المؤلفون > محمد حسنين هيكل > اقتباسات محمد حسنين هيكل

اقتباسات محمد حسنين هيكل

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات محمد حسنين هيكل .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.


اقتباسات

  • الخطـوط في سينـاء في ديسمـبر سنة ١٩٧٣، ثم ما رأيته محققا مع فـك الارتبـاط الثاني في سبتمـبر سنة ١٩٧٥، ثم ما تأكـد لي ولغـيري حين وقعـت تلك الزيـارة إلى القـدس وانتهـت إلى مهزلـة أو مأسـاة كامـب دافيـد في سبتمـبر سنة

  • والشاهد واقعة شديدة الأهمية جرت في ذلك الوقت، فقد حدث أن نجاح بعض العمليات ضد السوفييت دعا عناصر من الجهاد إلى طلبات تقدموا بها إلى قادتهم، وفيها ما يتعلق بمستقبلهم بعد انتهاء مهمتهم في أفغانستان، وعندما تأخر الرد عليهم قاموا بنوع من الإضراب «توقفوا فيه عن الجهاد»، حتى حضر إليهم ممثل رسمي للمخابرات المركزية الأمريكية، وعقد اجتماعا مع بعض قادة الفصائل، وأعلن أمامهم باسم حكومته أن هناك ٢٠٠٠ موافقة على منح الجنسية الأمريكية (بكل امتيازاتها) لأكفأ العناصر في تأدية مهام الجهاد، وبالفعل فإنمندوب الوكالة في هذه المناسبة أعلن عن قرب تسليم أول دفعة من البطاقات الخضراء

  • وقبل نهاية السنة الأولى في تاريخ الجهاد الأفغاني وهي سنة ١٩٨٠،كان مكتب الخدمات العامة في السعودية وفرعه المتقدم في «بيشاور» قد نشطا تحت قيادة الشيخ «عبد الله عزام» وهو أستاذ أردني من أصل فلسطيني، كان عضوا في «حِزب التحرير الإسلامي» الذي تعاون في الخمسينات مع حلف بغداد.

  • وفي أول أبريل ١٩٨٠ أعلن الرئيس «السادات» في حديث صحفي نشرته وسائل الإعلام في مصر ما يمكن اعتباره «قرارا رسميا بالتدخل في أفغانستان» وكان نص ما قاله الرئيس «السادات» في ذلك الصدد: ‫«إننا على استعداد بأسرع ما يمكن لكي نساعد في أفغانستان وأن نتدخل لنصرة إخواننا المجاهدين هناك سواء طلبوا منا المساعدة أو لم يطلبوها».

  • والذي حدث (وهو المتوقع) أن الملك «خالد» أحال ضيفه إلى أخيه الأمير «فهد»، وقد أبدى الملك لبرجينسكي قبوله للمبدأ؛ من منطق أن العمل الإسلامي ضد الاتحاد السوفيتي - ومن أفغانستان - كان موضع اتفاق سابق معتمد من الملك فيصل والآن وقد تحول الأمر إلى جهاد مقدس في أفغانستان ذاتها فإن تعاون المملكة طبيعي ومؤكد، وأما التفاصيل المستجدة فهي «عند ولي العهد».‏

  • وتجمع الكتب الثلاثة (وغيرها من المصادر وضمنها مذكرات برجينسكي نفسه) أن «برجينسكي» خرج من مصر متوجها إلى السعودية وقد وجد نفسه رسولا مكلفا من الرئيس «السادات» (أيضا)، إلى جانب تكليفه من الرئيس «كارتر»، لأن الرئيس المصري خوله إبلاغ الملك وولي العهد ووزير الدفاع في السعودية عندما يلقاهم أن ينقل إليهم رسالة إضافية منه مؤداها أنه «جاهز ومستعد للعمل، والتعاون معهم (اليوم قبل غد) في عمل جهادي ضد الإلحاد!».

  • وكان ظن «برجينسكي» أن الرئيس السادات تواق إلى إرضاء الولايات المتحدة

  • سؤال: هل معنى ذلك أن الروس كانوا على حق في تبرير دخولهم إلى أفغانستان على أساس أنهم اضطروا إليه لمواجهة عملية سرية تقوم بها الولايات المتحدة ضدهم؟ كانوا يقولون ذلك ولم يكن أحد يصدقهم والآن يظهر أن فيما قالوه شيئا من الحقيقة، وذلك أمر يدعو إلى الأسف!

    ‫برجينسكي: الأسف على ماذا؟ إن العملية السرية التي قمنا بها كانت فكرةرائعة، لقد أدت إلى دخول السوفييت في فخ تمنينا أن يدخلوا في مثله وقد دخلوا، فهل تريدون أن أقول لكم إنني آسف على مخطط وضعناه ونفذناه ونجح بامتياز؟

  • برجينسكي: نعم طبقا لما تقول به السجلات الرسمية، فإن الولايات المتحدة لم تدخل بثقلها في أفغانستان إلا سنة ١٩٨٠ بعد أسابيع من دخول القوات السوفيتية إلى كابول، لكنه في التاريخ الحقيقي (بصرف النظر عما تقول به السجلات) فإن التدخل الأمريكي لمساندة «المجاهدين» بدأ قبل ذلك بستة شهور.

    ‫إنني يوم ٣ يولية سنة ١٩٧٩ عملت على إصدار توجيه رئاسي من «كارتر» بتقديم كل المساعدات الممكنة إلى العناصر المعادية للسوفييت في كابول، وفي ذلك اليوم كتبت للرئيس مذكرة قلت فيها: «إن موقف السوفييت يزداد صعوبة في أفغانستان مع كل يوم، وأعتقد أننا إذا رفعنا الضغط درجة، فاعتقادي أن الاتحاد السوفيتي سوف يرغم على التدخل عسكريا ومباشرة في أفغانستان».

  • والمدهش في الأمر أن إطار الواقعة مستعار من قصة حقيقية جرت سنة ١٩٦٥ أثناء الخلافات بين مصر والولايات المتحدة على اتفاقيات توريد القمح بمقتضى القانون رقم ب ل ٤٨٠ وذلك أنه في نهاية صيف ذلك العام أوقفت واشنطن شحنات القمح إلى مصر، وطلبت مصر شراء قمح سوفيتي، ولم يكن لدى الاتحاد السوفيتي فائض، لكن رئيس الوزراء «اليكسي كوسيجين» بعث يقول: «إن المحصول السوفيتي من الحبوب هذه السنة جاء أقل من المتوقع، مما اضطر الاتحاد السوفيتي أن يدخل سوق القمح مشتريا من السوق الكندية، لكنه بالنظر إلى تعرض مصر لضغوط أمريكية، فإن القيادة السوفيتية أمرت بتحويل شحنات قمح مشتراة للاتحاد السوفيتي إلى مصر، وسوف تتوجه البواخر الحاملة للقمح وهي الآن في المحيط الأطلسي إلى ميناء الإسكندرية على البحر الأبيض بدلا من الذهاب إلى ميناء «أوديسا» على البحر الأسود!».

    ‫وهذه الواقعة منشورة في وقتها - معلنة ومسجلة (الصفحة الأولى منالأهرام، العدد الصادر صباح ٢٥ يونية ١٩٦٥).‏

  • [وكانت هذه العلاقة بين الرئيس «السادات» وبين شاه إيران من مفارقات السياسة المصرية وعجائبها - ! - ذلك أن شاه إيران كان - باستمرار وبغير انقطاع - أقرب الأصدقاء إلى إسرائيل، كما أن بترول إيران كان وقود أسلحة الجيش الإسرائيلي في البر والجو والبحر طول معارك السويس ١٩٥٦، وسيناء ١٩٦٧، والاستنزاف ١٩٦٨ إلى ١٩٧٠، والعبور سنة ١٩٧٣.‏

  • [ولم أكن أتصور درجة عداء الوهابيين للمذهب الشيعي حتى لقاء مع الملك فيصل في فندق فلسطين بالإسكندرية في شهر يونية ١٩٧١، وخلال حوار طال أكثر من ساعتين سمعت الملك فيصل يمتدح شاه إيران «محمد رضا بهلوي» بحرارة ويستفيض في وصفه كرجل ذكي و«مقدام» ثم يستدرك فجأة قائلا بالحرف:

    ‫«لا عيب فيه - طال عمرك - إلا أنه شيعي»!].‏

  • ومع غروب مساء يوم ٢٦ ديسمبر ١٩٧٩ نزلت وحدات من الجيش السوفيتي بالطائرات في مطار «كابول»، كما أن فرقة مدرعة من هذا الجيش بدأت عبور الحدود بسرعة متوجهة إلى العاصمة الأفغانية.

  • ووسط تلك التعقيدات وخشية تأثيرات الثورة الإيرانية على الجنوب الإسلامي في الاتحاد السوفيتي، دفع السوفييت إلى قمة السلطة بضابط من غلاة الشيوعيين هو «بابراك كارميل» الذي لم يكد يدخل القصر الجمهوري، حتى دعا الجيش السوفيتي إلى دخول أفغانستان بحجة أن الخطر داهم، وأن نشاط المخابرات الأمريكية والمخابرات الباكستانية على وشك أن يحدث انقساما في الجيش الأفغاني يمهد الطريق ويفتحه لعناصر في كابول مستعدة للتفاهم مع الولايات المتحدة.

  • والذي حدث أن السردار «داود خان» وهو ابن عم للملك وصهر له ورئيس لوزرائه راح يحاول إقناع الاتحاد السوفيتي بمساعدة أفغانستان ومساعدة نفسه ذات الوقت عن طريق تقديم أسلحة للجيش ومساعدات للاقتصاد الأفغاني، وبالفعل فإن الاتحاد السوفيتي استجاب وساعد، ربما لأنه أراد أن يتوقى من بعيد ويصد التيارات «الإسلامية» التي تهب عبر أفغانستان

  • وقال الرئيس عبد الناصر (طبقا لملخص المحضر) «إنه يشعر بأن الأصدقاء السوفييت يبالغون في الحساسية: فتوزيع المصاحف على أوسع نطاق مفيد روحيا لكل الناس، وأما بقية كتب الدعوة والتفسير فإن مصادرتها خطأ لأن ما فيها معروف ومحفوظ، ثم إنه إذا كان الناس لا يقرءون العربية إذن فليست هناك من الأصل مشكلة».

  • - أنه إزاء هوية باكستان الإسلامية فإن تعميق الوطنية يتأكد بتعميق الإيمان الديني، وفي العادة فإنه عندما تتداخل السياسة في الدين، فإن شدة الضغط والرغبة في التوظيف - تحول وهج الإيمان إلى نار تعصب.

  • وكان أن السياسة الأمريكية توجهت في أعقاب ذلك ومباشرة إلى إنشاء «حلف إسلامي» صريح نقل مركزه إلى الجنوب والشرق خطوة أو خطوات، فبعد أن كان حلف بغداد يجمع في عضويته كلا من:العراق وباكستان وتركيا وإيران، جاء الحلف المركزي ليجمع في عضويته: باكستان وإيران وتركيا (أي بدون العراق) وعندما تحول الحلف المركزي إلى الحلف الإسلامي أوائل الستينات، فقد جمع في عضويته كلا من: باكستان وإيران (أي بدون تركيا التي عدلت مسارها والتفتت إلى أوربا ولو بالانتساب) - وأخيرا وفي نهاية المطاف أمكن تشجيع المملكة العربية السعودية - بعد حرب سنة ١٩٦٧ وضربتها القوية ضد الحركة القومية العربية - على إنشاء «منظمة المؤتمر الإسلامي».‏

  • كانت مصر تدعو إلى العمل القومي وجاءت إليه بقوى التجديد، وفي المقابل أنشأت الولايات المتحدة حلف بغداد وجمعت فيه قوى التقليد العربية مضافا إليها القوى الإسلامية الموالية لها في المنطقة: باكستان وإيران وتركيا.‏

  • فالاستراتيجيات إملاء جغرافيا وتاريخ،