اقتباسات محمد حسن علوان

قغؤ

”وأمّا أنا فأقولُ لكم:

‫ أحبّوا أعداءَكم…

‫ لأنّه إن أحببتُم الّذين يحبّونكم فقط،

‫ فأيُّ أَجرٍ لكم؟“

‫ (متّى 5/ 44–46)

كان الكلام مثل البحر الذي لا يحدّه المجرى كالأنهار. لا يوقفنا عن الحديث إلا الحياء أحياناً، أو النوم

هل كنتِ تثقين بي، أم تشكّين في قدرتي على الكلام أصلاً؟ هل كنتِ تتكئين على قوّتي، أم ترتاحين لضعفي؟

غير أني لم أكن أثق تماماً آنذاك بأن هناك امرأةً ناجيةً من أسطورة الخوف في بلادنا. كلهنّ يخشينَ الألسنة، ويحذرنَ التمادي

لا بد من تضحيةٍ ما، لا بد من ضجَّةٍ ما، فالأقدار لن تمنحنا كل ما نريده دون سعي.

الحب الحقيقي لا يحتاجُ إلى تحريض ليجعلنا نغيّر شكل حياتنا بأسرها، من أجل من نحب.

إلا أنني لم أعد أدري أين كانت تلك الفجوة الزمنية التي عبرناها ساهِمَيْن، فإذا بنا قد عشقنا وغرقنا دون أن نعرف لهذا الحب معنى أو نلتمس له أملاً في وسط ظروفٍ كهذه.

شعرتُ أن الحُبَّ لِصٌّ، اختَلَسَنَا هكذا من غُرفاتِ الحياة، وعلَّقنا في السماء، وهرب.

الحُبُّ هذا قَدَرٌ ناقصٌ، لا يمكن أن يكتمل يوماً ما. إنه دائماً يجيئ بما يكفي لنحترق، ثم ينسحِبُ سريعاً ويتركنا في مواجهة هذه النار المتأججة

وتعلّمتُ من هلوَسة عاشقٍ محموم أن ما تكتبه الأقدار لا يمكن أن تمحوه الأيدي، وفشلت محاولةٌ أخرى.

ولكني اكتشفتُ أخيراً أنني كنتُ أرسم أفكاري على مساحةٍ من الرمل لا تلبث أن تغمرها موجةٌ قاسية فتساويها ببعضها

أنا الذي لا تقتلني أحزاني بقدر ما تقتلني أحلامي، آمنتُ أنه يجبُ أن أتخلَّص من الأحلام الزجاجية التي انكسرت وإلا آذتني شظاياها.

حاولتُ ألفَ طريقةٍ لأتخلَّص منكِ، ذاكرةً، ووجعاً، وحلماً.

لماذا يجمعنا الزمان ولا يجمعنا المكان؟

اكتشفتُ أخيراً أنَّ الكلمات التي يقولها عاشقان في لحظة عناق، والوعود التي يقطعانها في غمرة بكاء، يجب ألاّ تؤخذ بجدّية.

إنني أكتبُ فحسب مقدوحاً بما عشته من الحب والحزن، وكفى بهما. نصف أقدار البشر تدور حول هذين المحورين. ونصف مآسي التاريخ انطلقت من عندهما

خطأ ما وقع، لا ندري أين، لا ندري متى، محا الحُبَّ من قائمةِ المشاعر، وكتبه في قائمةِ الفضائح.

لا يوجد مولودٌ يولد بأغلاله إلا الحب، وهُنا فقط.

ليس لدينا حبٌّ يولد حُرّاً، وينمو حراً، ويعيش حُرّاً، لا بد أن ينقلِبَ عليه الجميع، لا بد أن يُلقى أمامه بالجزور، لا بد أن تُزرع دونه الأشواك، ويُنفى إلى الشِّعْبِ الأجرد