به الكاتبة!، وبهذا الصمت والقبول المستهجن من الأم صاحبة التربية الرشيدة (شخصية الرواية) .
وأرجو رجاء خاص من الكاتبة أن تحذف في طبعاتها القادمة هذه المسبات التي تنقص من قيمة الرواية جدا .. وتشعر القارئ المسلم بنفور شديد يستدعي التوقف عن إتمام القراءة..
ولكم مني جزيل الشكر والتوفيق