اقتباسات إبراهيم نصر الله

قالت لي: ومن يشتاقُ لفِراشه هنا، وهو لا يعرف إن كان سيصحو حيًا أم ميتًا فيه.

قالت: «الدّموع ليست هي الحزن، الحزن هو أن تستطيع أن تمنع نفسك من أن تبكي أمام أحد من أجل هذا الأحد».

"أتعرفين يا آمنة متى يستسلم الإنسان؟

يستسلم الإنسان حين ينسى مَن يُحب ولا يتذكر سوى نفسه."

"وحين أسير من بعيد متتبِّعًا خطواتك، أقول هذه امرأة، تستحقّ أن تُشْعِلَ حربًا من أجلها، إنْ حالَ أيّ شيء بينك وبينها. لكن المفارقة أنهم يُدركون ما أفكر فيه، ولذلك يُشعلون حربًا لكي يمنعوني من لقائها."

❞ قُم واكتب هذه الحكايات، الحكايات اليتيمة التي لا يكتبها أحد! …

هل تعرف ما مصير الحكايات التي لا نكتبها؟

⁠‫إنها تصبح مُلْكا لأعدائنا.

"إن مُتّ، لا تنسي أن تمري عليَّ، وتحكي معي، فأنا أعرف، ولا ألوم الناس، إنهم مشغولون دائمًا بمن سيموت، وليس بمن مات. ومعهم حق. حتى أنا، أنظري، مشغول بالذين سيموتون!"

"كم عريسًا يمكن أن يحتمل طعنتين مثلهما من أجل عروسه؟!

وتسألني لماذا أحبّك إلى هذا لحد؟ لماذا لا أستطيع الابتعاد عنك؟!"

"كنتُ أريد أن أقول لكِ الكلام نفسه، فأنت تبدين أكثر حزنًا منّي لأنك لا تبكين!"

"ولكن، ما الذي يمكن أن تفعليه حين تقول لك بنت لم تبلغ الثامنة من عمرها فجأة وهي تصرخ: هذه عيون ميتة، وأنا أريد عيني الحقيقة، أريدها الآن!"

ليس هناك أكثر إيلامًا من أن ترى طفلًا يتألم، طفلًا تعرف أنه لن يمشي، طفلا لن يعرف إلى الأبد ما سيحدث غدًا، في هذه الدّنيا، طَوال حياته. ❝

"كان يلزمنا قلوبٌ أكبر كي تتسع لكل هذا الأسى!"

لم يخلق اللهُ وحشا كالإنسان! ولم يخلق الإنسانُ وحشًا كالحرب!

قالت ذلك، كما لو أنها تقول لزوجها: ها أنت توقع الحجارة في البئر وعليَّ وحدي إخراجها!!

ولكن الإنسان حين يهاجمه العدو

‫يحمل البندقية

‫يدافع عن بيته

‫يدافع عن نفسه

‫يدافع عن الشمس

‫يدافع عن الأشجار

‫يدافع عن الخيول

‫يدافع عن العصافير

‫يدافع عن الدجاجات

‫يدافع عن الحياة

‫يدافع عن كل الأشياء الطيبة التي نسميها: الوطن

تكبر أشجار الزيتون

‫تعلو

‫تشتد أغصانها

‫وتنتشر خضرتها

‫وثمارها

‫ثم يأتي الشتاءُ فتهبُّ العواصف

‫عواصف من كل الجهات

‫ولكن الأشجار تقف في البساتين

‫وفوق التلال وفي الأودية

‫تدافع عن نفسها

‫شامخةً..

‫لا تقبلُ الركوع

كم مرّةٍ يقتلونكَ

‫ كم مرّةٍ يذبحونَ الغزالةَ فيكَ

‫ وكم مرّةٍ يغلقونَ الطريقَ إلى صدرِ أمك؟

كلّهمْ حولكَ الآنَ كُرهٌ وموتٌ

‫ وأنتَ الربيعُ الذي ينحني فوقَ صدرِ البلدْ

أوصيكَ يا ولدي دائماً:

‫ حين تمتدُّ أرضُ السّواحل عاريةً

‫ أو يكثرُ الجندُ حولكَ

كنْ في امتدادِ السّهولِ جبلْ

‫ وكنْ أنتَ دولتَكَ العاليةْ

‫ حين تسقطُ خلفكَ كلّ الدّولْ

❞ كأنّ العصافيرَ والنبعَ في أسفلِ السفحِ

نجمَ الصباحِ

‫هدوءَ الحقيقةِ .. والشهداءِ .. وقوسَ قزحْ ‫

كلّها سكنتْكَ وشكَّلَتِ الروحَ فيكَ ‫

فكنتَ طفولةَ هذي المدائنِ ‫

من عسقلانَ إلى نخلِ غزَّةَ ‫

حتى مشارفِ أرضِ رفحْ ‫

طيّبٌ أنتَ ‫

حتى لتبدو كأنكَ طائرُ (فِرٍّ)

‫ تحزُّ السكاكينُ رقْبتَهُ منذُ عشرينَ عاماً

‫ ثلاثين عاماً.. ولكنّه ما انذبحْ ❝

حينما يصبحُ الجندُ أكثرَ من شرفاتِ المنازلِ والياسمينْ

‫ وأبوابِ غزّةْ

‫ حينما يُصبحُ السّجنُ في لحظةٍ مدناً

‫ أين تعلو نوارسُ غزّةْ!