اقتباسات أحمد خالد توفيق

ثمة شىء يحطم الأعصاب فى ضعفه هذا .. أبى عصبى لا يسامح الضعف البشرى ولا يقبل الزلات من أى نوع .. فليبق كذلك ! .. . أما هذا الوهن فيلتهم روحى ويشعرنى بقنوط شديد. عندما يصدر الأسد أنينًا خافتًا كقط جريح .. فهذا يمزق قلبك فعلًا .. ..

⁠‫الأسد يجب أن يزأر .. يزأر بقوة وشراسة ..

⁠‫الأسد يجب أن يفترسنا !!

لكنها ككل المواهب التى تزيد من حساسية المرء تجعل الحياة صعبة .. ذو السمع المرهـف أكثر مـن البشر العاديين يجن بعد فتـرة .. الصمم يسبب البارانويـا على فكرة .. الأصـم يعتقد أن كـل النـاس يسخرون منه أو يتآمرون ضـده .. هـذا يدلك على أن الله أعطانـا القدر الكافـى الصحيح من الحواس .. زيادة الحواس تقود للجنون .. نقصها متعب ..

⁠‫( روى ) .. اسمه ( روى ) .. لا يوجد كلب ذكر إلا واسمه ( روى ) ، ولا توجد كلبة إلا واسمها ( توسكا ) .. هذا هو القانون ..

مـع الرغبة فـى الشعور بالأهمية .. ذلك الشعور اللذيذ بأن الحياة ستفسد والشهب ستهوى لتحرق المدن الآمنة لـو لـم نكن موجوديـن .. عرفت مديريـن يتغيبون عـن العمل لبضعة أيـام ، ثم يستشيطون غيظًا عندما يكتشفون أن كل شىء كان يسير بدقة الساعة فى غيابهم .. هذا يثير جنونهم ..

كل الأمهات لهن رأى سلبى فى أى شىء يحبه الأطفال .. الشيكولاتـة تتلف أسنانك .. البلل بالماء يسبب لـك الالتهاب الرئوى .. لعب الكرة يتلف الثياب .. القطط الصغيرة تجلب الأمراض .. باختصار : كـل ما يحبه الأطفال مـؤذٍ كريه .. والعكس صحيح طبعاً

كـان هـذا رأيـى دومًا .. عندمـا يتحمس الشاعر ويبـدأ فـى إنشـاد قصيـدة فلا طريقة لمنعه إلا وضع الديناميت فى فمه ..

بينى وبينك صار موضوع التخصص يجعلنا عاجزين عن إبداء الرأى فى أى شىء .. ترى لوحة فتشعر أن من رسمها فأر سقط فى دلو طلاء ، لكنك تفتح فمك فيقولون لك إن عليك أن تخرس لأنك غير دارس أكاديميًّا .. تقرأ قصيدة تحكى عـن الذبابة التى سقطت فـى طبق عسل ، مما أدى إلى أن تصاب السلحفاة بسرطـان المستقيم .. توشـك على أن تقول إن هذا كلام فارغ فيقولون لك إنك غير مؤهل لتحليل النص .. الآن أتهمك بالتكرار فتقول إني لست إعلامياً!

هـذه هى فلسفتى .. دائمًا أتوقـع الأسـوأ وفـى كـل مرة يتضح أن توقعاتى كانت أسـوأ من الحقيقة .. هـذا جعل الحياة بالنسبة لـى سلسلة من المفاجآت السارة !.. المتفائلون فى رأيى هم أكثر الناس إصابة بخيبة الأمل ، بينما أنا أتوقع مثلًا أن يسقط علينا نيزك فـى هـذه اللحظة .. لو لم يحدث هذا شعرت بأننى محظوظ وأن الحياة أجمل مما نظن

⁠‫( غـادة ) على الأقـل كانـت تعرف أن كـل محاولات تسمينها قــد فشلت .. لا شـىء يجـدى معهـا .. إن كانـوا سينتظرون حتـى تسمـن فلسـوف ينتظرون للأبـد .. كانت أمها تطعمها أطنانًا من المفتقة ومربى ( خرز البقر ) كى تسمن بلا جـدوى .. وقـد كانت الأم تؤمـن أن الفتاة السمراء النحيلة ليس لها مستقبل مـن أى نـوع فـى مصر أو أى بلد عربـى آخر .. المجـد والسؤدد للفتاة البيضاء السمينة ..

هناك قصة شهيرة لـ ( تشيكوف ) يركب فيها الفتى الزحافة على الجليد مـع الفتاة .. فإذا أسرعت الزحافة وتعالى صفير الهواء ، همس الفتى فى أذنها ( أحبك ! ) ..

⁠‫تنزل الزحافة فتسأله الفتاة عما قاله ، فينكر بشدة أنه فتح فمه أصلًا .. هـذا تأثير الريـح لا أكثر .. يجن جنــون الفتـاة وتصمم على إعـادة المحاولـة .. ومـن جديد يتكرر الموقف و( أحبك ! ) .. وهكذا ..

⁠‫لو أن رجلًا أراد أن يدفع امرأة للجنون فليتصرف بهذه الطريقة ..

( غـادة ) حائرة .. كـل هـذا الحظ الحسن يتعسها ولا يسعدها .. إنهـا عادة المرأة فى التهام نفسها حتى الأذنين حتى إذا كانت سعيدة ..

ما ينتهي ببطء لا يعود بسرعة.. لا يعود أبدًا..!

لا توجه المديح إلا لمن يحتاج إليه، فإنك إن وجهته للشخص الخطأ أهدرت كرامتك بلا داع..

ــ « اسمه ( على فونية ) فعلًا ؟ »

⁠‫ــ « لا يعرف لنفسه اسمًا آخر .. إنها المهنة عندما تتحول إلى لقب .. هناك دائمًا ( سيد فورمايكا ) و( أسامة دوكو ) و( حسن أسطر ) .. »

( خوفو ) لم يكن يتكلم عن شىء سوى القبر الفاخر الذى أعده لنفسه ، غير عالم أنه لن يخدم أحدًا سوى مصلحة الآثار ..

من المؤلم أن تراقب شيئين وهما يحدثان : التنفس ومرور الزمن.

كان يحب تلقى الخطابات باعتبارها أعظم نشوة فى التاريخ ، لكنە كان يمقت كتابة الخطابات باعتبارها أسوأ تعذيب عرفتە البشرية منذ عقاب القاربين البابلى الشهير .

كان هذا قبل أن تظهر حيلة النصب الشهيرة الحالية : يسألك الفتى عن البلد الذى عاصمته القاهرة فتهتف فـى ذكـاء وانتصار : مصر .. برافـو .. أنت عبقرى يا سيدى ؛ ولذا ندعوك لحفلنا الكبير يوم الثلاثاء القادم حيث تحصل ❞ على فيلا وسيارة وطائرة لأنـك إنسان رائـع .. فقط يجب أن تدفـع عشرة جنيهات الآن لضمان الجدية ..

هذا هو منطق أفلام عصر الباشوات الـذى يقول إن الثراء سيئ وقبيح ، ومن الأفضل أن نتجنبه ونتركـه للباشوات .. دعهم يتعذبوا ويتألموا فى ثرائهم ولننعم نحن بالفـول والطعمية ! .. الغريـب أننـى لـم أعـد أجـد هـذا المنطـق سخيفًا في هذه اللحظة بالذات .. الأثريـاء يعيشـون فـى بيوت تسكن تحتهـا الشياطيـن فلا تحسدوهم يا سادة !

ترى أين أنت أيتها العروس ؟ ترى هل ما زال أهلك يذكرون قدميك الصغيرتين تمرحان فى الدار ؟ هل ما زال حبيب القلب يهمس باسمك كل غروب؟