لرضوى تلك القدرة على حكي الهزائم بأسلوب غير انهزامي، هي تعلم مدى حساسية الأمر، تعلم أنها تتعامل مع أوجاع متأصلة تعصف بالروح وتصعقها، لذلك تتعامل معها بخبرة جراح عبقري
بعكس غسان كنفاني الذي يُشعرني بالقهر والعجز والغضب ويضع نهايات تتركني في كرب شديد رضوى تجبرني على معايشة المعاناة حيث كل تفصيلة تؤلم، وكل موت يوجع، ورغم ذلك يوجد ذلك
الشعور بالدفء الذي يصاحب كل ما تخطه السيدة، كأنها تحكي لي
وحدي.
رضوى تعلم أنها تسرد سلسلة هزائم مريرة والتي يدفع الشعور بالعجز تجاهها إلى الانكسار، لذا فهي لا تحكي بقسوة، بل بتمرس أم حنون تجيد التعامل مع الألم دون أن تجعله يستوطن قلبك، فأشعر بالكلمات تعانقني لتخفف عني قسوة الأحداث، أشعر أنني أطير لا أقرأ رواية أنني كنت ضمن مجلس الأسرة لا أقرأ السطور، أنني فرد من العائلة لا مجرد متطفل يقرأ شهادة سيدة عظيمة ككل شخصيات رضوی