اقتباسات غسان كنفاني

"إن أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها، كائناً من كان، هي أن يعتقد ولو للحظة أن ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم، وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه..

خطأ زائد خطأ لا يساويان صحاً!"

"إن أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها، كائناً من كان، هي أن يعتقد ولو للحظة أن ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم، وهي التي تبرر له أخطائه وجرائمه!"

وتنفست الصعداء مثلما يفعل الإنسان حين يريد أن يهيل على الغيوم السوداء في صدره هواءاً نقياً.

ماذا نفعل نحن في المخيم غير التمشي داخل ذلك الحبس العجيب؟ الحبوس أنواع يا ابن العم! أنواع! المخيم حبس، وبيتك حبس، والجريدة حبس، والراديو حبس، والباص والشارع وعيون الناس.. أعمارنا حبس، والعشرون سنة الماضية حبس، والمختار حبس.

لماذا لم تتناول فطورك؟ أنا لم أتناول فطوري أيضاً، أنتظر شيئاً ما يفتح شهيتي ليس للأكل فحسب، ولكن للحياة أيضاً

شيء مضحك أن يضع الإنسان نفسه في سيارة، مستفيداً من الحضارة ثم تبقى المسافة بينه وبين إنسانيته معطلة تماماً!

بدي اشياء

إن الله، فوق، يعرف كيف يتصرف

‫إنه لا ينظر الآن إلى هذه الصورة نظرة المشاهد، لا، أبداً، إنها تتفاعل بأعماق أعماقه ويحسها ويراها تنسكب على أعصابه كالرصاص المذاب.

ثمة شيء يبقى بعد أن يموت الجسد، هذا الشيء، الذي تسمونه ضميراً، لا يموت مع موت الجسد، بل يطير ويلتصق بقبة السماء.. إن لهذا الشيء خاصة جاذبة بحيث يجذب كل ما يشبهه

־ أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله.

لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟

فأنا لست صوتاً انتخابياً، وأنا لست مواطناً، بأي شكل من الأشكال، وأنا لست منحدراً من صلب دولة تسأل بين الفينة والأخرى عن أخبار رعاياها.. وأنا ممنوع من حق الاحتجاج، ومن حق الصراخ فماذا ستربح؟ لا شيء…

إننا حين نقف مع الإنسان فذلك شيء لا علاقة له بالدم واللحم وتذاكر الهوية وجوازات السفر.. هل تستطيع أن تفهم ذلك؟

نذهب إلى حيفا.. لماذا؟

‫وجاءه صوتها خافتاً:

‫־ نرى بيتنا هناك. فقط نراه.

واقفة مثل شارة الضوء في بحر لا نهاية له من الظلام

وتنفست الصعداء مثلما يفعل الإنسان حين يريد أن يهيل على الغيوم السوداء في صدره هواءاً نقياً.

شعرت بذلك النصل الذي ينبثق فجأة من أحضان الكلمة البسيطة، وينقذف في صدورنا بسرعة الرصاصة وتصويب الحقيقة،

يبدو لي أن كل فلسطيني سيدفع ثمناً، أعرف الكثيرين دفعوا أبناءهم، وأعرف الآن أنني أنا الآخر دفعت ابناً بصورة غريبة، ولكنني دفعته ثمناً…

عاجزون! عاجزون! مقيدون بتلك السلاسل الثقيلة من التخلف والشلل! لا تقل لي إنكم أمضيتم عشرين سنة تبكون! الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات! كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقاً صغيراً يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود