اقتباسات د. مصطفى محمود

الدنيا أدخلتنا في غرفة مظلمة لنختار ملابسنا. فلم نستطع أن نتعرف على ثيابنا في الظلام. وخرجنا كل واحد يلبس لبسًا غير لبسه. ثم تمزقت ملابسنا من ضيقها. وبليت هدومنا الحقيقية من طول وضعها على الرف وفي النهاية لم تبق لنا

ليست لديّ القوة ولا القسوة الكافية لأفعل هذا.. أنا أضعف من أن أغير حياتي.. وأقوى من أن أقبلها.

خمس وعشرون عامًا مرَّت من عمري كأنها لا شيء ازددت في الوزن.. في الطول.. في العرض ولكني لم أزدد في الحياة.

وكانت تلبس فستانًا أسود وتضع على كتفيها وشاحًا أحمر وكان الوشاح الأحمر يلمع على جسمها الصغير كأنه فص من العقيق ‫ وتصافحنا. وعادت إلى مقعدها وكان في يدها بلوفر تشتغل فيه. وكانت تنحني على التريكو وهي تعمل ويتدلى شعرها كالبارفان

أنا أحبك الحب كله.. فلا تحبني الحب الصغير الذي لا يذكرني إلا حينما يجوع الجسد وتجوع العينان وتجوع اليدان.

كيف أحاول المستحيل لأفهمه دون أن أستطيع وكأنه من مادة أخرى لا أستطيع الامتزاج بها.. مادة ثقيلة ترسب في نفسي ولا تذوب..

لماذا تتأخر الآمال هكذا دائمًا.. لماذا تسقط الأمطار بعد أن يموت الزرع من الجفاف.

أفضل أن أعيش حياة صغيرة أملكها.. عن أن أعيش حياة كبيرة تملكني

كل هؤلاء ينبحون ويتعاوون.. كأنهم في غابة.

‫ قسوة الحياة تبتز أرواحهم.. وأخلاقهم.. وتحولهم إلى أجلاف غلاظ.

عرفت في تلك اللحظة لماذا لا يطلق أبي أمي على ما يعلمه من إثمها، لماذا تشل يده كلما رفعها ليهدم بيته.. لماذا يضعف ويفقد المقدرة ويصبح كالطفل السليب الإرادة.. لأنه يحب أولاده وبيته.. لأنه يحبني..

— لماذا تتأخر الآمال هكذا دائمًا.. لماذا تسقط الأمطار بعد أن يموت الزرع من الجفاف.

أفضل أن أعيش حياة صغيرة أملكها.. عن أن أعيش حياة كبيرة تملكني.. أريد أن أكون حرًّا..

إن الرجال يتغيرون كثيرًا حينما يخلعون ملابسهم الرسمية.

إن المعاملة السرية والعطف الرقيق المتبادل في لحظة الفراش.. وحرص كل واحد على شعور الآخر.. وتجاوب النفوس والأرواح.. هو وحده الذي يخلق الاحترام الحقيقي والحب بين زوجين

❞ إني أعيش حياة واحدة فكيف أتنازل عنها لامرأة ثرثارة كذابة.. ولماذا لمجرد أن ترضى عني وماذا يساوي هذا الرضى الكاذب ❝

❞ وحدي. وحدي في الهواء.. بلا أرض. أقف عليها. ❝

❞ وكنت أشعر بحياتي القديمة تسقط عني شيئًا فشيئًا كالرداء وتبدو غريبة ❝

❞ شهوة ملحة في أن أبسط أجنحتي التي كانت مضمومة طوال هذه السنين وأحلق بها كالطائر ❝

❞ وشعرت بشهوة الطفل في تحطيم أي شيء والجري إلى الخلاء.. إلى الهواء الطلق والعربدة.. والضحك.. والبكاء ❝

❞ وعادت حياتي فجأة أمامي.. كشريط سريع.. حياة سخيفة مثل لحية مستعارة.. ليس فيها ملامحي.. ليس فيها.. أنا ❝