اقتباسات رضوى عاشور

‫لم يقل لي أبي ذلك اليوم أن أوراق النقد التي يصدرها البنك كانت تطبع في بريطانيا لدى شركــة برادبري ويلكنسـون وشركاه في مطابعها بمقاطعة ساري، ولم يشر لكاسل ولا للإخـوان سوارِس والعائلات اليهودية الأخرى التي تملك البنك، فهذه معلومات

غريب، يمنح الرجل نطفة ثم ثانية ثم ثالثة، يُثَبِّت كل منها في ذات الرحم لتنمو بلا حرج في حيِّزها المغلق ثم تخرج إلى الدنيا الواسعة، كل منها لا تشبه إلا نفسها شكلًا وروحًا

بغداد حيث وضعت عناصر من الموساد متفجرات في عدد من المعابد لدفع مزيد من يهود العراق إلى ترك بلدهم والهجرة إلى إسرائيل، وما حدث في الإسكندرية والقاهرة في العملية سوزانا حيث وضعت عناصر من الموساد متفجرات في المركز الثقافي الأمريكي

فلسطين، يفعلون عملا جنونيا، يختارون لحظة مطلقة من المعنى، والقدرة، حرية مركزة وبعدها الموت، يشترون لحظة واحدة بكل حياتهم، هذا جنون، ولكنه جنون جميل لأن اللحظة أثمن من حياة ممتدة في وحل العجز والمهانة.

‫ـ لا يذهب الدم هباءً!

مظلوم يقاوم فيرفد بدمه النهر البهي لبشرية تسعى لتأسيس بشريتها عبر المقاومة، وظالم يفقد تدريجيا إنسانيته عبر القتل المنظم إسرائيل نكبة على اليهود هذا يقيني الآن، وإن كان يتعين على أن أقنع الآخرين بذلك بالبحث الموثق، والحجة الدامغة».‏ ‫كتبت لإدي

الركام هو عمري وحكايتي، ولدي سؤال يجمع شتات العمر أريد أن أحكي سأذهب إلى المكتبات وأحصل على مزيد من الكتب، سأتملى ما مر بي، وسأمشي في الشوارع وأمعن النظر، وأكتب ‫أنت تكذب لم تعد قادرا على المشي في الطرقات لا

لي أن بإمكاني أن أجمع كل تلك النتف في دفتر واحد وأرفعه على رءوس الأشهاد وأقول هذه حكايتي؟! والأفدح أنني لست كاتبا محترفا، ما الذي سأفعله في هذا الركام؟!‏

لأن تميم الذي كان يكتب شعرًا لا يُطلع عليه أحدًا، والذي قلت له ذات يوم: يبدو لي يا تميم أنك ستكون شاعرًا، أجابني بلا وبكى، فعرفت أنه سيكون شاعرًا،

يكون فعل كتابة نص سيرة صريح كهذا الذي أكتبه، محكومًا كغيره من النصوص (الروائية مثلًا) بتلك الخصوصية في التعامل مع الكلام، بكل ما راكمتُه، أنا المؤلفة، من معارف وخبرات وقناعات ومشاعر وذائقة ووعي وانتباه، تتكثّف جميعا وتتلخّص في نظرة، هي نظرتي إلى الدنيا ونفسي

"لا يأتي الكدر منفردًا، وكذلك الفرح يجيء وفي أعقابه فرح سواه."

"كل شيء في الحياة مقدر، وكل خطوة نخطوها مكتوبة في اللوح المحفوظ، جاء إلى الجعفرية ليسأل عن عمته وكان مقدرًا له أن يبقى فيها، يتلمس الغريب المكان، يتعرف ببطء عليه، وتبقى المسافة لتؤكد غربة المكان وغربته فيه."

إرضاء الجماهير الغاضبة ضرورة. يمكن التضحية بمبارك وأسرته وبعض رموز حكمه، تضحية مؤقتة أو دائمة. المهم النظام. التغنّي بالثورة وبشعب مصر العظيم، وطمأنته أن ثورته مُصانة وأنها غيّرت بقدر أو آخر مسار البلد. لأن المهم هو النظام.

قد يكون الشعر وحده قادرًا على التعبير عنه، لأن لغة الشعر تُجْمِل وتُكَثِّف وتُحَمِّل الكلمات مُمْكِنَها الأقصى،

مبروك

سأحمل روحي على راحتي وأُلقي بها في مهاوي الردى‏

‫فإما حياةٌ تســر الصديـقَ وإمـا ممـاتٌ يغيـظ العـدا‏

أتمتم لنفسي: الله يرحمك يا أمي، لو مدّ الله في عمرك لعرفتِ زمنًا آخر، يُلَقِّنُك التآلف مع مدن بعيدة تفصلك عنها آلاف الكيلومترات، تتعثرين في نطق أسمائها وتتعلقين بها لأن الأولاد هناك. هل قلت لم أتعوَّد؟ أتراجع عن الكلام. تعوَّدت، لا أحد يستعصي على ترويض الزمان.⁠‫

أرسل له بصور مريم وأحدّثه في الرسائل مطوّلًا عنها. يقول: تسعدني أخبار مريم لكنني أقرأ الرسالة مرتين، أتصور أنني قفزت عن فقرة وعندما أعيد قراءتها أتأكد أنك في رسالة من خمس صفحات لم تقولي كلمة واحدة عن نفسك. كيف حالك يا أمي؟‏

قال لي أمين: «كدت أنصحه بالتفرغ لدراسته، على الأقل حتى ينتهي من البكالوريا ثم خجلت من نفسي. كأننا نقول أولادنا للمستقبل وأولاد المُخَيَّم للدفاع عنا، حتى الموت إذا اقتضي الأمر»

يتعجَّب عِزّ، يقول: لكن المقبرتين في الضفة الغربية، كيف ذهبت إلى الأردن من الأرض المحتلة في فلسطين. يبتسم عمي أبو الأمين، تتسع ابتسامته، يجيب: الله يسامحك يا عِزّ قسّموا بلدنا ثلاث شُقَف. هم قسّموا، أنا لاقسَّمت ولا قبلت بتقسيم!

وفي الفريديس صاحت امرأة من بلدنا فجأة: اللهُ أكبر، نجوع والسنابل طولها مترين في أرضنا! وقالت لأختها: قومي معي. اتجهت إلى البلد لتحصد بعض القمح. في المساء عادت أختها بثوب ممزَّق وآثار اللطم واضحة على وجهها وطلبت من بعض شباب الفريديس أن يساعدوها على نقل جثة أختها التي دهمتها سيارة عسكرية. قالت: داسوها قصدًا ولما حاولتُ الاقتراب لأرى ما أصابها عادت السيارة في اتجاهي فقفزتُ مبتعدة. داست عليها السيارة مرة أخرى