اقتباسات أحمد خالد توفيق

رومانسيتنا التى تبكينا فى أسرتنا ليلاً لا تعنى أى شىء للآخرين .. إنها عملات لا يمكن تداولها إلا فى بلدها وزمنها الأصليين كعملات أهل الكهف التى فشلوا فى شراء طعام بها .

إن هذه الأسطورة تعكس محاولة الإنسان المستمرة لإيجاد تفسير للكوارث.. هذا يجعله أكثر اطمئنانًا في عالمه الخاص

كانت هناك صورة عتيقة فى إطار تمثل رجلًا مطربشًا يشبه كـل الرجال فـى الماضى عندما كانوا يقولون ( سعيدة مبارك ) و( طقس فى غاية البداعة ) .. يبدو أنه لم يكن للرجال شكل آخر .. الاعتداد بالنفس والشارب اللامع المعتنى به والطربوش وربطة العنق السميكة شبه المفكوكة تنثنى فوقها ياقتا القميص ، وكأنه سى ( عبده الحامولى ) يوشك على غناء طقطوقة جديدة ..

‫الحقيقة لا تصمد أبدًا أمام قصة ممتعة..

‫ «مقولة غربــية»

ما أسعدهن حين يجلسن فى مقاعد الحكام يرفضن هذا ويقبلن هذا .. هذا خجول نوعًا .. هـذا يحترم أمـه أكثر من اللازم .. هـذا ينظر أحيانًا إلى اليسار .. قرأت فى مجلة ( حـواء ) أن هذا دليل على ضعف الشخصية .. هذا يفرك أنفه كثيرًا مما يعنى أنه كـذوب .. ارفضـى .. ارفضـى .. ارفضـى .. ما أسعدك يا ملكة الملكات ..

تذكرت بيت شعر ( حافظ إبراهيم ) الشهير :

‫‏ثقلـت عليـك مئونتى‏

‫‏إنى أراهـــا واهيــــهْ‏

‫‏فابشـر فإنى ذاهـــب‏

‫‏متوجِّـه فى داهيــــهْ‏

‫الذى كتبه لعمه القاسى وهو يهرب من بيته فى مراهقته ..

رومانسية بلهاء ، لكن كلاًّ منا يملك ذات القدر من البلاهة ، ومن دونها تصير حياتنا جافة كأعواد القصب الملقاة جوار أية معصرة تحترم نفسها .

الغربة تثير خواطر غريبة فى النفس ، وقد تدفعك لاتخاذ أكثر القرارات جنونًا .. أنت هش نفسيًّا لهذا يمكن أن تنزلق لأى شىء .

ثم نظرت إلى ( هارى ) محذرًا :

‫ــ « أنت بالذات .. كف عن قاعدة ( جميلة إذن هى بريئة ) .. »

‫قال فى ضيق :

‫ــ « قاعدتى هى ( جميلة إذن هى تصلح ) ! »

إن الذى تأنس فيـە الوفاءْ ‏

‫‏لا يحفــظ الــود وعهــد الإخـاءْ‏

‫‏فعـاشــر النــاس علــــى ريبـة ‏

‫‏منهـم ، ولا تكثر من الأصدقاءْ »‏

كان بحاجة إلى العامة الجهلاء الذين يقبلون الأمور على علَّاتها ، ويقولون ما يُقال ، ويرون ما يوصف لهم ..

لا تنظر للحشرات بتعالٍ أبـدًا .. إنهـا كائنات معدة بدقـة إلهية مذهلة لحياة شديدة القسوة .. ويبدو أنها ستعيش بعد أن يفنينا وباء أو حرب نووية .. لقد جابت الديناصــورات الأرض بضخامتهــا المروعــة ثــم اندثرت .. وجـاءت الثدييات .. لكن الحشرات ظلت كما هى .. بارعة جدًّا .. خارقة القوة .. متكيفة بشكل مذهل لبيئتها ..

لا تنظر للحشرات بتعالٍ أبدًا .. يرى العلماء أنها وجدت على الأرض منذ 250 مليون سنة .. هناك 700 ألف نـوع منها حتى اليوم .. ويعتقد العلماء أن أنواعها ستبلغ عشرة ملايين فقط لو تقدمت طرقنا فى البحث أكثر . . لقد وجدوا الصراصير داخل المفاعلات النووية وفى القطب الشمالى وداخل الصمامات الإلكترونية .. هذە الكائنات قوية جدًّا وقد جاءت لتبقى ..

الحق أننى رحت أقطع الحساء بالسكين وأشرب الخبز .. وفى سرى شعرت بذهـول لأننى ما زلت حيًّا إلـى هـذا الحـد .. فجأة ينزعنى أحدهـم من وراء المجهر الذى أراقب بە الحياة ليضعنى تحتە .. أتحول من مراقب للجراثيم إلى جرثومة سعيدة

«أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام! لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد !».

«خلق الإنسان اللغة ليخفي بها مشاعره ».

‪ «أوسكار وايلد »

هذا نموذج آخر للفـوارق بيــن ثقافـات الشعوب .. لــم يحسم بعــد الخــلاف حـول ما إذا كـان الخروف يقــول ( مــاء ) عندنــا أم ( بــاء ) عندهــم .. بومتهــم تتساءل ( مـن ؟ Who ) ، بينما عندنـا تعوى القطة مناديــة ( داوود ) والكروان يردد ( الملك لك لك ) ..

أنـت تعرف أننـا جميعًا كنا فـى طفولتنا نـود أن نصبح رجـال شرطـة لنحمل المسدس ونضع الشارة .. حسن .. لكننا نضجنا وبدأنـا نرى العالم بشكل مختلف .. فقط المأمـور رجـل لـم ينضج واحتفــظ بانبهـارە الطفولـى القديـم بالمسدس والشارة !

أتمنى لك حظًّا سعيدًا .. لكنى أؤمـن بالحتمية .. أنت بطل أسطـورة إغريقية سمـع مصيرە كاملًا مـن العرافيـن ومـن الجوقـة ، لكنە مـاضٍ إلـى نهايتە بعنـاد وتحدٍ .. ولو كان النصح يجدى مع أمثالك لما حدثت أول مغامرة لك ..

الرجال الذين لم يعودوا كذلك .. إنهم فى كل مكان للأسف فى هذه الأيام .. كـل الرجال لم يعودوا كذلك ؛ إلى درجـة أن الأسطورة الحقيقية هـى أن تحكى عن رجال ظلوا كذلك ..