اقتباسات محمد حسن علوان

كنت أجلس بين يدي موتها، وألون أضلاعي بفنائها الأخير، وأصفق بشجن مزور أعمى، حتى يكتمل موتها تماماً، عندها، أكنس أحلامها اليابسة، وأسحقها في قعرٍ نحاسي صلب، وأذرها على السفح المخذول من العمر، وأمضي.. هكذا اتفقنا، من دون أن نتحدث، هي ملاح وافق على الموت، ويف

.... منذ أن سكنا في الفاخرية وأبي يتعامل مع الناس وكأنه فاتح منتصر لا ساكن جديد. يبني المسجد ويغير أسماء الشوارع ويتدخل حتى في أمزجة العابرين ولوحات المحال التجارية. اضطر صاحب المغسلة المجاورة أن يتكبد مصروفاً إضافياً لتغيير ماسورة تصريف المياه التي كانت

‫”لن تبلغ من الدين شيئاً حتى توقّر جميع الخلائق“

‫ابن عربي

‫ – وماذا بين العقل والقلب؟

‫ – بين العقل والقلب لا بدّ من جسر الحب.

اعلم يا رفيق دربي أنه توجد في الطبيعة ثلاث قوى غيبية: الوحي والعقل والقلب ‫ هزّ رأسه وقد بدا عليه الاهتمام وأنصت فتابعت كلامي مختصراً إياه قدر المستطاع: ‫ – فإن مال المرء جهة الوحي وحده صار ظاهرياً وإن مال جهة العقل وحده صار فيلسوفاً وإن مال جهة القلب وحده صار صوفياً ‫ – ألا يمكن أن يميل إليها كلها؟ ‫ – إن أرادها كلها فلا بدّ له أن يبني جسوراً بينها ‫ – وكيف يبني هذه الجسور؟ ‫ – بين الوحي والعقل لا بدّ من جسر التفسير وبين الوحي والقلب لا بدّ من جسر التأويل ‫ – وماذا بين

الحب نعمة على من يتلقاه كما هو نعمة على من يعطيه. بعضنا محرومٌ من نعمة أن يُحَب، وبعضنا محروم من نعمة أن يُحِب. أياً كان السبب. لا تغضب من أبيك على نعمة لم يعطها إياه الرب، وأخلص في صلواتك ألا يحرمك إياها كما حرمها على أبيك.

يا أبانا الذي في السماوات، فأنقذني من هذا المأزق. ليتقدّسْ اسمُك الذي يبارك حظّي التعس. ليأتِ ملكوتُك

”وأمّا أنا فأقولُ لكم:

‫ أحبّوا أعداءَكم…

‫ لأنّه إن أحببتُم الّذين يحبّونكم فقط،

‫ فأيُّ أَجرٍ لكم؟“

‫ (متّى 5/ 44–46)

كل المدن تتساوى إذا دخلناها بتأشيرة حزن.

قرأتُ مرةً في كتابٍ فرنسي قديم: «الانفعال العاطفي الكامل لغةٌ إقليمية، يتكلمها بطلاقة رجلٌ جرَّب الحب، وامرأةٌ لم تجربه» .

❞ دع غضبك يسقط منك الآن كما يسقط الورق الميت من الشجرة القوية، وتذكر أن ربنا يقول إن غضب الإنسان لا يصنع برّ الله. ❝

يا طاهر، ماذا ستفعل بكتبي بعد موتي؟

‫ بُهت من السؤال المفاجئ ولم يجب. لم يتبع هذا الولد طريقي ولا جذبه ما جذبني. حاولت وما قدرت، أمرته فما ائتمر، وتوددت إليه فلم يجدِ ذلك نفعاً. وشكوته إلى سيدنا يوماً ونحن في دمشق وقد رآني مهموماً من شأنه:

لا أسوأ من فطام المريد قبل أوانه فإنه لا يشبع بعد ذلك قط.

ابن عربي

‫أعطاني الله برزخين: برزخٌ قبل ولادتي وآخر بعد مماتي. في الأول رأيت أمي وهي تلدني وفي الثاني رأيت ابني وهو يدفنني. رأيت أبي يضحك مستبشراً ببكره الذكر وزوجتي تبكي مفجوعةً في زوجها المسنّ. رأيت فتيل دولة المرابطين يطفئه الموحّدون في مرسيّة قبل ولادتي، ورأيت التتر يدكّون بغداد دكاً دكاً بعد مماتي. رأيت الأولياء يستبشرون بمولد سلطان العارفين والفقهاء يكبّرون لهلاك إمام المتزندقين. رأيت كل هذا بكشف الله الأعمّ ونوره الأسنى في سنواتٍ قليلة من برزخين.

”كانت الأرحام أوطاننا فاغتربنا عنها بالولادة“

كل ما أفعله في طريقي إلى الله هو أمره وتدبيره: السهل والشاقّ، الفرح والحزن، الحل والترحال، العلم والشطح، الحرف والرقم، الكلام والسكوت.

❞ جلّ ما يقلقنا لا يحدث أبداً. ❝

❞ المهم ❝

أكثر الأماكن دفئاً أحياناً وجوهُ المسنّين.

أكثر الأماكن دفئاً أحياناً وجوهُ المسنّين.