اقتباسات د. مصطفى محمود

الموت لا يختار ضحاياه.

لا أستطيع أن أكون شيئًا آخر غير نفسي.. أفضل أن أعيش حياة صغيرة أملكها.. عن أن أعيش حياة كبيرة تملكني.. أريد أن أكون حرًّا.. أريد أن أقطع صلتي بكل ما يفرض عليّ واجبات لا أحبها.. أنا أكره الواجبات كلها.

ليس هناك في الدنيا شيء يستحق أن نهتم به.. كل شيء ينتهي.. الماضي يفوت.. والحاضر يفوت.. وأسوأ مستقبل مثل أحسن مستقبل يفوت هو الآخر.. فيم القلق والأرق.. ولماذا نهتم بأي شيء.

يخيل إليَّ أنك وُلدت عجوزًا كهلًا.. إن الطريقة التي تمشي بها والطريقة التي تنظر بها هي طريقة رجل كهل جرب كل شيء وانتهى من كل شيء ويئس من كل شيء.. لماذا تضطهد نفسك بكل هذا التفكير؟

❞ — الدنيا هي التي تعذبنا.. الدنيا هي التي خدعتنا.. الدنيا أدخلتنا في غرفة مظلمة لنختار ملابسنا.. فلم نستطع أن نتعرف على ثيابنا في الظلام.. وخرجنا كل واحد يلبس لبسًا غير لبسه.. ثم تمزقت ملابسنا من ضيقها.. وبليت هدومنا الحقيقية من ❝

أليس هذا مضحكًا حرصكم على أن نكون نحن شرفكم.. إن شرفكم أعمالكم يا مغفلون.. وليس نساؤكم أليس عجبًا إنكم لا تريدون أن تقبلوا هذه الحقيقة البسيطة..

إننا ليس لدينا فكرة إطلاقًا عن حكاية العرض المقدس هذه.. ولا نفكر إطلاقًا في أن نحمي شفاهنا من القبلات ونحمي أجسادنا من النظرات.. نحن نفعل هذا لنضحك عليكم ثم نعيش حياتنا الخاصة من ورائكم كما نحب ونشتهي..

أنتم تضعوننا في أضرحة وتعبدوننا وتتبركون بنا.. ونحن بشر مثلكم تمامًا.. نتحرق على لمسة ونظرة وقبلة..

أنتم يا رجالة مغفلون. كلكم مغفلون. كل شيء عندكم عيب وحرام ومخل بالعرض والشرف. الحياة كلها في نظركم شرف رجل. أية جريمة عندكم تغتفر. إلا أن يتلوث عرض أحدكم وتشتهي أخته عين أو تلمسها يد. عمركم يضيع في هذه الخرافة.

إن الدنيا مثل الأفيون تمامًا.. طعامها يصيب الجسد بالخدر والهمود.. وروائحها العطرة تدوخ.. وشمسها تسطل.. ونسيمها يدغدغ الخدود.. وعنبها يسكر.. وخمرها يسكر.. وكل شيء فيها يسكر.. الدنيا مخدرات.

أنا مدمنة خطرة لكل شيء.. أنا مدمنة لحظات سعيدة.. مدمنة دنيا..

أنت لست طفلًا. أنت عجوز جدًّا. يخيل إليَّ أنك ولدت عجوزًا كهلًّا. إنني أشك في أنك عرفت الطفولة يومًا ما. إن الطريقة التي تمشي بها. والطريقة التي تنظر بها. هي طريقة رجل كهل جرب كل شيء. وانتهى من كل شيء.

أنا أضعف من أن أغير حياتي.. وأقوى من أن أقبلها.

وفاطمة التي تمرح طليقة كما تشتهي تشرب السم لتموت ببطء يائسة وحيدة تعيسة.

‫ بدون حب..

‫ يا ويلنا بدون حب..

عصفور جميل سجين.. بين جدران أربعة من المستحيل.. لا يملك حريته ولا خبزه ولا جسمه.. يغني.. لأن لمسة من الحب لمست روحه ففاضت بالحنان والجمال.. وأحبت كل شيء.. حتى الألم وجدت له مبررًا وعذرًا..

— ألا تستطيعين أن تتكلمي عن شيء دون أن تسخري منه.. ألا تتصورين أنه من الممكن أن توجد حقيقة.. ولو على سبيل الصدفة.

‫ — أي حقيقة.. إن الدنيا كلها كذب في كذب.. إنها نكتة.. إنها سخف لا يحتمل..

‫ كان ملتقانا في الخيال أرحب بكثير من الغرفة التي التقينا بها في الواقع.. وكانت مسرتي بك أعمق..

‫ إن الكراهية شيء فظيع يوقف الدم في القلب..

‫ إن عواطفي تصرخ.. وأنا عاجزة عن ضبطها.. عاجزة عن إطلاقها.. أسيرة في الحياة كدمية مشطورة نصفين.. تائهة مترددة. نصف ثائرة نصف مستسلمة.. أقوم بأفعال لا أقتنع بها.. وأقتنع بمبادئ.. لا أعمل بها.. ضائعة.. ضائعة تمامًا.. أملي الوحيد مستحيل.

‫ — إن حبي يتحقق في قلبي وحده.. في وهمي.. إن كل الأمكنة تضيق به.. وكل الحلول تضيق به.. إنه المستحيل الذي أحتضنه في ضلوعي.. وقد ضاقت الدنيا به على رحابتها.