اقتباسات عز الدين شكري فشير

أحيانا كنا نتكلم وأحيانا لا نتكلم. لم يكن ذلك مهما.

كيف يمكن لأبيه أن يُشعره بالأمن وبالخوف في الوقت نفسه؟ غريبة؛ لم يفكر في الأمر على هذا النحو من قبل، لكن الحقيقة أن حضور أبيه كان يطرد ذلك الخوف عنه، ويُنزل فيه خوفًا من نوع آخر.

الأمر لا يحتاج الشرح، يحتاج الشعور. من يعرفك حقًّا، من يلمس روحك،

نصمت، وأشعر أننا ما زلنا متصلين ـ كأننا نتحدث لكن بلغة صامتة.

ودموعي تسيل من دون أن أعرف إن كنت أبكي الميت أم الحي أم المستحيلة.

لكن ما الفائدة؟ ما فائدة كل هذا النظام وهذه الدقة؟

وأنا أفتقد هذا الذي كنته وتركته طوعًا؟

كي تكون متواضعًا يجب أن تعتبر نفسك فوق مستوى الآخرين ابتداءً.

التواضع ليس صفة متواضعة، بل هو صورة متقدمة من الغرور.

هل يجب تركها للفراغ يفترس حياتها كي تفهم معناه؟ ألا تكفي حياتي أنا، وحياة أمي وخالاتي؟ ألا يجب كسر الدائرة المفرغة هذه عند نقطة ما، أم نجلس هكذا ونقدم عروس النيل فداءً جيلًا بعد جيل؟ لا، وعلينا أيضًا الاحتفال والفرح

وأنا جالسة في قلعتي المنفصلة لا أفعل شيئًا أكثر من التفكير: في نفسي، تصرفاتي، قيمي، والآخرين. كل ما أقرؤه، كل ما أهتم به يصب في خانة التأمل هذه. هكذا تغيرت مع الوقت والتعامل ومراقبة العالم والتأمل والفشل والنجاح والإحباط والأمل..

لا أحد يستطيع أن يخترع هذه الحالة النفسية. هذه حالة يغلق فيها الإنسان مشاعره تمامًا، كي يتمكن من التماسك وعدم الانهيار

فوجئ بحجم الهوة التي تفصله عما يريد. فوجئ بأن حياته كلها سارت في طريق لم يرِده، طريق صعب على نفسه احتماله.

إن الإنسان يبالغ دائمًا في تجميل صورة الماضي

ما لم يدركه وقتها هو أن الأشياء والناس لا تسير بالضرورة وفقًا للمنطق، بل تتبع آلياتها الخاصة.

ماذا يعني أن يقف أمامك شخص ما ليبدي الأسف على مصيرك؟ بمَ يفيدك هذا؟ وما المفروض أن تفعله أنت صاحب المأساة: أن تخفف عنه أسفه؟ لا، شكرًا، لا يريد أيًّا من هذا. لا يريد عرضًا لعواطف الناس.

لم يقل لأحد لأنه لا يريد دراما. يكره الدراما، ويكره أكثر تحميل الضحية عبء التعاطف مع مصابه.

ن الزمن قدر - «القاتل الأعمى» على رأي «مارجريت أتوود» القاتل الذي يمتص المعنى من كل شيء: من الحب، من العمل، من الأصدقاء، من الأمل نفسه القاتل الذي يلقي بعباءته على كل شيء، فيقضي على رونقه ويتركه رماديًّا، باهتًا، أعمى ..

لا يحب الرجل منا سماع النصائح، خاصة من أبيه، لكن الصبور يجد دومًا طريقًا لتسريب النصائح لابنه، واحدة واحدة ومع الوقت

لا يحب الرجل منا سماع النصائح، خاصة من أبيه، لكن الصبور يجد دومًا طريقًا لتسريب النصائح لابنه، واحدة واحدة ومع الوقت