المؤلفون > مريم عبد العزيز > اقتباسات مريم عبد العزيز

اقتباسات مريم عبد العزيز

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات مريم عبد العزيز .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

مريم عبد العزيز

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

  • في زمان آخر كان البحر صديقي، ينتظرني في نهاية كل شارع من شوارع الطفولة، البحر الذي فتحت مدينتي ذراعيها على اتِّساعهما لتقتطع لنا ولها جزءًا منه لا يشاركنا فيه الجميع، أنظر كيف أصبح ما بيننا الآن أطلقت المدينة ذراعيها لتبطش بنا من ناحية، فانفلت البحر من الناحية الأخرى ينتقم منَّا ومنها. آه يا إدريس، لو تعلم، حَرَّمتُ جسدي على البحر من يومها، وليس بيدي شيء لأفعله، كل ما بوسعي كي أتَّقي شرَّه أن أقف حاجِزًا بينه وبين الضعفاء أمثالك وأمثالي.

  • أنا أعرف الطريق لقبر أبي يا سلمى، لكني لا أعول على قبره، ولا أتوقع أبدا أن أجد فيه إجابة على أي سؤال، فقد عاش هو أيضا يبحث عن إجابات لم يعثر علبها.

    مشاركة من Kawther Jahmi ، من كتاب

    هناك حيث ينتهي النهر

  • يَرِنُّ صوت ليلى مراد في المقهى المجاور: «أحلِّفَك بعذابي اللي انت عايش فيه متهنِّي… وأحلِّفَك بشبابي اللي لا نابَك يوم ولا نابني»، تتحسَّس بأطراف أصابعها وجهها لتعرف ما إذا كانت هناك تجاعيد استجدَّت عليه؛ فهي تظنُّ أنها ستذبل قريبًا، هكذا تخبرها أمها والأقارب والنساء في البلدة، حتى المرآة تخبرها أيضًا بذلك حين تعكس لها صورة شعيرات بيضاء زارت مقدِّمة رأسها فتسرع في تحضير عجينة الحنَّاء لتُكَذِّب المرآة كما تُكذِّب كل شيء آخر طوال هذه المدة لم يصل منه أي خطاب، ولم تَصِلْ أخبار مؤكَّدة عن عبوره البحر بسلام إلى الشاطئ الآخر ولكنها كالغريق الذي تعلَّق بِقَشَّةٍ تُصدِّق كلام أحد العائدين أنه رآه هناك تمرُّ عليها ليالٍ تلعنه فيها، ولكنها في النهار تخلق له الأعذار ولا تصدِّق أبدًا احتمال غَرَقِه في الطريق.

  • قد لا تزورك في المنام أجمل فتاة رأتها عيناك، ولكنك قد تصادفها في الحياة هكذا دون ترتيب مُسبَق وقد لا تكون هذه الفتاة هي الأجمل في الواقع، ولكنك بطريقةٍ ما تراها هكذا. تتعثر في تشتُّتها وضياعها، لكنَّ شيئًا ما في تلك الفوضى يجذبك إليها شيء ما فيها يشبهك هي لا تعرف بالتحديد ما الذي تريده من هذه المدينة، سحبها نفس التيار الذي سحب سنوات عمرك الماضية تنبش جراحًا قديمة ظَنَنْتَها سَكَنَت، أعادتك إلى شوارع الإسكندرية التي هجرتها، وبيتك الذي لم تَعُدْ ترغب في دخوله، بل وفضَّلْتَ عليه التسكُّع في شوارع المدينة بين مقهى وآخر مع هذه الغريبة حتى الصباح.

  • علَّمَتني جميلة أن أُحبَّ الغياب كما أحببت الحضور، كانت أكثر مني إيمانًا بأننا سنصل لقبر أبي، هذا القبر الذي لم أَعُدْ أبحث عنه، واستسلمت أن قبر أبي مرهونٌ بعودة عادل، كما أن كل حضور مرهونٌ بالغياب حضر الواقع المحبِطُ للقاهرة،

    فغابت أحلام أبي عنها. وحضرت جميلة فغابت الوحدة. ثم حضر الحب فغابت جميلة.

  • تقول ياسمين عن الحب إنه نهر إذا ما توغَّلنا فيه يبدو الشاطيء مشوَّشًا للغاية، لا نستطيع إدراكه، وهي على حقٍّ؛ فدائمًا ما تضيع منِّي لحظات البداية وأسأل نفسي في منتصف الطريق ما الذي دفعني في ذلك النهر؟ ما الذي فعله هذا الرجل كي أقع في حبه، وما الذي يفعله الرجال جميعًا كي تحبَّهم النساء؟ قد تبدو أشياء غيبيَّة ليس لها تفسير منطقي تحكي إحداهن أنها أحبَّت رجلًا لأنه أهداها زهورًا، وتحكي أخرى عن رجلٍ أحبَّتْه بسبب طريقته في تهذيب لحيته،

  • أجساد سمراء نحيلة تدهس الحياة في رحلة البحث عنها. أقول هذا وأنا الآخر أدهس كرامتي في رحلة البحث عنها. لا لَوْمَ عليهم، ولا لَوْمَ عليَّ، فكلُّ الأوطان جمرات مشتعلة، ونحن إذ نقبض على أوطاننا نحترق، وما أجدر الماء بإطفاء اللهب.

  • أصبحت محاطة بحكايات أناس تصبح شكواي أمام تجاربهم رفاهية كأنَّ تشكو فتاة من شوكة في إصبعها لرجل فقد ذراعه في الحرب، فالعالم المحترق من حولنا يجعلنا نخجل من أزماتنا وشكوانا الصغيرة على الرغم من أن هذه الهزائم الفردية هي التي تصنع هيكل هزيمتنا الكبرى، أعرف أن الموت على الفراش المنزلي أو على سرير مستشفى -كما ماتت أمي- أصبح أمام العالم موتًا هيِّنًا مقارنة بمن يموتون كلَّ دقيقة. لكنني في نهاية الأمر فقدتهم

  • ثم توقَّفْتُ عن مراسلته عندما لم يتَّصل بي ليواسيني في وفاة أبي؛ لأنه يعرف أن ما كنت أمرُّ به في تلك اللحظة هو أسوأ كوابيسي، أن أستيقظ يومًا فأجد الجميع قد رحلوا كنت أنعي أبي وكرامتي التي أهدرتُها في هذه المراسلات التي لم يتعطَّف يومًا بالردِّ على إحداها ولم يشفع لي أنني الوحيدة التي صدَّقتُه وكنت أدور خلفه في الأمسيات التي يشارك فيها بإلقاء قصائده أصفِّق بحرارة بعد أن ينهي عرضه وكأن أمل دنقل هو من كان يتلو القصيدة.

1 2 3 4