اقتباسات رضوى عاشور

‫ـ لن أترك بيتي ولا أبا جعفر وحيدا ينتظرني بلا طائل. سأبقى لأضع غصونًا خضراء على قبره حتى يأذن الله فألحق به.‏

كيف يحتمل كتاب صغير أو كبير آلاف الجثث. قدر الدم. كمّ الأنقاض. الفزع. رَكْضُنَا طلبًا للحياة ونحن نتمنَّى الموت

‫تبدو المصائب كبيرة تقبض الروح، ثم يأتي ما هو أعتى وأشد فيصغر ما بدا كبيرًا وينكمش متقلصًا في زاوية من القلب والحشا.‏

حنظلة واضح من اسمه وشكله ووقفته. ولد صغير يتطلع. أعداؤه أيضًا واضحون: رجال قصار سمان شكلهم قبيح يديرون الدنيا كما يحلو لهم. هم أيضًا واضحون في الخراب الذي يتسببون فيه.⁠‫

تأكد لي مع كل صباح أن في هذه الحياة رغم كل شيء، ما يستحقُّ الحياة.‏

يقولون إن الجيوش العربية ستدخل المعركة. لن يترك العرب فلسطين تضيع

😔😔😔

وعندما وصلنا صيدا، في العصر، صرنا لاجئين

ربما، ذاكرة الفقد كلاب مسعورة تنهش بلا رحمة لو أُطلقت من عقالها.

سأحمل روحي على راحتي وأُلقي بها في مهاوي الردى‏

‫فإما حياةٌ تســر الصديـقَ وإمـا ممـاتٌ يغيـظ العـدا‏

معنا ربنا لأننا أصحاب حق.‏

لا أحد يستعصي على ترويض الزمان.⁠‫

أتساءل: كم مذبحة يمكن لنص روائي واحد أن يحتمل؟ كم كارثة يمكن للقارئ أن يتحمل؟ قد تخنقه الوقائع فيهرب لا أسهل من هروب القارئ يُغلق الكتاب وينصرف إلى أمر آخر هل أحاول التخفيف عنه قليلا، أُضحكه؟ أسليه؟ وكيف أضحكه وأنا أحكي له حكاية حزينة؟ لن أفتعل الضحك لأن كل مفتعل ممجوج يأتي بأثر عكسي، ليكن، أترك لأصابعي أن تتحرك على أزرار لوحة التحكم، أترك لخبرتي بالبشر أن تخلق تفاصيلَ حياةٍ لهذه الشخصية أو تلك. نعم، أكتشف وبتلقائية أن الناس تضحك وتأتي أفعالا مُضحكة، وتفرح وتتزوج وتنجب وتغني من قلب قلبها حتى وهي تحت وطأة النكبات، هكذا البشر، وهكذا أيضا قوة الحياة. أسميها بلا حرج: مقاومة.

تتساءل هل يمكن قراءة المستقبل في وجوه صبية يمشون في جنازة؟

يُشرق الوجه ثم يُظلم لأن الحكاية تمر بالصعب الذي يُحكى أو الأصعب الذي يستحيل حكيه.

هل يمكن قراءة المستقبل في وجوه صبية يمشون في جنازة؟ ‏

الانتظار.‏

‫كلنا يعرف الانتظار.‏

‫أن تنتظر ساعة، يومًا أو يومين، شهرًا أو سنة أو ربما سنوات. تقول طالت، ولكنك تنتظر. كم يمكن أن ننتظر؟

أمسى البكاء مُبتذلًا، ربما لأن الدموع صارت تستحي من نفسها، لا مجال.

هل زرت ساحة الشهداء، في نهاية شارع رياض الصُلْح؟ نعم إنهم هناك. لا ليس كلهم. البعض بقي هنا في المدرسة. للدقَّة نصفهم بقي في المدرسة. مدفونون تحت ملعب كرة السلة.

هذه القضايا التي انهمك في الإعداد لها منذ سنين. هل تعيد حقًا لقتيل؟ هل تعيد إليه الحياة فيتحرّك في قبره ويقوم، ينفض التراب عن جسمه، ويمسح وجهه ويمد يده يمسك بيد أخته الصغيرة ويبتسم؟

كنت في الخامسة. هل يمكن أن تقع طفلة في الخامسة في الحب؟ أقول ترى أين هو الآن؟ هل ترك المُخَيَّم وحملته الدنيا إلى منفى جديد أم بقي في مكانه، مطمورًا تحت الأنقاض منذ خريف سنة ٨٢؟