اقتباسات حسام السيد

أنت تخاف من كونك لا أحد، أنت لا تريد أن تكون ما أنت عليه الآن، لكنك لا تعلم ما ستصير إليه لو تخليت عن هوية المهرج، لا يهم ما ستكونه أو كونك تجهل ما تريده، لكن على الأقل كن وفيًّا

الشر من لزوميات العالم، يُمكن أن يمقته قلبك، لكن لا تطلب عالمًا يخلو منه

يستدعي الأمر رجلًا مُحطمًا ليفهم رجلًا محطمًا، عندما تتحطم وتحاول جمع أجزاءك المبعثرة، المدببة، الحادة، عندما تُدمي يديك مرات ومرات وأنت تُحاول ترميم هويتك، يمنحك حطامك خبرة ما في فهم حطام الآخرين، وتحاول مُمارسة العملية نفسها عليهم، تُحاول جمع أجزائهم

اقتباس لبيسوا يقول فيه:

‫ «لا أكتب للنشر ولا للكتابة نفسها ولا حتى لأصنع فنًّا، أكتب بهدف المغالاة القصوى في الدقة، آه لو أمسكت بواحد من أحاسيسي ونسَّلته حتى أتمكن به، سأفعل ذلك لا لكي أجعل النثر يتألق ويرتعش، إنما لأمنح برانية لكل ما هو جواني، لأجمد الحياة بداخلي، أحبسها في نثر».

بالوقت زهدت كثيرًا في مُناقشة المُبصرين، معهم كل شيء مُغلَّف بالشفقة، كل محاولة لأن تتواصل بشكل عادي يردها الآخرون إلى العمى، إما بالشفقة الزائدة وإما بمحاولة التعاطي معها بأريحية زائدة كأنها مبصرة، الشفقة المفرطة عليها أو التجاهل المفرط لعاهتها كلاهما تنويعات مُختلفة عن حقيقة واحدة، أنها لا شيء سوى عاهتها، أنها مُختزلة بالكامل في كونها عمياء.

«فقال له قلبه: لا تجزع؛ فقد ينفتح الباب ذات يوم تحية لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة.»

جيل كامل مسه الحلم والنشوة والهزيمة قبل عامين في ميادين الثورة، جيل اختبر لحظة «حسن» الشهيرة: الغرق في الحلم لجزء من الثانية ثم اليقظة المروعة على صوت الواقع. ورغم استعادة الواقع أدواته وسطوته، لم ينسَ الحالمون نشوة الحلم، وظل دومًا التوق إلى استعادتها كامنًا بداخلهم.

يقف الإيمان على قلب المرء، مُترددًا، لا يستوطنه إلا لو أحب المرء أن يسع طيب الحال والروح جميع القلقين حوله “لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه»

تُعبِّر جلسة «كليف» وحيدًا في نهاية حكايته عن أنبل ما أُثمِّنه في تجربة العيش: الرغبة الصادقة في مواجهة ظرفك الوجودي دون ابتذاله بتفاؤل ساذج ولا تشاؤم مثقل.

لا يمتلك –رغم خوفه الدائم ومحدودية قدراته– إلا الصمود، تلك الرغبة النبيلة في الوقوف في وجه الشر حتى لو لم يملك صاحبه أدوات كافية لمواجهته.

لا شيء يحزنني قدر مطاردي الكمال الذين لا يغفرون لأنفسهم بشريتهم، مرضى الكل أو اللاشيء، من يصيبون تسعًا ويجلدون ذواتهم لتفويت العاشرة، من يحبسون أرواحهم في دائرة مكتملة، مصقولة، نسبة ذهبية مثل قبر محكم، لكن بلا مخرج.

‫ لا شيء يحزنني قدر مطاردي الكمال الذين لا يغفرون لأنفسهم بشريتهم، مرضى الكل أو اللاشيء، من يصيبون تسعًا ويجلدون ذواتهم لتفويت العاشرة، من يحبسون أرواحهم في دائرة مكتملة، مصقولة، نسبة ذهبية مثل قبر محكم، لكن بلا مخرج.

لكمال صفة تنتمي إلى القبور، إلى الموتى، حيث لا جديد سيحدث.

كثيرًا ما سجنتني كادرات محكمة في نظامها، لكنني كنت دومًا مفسدًا عن غير قصد لكل الإيقاعات الصارمة التي انضممت إليها: رقصة عيد الطفولة، المشية العسكرية في الجيش. كل مرة أنسجم في حشد ما أشعر باختفاء لكينونتي يتبعه الذعر. كمال الحشد هو أن يبتلعك؛ لذا، لا إراديًّا، أقوم بحركة مخالفة. أُعاقَب لإفسادي الانسجام، بينما يطمأن قلبي أنني ما زلت حيًّا بإرادة منفصلة ولم يبتلعني الحشد بعد.

يفتنني دائمًا جمال ما في الشيء غير المكتمل؛ في الشروخ، في العيب الحاضر في لوحة مثالية ليخبرك عن بشرية من صنعها، في تجاعيد الوجه، في آثار الاستخدام التي يتركها استعمالك للشيء مرارًا، شيء من «الونس» يخبرك أن عفوية البشر والزمن مرت بتلك التجليات وتركت أثرها وبصمتها.

«المرء مجبر على أن يكون حرًّا، على أن يتفحص ممكنات حريته ويتصرف وفقها.»

‫ تؤكد فلسفة «سارتر» أن السلطة، التي تمنحنا معنى لا نتعب في البحث عنه وإيجاده بأنفسنا، سنظل أسرى لها إلى الأبد؛

‫ مهما بحثنا عن ماهية أنفسنا خارجنا، سيظل اللهاث بلا طائل؛ المعنى في داخلنا، ليس كنزًا نصل إليه، بل تحفة نصطنعها على مهل بجهد يومي قوامه اختيارات صغيرة نجترحها كل لحظة.

‫ أن نُلقى في العالم بلا معنى ظلم، وأن يُضطَر كل امرئ إلى اصطناع المعنى لنفسه يخلق فوضى؛ لأن ما نخلقه قد لا يتسق مع ما تراه الأغلبية بإملاءاتها الاجتماعية والسلطوية؛ لذلك يزداد اغتراب «يحيى» وهو يصطنع لحياته معنى على مهل، معنى لا ترضى عنه سلطة أهله ولا الشرطة ولا الأغلبية حوله.

–  أخبرنا الحقيقة؛ هذا الرجل مذنب؟

‫ –  مذنب أو غير مذنب، لا أعرف، ولا يهمني، كل ما أعرفه أنني كنت أعمى والآن أبصرت.