اقتباسات مصطفى صادق الرافعي

وإن في القلم لشيئًا إلهيًّا يدفع الموت والنسيان عن المعاني التي تُكتب إلى أجل طويل، كأن القلم ينتزعها من الإنسان الذي هو قطعة من الفناء ليُبعد الفناء عنها،

، يا ويلتا من هذه الدنيا، إن مصيبة كل رجل فيها حين يصير رجلًا أنه كان فيها طفلًا وما علم أنه كان طفلًا.

ولقد والله يُضجر العمل السامي إذا أصاب غير موضعه كما يُضجر العمل السافل إذا نزل في موضعه.

فإن لكل شيء طرفين، وأن طرفي الجمال هما الحب والبغض؛ ورسائلي هذه ستأتيك بالجمال من طرفيه فلقد والله أحببت حتى أبغضت

فإني راميك بأسهم لا قاصراتٍ عن قلبك تنزل دونه ولا زائداتٍ تمر عليه وتتجاوز، بل مسددات يقعن فيه.

لا

والفضائل قائمةٌ في الدنيا بالصغار والفقراء، ولكن مِن نكد الدنيا أن عنوانها هم الكبراء وحدهم؛ على أن أكثر هؤلاء لا تكون منهم في كل أمة إلا الطبقةُ المنحطة انحطاطًا عاليًا.

رجعت الحكومة في الناس أداةً مسلطةً لا تُغني كبيرَ غَنَاءٍ في الخير والشر؛ إذ يحتاج الخير أبدًا إلى قوتها تحميه، ويحتال الشر أبدًا على قوتها تستنقذه، ومتى لم يكن الخير إلا بالقوة فاحتياجه إليها شرٌّ، ومتى لم يكفَّ الشر عن

قد يكون أدقُّ خيطٍ من خيوط آمالنا، هو أغلظ حبلٍ من حبال أوهامنا...!

ولقد يكونُ في الدُّنيا ما يُغني الواحدَ من الناس عن أهل الأرض كافَّة، ولكنّ الدنيا بما وسعت لا يمكن أن تُغني محبّاً عن الواحد الذي يحبه.

كأنَّ لكِ فيضاً من الجمال والسِّحر يستغرق العالمَ، ويغمر الكونَ ولا يكتفي بما ينتهي دون مالا ينتهي، أو كأنكِ أنتِ مُجتلى هذا الفيضِ لعيني؛ وكأنكِ وسيلةٌ في اتصال روحي بروح الجمالِ الأزلي.

ومن بعض هذا السرِّ تلك الابتسامة الواقعةُ على ثغركِ ترقُّ فيها الروحُ مرَّةً وتتكاثف مرَّة، حتى كأنها وهي في الرسم -لونٌ روحيٌّ ظهر يتموَّج على شفتيكِ، فما أُقلَّب فيه عيني إلَّا شعرتُ أنَّ روحي تذوب فيه كما يتمازج لونان في السماء على الشفق الأحمر.

وجعلتني من وحي جمالك المتنزِّل على قلبي أشعر أنَّ هذا الجمال السماويّ أنشأ فيَّ صفة ملائكيةً ترفعني فوق إنسانيتي.

وعندما أتأمل انبثاق الفجر، يخيَّل إليَّ من جماله وروعته أنَّ الوجودَ في سكونه وخشوعه نفسٌ كبرى تستمع مصغيةً إلى كلمةٍ من كلمات الله لم تجيء في صوتٍ ولكن في نور.

وعندما أبصركِ أنتِ، أوقن أنَّ الحسنَ المعشوقَ ما هو إلا خيالُ الجنة الأخروية يناله من الدنيا إنسانٌ في إنسان.

في نفسي عالُم أحلامٍ من خلق عينيك الذابلتين.

وفي نفسك عالم أسرارٍ من خلق أفكاري المعذَّبة.

خرجنا كلانا بالحبِّ والجمال من حدِّ الإنسان إلى حدّ العالم.

وتحوَّلنا كلانا بالهوى من حالة شخصٍ إلى حالة عقل.

ولو وُلد النور لكان وجهَك الجميل المشرق، ولو وُلدت الكهرباء التي هي سرُّ النور لكانت أسرارَ عينيك، ولو تولَّدت القوةُ التي هي سرُّ الكهرباء لكانت فتنةَ حُبك، وكل المعاني التي في نفسي لا تتَّخذ صورَها إلا منك لأنك بجملتك تمثالُ الشِّعر.

دواءُ كلِّ محبٍّ حبيبهُ.

❞ فواهًا لك يا شعر الشعراء؛ أنت النقص كله مع لذات الدنيا وأنت الكمال كله مع آلامها. ❝

❞ الإهمال والازدراء وسمو النفس ثلاثة مفاتيح لقفل واحد هو قفل الغيظ. ❝